|
وجيه منير يسى
وجيه يسى يعزف بالألوان
- الوهلة الاولى حينما تقع عينك علي لوحات الفنان وجيه يسى في أحدث معارضه ( العزف بالالوان 2 ) والذى نحن بصدده الان بجاليري دروب بجاردن سيتي، تستشعر أنك أمام تكوين فنى يلعب فيه العنصر اللونى دور البطولة فى المجمل العام وليس كما اعتدنا من الفنان فى السابق أن تسيطر على معارضه فقط رسم البورتريهات والطبيعة الصامتة بل جاء معرضه الجاري مغايرا ومعبرا عن شخوص إنسانية تكاد تكون كاملة مصوغة بحركات ترددية دورانية مستلهما إياها من الإيقاعات الصوفية كدعوة منه لدعم القيم الصوفية والأخلاقية من خلال تناوله الفني، ليتحرر الفنان من حالة السكون متخذاً مسلكا حركيا تتوه داخله الملامح البشرية والتى من خلال إيقاعها الحركى يعلو المردود والحس اللونى باللوحات. .
- فبلمسات تجريدية وأسلوب يغلب عليه الطابع التعبيرى قدم وجيه يسي نحو 30 لوحة فنية تضافرت فيها الخامات والألوان الزيتية والمائية والاكريلك ليواصل ويتواصل مع محبى الجمال عزفه بالألوان مستخدما ضربات فرشاته القوية التى قد يراها البعض عفوية وإنما تحوي الاتزان والتمرس الابداعى ، ومن المقرر ان يستمر المعرض حتي 24 من الشهر الجارى ..
رانيا الدماصى
الأهرام اليومى - أبريل 2014
- يواصل الفنان التشكيلى وجيه يسى عزفه بالألوان ليقدم لجمهوره حوالى 30 لوحة منفذة بالألوان الزيتية والمائية والأكريلك، وذلك من خلال معرضه الذى يفُتتح فى السابعة مساء الأربعاء 2 إبريل القادم ويستمر حتى 24 أبريل. يتسم معرض وجيه يسى بالتغيير والتجديد من حيث الموضوع وتنوع الخامات، يضم المعرض لوحات لفن البورتريه والطبيعة الصامتة، حيث انطلق من السكون للحركة والحرية التى استلهمها من إيقاعات ودوران الصوفيين `المولوية` لتصل بهم إلى حالة من النشوة والتأمل فى الملأ الأعلى ليستعيد الإنسان نقاءه. يذكر أن وجيه يسى عمل كقوميسير للفنون لعدة مؤسسات، كما قام بإعداد أغلفة كتب نجيب محفوظ باللغة الإنجليزية بالجامعة الأمريكية بمصر، وهو عضو فنى بالجمعية الكندية للبورترية وعضو بالجمعية الكندية للألوان المائية.
سماح عبد السلام
اليوم السابع - الأربعاء 26 مارس 2016
معرض ( وجدت نهرا ) للفنان المتميز وجيه يسى
- فنان اطلق لفنه العنان فصارت أعماله تعبيرا ذاتيا عن مكنون بداخله ريشته أبدعت فصار ابداعه متدفقا كنهر لا ينضب.
ففي معرض ( وجدت نهرا ) للفنان المتميز وجيه يسى بضربات فرشاته المباشرة والسكين وتأثره بالمدرسة التأثيرية
ففي عمل فني بالتصوير الزيتي (المراكب ) تجد المراكب بألوانها الأبيض والأحمر والأصفر والأخضر بانعكاساتها على المياه والامتداد في خط الأفق بين السماء والارض بتناغم لوني رائع.
وفي عمل فني آخر تتأمل النساء وهن جالسات على الأرض يغسلن الملابس بملابسهن السوداء والزرقاء والصفراء في ملامس للألوان فوق بعضها بتجريد للوجوه دون ملامح ليصبح هناك طبقات متتالية من الألوان فوق بعضها البعض .. وتتأمل حركة الأيدي والأجساد كأنها حقيقية في بعد ثالث ايهامي للمتلقي من الناس المشاهدين للعمل وتوافق لوني رائع.
وفي عمل فني آخر عازفة الكمان بانسيابية ناعمة في خطوط الفنان وألوانه الأصفر والبني والأزرق والبنفسجي على خلفية بيضاء بحركة اليدين وهي تعزف على الكمان باحساس فنان مبدع بالألوان المائية .
وفي عمل فني آخر بالتصوير الزيتي الفتاة الجالسة على كرسي بملابسها بطبقات متتالية من الألوان الصفراء والزرقاء بالخلفية السوداء والبني والأزرق من جانب واحد فيها الاختزال العضوي والوجه تجريدي باحساس مفعم بالحياة.
وفي عمل فني آخر (الكلب) بالتصوير الزيتي رسم بالفرشاة والسكين ملامس لونية سميكة فوق بعضها البعض وحركة الجسد لدي الحيوان الذي تشعر أنه استمده من الحضارة الفرعونية وهو ينظر لأعلى بتعانق اللون البني في الحيوان مع خلفية فيها اللون الجملي والأبيض وعلم مصر من الجانب الأيسر في رمزية عالية وفي عمل فني آخر مجموعة من الألوان المختلفة والمتباينة من الأخضر والأصفر والأزرق في تجريد لمنظر طبيعي حين تتأمله .
وفي عمل فني آخر ترى الفتاة ذات الشعر الأحمر وهي تضرب بأناملها على الطبلة بالظل والنور في تناغم لوني بين الأبيض في ملابس الفتاة والبرتقالي في شعرها والأصفر والأخضر في الخلفية في لحظة أنية وهي الضرب على الطبلة للتأكيد على روعة الموسيقى.
وفي عمل فني آخر ( الحارة الشعبية المصرية) فيها عمق المنظور والتكوين المعماري بامتداده بخطوط ايهامية فيها البعد الثالث مع التجريد في الألوان فوق بعضها والسماء في خلفية العمل الفني لتظهر جماله .
وفي عمل فني آخر بالألوان المائية فتاة تلعب مع القطة بشفافية عالية بالألوان المائية بالألوان الأصفر والأبيض و الجملي والأخضر والرصاصي .
وفي عمل فني آخر من الطبيعة الصامتة (نباتات عصفور الجنة ) في زهرية وخلفية سوداء يتخللها اللون الازرق في الزهرية والبرتقالي والأخضر في نباتات عصفور الجنة بتشكيل فني قوي بتكوينه وغيرها من لوحات أخرى فيها طبقات من الالوان فيها تشكيلات هندسية بجانب بعضها البعض والمراكب والسيدات والفتاة الجالسة على النهر بشفافية الألوان المائية.
في معرض ضم 34 عملا فنيا في ثلاث قاعات داخل آرت كورنر بالزمالك
ونجد هل وصل الفنان وجيه يسى إلى ما يريد في الدمج بين التجريدية والانطباعية في أعماله الفنية والرمزية في بعض الأعمال واختلاف الخامة والتقنية فهناك التصوير الزيتي تارة وهناك الألوان المائية تارة أخرى أعتقد أنه اختلف على ما اعتدنا عليه في فن البورتريه من الواقعية التعبيرية سابقا وقدم تنويعات من أعماله الفنية باختلاف كل عمل عن الآخر .
وخلال فترة المعرض قدم عرضا حيا لرسم بورتريه في قاعة العرض كعادته وأن رسالته الفنية لابد من الدمج بين العروض الحية لرسم البورتريه أمام جمهور الحاضرين وبين المعرض.
افتتح المعرض من يوم 2نوفمبر وينتهي يوم السبت اليوم بعد أن نجح فنان البورتريه وجيه يسى في توصيل نهر فنه للآخر بكل حب و فن راقي
فدوى عطية
2014-11-22 شموس
وجيه يسى يغازل مفرداته
- يستنطق اللوحة فتستجيب.. يضرب بالفرشاة على جسدها فتتفجر المعانى.. تصعد المفردات تعانق روحه فيمتزجان.. لا تشعر وأنت تشاهد وجيه يسى أنه يرسم بل تراه فى حالة حب بينه وبين ما يتناوله. حب يصل الى حد العشق والهيام. مشاعر تحركها كل غرائزه فتشم رائحة اللون، وترقص مع خطوطه وتسبح فى مساحته. حضور طاغى للحدس يجعله يأتى بحلول لا تخطر على بالك تصدر لك الدهشة من السلاسة التى تتحرك بها الفرشاه وكأنها تعرف طرقها وتحفظها فى كل عمل فنى.
- حالة الحدس التى تلازم وجيه يسى تؤكد حساسيته الشديدة وحبه الجارف لخطوطه ومساحاته اللونية التى تدهشنا وتداعب حدقات عيوننا بما تحمله من جمال وحساسية شديدة تشعر بتلقائيتها البعيدة كل البعد عن الإفتعال. خطوط حادة ومنفعلة تحاورها خطوط ومساحات هامسة برقتها وجمالها. هذا الحوار المتداخل ينعكس على روح المشاهد فيدخل كطرف ثالث فى هذا الحوار الفنى المدهش بإيقاعاته وتناغماته ونبضه وحركته.
- والملاحظ أن لوحات وجيه يسى بها حالة من البهجة تصدرها بالتة الألوان، وتصل لروح المتلقى لما فيها من صدق مرتبط بإحساسه الذى يطرحه ويعيشه أثناء التنفيذ والذى يصل الى حالة من الوحدة بينه وبين لوحاته التى ينتصر فيها البعد الغريزى على العمق التاريخى الذى حول الحوار الإبداعى فى بعض اللوحات الى سمفونية عزف ساحرة، ومتفردة. لوحات تبنى بحالة حدسية تلقائية تشعر وكأن مساحاته اللونية وزعتها نسائم وأن الخطوط اللونية حركتها رياح فأحدثا تكوينات خرجت بالحدس من أعماق الفنان ولم يكن يقصدها بوعيه.
- إن الحالة التى يعيشها الفنان أثناء تذويب الألوان وضربات الفرشاة، والتى تصل الى حالة من العشق الذى يسبح فيه الفنان بين تفاعلات الدافىء والبارد، والتفاعل بين الألوان الداكنة والألوان البراقة. كل هذه التفاعلات التلقائية الساحرة أضافت حالة من الإنسيابية إنعكس على الحالة البصرية التى تظهر بملامح المشاهد، وكأن هناك حالة من الغزل المتبادل بين اللوحة وحدقات عين المشاهد. روح الفنان تحاور روح المشاهد بالألوان والخطوط والحماس التعبيرى التلقائى المتدفق على مساحة اللوحة.
- الفنان وجيه يسى من مواليد 1955 وحصل على ليسانس آداب قسم اللغة الانجليزية جامعة القاهرة، وإنحرف بإهتماماته ليرسم ويلتحق بعضوية الجمعية الكندية لللبورتريه، وعضوية الجمعية الكندية للألوان المائية، وعضو فى مجلس تورنتو لتعليم الفنون الجميلة، ثم يلتحق بوظيفة رسام بمجلة روزاليوسف وصباح الخير.
- يعتبر وجيه يسى من الفنانين الذين برعوا فى رسم البورتريه التعبيرى بأستخدام الألوان المائية والوان الزيت، والأكليريك. عمل الفنان وجيه في كثير من المؤسسات بكندا، كما قام برسم العديد من الشخخصيات الكندية والمصرية، كما قام بإعداد أغلفة كتب نجيب محفوظ باللغة الإنجليزية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وقد أكد وجوده كفنان متميز يلتف حوله المريدين من خلال الملتقيات الفنية الذى يدعوا فيها العديد من الفنانين والمتذوقين الذى يتبارون فى تناول البورتريهات التى يعشقها.
بقلم : د./ سامى البلشى
من على موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك 23-1-2025
فيلسوف اللون `وجيه يسى` وتفكيك الأثر الإنسانى فى لغة الضوء
- ثمة لحظة غامضة تسبق الخلق، لا يراها أحد، لكنها تحرك كل شئ فى تلك اللحظة بين الصمت والانبثاق، يقف وجيه يس لا كفنان يترجم العالم، بل ككائن يفتش عن نفس الوجود الأول، حين كان الضوء فكرة، والمكان شتات إحساس يبحث عن شكل يحتضنه.
- يبقى الفنان التشكيلى المصرى `WAGIH YASSA-1955` على حافة بين `التجريد والاعتراف`، بين `الرؤيا والبصيرة` فضاؤه التشكيلى لا يبحث عن الشكل، بل عن أثره الغالب، عن رائحة المدينة حين تبللها الذكريات، عن `صدى الأضواء` وهي تتفتت في الروح، لا توجد خطوط فاصلة، بل `تدفقات` تشبه إيقاع النفس حين يلهث بين الحلم والواقع.
- إن الدخول إلى أعمال `وجيه يس` ليس مشاهدة لوحة، بل رحلة بين `طيات الزمن` هو فنان لا يعرض مشهدا، بل `يعيد تركيب العالم` من رماد الضوء، ومن هنا تبدأ حكايته، فالفن عنده ليس تمثيلا، بل محاولة لاستعادة لحظة الكون وهو يتعلم الألوان لأول مرة.
- هو لا يرسم ما يراه، بل ما يشعر أن العالم `يهمس به`، من هنا يبدأ عالمه، عالم لا يبحث عن الجمال، بل عن `المعنى` وهو يتكون ولا يصف الأشياء، بل ينصت لما وراءها.
- المكان فى لوحاته لا يرسم، بل `يستعيد نفسه`، كأن الجدران القديمة تفتح مسامها، وكأن الضوء يعيد ترتيب ذاكرة المدن المنسية، هو لا يقدم مشهدا، بل يرسم `أثر العبور الإنسانى داخله`، الأبواب والنوافذ ليست مجرد فتحات معمارية، لا تطل على الخارج، بل على ما تبقى من الداخل، فى عالمه الكتلة `تتنفس` والفراغ ليس خلوا بل `امتلاء بالذكريات` التكوين عنده كائن حى، يتحرك كما لو كان الزمن نفسه يتحسس طريقه عبر اللون، وكل مساحة لونية `تذكر` بأن المكان `روحا` تستيقظ حين تلامسها العين، هكذا تتحول اللوحة إلى وثيقة، تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان ومحيطه.
- وتفكيكا للغته التشكيلية، الخط ليس ترسيما، بل `نفس تشكيلي` يحاول أن يتذكر، تتداخل المركبات، لكنها تظل مترابطة بخيط خفي، كأن `الفوضي هنا قانونها الخاص`، وكأن التكوين لا يبحث عن النظام، بل عن التوازن الذي يولد من داخله.
- لا وجود لحدود فاصلة بين المساحات الفراغ يحتضن الكتلة والظل ينطق بالضوء، كأن العمل الفنى يكتمل فى `لحظة انفعاله` لا سكونه، كل فرشاة ` تختزل حيرتها` فى خطوطها، وكل تمازج لونى يعلن ترددا بين الظهور والتلاشى.
- تتجلى اللغة البصرية عنده كـ `موسيقى` لا تحتاج إلى نغمة، الضوء هو الإيقاع والملمس هو الصدى، والعين لا تشاهد بقدر ما تترجم ما يحدث بين لحظة وأخرى من انبعاث وانطفاء.
- كل لوحة لوجيه تحمل إنسانا لم يرسم، لكنه حاضر كـ`همس خافت` فى عمق السطح، كأن الكائن البشرى عنده لا يحتاج إلى ملامح، يكفي، أن يترك أثره أنفاسه فى الفراغ، صمته فى الزوايا، وخوفه القديم من الزوائل، لا يقدم الإنسان كصورة مرئية، بل كـ `طاقة` تسكن المادة، كجوهر متردد بين الحضور والغياب، بين ما يقال وما يظل مجهولا.
- فى هذا المستوى، يتحول الفن إلى ` تأمل` في المصير لا فى الجمال، كأن اللوحة تسأل.. ما الذي يبقى من الإنسان حين يغادر جسده؟ هل يسكن ظله فى الضوء؟ أم يتحول إلى نغمة فى ذاكرة المكان؟
- تجربته ليست حكاية بصرية، بل `تجربة وجودية` تبحث عن الروح كما يبحث العاشق عن أثر اللقاء، هو لا يرسم العالم، بل يرسم ` الحس الإنساني` وهو يتعلم كيف ينجو من ماديته، ومن هنا يصبح كل عمل له مساحة للصلاة الصامتة، ويصبح الفن فعل إنقاذ للروح من النسيان.
- ثمة بعد خفي فى تجربة وجيه يس لا يلتفت إليه كثيرا، وهو تحول تجربته من الذاكرة الفردية إلى الذاكرة الجمعية، فالفنان فى عمق عمله، لا يتحدث عن ذاته فحسب، بل يرسم الوجدان المصرى فى أكثر حالاته صفاء وتجريدا، يمكن أن نلمح ما يشبه النفس الجماعى لمصر نفسها، ليس بمعناها السياسى أو الاجتماعى، بل بمعناها الوجدانى العميق، ذلك الحس الموروث بالسكينة، وذلك الإصرار الهادئ على جعل الصمت شكلا من أشكال البقاء.
- يبدو وكأن الفنان يعيد كتابة تاريخ آخر، تاريخ لا ترويه الوثائق، بل تسرده `الطبقات اللونية المتراكمة`، حيث تصبح كل لمسة فرشاة شهادة عن مرور الزمن، وكل تآكل فى السطح أثرا ليد بشرية كانت هنا ذات يوم، هو لا يكتفى باستدعاء الذاكرة، إنه يبعثها لتتنفس من جديد، ليحول النسيان نفسه إلى `مادة تشكيلية` قابلة للرؤية، وهنا يكمن `سر فرادته`، فبينما انشغل كثير من أبناء جيله بالرموز التاريخية أو التراث البصرى المباشر، ذهب هو نحو ما هو أعمق نحو `جوهر الذاكرة` نفسها، قبل أن تتخذ شكل الحكاية، إنه يرسم ما نعرفه دون أن نذكره ويجعل من اللوحة مرآة لصوت جمعى يخرج من تحت طبقات الزمن، صوت يعرف أن الجمال فى مصر لم يكن يوما فى الظاهر، بل فى القدرة على النجاة بالجمال وسط التآكل.
- فى أعماله لا شئ يحدث صدفة، لكن لا شئ أيضا يبدو محسوبا، هناك نظام يعمل من `وراء الوعى` كأن الخطوط والمساحات تتفاهم فيما بينها دون `وساطة العقل`، اللوحة لا تبنى بالمسطرة، بل بالبصيرة، إنها هندسة من نوع آخر، هندسة تسكنها `العشوائية المنظمة`، ويتحرك فيها الإحساس كــ `مقياس دقيق` لا تراه العين، كل عنصر فى العمل يعرف مكانه دون أن يقال له ، كأن الفنان يرسم وفق إيقاع داخلى يتجاوز الحساب إلى نوع من الموسيقى البصرية، هذه الموسيقى هى التى تمنح أعماله توازنها الغامض، ذلك الاتساق الذى لا يقوم على القواعد بل على الحضور، فى هذا المستوى يصبح وجيه يس مهندسا للحدس، يبنى اللوحة كما يبنى الحلم، لا وفق منطق هندسى ثابت بل وفق طاقة تتوزع بذكاء غامض، وهكذا تتحول اللوحة إلى خريطة لمشاعر لا تقاس، وعقل بصرى يخلق النظام من الفوضى دون أن يفقد دفء العفوية.
- التحول فى أسلوبه ليس انتقالا، بل `رؤية فلسفية` فى جوهر التشكيل، فالفنان لا ينتمى إلى مرحلة بقدر ما ينتمى إلى `حركة دائمة` نحو المجهول، يخوضها بجرأة من `يرفض التكرار` ويؤمن بأن الجمال لا يولد إلا من `التغيير` لذلك تبدو أعماله وكأنها تسكن منطقة ما بين الثبات والانبعاث، فى هذا الفضاء المتحول تتبدل العلاقات بين العناصر، اللون لا يعود هو نفسه، الخط يفقد صلابته، والفراغ يكتسب معنى جديدا فى كل مرة، حتى الملمس يتغير كما لو كان يشيخ ثم يبعث من جديد، هذا التجدد المستمر يمنح اللوحة طاقة زمنية حية، تجعلها قادرة على أن تظل معاصرة مهما مر عليها الوقت، من خلال هذا المنهج، يضع وجيه يس نفسه فى موقع فريد داخل المشهد التشكيلى المصرى، فهو لا يقدم أعمالا تلخص تجربة، بل تجارب تفتح على أسئلة، إنه يرسم بوصفه منقبا فى تحول المعنى، باحثا عن لحظة يقين داخل وهكذا تتحول اللوحة لديه إلى كائن يفكر ويتحول، كأن الفن نفسه يجد فيه طريقه نحو معنى يتجدد ولا يختتم.
- فى سياق الحركة التشكيلية المصرية، يظل وجيه يس أحد القلائل الذين جعلوا من التحول موقفا فكريا قبل أن يكون سمة أسلوبية، لقد حرر اللوحة من ثباتها التاريخى، وجعلها مجالا متجددا للبحث عن معنى الوجود عبر المادة واللون والزمن، من خلال وعيه الحاد بالتغير، تجاوز حدود المدارس والاتجاهات، مؤكدا أن الفن ليس هوية مغلقة بل كائن فى حركة مستمرة، تجربته تمثل صوتا خاصا يربط بين الحضور والاحتمال، ويمنح التشكيل المصرى المعاصر بعده الفلسفى الأعمق، فن يتطور من الداخل، لا يكرر نفسه، بل يعيد اكتشافها مع كل ضوء جديد.
بقلم: إيستر فادى
جريدة : القاهرة ( العدد 1319) 28 -10-2025
|