|
محمد يحيى محمد عبده مصطفى
النسر يرفض غدر الغربان
- 30 لوحة فنية بتوقيع يحيى عبده أستاذ الجرافيك بكلية الفنون بجامعة حلوان، عرضتها الكلية احتفاء بثورة 25 يناير ، وفرحة الشعب المصرى بها ، وعلاقة الشباب وزهوره المتفتحة بالنظام السابق ذى الأحجار الخشنة .
- المعرض جاء تحت عنوان ` الزهور والصخور `، لأن ` بين الزهور والصخور علاقة متضادة تلخص الموقف فى مصر ` كما يقول عبده ، مشيراً إلى أن لوحاته فى أواخر التسعينيات تتبأت بانفجار الشعب ضد النظام ، وجسد هذا فى إحدى لوحاته فى تحطم صخرة كبيرة أمام الإرادة المصرية فى التغيير ، ولوحة أخرى يظهر فيها النسر يقف بجوار الحمام الأبيض الذى يعبر عن المصريين ضد الغربان قائلاً : ` النسر فضل أن يقف مع سلمية الحمام ضد غدر الغربان الذى يمثل النظام الفاسد `.
- وتابع : الرقة انتصرت على التحجر والدماء التى سالت من الحمام الذى استشهد أثناء مقاومة الظلم سال منه الدم الأحمر ليكون علم مصر ` موضحا أن اللوحات تقدر دور الشباب الذين دافعوا حياتهم من أجل الحرية والتغيير .
- المعرض الذى افتتحه أمس الأول محمد النشار رئيس جامعة حلوان وياسر صقر نائب رئيس الجامعة وعميد الكلية ، قال عنه الفنان سمير الإسكندرانى إن المعرض عالج الصراع السياسى بقيم جمالية عالية ، وأضاف محمد النشار أن البعد الفنى ليس فقط للترفيه وإنما يعتبر محاكاة صادقة لما مر به الشعب المصرى فى عهد النظام السابق ، ويجسد فرحة حقيقية بثورة 25 يناير .
هانى النقرشى
الشروق : 5 /12 /2011
يحيى عبده .. مع الشباب يروى الزهور ويكسر الصخور
- تحت عنوان ` زهور وصخور ` إفتتح الدكتور محمد النشار رئيس جامعة حلوان، والدكتور ياسر صقر نائب رئيس الجامعة والدكتور سيد قنديل عميد كلية الفنون الجميلة بالزمالك، والدكتورة صفية القبانى وكيل الكلية لخدمة شئون المجتمع وتنمية البيئة، معرضاً للفنان يحيى عبده العميد السابق للكلية بقاعة العرض الرئيسية بالكلية وسط نخبة كبيرة من الفنانين والنقاد التشكيليين، يأتى المعرض فى محاولة من الفنان للتعبير والمعالجة الفنية لأحد أهم الاحداث التى مرت بمصر ببعد درامى يرتكز فى مجمله على ثورة يناير، مختاراً الزهور والصخور نموذجا للتشكيل الفنى، فنجد الزهور معبرة عن شباب الثورة وصراعها الدائم مع الصخور التى تمثل النظام البائد المستبد بأسلوب يغلب عليه الطابع الرمزى أحيانا والتعبيرى الواضح احياناً أخرى فى 30 لوحة فنية منفذة بخامات وتقنيات متعددة كألوان الاكريك على التوال والسوليتكس وألوان الجواش على الورق .
- يقول الدكتور يحيى عبدة : حاولت جاهدا من خلال تلك المفردات والعناصر التشكيلية التعبير عن هذا الحدث التاريخى المهم فعندما اندلعت الثورة كان التعبير الأول تلقائيا ومباشرا فى لوحة ` المارد يخرج من الميدان ` وعندما وقف الجيش المصرى محايداً ولم ينضم إلى السلطة الفاسدة ضد جماهير الشعب، كان التعبير الثانى أقل مباشرة فى لوحة ` لم ينحز النسر لغدر الغربان أمام سلمية الحمام ` ثم احتوتنى بعد ذلك الرمزية كتعبير فنى فى بقية الاعمال الفنية لهذا المعرض .
- ويقول الناقد والدكتور ياسر منجى : يحيى عبده فى معرضه يتسلح بخبرته العريضة فى مجال فن الكتاب، لإعادة غزل الصورة على منوال يتجاوز ظاهرية الحدث إلى عمق معناه ويتجافى عن غواية السقوط فى أسر التسجيل المباشر لصالح الارتقاء ببلاغة الترميز فى اللوحة، فنحن لا نقع على العناصر المكررة والمتوقعة، أى أنك لن ترى أى أثر للميدان ولا لثواره أو لغير ذلك من العناصر البصرية التى باتت أيقونات ملازمة لثورة 25 يناير، بل هو ينقلك نقلا إلى أفق من بلاغة الرمز وإلى فضاء من المجاز المكثف، متخذا من الزهور معادلا بصريا لغضاضة شباب الثورة وبراءة حلمهم الوطنى ومن الصخور مرادفا لتصف نظام تصلب هيكلة حتى تحجر وتجبرت قبضته الخشنة حتى تصلبت، حيث بات الرهان دائرا حول استجلاء صور الصراع الدائر بين ليونة الزهر وصلابة الحجر، وحول معالجة التناقض القائم بين قسوة هذا وطراوة ذاك وحول توكيد التقابل بين هندسية التشظى المتكسر فى أسطح الصخر وعضوية الانسياب المسترسل لغصون الزهر وأوراقه وبتلاته الرهيفة .
رانيا الدماطى
جريدة الاهرام - 2011
وداعا الفنان يحيى عبده
- رحماك ياربى ..كل يوم نودع صديق وفنان .. ماان ودعنا الفنان د. يحيى عبده العميد الاسبق للفنون الجميلة وصاحب ابتهالات الحرف العربى .
- يحيى فنان الغلاف
- مع لمسته الخاصة فى فضاء التصوير.. كان د. يحيى عبده استاذ الجرافيك والعميد الاسبق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة والتى ` شهدت فى عهده الاحتفال بمئويتها عام 2008 `.. له مساحة كبيرة فى الفن الصحفى وفن الغلاف..قام بتصميم العديد من الاغلفة لكتب كبار المؤلفين من بينهم :انيس منصور وزكى نجيب محمود والشيخ الشعراوى والشيخ الغزالى ومحمد حسنين هيكل ..صدرت عن دور النشر المصرية الكبرى :دار المعارف والشروق والهيئة العامة للكتاب والمصرية اللبنانية ..كما رسم العديد من اغلفة المجلات المصرية والعربية ..مثل اكتوبر وصباح الخير وروزاليوسف والحرس الوطنى السعودية والدفاع العربى واللواء فى لبنان ..وله عشرات الكتب فى ثقافة وقصص الاطفال .
يقول انيس منصور فى عموده مواقف بتاريخ 7 اكتوبر 2007:اذكر ان يحيى عبده رسم غلافا بديعا لمجلة اكتوبر ..وبلغ من جماله ان امر الرئيس السادات بمنح مكافاة لكل العاملين بالمجلة ..كما ظهر الغلاف فى كل الكتب الاجنيبة التى صدرت عن حرب اكتوبر`.
وهو صاحب لمسة خاصة فى الابداع ..خاصة تلك الايقاعات التى تعد ابتهالات بالحرف العربى ..تهتف باسم الله وتسبح بحمده مفعمة بالحس الصوفى والاشراق التعبيرى ..وهى لوحات مقروءة امتدت فى تجليات وتسابيح من اسماء الله الحسنى كما فى لوحاته :` الواسع.. الرزاق.. العليم ..الحليم.. الظاهر والباطن ` الى الايات القرانية ..جعل من خلالها الحرف العربى يشدو ويرق وينحنى وينساب فى تعبيرات بين الافقى والراسى بين السمو الذى يعانق الافق فى الحروف الراسية ووالانبساط والثراء للحروف الافقية ..وهنا جاءت المنظومات اللونية تتوج عالمه ..فى هذا الاتجاه من الاشراق الروحى خلال هذا النبع ..الذى يفيض باسمى المعانى وتنوع وثراء التشكيل اقرب الى التراتيل والتواشيح ..فى الوان تتحاور وتتجاور وتتماس من السلم الموسيقى البصرى .. بثنائيات الاوكر او الاصفر الداكن والازرق والكحلى والاحمر والازرق البحرى والبيج بتدرجات وانغام من الصفاء .
واستكمالا لتلك الحروفية الصوفية جاءت اعمال الفنان عبده فى لوحاته لدنيا المدائن والقباب والتى خرج بها الى افاق تعبيرية تتجاوز الممكن والمتعارف ..من تلك العناصر والتركيبات والتوليفات والانتقالات اللونية ..فى حشود تعانق السماء مابين استطالات الماذن وتنوع القباب مع الاهلة ..فى ثلاثية تتالق بالروح وتسمو بالوجدان ..وقد مزج بينها وبين الكعبة المشرفة فى احدى اللوحات جاءت حالة من التالق والاشراق ..تاكيدا على تلك الرموز الدينية بصياغاته التى تنبع بالشفافية والابتهال الصوفى .
وتمتد لوحات الفنان يحيى عبده الاخرى ..بين شدو الطيور وتالق الزهور ايقاعا اخر يغنى للطبيعة والحياة ..كما احتفى بالهلال هذا الرمز الدينى الذى يوحى بالنور ويعد علامة بداية الشهور العربية ..فجعله متوجا بالابيض البرىء مكللا بالزهور البيضاء متربعا فوق الزروع والورود بتنوع الوانها ..حتى تتداخل وتتلاشى فى خفوت مع الخلفية الليلية الزرقاء.
وتظل اعمال الفنان التشخيصية لحنا اخر فى عالمه..تغنى للحياة والطبيعة مثلما تغنى للوطن من تلك الوجوه لاهالينا الطالعة من الارض الطيبة ..بملامح القوة والجلد ودقة القسمات مع استطالة الرقاب ..فى رمزية الارتباط بالارض من خلال توحدها مع البنايات والعمائر ..انها وجوه الاصالة والانتماء ...تتعايش فيها قوة وحيوية الخطوط واناقة المساحات بحكمة تعبيرية.
سلام على يحيى عبده وعفت حسنى ..اثنين من فنانينا بعمق ماقدما من ابداع فى فنون الصحافة والتصوير ودنيا الرسوم ..وتحية الى روحهما .
صلاح بيصار`
يوم الثلاثاء 18 -1-2022
يحيى عبده.. قِباب وأرض ومزارعون
-على مدار مئات السنين، امتزج الفنّ بالحِرفة في التاريخ الإسلامي، إذ مثّلت معظم التعبيرات الحروفية والمنمنمات والأرابيسك والعمارة رؤيةً فلسفية تتعلّق بالنظرة إلى الكون والخلق، انعكست في أبعاد جمالية تحكمها بُنية ونسق محدّدان، وهي مقاربة تجسّدها تجربة يحيى عبده كما يبرزها معرض `ملامح من المشوار` الذي افتُتح في `غاليري ضي` بالقاهرة بداية إبريل/ نيسان الجاري، ويتواصل حتى الثالث من مايو/ أيار المقبل.
- يوظّف الفنان التشكيلي المصري (1950) الكتابات العربية، من آيات قرآنية وأحاديث نبوية ومأثورات شعبية وزخارف نباتية وهندسية، في تشكيل عباراتٍ يختارها، مثل `وإنّ الله الرزّاق ذو القوّة المتين`، أو `سبحان الله`، أو `استوصوا بالنساء خيراً`، أو `الفتح`، ويسعى إلى إدماجها كمفردات تشكيلية داخل اللوحة، من خلال إبراز التباين اللوني بين الغوامق والفواتح، أو في تداخل مساحات الظلّ والنور وفق علاقات متوازنة ومدروسة.
- تعود بدايات عبده في هذا الاتجاه إلى مطلع ثمانينيات القرن الماضي، مع رحلته الأولى لأداء مناسك الحجّ والعمرة، حين قرّر أن يحوّل مشهد الطواف والسعي بين الصفا والمروة وغيرها من المناسك إلى أيقونات فنية، وواكب ذلك بتنظيرٍ أراد من خلاله تأصيل التصوّرات الفلسفية والفكرية للفنون عبر التاريخ الإسلامي، وصولاً إلى اللحظة المعاصرة.
- يسعى إلى تأصيل التصوّرات الفكرية للفنّ عبر التاريخ الإسلامي تُرجمت هذه الأفكار عبر استعارة الأنماط الزخرفية الهرمية والمثلّثة وسواهما منذ ما يقارب الألف عام، مع استخدام الموتيفات الإسلامية المعروفة، مثل القبّة والدائرة والأهلّة والنجوم، وتجتمع هذه العناصر، بالإضافة إلى الخطّ العربي، في أسلوب تعبيري تجريدي قادر على إيصال رسائل الفنّان مع الالتزام بجمالية اللون وتوزيع الكتلة والفراغ وتدرّجات الضوء في العمل الفني.
- تتعدّد مصادر عبده بدءاً من دراسته الأكاديمية، حيث حاز درجة الماجستير في الرسوم المتحرّكة من كلّيّة الفنون الجميلة بـ`جامعة حلوان` عام 1984، ثم درجة الدكتوراه في الفلسفة سنة 1988 عن أطروحته `رؤية فنّيّة معاصرة لكتاب كليلة ودمنة`، ومروراً بممارسته تصميم الأغلفة والكتب وكتب الأطفال المصوّرة، وانتهاءً بامتهانه الرسم خلال عمله الصحافي.
- الرمز حاضرٌ أيضاً في بعض اللوحات المعروضة التي تتناول ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والتي تقترب من تصميم الملصقات، إذ يبني علاقة بين الزهور باعتبارها رمز إرادة الشعب والحياة، مقابل الصخور التي تتحطّم، كنايةً عن التغيير، أو الحَمَام الذي يعبّر عن سلمية الاحتجاجات الشعبية مقابل الغربان التي تشير إلى غدر أزلام السلطة.
- وفي عمل آخر، يحضر الدرب الذي يسير عليه الشعب، عمّالاً وفلّاحين ونساء وأطفالاً، بجوار الخضرة التي زرعوها والعمائر التي شيّدوها، أو في لوحة ثانية يتداخل فيها وجه الفلاح وجسده بجسد المرأة المصرية ويدهما تمسك المعول وهما فوق البيوت، إلى جانب أعمال تتشكّل فيها المناظر الطبيعية مع الحروفيات.
جريدة : موقع جريدة العربى الجديد 13-4-2021
|