`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
مصطفى عيسى أحمد كمال الدين
اللوحة حاضنة الوطن
- عندما نغيب عن الوطن نمسك أكثر بتلابيبه ونصبح أكثر اكتراثا به،
نتشبث بقلب الوطن حتي لا نضيع وتبقي اللوحة هي تلك? ` الحرقة ` التي عانيناها بعيدا عنه، تصبح هي الملاذ الأخير. يواكب ذلك في سنوات الغربة إحساس دفين بالذنب ناحية الوطن، نتابع آلامه بحسرة من كان بعيداً وقت الألم . من ثم تصبح اللوحة هي حاضنة الوطن نحتبس فيها ذكرياتنا في حضور كثيف كما لو كنا نخشي أن تتبدد في مكان آخر لا رائحة له..
الحوار الذييقيمه مصطفي عيسي مع لوحاته أطول كثيراً من الحوار الذي يجريه مع أي كائن آخر علي الأرض، وهو يبني في دواخله كل ما يعتمل داخله من تأملات حول العالم والبشر ويعترك معها هذا العراك الذي لايقيمه مع أحد من البشر حيث تتوازي طبقات الأداء فيها توازي طبقات شخصيته الجوانية.الشخصية التي تعتمل فيها أشياء كثيرة لاتبدو علي السطح. اختياره لعنوان المعرض: ` وطن لايصدأ` يحمل يقينه بأن هناك وطنا ينتظر عودتنا لم يعل الصدأ شغفنا به ولم تؤد الغربة إلي تآكله داخلنا.
لايغريك هدوء السطح في أعماله فهي تنطوي علي الكثير من التفاصيل لكن لابد أن ننصت لها ونبحث عنها؛ فلوحاته تحاكي تماما مظهره الهاديء الذي يقبع خلفه كيان فائق الحساسية والإنسانية، ولا يخدعك مظهر لوحاته التجريدي فالفنان يضعنا في خديعة التجريد فعلي الرغم من المظهر الخارجي التجريدي لأعماله المعروضة إلا أنها تحفل بالتفاصيل الواقعية المختبئة في عباءة التجريد: أجزاء من مراكب قديمة، كتب قديمة مدفونة في المسطح، صور شخصية وثائقية، صور لأعمال فنية سابقة للفنان، صفحات من أشعار أخيه، بصمة يده، الرسوم الجرافيتية في شوارع مصر، طبقات الورق الملصق، رسوم الطباشير، الديكولاج المصنوع، صفحات من كتب، صور الزوجة، فوتوغرافيا وجوه بسطاء مصريين، السبورة وحروف التعلم الأولي .. تهجي الحياة .. خضرة البدايات . خدوش علي جدار الوطن لعلها تضمن لنا البقاء فيه، حفر بآلة حادة فوق السطح كأنه حفر داخل الذاكرة حتي لا تسقط الأشياء الثمينة في تيار تفاهات الحياة اليومية.
من هنا كان هذا السرد البصري والحكايات التي تنطوي عليها الأعمال ففى هذا المسطح ذي البنية الرصينة المجردة المظهر يقبع وجه الطفلة المصرية الجميلة التي أَحَب ملامحها، إذا دققت أكثر ستري الطفلة تتدثر برداء زوجته القديم ذي الورود، وإذا أغراك التدقيق بمزيد من الاقتراب ستجد خدوشاً ورسوم لقلب محفور وخطوط متقاطعة ووريقات مطوية في عجينة اللوحة. بالإضافة للمفردات الجديدة في هذه المجموعة من رسوم حائطية شعبية ورسوم طباشيرية لزهور وطيور ونجوم وورود وكولاج من رسوم أطفال.
وعند مشاهدة الأعمال يجب أن تمتلك عين بصيرة تدرك فروق اللون الدقيقة ونقلاتها المرهفة ودرجاتها بالغة الخصوصية ويجب أيضا أن تمتلك الرؤية الهادئة لأن النظرة العابرة للأعمال لن تمنحك سوي القشور، إنها أعمال تتطلب أن تُري بتؤدة كما أُبدعت بتؤدة، عليك أن تجتاز نفس مسار الرحلة لتعرف سرها.
وجوه تتسلل من عتمة الجدران تختطف البسمة من الحياة اختطافاً، وجوه تطل من ثنايا بعض الأعمال كخبيئة تتخفي فيها، كثير منها وجوه أطفال تحضنا علي الفعل الأجمل وتلفتنا إلي أن هناك شيئا آخر لم نره بعد. وجوه فقراء قادرين علي صناعة الأسباب الصغيرة للسعادة بصبر ورضا.. وأحيانا تطل وجوه متكلسة متحجرة أو متحرقة أصبحت هي والأرض كيان واحد ذابت فيها حتي لانكاد نفصلها عن تربتها.
كأن الجدران هي التي تبني البشر وليس البشر هم من يبنوها، ففي الجدران فتحات تبدو كنوافذ تطل منها الوجوه علي الحياة وشخصيات تبدو متعلقة بالحياة من خلفها، وعندما تخلو اللوحة من الوجوه تبدو كترسبات جيولوجية ربما هي حصيلة كل الوجوه أو تبدو كبقاع جغرافية شاسعة خالية من العلامات حتي لانربطها بزمان ومكان ما.
تشير وجوه مصطفي للحياة من خلف الأنقاض، ولا يهم هنا إن كانت أنقاض بيوت أم أنقاض أرواح أم أنقاض أوطان، كأنك تكتشف بقايا لعبة طفل في بيت مهدوم، جريدة لم تكتمل قراءتها، كتاب أُهملت أوراقه، صورة فوتوغرافية شخصية في كوم من المهملات، وبقول آخر كأنك تكتشف بذرة حياة وسط هالة موت.
استدعت أعمال مصطفي لدي مشهدا لطالما آلمني: مشهد الجرافات وهي تهدم البيوت القديمة ليهب مكانها هذا النبت الخراساني الشيطاني، كم كنت أتأمل أنقاض تلك البيوت كأنني أبحث عن أنفاس ساكنيها وذكرياتهم، تلك التي لم يبق شاهدا لها وستتحول خلال ثوان إلي تراب ويتم تسويتها بالأرض لتبتلعها كما ابتلعت أجساد من سبقونا وكما تتأهب لابتلاع أجسادنا.
أصبحت أبحث عن تلك اللحظات التي يبث مصطفي فيها لقطاته المسروقة من الحياة لتحتفظ بها الجدران المتهالكة التي تشع رطوبة الإسكندرية وتراكمها الزمني في وسط دولة الغربة مصقولة الجدران التي لم يلتصق بها شيء أو ذكري، حتي ما صنعه من ذكريات خلال سنوات الغربة حفظها فوق لوحاته حتي يعود بها معه للوطن. اللوحة هي وطن المغترب.
ويستطيع مصطفي رغم تعقد التقنية التي يستخدمها أن يحتفظ بشريان الإحساس ناحية الأشياء التي يصورها، كأنه بحكم التجريب المتواصل مع السطح أصبح يستشرف حياة اللوحة ولاتقلقه مراحل الاستكشاف فهناك شغف بالتقنية يوافقه الأداء التعبيري الموافق لهذا الشغف.
في النهاية فإني اعتبر ذلك النص الموجز القصير ليس نصا نقديا يعني بالبنية الشكلية لتجربة فنان بل هو نص مواز للوحة الإنسانية تحرضنا علي البوح.
هي ليست مجرد عمل فني بل مساحة للشجن والانعطاف علي الذات نتشاركفيها مع الفنان.
د. أمل نصر
أخبار الأدب - 2017/4/2
فى معرض ((مصطفى عيسى)) بقاعة (( الباب )) سحر الجذور والطيور والشجر
- في قاعة الباب بمتحف الفن المصري الحديث شاهدت معرض الفنان دكتور مصطفى عيسى ، ولم يكن مفاجأة لي فقد شاهدت نواة هذه الأعمال في المعرض العام منذ عدة شهور ، ولاحظت ظهور طفرة في تجربته الفنية الجديدة وأسلوب المعالجة الفنية ، وهذا التطور لا ينتقص من أعماله السابقة ، بل يبرز مدى انشغاله بقضية الفن والهوية ، والإنتماء إلى الذات ، وهو لم يذهب بعيداً عندما إختار الطبيعة لتصبح النخلة رمزاً لهويته المصرية ويتناولها بأسلوب روح الطبيعة وسحر الجذور والطيور والشجر.
-غير تقليدي لتكون هي محور العمل الفني وتمثل مضموناً ينتمي للفكر الصوفي ، وقد تحدث الفنان في مقدمة كتالوج المعرض عن رؤيته الخاصة وعلاقة تجربته النابعة من إرث الطفولة ومدى ارتباطه الوثيق بالشجرة وبالتحديد شجرة الجميز واستدعاء الماضي الجميل من خلال هذه الشجرة ذات الجذور التاريخية المصرية القديمة ، وفلسفة الفنان التي تؤمن بأن كل شئ في وقد إختار طائر الهدهد كرمز يسمو في جماله وذكائه ليعلو فوق الشجرة .
- وعندما نتأمل الشجرة كرمز هي التجلي الكلي ، والبناء التركيبي للسماء والأرض ، والحياة الديناميكية في مقابل الحياة الإستاتيكية للحجر فهي كل من صورة العالم ومحور العالم ، وترمز الشجرة إلى الغذاء والمأوى والحماية ، وتصور الأشجار على هيئة شخصية أنثوية وهو ما نراه في لوحات الفنان عندما نشاهد وجه أنثوي يتجسد في جذع الشجرة يبدو كعنق هذه المرأة ، وهذا الوجه الجميل ظهر اللون الأزرق وباللون الأخضر ، والرمادي ، محاط بدائرة باللون الأصفر النقي كلون القمر المضئ كأنه هالة نورانية ، وفي لوحة أخرى نشاهد الدائرة باللون الأزرق والفنان يبرز جمال هذه الأنثى من خلال نظرات العيون الجميلة ، التى رسمها بأسلوب واقعي وكأنها بورتريه لإمرأة تتبع من ذاكرته المعبأة بذكريات الطفولة ، ونظراً إلى جذور الأشجار تمتد إلى أعماق الأرض عند مركز العالم ، وحيث أنها متصلة بالمياه ، فإن الشجرة تنمو في عالم الزمن ، وتضيف إليه الحلقات لإظهار عمره ، وتصل فروعها إلى السماء والخلود ، كما ترمز أيضاً إلى التمايز على المستوى السطحى للتجلي ، وهو لا يبرز خط الأرض ، ونشاهد الجذور فى بعض اللوحات فلا نراها بل نرى الأجزاء العلوية فقط التي ترافقنا في هذه الحياة فكل منا لا يعلم عن جذور الآخر ، لتظل الجذور سر الأرض وحدها ، وقد استخدم الفنان مزج الألوان الزيتية ذات الوسيط الزيتي بألوان الأكريلك ذات الوسيط المائي رغم تعارضهما وانفصالهما كيميائياً ، إلا أنه أراد الحصول على تأثيرات ارتجالية من خلال استخدام الخامتين المختلفين فنشاهد لمسات تنقيطية مختلفة اللون والشكل على جذع النخلة والشجرة والشكل الدائري التي يحيط بالوجه ، كأنها طرطشات قذفت على السطح بتلقائية .
- وفي إحدى اللوحات ظهر الوجه مكان الجذر بأسلوب تعبيري لا يبرز ملامحه باستثناء لمسة ضوء أبيض بجوار الفم كأنه يسقط من داخل الدائرة ، وعلى تماس الرأس نشاهد دائرة كاملة باللون البرتقالي الفاتح خلف مساحة من اللون الأزرق المسطح الصافي تحتوي الشجرة بثمارها البرتقالية يقف على غصنها بأعلى الشجرة طائر الهدهد.
- أن تين الجميز هي الشجرة المصرية للحياة ، ربة الجميز ` غابة الحياة ` ، وهي تمثل نوت ، إلهة السماء ، ولأن ثمرتها تدر المادة اللبنية ، فهي ترتبط بالإلهة الأم ، هاتور باعتبارها البقرة والغذاء والتناسل والخصوبة والحب ، وتتصل الشجرة أيضاً بالرسومات متعددة الأثداء لأرتميس وإيفيسوس ، حيث أن ثمرة الجميز تولد على جذع الشجرة وليس أغصانها .
- وقد ذكر الدارسين لخصائص المخلوقات أن الهدهد فصائل متعددة وممنوع صيده وهو يحمل خصائص فريدة في نوعها فهو أسرع من الحمام في استخدامات النقل والإتصال ، لأنه أسرع طيراناً ولا يحتاج للجماعة في طيرانه وقوة دفاعه عن نفسه أكفأ وتحمله للجوع والعطش أكثر فضلاً عن ذكائه ومكره المشهور بهما وله قابليه عجيبة في طلب الماء والكشف عن تواجده تحت الأرض ، وهو سريع الطيران وسريع العدو ، لا يقترب أى حيوان ضار من عشه بسبب الرذاذ الذي يرشه من غدة بقاعدة ذيله له رائحة كريهة لا يتحملها أى متطفل ، وهو رشيق له عرف مميز على رأسه وبني اللون وعرفه البني مرقط بالريش الأسود ، ومشاهدته علامة على نقاء البيئة من المبيدات الحشرية ، وقد ذكر القرآن الكريم الهدهد بصفته مبعوثاً من قبل سيدنا سليمان عند حشد جنوده : ` وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين `.
- والفنان مصطفى عيسى تخرج من كلية الفنون الجميلة جامعة الأسكندرية عام 1979 وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة في الفنون الجميلة عام 2000 وحصل على منحة التفرغ من وزارة الثقافة عام 2000 ، 2001.
- شارك الفنان في ما يزيد على 150 معرض جماعي داخل مصر وخارجها وأنجز خمسة عشر معرضاً خاصاً ، منها ` جماليات الحلم ` و ` نتوءات الجسد ` وآخرها ` وطن لا صدأ ` شارك في معارض دولية وورش فنية في أكثر من فعالية دولية داخل مصر وخارجها عضو فى عديد من اللجان الفنية والدائمة ، أهمها عضولجنة النقاد الجماليين العرب بغداد ، عضور لجنة التحكيم بمؤسسة فاروق حسني الدورة الثانية 2021.
بقلم : د./ أحلام فكرى
جريدة :القاهرة العدد (1119) 28-12-2021
فى معرضه الاستيعادى تلامس الكلاسيكية والواقعية التجريديه فى لوحات مصطفى عيسى
- أقيم المعرض الاستعادي للفنان مصطفى عيسى بقاعة أفق `1` تزامنا مع بلوغه عامه السبعون بعنوان `اليوم وما قبله` فى 12 أكتوبر ويستمر المعرض حتى 12 نوفمبر 2025، الفنان مصطفى عيسي مواليد كفر الدوار بالبحيره عام 195? حاصل على دكتوراه بعنوان `استلهام رمزية الحلم فى فن التصوير المصرى المعاصر` صاحب تجربة فنية ذات طابع خاص للغاية بدأت بالمذهب الكلاسيكى مرورا بالواقعيه التجريدية ليبنى الفنان تجربته التشكيلية من خلال منطلقات عديدة تقوم على منطلق الاستحداث والتجريب علي مستوي صياغة العمل الفني مثل الصياغة الكلية وهي ما يعرف بالتكوين، وعليه فالفنان اتخذ أساليب البحث والتجريب المتنوعه من الكلاسيكيه ورسم الموديل والبرورترية مرورا بالواقعية ووصولا للتجريد مستخدما ايدلوجيات واساليب متعددة ومتنوعه تعكس مشوار بحثى عميق من خلال تجارب متعددة ومتنوعه لتنشأ لديه بواعث ومنطلقات عدة نشأت من خلال تبني الفنان للتجريب والاستحداث باعتباره منطلقاً للإدراك العقلي للعناصر الطبيعية متمثلة في القانون البنائي لها والتي يعادلها الفنان بصياغاته التصميمية بمنطق تشكيلي جمالي يتفق ويختلف أحيانا عن منطق بناء هيئة العنصر في الطبيعة لذا تنوعت وتعددت الاتجاهات الفنية فى لوحات الفنان مابين البورتريه والموديل والمناظر الواقعيه وكذالك التجريديه ،وتنوعت طرق الأداء التشكيلي للفنان عبر مسيرته الفنيه والتى سعى الفنان الى تجسيدها بشكل واضح عبر معرضه اليوم وما قبله لياتى المعرض معبرا وراصدا امينا لميول واتجاهات وعمق تجربته عبر مسيرته الفنية المتنوعة المذاهب والاتجاهات حيث شكل صياغاته وموتيفاته التصميمية لعناصره الطبيعة المادية من خلال المداخل التجريبية في الفن حيث تعد هذه المداخل التى كانت بمثابة المنطلقات الفكرية والتقنية التي ينتجها العقل واتخذها الفنان بدقة عبر مسيرته الفنية والتى تجلت بشكل واضح من خلال معرضه الذى تضمن ما يقرب من سبعون عمل وهى عباره عن مجموعه لوحات جاءت انعكاس لمسيرة الفنان فى مراحل عديدة لأعماله وإنتاجه الذى اخذ مناحى وتطورات عديدة ومتنوعه، باحثا عن صياغات جديدة تعالج قضايا التشكيل والتعبير برؤى مغايرة تختلف عن الرؤى التقليدية بمعني البداية الفكرية التي ينطلق منها العقل البشري، ليصيغ ويحول كل عناصر الطبيعة الكلاسيكيه والواقعيه التجريدية والإنشائيه احيانا الى صياغات تصميمية ذات قيم فنية ومعادل بصرى قوى قاصدا التأكيد على فلسفته التشكيليه والتى تجسد أسلوبه وشخصيته الفنية مستخدماً عناصر التشكيل من نقطة وخط ومساحة ولون وملمس ،كأيدلوجيات لبناء لوحاته بأساليب متعددة ومتنوعه وقد حدد المداخل والأساليب التى تناول بها موتيفاته باساليب عديدة من التركيب ،التجريد، التحطيم، الاختزال وغيرها من المعالجات التشكيليه التى شكلت اسلوبه الفنى حيث اتخذها الفنان كايدولوجيات ووسائط فى معالجة موضوعاته عبر مسيرته الفنية المتنوعة ،لقد استخدم الفنان هذه المداخل باعتبارها عاملاً للرؤية المتنوعة فى صياغاته لعناصره وموتيفاته المستمده من الواقع المحيط بالفنان الى جانب العجائن المتنوعه والأحبار والألوان وغيرها من المعالجات المتنوعه والمتعددة ليشكل بها رؤاه ومقاصدة الفنية بأسلوب شديده وبالغ الخصوصية وتأثره الشديد بها معتمداً على المنهج العقلى ومستخدماً مداخل التجريب المختلفة ليطوع موتيفاته وألوانه وعجائنه واحبارة المستخدمة فى بناء لوحاته مستعينا بعناصر التشكيل المختلفة وهي النقطة والخط والمساحة واللون والملمس والظل والنور ليصل بشكل قوي ومباشر نحو تنوع الصياغات التصميمية للعنصروالتقنيات والمعالجات اللونيه حيث اعتمد الفنان علي المداخل التشكيلية لانها تتوافق مع استخدام عناصر من الطبيعة المحيطة به، لذا فقد شكلت لوحاته فلسفه بالغة الخصوصية لوجهات نظر وقصديات خاصه بالفنان خلال مسيرته الفنية وذاته وقناعاته الشخصية لبناء وتعدد صياغات عناصره بمعالجات تشكيلية متنوعه تحمل مناحى عديده تختلف تبعاً لمدركات وثقافة الفنان وخصائص وسمات العنصر في الطبيعة كما يتضح من خلال اللوحات وموضوعاتها التي يتناولها الفنان من خلال بناء الصياغات والموتيف ومدي انفعال الفنان بهذه العناصر وانحيازه لها وتأثره بها في عالمه التشكيلي على الرغم من اختلاف عناصرها وبيئاتها إلا أن لها سمات خاصة ومميزات لكل عنصر تكون هي المحرك الأساسي للمعالجات التشكيلية للفنان والتي يمارسها في صياغاته على مسطح لوحاته لتعتبر المقياس الذي يرتبط به الذهن للتعرف علي قدر مخالفة الفن الواقع المرئي، حيث تتفاوت نسبه الكلاسيكيه والواقعية ثم التجريد في الصياغات وفي أساليب البناء التشكيلى من عمل لأخر لدى الفنان فى كل مرحلة فنية فى مسيرته التشكيلية ليخضع لقياسات عديدة منها قدر المشابهة والمخالفة مع مظاهر الطبيعة فكلما زاد اعتماد الفنان علي المداخل التجريبية والكيفيات الحسية ووسائط التعبيرممثلة فى موتيفات معالجه بأساليب ومذاهب متعددة وتقنيات متنوعة ومعالجات خاصة بالفنان وفلسفته الذاتية في إطار معني من المعاني يعمد الفنان لابرازه والقاء الضوء عليه اقتربت صياغاته من أعلي مستويات الكلاسيكيه احيانا والواقعيه التجريديه احيانا اخرى، وهي علاقة تلقي الضوء علي تحول الفنان من الإدراك البصري وتعدداته إلي الإدراك العقلي وتنوعاته، وهو تحول منطقي أثناء تطور فكره لبناء لوحاته وفق الموتيفات والمعالجات والالوان والتقنيات الخاصه بالفنان حيث يتجسد من خلال التعمق الشديد في ممارسة المعالجات التشكيلية من التحليل والتفكيك وإعادة التركيب والتحطيم والتجريد والاختزال والتسطيح واعادة البناء الهيكلي للموتيف واللون والتقنية للعنصر الطبيعي في حرية تامة وتعدد وتنوع وهيكليه تمثل وجه نظر الفنان شديدة الخصوصية وبالغة الثقه والجراءه والتي تنبع من بعض عمليات الإدراك البصري والعقلي، حيث يتضح أن الفنان يختار مجموعة من العناصر البصرية يجري عليها مجموعة من المعالجات التشكيلية في سبيل التوصل إلي صياغات تصميمية جديدة تعبر عن معني وفلسفة خاصة للغاية لدية، فمن الصعب أحياناً القيام بعملية من عمليات المعالجات التشكيلية دون اللجوء إلي عمليات أخري معها، أي أنه من الصعب فصل هذه العمليات داخل البناء الدرامتيكى للعمل الفني وطرق بناء الرموز والصياغات التصميمية وهي مجموعة الإجراءات والعمليات التشكيلية التي يتبعها الفنان ليبني لوحاته المختلفه والمتعددة من حيث البناء والمذهب التشكيلي والموضوع والمدرسه الفنيه التى يخضع لها العمل الفني، كذالك يعدد وينوع من صياغاته التصميمية لعناصرة التى جاءت مختلفه متعددة من عمل لاخر، كما انها خضعت لعمليات عديده من التجريب والاستحدات ويظهر ذالك بوضوح فى لوحات المعرض التى جسدت مراحل زمنيه مختلفه وعديدة فى حياة الفنان التشكيلية منذ بدايته وحتى الأن ومدى تطور المعالجات البصرية والموتيفات بشكل متعدد ومتنوع ومبهر فى نفس الوقت ،كذالك فان المعالجات التى انتهجها الفنان والتى تتضح فى لوحات المعرض من لوحات مودل و بورتريه ومناظر واقعيه واخرى تجريده تحقق كل منها فاعليه ما وارتباط وثيق بمراحل تطور مذهب واسلوب الفنان علي نحو بالغ الخصوصية والمحاكاة تعتمد رؤيه اوذكرى اومشهد نابع من فكر الفنان وابداعه وينم عن ميكانيكية الرؤية البصرية وتفردها لدى الفنان للتعرف علي العناصر الطبيعة المحيطه به وتسجيلها وفق هواه ورغبته في تعديل خواص وسمات العناصر المصاغة وعلي أساس الاعتقاد بأن الحقيقة موجودة في حدود الواقع البصري والفنان هنا ملم بطرق دراسة العناصر الطبيعية ونقلها بحثاً عن الجمال وتخليدة فى لوحاته فى اطرفلسفية مهتمة بمحاكاة الطبيعة والوسط المعايش والمواثر في الفنان، حيث كانت مهمتة هي إبراز الجوهر المثالي للعناصر المستلهمه من الطبيعة والتقنيات المستحدثه من قبل الفنان حتي يتسني له أن يعالجها تشكيلياً بطريقة توافقيه وأساليبه الفنية ورؤيته البصريه، فيسهل عليه بعد ذلك معالجة هذا العنصر بطرق مختلفة من تحليل وتركيب وتجريد وغيرها من طرق المعالجة التشكيلية، وهذه العلاقات والروابط لها أهمية كبري في عملية تنوع وتعدد الصياغات والتقنيات واالوان والمعالجات حيث تتشكل الرؤية الفنية لدى الفنان لياتى الخيال محققا جماليات التركيب الشكلي المححققه فى لوحاته وما تحتوية من إيحاءات متنوعة ومدهشً.
بقلم : د./ أمجد عبد السلام
جريدة: القاهرة 11-11-2025
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث