|
مصطفى إبراهيم بط
معرض فنان القرية
- مازال الفنان يبحث فى نفس الأيقاع الذى ميز أعماله . وهى تعد نسقا خاصا وطابعا ملحميا يعكس لشخصية القرية المصرية ليس كما نراها الآن ولكن تلك القرية الأسطورية .. خاصة واعماله تمثل صورة شديدة الصدق .. لما كانت عليه القرية فى زمن ولى وفات .. زمن يموج بالصدق والبساطة والشاعرية .. بتلك العناصر التى افتقدناها بفعل التطور وأصبحنا نهفو إليها كالحلم ، والقرية هنا تطل علينا فى لوحاته .. تتنوع فيها الصور .. ولكن لا تفقد طابعها التاريخى القديم بلمسته التلقائية وألوانه ذات الملامس المتنوعة والتى أصبحت لغة ميزت عالمه .. من البيج والبنيات والاوكر ` الأصفر الداكن ` والأبيض .. مع لمسات من الأزرق .. تشكل هذا الطابع الرصين الذى يحلق بنا فى آفاق رومانسية ، وقد تألقت أحدث أعماله . مسكونه بالصمت الجليل والنقاء والصفاء والعمق والبساطة ، وحين دق هاجس العولمة على باب واختزلت المسافات والمساحات بفعل الفضائيات خاف فناننا على تلك الملامح الأصلية فى الريف وكانت ملهمته فى الابداع ومن هنا جاءت أعماله التى تجسد فيها وجوه مصرية بمثابه صرخة تعبيرية تؤكد التشبث بالجذور والأصول مع حداثه اللمسة وقد جمع بين التصوير والكولاج وبين التشكيل والتجسيم ، وهناك أعمال للفنان بط جمع فيها بين البشر والطيور والحيوانات وحتى النباتات فى فنتازيا يستمد قوامها من روح الفن الأفريقى والفن المصرى الشعبى وتنتمى فى النهاية للتعبيرية الرمزية فى معالجات لونية تقترب فى الأداء من فن الجرافيك والطباعة بطريقة الباتيك .. فى أداء شديد التلقائية يجمع بين روح الاسكتش واللوحات المكتملة .
بقلم : صلاح بيصار
مجلة حواء- 2010
` شهداء يناير ` .. لمصطفى بط
ظل الفنان مصطفى بط يمارس دورة كفنان تشكيلى ، حتى جاءت فكرته عن لوحة ` الشهداء ` عقب ثورة 25 يناير مباشرة ، لكن نفذها عام 2014 بمقاس 80×60 بواسطة الالوان الزيتية على خشب أبلكاش ضمن ابداعاته فى التسجيل البصرى للثورة عندما خرج معظم الشباب بمناضرة الشعب المصرى ، لخلع مبارك ورموز نظامة الذى استمرت فى الحكم 30 عاما انتشر فيها كل انواع الفساد فكانت هناك تضحيات خاصة من الشباب وهم يتصدرون المشهد يكسوها وجوه اللون البنى المحروق والمأخوذ من التربة المصرية مما يجعل هذا الشهيد مرتبط بارض مدافعا عن كل ذرة ، ونلاحظ الخلفيات تتشح باللون ابيض مستخدم رموز طيور الحمام تعبير عن سلمية الثورة وايضا شجر النخيل والزهور لتكملة المشهد واضافة بعد درامى للوحة ، التى عبر من خلالها عن مصر وتضحية ابنائها الشهداء ، واستخدام درجات الالوان الفاتحة لتحقيق مطالب الثورة من خلال وجوه مصرية مسالمة مستعينا بالتراث الشعبى ، يعد بط اول من استخدم فكرا مغايرا للكارت البوستيال منذ عام 86 بعد ان كان يتم استيرادة من ايطاليا والفنان مواليد أكتوبر 1943 تخرج فى كلية التربية الفنية عام 66 وشارك بمعرض بقاعة اخناتون 1968 ، وبينالى اسكندرية 1971 ، بينالى ` ابيثا ` الدولى بإسبانيا ، منحته الدولة التفرغ للفن عام 70 ، وفاز بميدالية معرض الفن والمعركة 73 ، حصل على الميدالية الفضية فى الدورة 47 لصالون القاهرة ، الجائزة أولى لفن التصوير من الهيئة العامة لقصور الثقافة 1976 .
محمد عبد العلى
جريدة المسائى 26-9-2014
` بيتى الحبيب `
- فى المعرض الذى يقيمه الفنان ` مصطفى بط ` نقف أمام لون من التعبير تتجاذبه الثقافة المكتسبة من جانب والمواهب الفطرية من جانب آخر .. تجاذب يصل أحيانا إلى درجة الصراع . وأحيانا يتخلل هذا التجاذب لحظات تقارب وتفاهم عندما يقدم كل من الطرفين بعض التنازلات ويضع نفسه فى خدمة الآخر .. من أجل تحقيق هدف أسمى .. اللوحة .
- وهناك مناخ تسوده بنيات قائمة عتقتها خمائر القدم ، كأنها أنفاس أعياها الإرهاق أو جلود كادحة الهبتها أشعة الشمس ولفحتها بسمرة داكنة كسمرة الطين ، وسمرة البشرة الصعيدية ، وسمرة وجه الرغيف المحمص .
- فماذا تعنى هذه البنيات الكثيفة كثافة الهموم ، وهذه الخطوط التى تنوه تحت أعباء ثقال .. وهذا التكتل الصخرى الذى يناطح الضغوط التى تحاول قهر الانسان ، وماذا تعنى هذه الغضون العميقة التى تستقر فوق الأشياء المعمرة وكأنها بصمات السنين التى تعاقدت على الأمكنة الحميمة فعلمتها مزيدا من الحكمة التى تتمثل فى الصمت الفيلسوف .. ولا شك أنها مصر بكل ظروفها التى عانتها وما زالت ..
- إن هناك قوة خفية تدفع الفنان إلى تصوير البيوت الريفية ذات الجدران الطينية الرحيمة التى تحتضن الإنسان وتسكب فى روعة شعورا بالأمن والطمأنينة .. إن هذا النداء الخفى يتركز فى افتقار إنسان العصر إلى الإحساس الداخلى بالأمن داخل القوقعة التى بناها حول نفسه ، وهى التى جعلت ` المنزل ` يقتحم عالم الفنان على شكل ` رمز` يعبر عن الظمأ إلى لحظة سلام مع النفس ومع الأخرين ؟
بقلم : حسين بيكار
من كتاب أفاق الفن التشكيلى
لوحات ومنحوتات تحلق فى فضاء الفانتازيا
- معرض ` القرية والأسطورة ` للفنان مصطفى بط :
- تحت عنوان ` القرية والأسطورة ` استضاف جاليرى ضى بمنطقة المهندسين معرض الفنان الكبير مصطفى بط والذى ضم أكثر من 60 لوحة تصويرية إلى جانب 15 قطعة نحتية تعرض للمرة الأولى.
- فانتازيا خاصة أقرب للحلم تلك التى تغمر لوحات الفنان الكبير الذى أخلص طوال تجربته الفنية لتمثل أجواء القرية بشخوصها وحيواناتها ومعظمها أجواء مسائية حيث يسبح فوق سقف القرية الليلى أطياف حكائيه ممزوجة بالسحر والخيال.. ليبدو المشاهد الذى يشاهد العرض كأنه يستمع لأطياف خافته وألوان ليليه تغلف اللوحات بحكايا وحواديت الجداد يختلط فيها الواقعى بالخيالى والحلم بالفانتازى.. وبهما يتشكل عالم خاص يسوده الوئام والسلام بين شخوص وطيور وحيوانات الخيال..
- المُثير فى واقعيته الخيالية أن حين أراد الفنان إخراج شخوصه من أطرها الأربعة حيث بيئتها الحاضنة وتجسيدها تشكيل نحتي بالمعدن المؤكسد خرجت شخوصه حامله معها شقاءها ووجوههاً المُتعبه ليجعلها مجسم مفرد يحتضنه فضاء حاضن جديد.. بينما خرجت طيوره وحيواناته إلى العالم المجسم حامله سحرها الخاص.. مثلما خرجت حامله جينات وجودها الأول فى بيئتها الأولى داخل اللوحة.. فمثلما فى لوحاته نشهد توتر الخط والتعقيد بين الخط والمساحة داخل نسيج اللون المختلط نجد هذا انتقل أيضا إلى مادته النحتية المعدنية الصلبة فأصابها نفس توتر الخطوط لكن هذا التوتر فى خامة النحت أكسبها حيوية عالية وقيم جمالية بدت مجسده من جوانب المنحوته والتى اعتدنا أن نراها فى التصوير ببعدين فقط.. فالنحت أثرى وأدهش الرؤية لأعمال الفنان التصويرية..
- وأيضاً شاهدنا منحوتاته مستقلة بكل مقومات المنحوتة التعبيرية.. وأصبح المتجول داخل الجاليرى يجد نفسه يتجول وسط عناصر وشخوص وطيور اللوحات التى فوق الجدران ليستشعر بأنه يرى ظلال عالم اللوحة مجسداً بكل تضاريسه التعبيرية الكاشفة عما بكائناته وشخوصه من معاناة.. وربما الاستشعار بمدى روعة تجربة الاستقلال عن اللوحة..
- تجربه الفنان مهمة للغاية بالجمع بين التصوير والنحت بذلك التجاور والتقابل المتباين بين عناصر اللوحة وقد تحولت لمنحوته يمكن لمسها باليد آتيه من عالم تغمره البراءة والفانتازيا.. لتزداد تألقاً فى إقامتها مستقلة عن بيئتها الحبيسة.. ونالت بالفعل كثير من عناصر وشخوص وطيور `مصطفى بط` حريتها بذلك الاستقلال المدهش الذى تكامل وأثرى الإبداع داخل المعرض.. وكأن الفنان فى موضوع واحد عالجه بطريقتين أحداهما سيريالية والأخرى تعبيرية ليتكاملا ويبدون مدهشين بما كشفا عن قدرات `مصطفى بط` الإبداعية.. خاصة بما عمق وجودها بعرضها إلى جوار اللوحات وأمامها ليتمكن المشاهد من لمس عالم `مصطفى بط` السحرى.. وأيضاً حقق عُمق مُعايشه للمشاهد فى حرية التجول بين عالمين يتناغمان ويردد إحدهما صدى وجود الآخر.
- خبره هامة وعرض هام للغاية لعالم الفنان `مصطفى بط` الذى يزخر بالبراءة والطبيعة معبراً عن بيئة قريته الأشبه بحلم خيالى فانتازى ..
بقلم : فاطمة على
مجلة : آخر ساعة ( 15-12-2021)
الفنان مصطفى بط ( 1943 ) تجليات فنية .. للفطرة البريئة
- الفنان مصطفى بط ، ابن محافظة المنوفية (1943) وخريج كلية التربية الفنية وقد ساعدت ظروف عمله لسنوات طوال كمدرس بمنطقة الخليج ثم إقامته - بعد عودته - فى محافظته بعيداً عن أجواء العاصمة، على بقائه طويلاً فى منطقة الظل ، بالرغم من أنه لم يقصر فى عرض إنتاجه هنا وهناك كلما انفتحت أمامه للعرض أو المشاركة فى بعض المسابقات حتى فاز بجوائز فى بعضها مثل صالون القاهرة وأسبوع شباب الجامعات .
- أقام مصطفى معرضه الجديد بأتيليه القاهرة للفنانين والكتاب فى يناير 2010، مواصلا بحثه الدءوب عن تجليات الفطرة والطفولة فى الحياة الريفية والشعبية، بأسلوب تتلمذ على عبقرية الفنان الشعبى وفنان الكهوف البدائى أكثر مما تتلمذ على أساتذته الأكاديميين .. إن البيوت الطينية الفاغرة أفواهها وعيونها تكشف عن أسرارها الملغزة فى لوحاته ، من خلال هواجس الخرافات والحواديت وقصص الحب المتوارية خلف الجدران .. شخوص متلفحة بالسواد دون أن تخفى مكامن أنوثتها .. تتسلل فى الظلام أو تحت الأشجار مصحوبة بحفيف الأوراق ومواء القطط المتسللة وزقزقة العصافير المرسومة بسذاجة .. المشاهد الليلية بسمائها الحالكة ترهص بمخلوقات وعيون خرافية تتلصص فى جنح الليل على نوافذ البيوت الطينية الغافية .. لكن هذه البيوت تفاجئنا على حين غرة بواجهات غمرتها الشمس بألوان أرجوانية وصفراء وبيضاء ناصعة، كأنما تبدد عنها الكابوس الليلى فتجلت فى الصباح حلما مشرقا وضاءً .. إن بيوته المتراصة أفقيا ورأسيا .. ووجوهه المستديرة كقمر متآكل أو كرغيف ناضج .. وأشجاره ذات الرؤوس الكروية هى الأخرى وجوه لكائنات مسحورة كانت بشراً ... إن كل ذلك يصنع عالما فانتازيا كمسرح لحواديت الطفولة وحكايات ألف ليلة وليلة !
- ويستهوى مصطفى اللعب بالخامة، فيجرب تشكيل اللوحات بكل ما تطاله يده من معطيات البيئة الريفية : قطع خيش .. ليف .. سطوح مجعدة مثل واجهات الدور الطينية .. يعالجها بفطرة الفنان التلقائى باحثا عن براءة نفتقدها فى حركتنا الفنية .. وفى حياتنا !
بقلم : عز الدين نجيب
من كتاب ( الفن المصرى وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية )
فى معرض الرحله لمصطفى بط تداعيات مثيولوجيا التعبير والأسطورة تتجسد بعمق
- أفتتح المعرض الإستعادى بمسمى الرحلة للفنان مصطفى بط بجاليرى سماح بالزمالك وذالك فى 12 اكتوبر 2025، ليأتي المعرض تجسيدا لمسيرته التشكيلية خلال ستون عام قضها الفنان فى بحث دائم فى مناحى الاسطورة بأسلوب تعبيرى رمزى وحس شعبى عميق ينبع من تجربة خاصه للغاية مليئة بالعمق الفلسفى والمضمون التعبيرى الحالم الذى يجسد صبغه ذات طابع فريد من نوعه استقاها الفنان من نشأته الأولى فى ربوع شبين الكوم وتأثره بالحس الشعبي الريفى البسيط والذى تجسد فى لوحات المنفذة بألوان الأكريليك والألوان الزيتية وكذالك الصبغات مثل صبغه حصى الجوز والتمر هندى واستخدام ماده الكلور لإزاله بعض الاشكال والخطوط والرموز المستخدمة والخطوط المحدده مما كان له اثر ملحوظ فى انسيابية الخطوط وإبراز الاشكال كذالك استحداث مجموعتة اللونية الخاصه ممثله فى الاحمر والأخضر والأزرق فى لوحات عديدة ومراحل مختلفة في مسيرته التشكيلية كما استخدم ايضا الأصفر الأوكر والبنى والرمادى والملامس المتباينة فى مرحلة اخري لتأتى كل مرحلة مكمله للاخرى ومجددة للأسلوب والتيمه الفنية فى أعمال الفنان إلى جانب تعد الصياغات التصميمية فى لوحات مابين صياغات أدميه وحيوانية ونباتيه وغيرها من الصياغات المتعدده والمتنوعة كموتيفات عديدة تتسم بالخيال والفانتزيا والتى تعكس روح الأسطوره والحلم فى لوحاته التى تعكس فى مجموعها إلى أن الفن هو وسيلة الفنان ليتكييف مع الحياه ويستخدم الطبيعة معتمداً فى ذلك على القدرة البشرية، بمعنى إن الفنان يحاول عن طريق الفن أن يستخدم الطبيعة ويستلهم منها لتحقيق إحتياجاته الإنسانية الفردية والجماعية، وبالطبع لا يتأتى ذلك إلا اعتماداً على الإبتكارية والنشاه الأولي للتجربه التي فعلتها تجربة الفنان وصقلتها بمهارة ودقه ،إستطاع الفنان عبر التاريخ الفني أن يستلهم من البيئه المحيطة لتاتي لوحاته ترجمات متعددة تتفق مع فلسفته وعقيدته، فهو تارة يحافظ على المظهر وأخرى يبحث عن الجوهر،فالأثر الحقيقى للفنان هو البيئه المحيطه التى هى مصدر كل ما يحيط بالفنان من مؤثرات ، وليست غاية فى حد ذاتها وإنما هى وسيلة مساعدة فى عملية الكشف عن التنوع والتفرد فى أيدلوجيات الفنان بمختلف مناحيها ورأها العديدة والمتنوعة، كما توحي بالإلهام الذى يرتبط بشخصية الفنان التى تجسدت فى لوحاته المختلفه ،والفنان مع ما يحيط به مؤثرات وقضايا مجتمعية مظاهر الطبيعية أو غير الطبيعية والتى تتجلى فى أعماله بعمق، وحتى يتم إنتاج العمل الفني الناتج عن هذا التفاعل، يمر الفنان بمراحل عديدة من الإدراك والتأمل والفحص والمقارنة والربط بين المظاهر وبعضها لإستخلاص القوانين المنظمة لهذه العناصر كل هذه المراحل تجعل الفنان إنساناً ذي طبيعة خاصة يرى فى الأشياء المحيطة به ما لا يراه الآخرون، وعلى ذلك فالفن وسيلة لإدراك وتأمل البيئة المحيطة بالفنان تجسدت بقوه فى لوحاته لتجسد تجاربه العلمية ويتجلى الموتيف والرمز فى لوحات الفنان والتى تجسد الكيان المجمل للشكل بصدق بصرف النظر عن مدي قربة، أو بعدة من البيئة المحيطه بالفنان والرمز تجسيد لفكر أو إنفعال وقد يكون الرمز قريبا من الفنان حتى جعله يتاثر به بشكل ظاهر ليجسدة فى لوحاته بأسلوب مطلق وفاعل ويعتبر الرمز الكيان الأساسي لبناء لوحات الفنان والرمز عندما يتحدد سواء بالخطوط المحددة او بتداخل الموتيفات يحدث ترابط واندماج فى العمل يساعد على وصوله لمتلقى ليحسه ويفهمه وهذا ما نلحظه من خلال اللوحات، وتتحدد فكرة العلاقات الرمزية من خلال لوحات الفنان من خلال بصيرته العميقه وحسه الفريد، حيث أكد بشكل افتراضى وجودى على قوي تجمع بين إمكانية وقدره الفنان على نحو يجمع بين جواهر جزئيات الواقع وإن إختلفت أغراضها إنها الوحدة العميقة بين جواهر الموجودات وبواطنها على تعدد صياغاتها وألوانها،حيث تتجاذب الموتيفات والألوان والتقنيات على مسطح اللوحة لتشكل مستوي الصياغة التشكيلية ،هكذا تأججت بصيرة الفنان مستخدما الأسلوب الرمزي الأسطورى متخطيا الحواجز الطبيعية بين مجالات الحس والوجدان ليصل لفكرة أن البيئة المحيطة والمتورارثة وحدة متكاملة للفنان الحق فى تطويعها بخياله النابض بالإستشراق والتوهج المفعم بالتعدد والتفرد فى البناء التشكيلى ،لتظهر لوحاته فى سياق وتعدد فريد مؤكدا من خلال لوحاته على أيدولوجيات ورؤى توحى وتؤكد على أن اللغة البصرية ووسائلها العديدة والتى أحسن الفنان استخدامها إدراكها وتوظيف التقنيه والموتيف واللون لتوكد على الإيحاء من خلال الفكر والمضمون الفلسفى للوحات ساعيا للتأكيد على أن الرمز هو لغة إيحاء والمعين الصادق على تجسيد الحس الأسطورى والخيال والرمز، حيث تجسد لوحات الفنان فى مجملها لتبنى مجموعة متعددة من العناصر، والأجزاء التى تؤلف معا بعض لتجسد القيم الجمالية التى تتلاقى وترتبط فى وحدة عضوية شاملة، وتفسر فى إقتارنها البناء التشكيلي للوحات الفنان، والذي يخدم فى تكامله الكثير من الأغراض المتعددة التي تهدف إلى تحقيق ما ينشده الفنان من ورائها من تأثير بالغ يثير المتلقى لتحقق لوحاته الإستمتاع والإعجاب والقبول الجمالي للمتلقى وإدراك العلاقات التشكيلية والتقنيات والمعالجات التى تتجاذب مع الأفكار والمعاني والموضوعات التى تصدي لها بالتعبير الممزوج بإنفعالاته وتصوراته وملامحه الذاتية ورؤاه الخياليه الأسطورية المتشابكة مع بيئته الحاليه الحديثة والقديمه تلك البيئتين التى نشأ الفنان بين جنباتهم وتأثر بعادتهم وتقاليدهم وكذلك الحس الفلكولورى بجانب السيطره الكاملة على التقنيات وتطويعها لبناء أعماله بشكل خاص وفريد مما فعل هذا الإحكام بمعناه الشامل محققا الإتقان لأقصي حد ممكن وهو يعني التأكيد على الترابط بين العناصر والموتيفات والتقنيات المختلفة لتكون وحدة لا تنقسم عراها والأحكام يعني الحلول الأفضل والتي يختار الفنان من بينها عدة إحتمالات مثل علاقة الخط بالخط والشكل بالشكل واللون باللون والكتلة بالكتلة وتعددت التقنيات والمعالجات ليتمكن تجسيدها فى أحسن حالاتها ،وليس معني ذلك أن الحلول المثلي يمكن أن تولد كاملة من أول مرة فهناك ضرورة للتجريب والاستفادة من التجارب العديدة وهذا ما يتجلى من خلال تجربه الفنان العميقه فى الأثر والمضمون والتاثير على المتلقى, وقد تجلى الأحكام فى تجسيد افكارالفنان بمنتهى البراعه والدقه.
بقلم : د./ أمجد عبد السلام
جريدة: القاهرة 18-11-2025
|