|
محمد يوسف حسين
محمد يوسف: الحرف العربى يضفى على العمل الفنى جمالاً
- نشأ الفنان التشكيلى محمد يوسف وتربى في حى السيدة زينب، وحفظ 13 جزءاً من القرآن الكريم، بعد أن ألحقه والده، الذي يصفه بأنه كان شديد التدين، بمدرسة تحفيظ القرآن فى مسجد السيدة زينب، وكان منبهراً آنذاك بالعمارة الإسلامية فيما يراه من جوامع وأضرحة وأسبله، وخاصة فى منطقة القلعة، حيث شموخ وضخامة عمارة مسجد الرفاعى، والسلطان حسن، وضآلة الإنسان حين يقف أمامهما.
- ولم يكن فن الرسم الملوّن بعيداً عنه، حيث كانت أعمال والده الفنان حسين محمد يوسف، الذي يعد أحد أبناء الرعيل الثانى من رواد الفن التشكيلى المصرى، تلاحقه على الجدران أينما تحرك بالمنزل، فتأثر بها وقلدّها قبل أن يلتحق بكلية التربية الفنية، ولم يكن قد تجاوز سن الثانية عشرة، وأراد والده أن يتعلم ولده في كلية الفنون التطبيقية التى ينتمى إليها، ولكن محمد يوسف نجح في اختبار كلية الفنون الجميلة عام 1963، فيما وجهه والده للالتحاق بمعهد التربية الفنية، حيث أن معظم أساتذته من خريجى كلية الفنون التطبيقية.
- وكان يوسف متفوقاً فى مادة التصميم والزخرفة، وارتبط بأعمال أستاذه حمدى الخميسى الذى كانت أعماله تنتمى إلى المدرسة الحروفية، ويستخدم الكتابات فى تشكيل أعماله، كما تأثر أيضاً بأعمال الفنانين طه حسين وعمر النجدى، والذي كان ضمن مجموعة من الفنانين يهتمون فى تلك الفترة من منتصف الستينات بإيجاد أسلوب فنى يمثل اتجاهاً قومياً، وكان الخط العربى هو الرافد الأول الذي يستلهمون منه أعمالهم، كما أنه في مرحلة البكالوريوس عمل على مشروع فى مادة التربية العملية، موضوعه ` التشكيل بالحروف العربية ` وكان يشرف عليه الدكتور لطفى زكى ، والذى ألّف فيما بعد كتاب `سلوكيات العمل الفنى` وسجل مشروعه فى ذلك الكتاب، وكان يحمل تأثيرات من أستاذه الخميسى .
- ويرى يوسف أن الحروف العربية مبهرة لما بها من قابلية وطواعية لإيجاد تكوينات جديدة تثرى العمل الفنى، حتى أنه رغب فى تعلّم قواعد الخط العربى، حيث كان يضع حروفاً مغايرة عن شكلها الأصلى، بلا قاعدة، وأن الخط العربى يستخدم كمفردة جمالية ذات دلالة لإثراء العمل الفنى، حيث يشكّل الخط العربى أحياناً عنصراً أساسياً فى العمل، بينما يكون فى أعمال أخرى عنصراً إضافياً مكملاً كما في المنمنمات الفارسية والعربية لـ` بهزاد ` و` الواسطى `.
- وقال إن أكثر أنواع الخطوط التى يفضلها هو الخط الكوفى لتكوينه الهندسى، خاصة أن لوحاته تعتمد بالأساس على التكوين والبناء الهندسى ، رغم وجود فكرة أساسية، موضحاً أن تلك الطريقة تجعله يستغرق فى إيجاد الحلول التشكيلية أكثر من ممارسة الرسم نفسه، فينشغل فى بعض الأحيان بالتصميم على حسب الموضوع، معللاً ذلك بتأثره بالفنون الفرعونية والإسلامية، وعدم ارتباطه بالمنظور الواقعى ، سواء من ناحية الأبعاد أو الألوان، وأن المنظور فى أعماله شخصى، وتلك علاقة تربطه بالفكر الفلسفى للفنان المسلم.
-وأضاف أنه غادر إلى دبى منذ 6 سنوات، وتأثر فى أعمال تلك الفترة بالعمارة الإماراتية، التى تتميز بالقلاع ذات البوابات الكبيرة، وأنه بعدما عاد إلى مصر بدأ يهتم بالفن الإسلامى من خلال التعامل بالحذف والإضافة مع وحدات زخرفية محددة، والموتيفات الموجودة فى الخرط العربى أو الأرابيسك.
- كما تأثرت طريقة أدائه اللونية، واستحداث ملامس مختلفة ناتجة عن تعدد الطبقات اللونية وكشط البعض منها، بخربشات الأحجار فى العمارة الإسلامية، وشكل الزخارف بأنواعها .
- وظهر ذلك بوضوح فى مجموعة القباب، والتى استلهم فيها الروح الإسلامية لمجموعة من القباب وحولها الزخارف فى جو ليلى مسطح ويسكنها طائر، فى تكوين غير منطقى من الناحية الواقعية، ولا يرتبط بالمنظور الطبيعى فى علاقات لونية توليفة متجانسة تحس فيها بالروح العربية الإسلامية.
- وأكد على أن الزخرف لا يعيب العمل الفنى ، كما أنه يستلهم البناء الأساسى للموتيفة الإسلامية، ثم يقوم بتحويرها، فلا تجد من تلك الموتيفة غير الروح العربية أو الإسلامية، وأن بعض أعماله لا يضع بها أية زخارف، خاصة فى الأعمال التى تعد تسجيلاً لحالة ما.
- وأوضح أن الفراغ عامل مهم فى العمل الفنى ، حيث يشكل المتنفس لمنطقة ما من المسطح التصويرى، ولذلك يجب احترامه وحسابه بعناية، وأنه ليس من الصحيح أن الفنان المسلم كان يهاب الفراغ، وأن ذلك لغط استشراقى لا يرتبط بالفهم الواعى للفن الإسلامى .
- وأشار إلى أن بداية ارتباطه بالفن الإسلامى والفن الشعبى ، والتفكير في الحلول الهندسية للوحة كانت مع مشروعه للتخرج فى الكلية، حيث كان موضوعه في مادة التصميم `ركن عربى`، ويتعجب من عدم الاهتمام الرسمى في الدولة بالفن الإسلامى، وإيجاد طراز معمارى إسلامى، رغم وجود أحياء إسلامية قديمة كاملة مثل شارع المعز لدين الله الفاطمى .
- وأكد وجوب التعايش مع التراث حتى يمكن للفنان أن يستوحى منه، حيث أنه يخدم العمل الفنى ، ولكنه ليس كل العمل، وأن المنتج الفنى الذي يعتمد على السطحية والنقل المباشر لن يعيش طويلاً.
- وقال يوسف إنه دائماً يحاول التجريب على اللون، وأن لوحاته يغلب عليها لون ما، مثل الأخضر أو التركواز، وهي ألوان موجودة في الزخارف الإسلامية، مع احتفاظه برقعة ألوان خاصة به كفنان معاصر.
- كما يأتي بالأبعاد من خلال طبقات لونية متراصة فوق بعضها البعض، تُظهر الزخارف والملامس فى اللوحة بمنظور عين الطائر، حيث أن موقع المشاهد فى الفنون الإسلامية يعمل على اختلاف الشكل المرئى مما يحدث نوع من الإيحاءات التى تعمل على تنوع وتعدد مجالات الرؤية، والأشكال وحركتها، فحينما ترى عرائس الجوامع من المواجهة غير أن تراها من منظور جانبى، فتعطى إيحاءات شكلية مختلفة.
- يزور محمد يوسف الأماكن الأثرية ليستمد منها عبق التاريخ وتغيرات الرؤية من خلال زاوية المشاهدة أو تأثيرات الضوء على المسطحات، ويستمتع بها، رافضاً أن يسجل تلك المشاهد بالكاميرا، حتى لا يرتبط بشكل ثابت يوقف حيويته، وأنه يحاول دائماً أن ينتج عمل متفرد يختلف شكلاً ولوناً عن الأصل الواقعى ، فهو يستخدم الزخرف الإسلامى فى غير موضعه مما يعطى نوع من الغرابة فى التكوين، وكذلك يستحدث بعض الزخارف من خلال تحليل الزخارف الإسلامية وتوظيفها فى مساحة اللوحة.
مجدى عثمان
دنيا الاتحاد - الأحد 29/ 7/ 2012
البشر يعانقون التاريخ الإسلامى
* يخلص الفنان التشكيليى محمد يوسف لعالمه الفنى الذى يعيش معه منذ سنوات بعيدة وهو عالم إسلامى عربى صرف يستلهم من خلاله الفنون الإسلامية وصياغتها بشكل معاصر، حيث تجد وحدات الخرط العربى ( الأرابيسك ) والنقش على الخشب والموتيفات المعروفة كالمشربية والأهلة والزخارف الهندسية والنباتية ..
- وفى أعماله الأخيرة خرج يوسف من شرنقة المساجد والأهلة والإبتعاد عن العنصر الإنسانى ليقدم مجموعة من اللوحات التى تحتفظ بروح العالم الفنى الذى يجيد توظيف عناصره ولكنها محملة بشخوص وعناصر بشرية وطيور وتلمح فى الأعمال الجديدة ليوسف ( بروزة ) المرأة بشكل أساسى فى اللوحات فنجده يرسم المرأة مع الحصان والمرأة مع الحمام وتنتشر فى لوحات أخرى علاقات حب ورمانسية بين رجال ونساء وكلها فى إطار العالم الفنى له، حيث تجد المشربيات والموتيفات الإسلامية والبيوت القديمة وهناك أعمال تقدم المرأة المصرية وكأنها صورة موازية لمصر الفتية النابضة بالحياة مرتدية الحلق والملابس المزكرشة والألوان الزاهية الساخنة وفى لوحات أخرى يقدم الفنان محمد يوسف طيورا كالحمام والعصافير والديوك والأسماك فى علاقات متداخلة معا أو مع بشر وشخوص وتتميز الأعمال الأخيرة ليوسف بالقدرة على التبسيط والإبتعاد عن التفاصيل واستكشاف قيم جمالية تتناسب مع العصر فى إطار بحث الفنان عن التجديد والوصول لحلول فنية مبتكرة مستخدما فى ذلك بعض التقنيات كالألوان المذهبة وإضافة اللمسات لبعض الوحدات الإسلامية عل سطح اللوحة ويؤكد يوسف أنه يسعى فى أعماله الأخيرة لتبنى نمط غير تقليدى يرتكز على استخلاص روح الفن الإسلامى وصياغتها بشكل يستحضر الهوية الموجودة فى الأحياء الشعبية المصرية العريقة كالحسين والسيدة زينب التى تفوح بعطر الأصالة من خلال المساجد والأضرحة والأسبلة والبيوت القديمة مضفرة مع العناصر البشرية والحيوانية وذلك فى لوحات تجمع بين الأصالة الإسلامية والجماليات العصرية .
- ويشير يوسف إلى أن الفنون الإسلامية واسعة وعميقة ويمكن إستلهام العديد من القيم الفنية الكامنة فيه وقد كشفت تجربته الفنية عن أن الفن الإسلامى هو الأقرب إلى الفنون المعاصرة لأنه يحمل قيما جمالية دلالة واضحة فالرموز الموجودة فى الأعمال تحمل قيما جمالية أكثر من كونها تحمل قيما دينية فضلا عن أن الأعمال نفسها تحمل هوية شرقية لا تقلد ولا تنسخ التجارب الغربية الحديثة .
- ويؤكد أنه يفضل أعماله الفنية الأخيرة لأنها أكثر نضجا وهو ما فتح شهيته لتقديم أعمال أخرى تبحث عن حلول جديدة مثلما فعل فى استخدام الشخوص والطيور بعد أن أخذ وقتا طويلا فى استخدام الزخارف الهندسية والنباتية فضلا عن اللجوء للتبسيط والبحث عن تجارب لونية جديدة تزيد ثراء العمل الفنى .
زين إبراهيم
صباح الخير - 7/ 8/ 2012
فى لوحات محمد يوسف الإيحاء التجريدى الهندسى
- الفنان محمد يوسف حسين محمد يوسف من مواليد الـقاهره شغل منصب مشرف عام الفنون التشكيلية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، حيث كانت له بصمته الخاصه فى الحركة التشكيلية المصرية أخذت لوحاته طابع مبسط مع الحفاظ على القيم التشكيلية من حيث التكوين والشكل واللون والمساحة وغيرها من عناصر العمل الفنى المتكامل، وكذلك لا تتوقف مقاصد أعماله على الأستجابة التى تثيرها لدى المشاهد بل تتمثل فى قيمتها الداخلية التى تفجر إحساس الدهشة الغامض لدي المتلقى والراصد للوحات فهى تجسد إنطباعا غير واقعي وغير مباشر يتجه نحو الرمز وعالم الخيال وفى نفس الوقت تشعر أن لها وجود محسوس فى الواقع ولكنه تحاط فيه الأشكال بهاله من السحر والغموض مصادرها هى فنوننا الشعبية.
- والتى أستخلص منها الفنان تكويناته الخاصة ذات الطابع المميز من الحكايات والسير الشعبية والأساطير التى صاغها الفنان فى قالب حديث دون أى قيد نمطى لتتسم بالإيقاع البسيط الذى يمد المتلقى بوضوح الرؤية فى محاولة جسورة من الفنان لربط التراث القديم بالمعاصرة، وللمرأه دور مهم فى لوحات الفنان حيث تجسد رمز جمالى خالص لا يمكن الاستغناء عنه فهى رمز للوجود والبقاء والأصالة والإستمرار، إستخدم الخامات المتنوعة والأدوات بحرفية شديدة مفعلا التنوع فى العمل الفنى ليبنى نوعاً من التناغم والسعى نحو التحرر وفتح آفاق من الخيال والبحث فى المجهول وابداع عناصر فنية جديدة وغير مألوفة لدى المتلقى وفى نفس الوقت تبقى انطباع لا ينسى لديه ويحتفظ به دائماً، حيث تتسم أعماله بالطابع التجريدى الهندسى لتجسد تلك اللوحات طاقة تعبيرية وإنفعالية وعناصر رمزية وقيم فكرية وإنسانية تستحق الدراسة والعناية والإهتمام بها علي مستوي راقي كما وظفها بأسلوب مميز يعكس فلسفه وثقافة خاصة جدا بجانب إعجاب شديد لزخم هذا التراث الشعبى الفنى العتيق الذى يعكس نبض وإحساس المصرين بفنونهم الشعبية النابعهة من نبض البيئة المصرية العتيقة، ويعد محمد يوسف فنانا متميزا فى استلهام التراث ليؤكد به مقصد إبداعه وتنوع تشكيلية، باسلوب عصريا واعياً ليس بمجرد النقل والتقليد بل بالتطوير والإضافة بجانب التحديث والإبتكار وذلك سواء من ناحية المفردات والصياغات أو من ناحية التقنية والألوان وقد أبدع فى معالجته لأشكاله التراثية ليصل وببراعه إلي ابداع أشكال جديدة تختلط لتولد عالماً أقرب إلي التجريدية ولكن بحس شعبي مصرى صميم، ويعد أسلوب الفنان أسلوباً رمزياً دسم، حيث يغلب عليه الطابع الزخرفي التكرارى ذو الخطوط الهندسية الحادة، حيث نفذت معظم أعماله بإستخدام عناصر (المثلث والدائرة والمربع) في تكرار منتظم بديع للغاية ،وقد كشف عند إستلهامه للفنون الشعبية مخاطبا ومنقبا عما في هذه الرسوم من طاقة متدفقه وإنفعالية هائلة، تتسم بالزخم والثراء بالإضافة إلي عمق تأثيرها في نفسية المتلقى الذي ينظر إليها متعاطفاً لإمتدادها الطويل والمتواصل عبر التاريخ باسلوب شديد الخصوصية وبالغ الثراء، حيث تميزت الموتيفات والصياغات التصميمية للعنصر الآدمي بأخذها إتجاهاً فكرياً فلسفياً في صياغاته الرمزية لهذه العناصر بجانب مخالفتها للواقع المرئي حيث جاءت المعالجات التشكيلية للعنصر الآدمي معبرة عن الحركة الحيوية في صياغاتها لتأتي ثرية بالمساحات والخطوط والتداعيات الهندسية في أشكال متنوعه من أهلة ونجوم ودوائر ومثلثات والعنصر الآدمي يظهر في أعماله بتفاصيل هندسية مبسطة ومساحات مدروسة وحركة في أجزاء العنصر بشكل إيقاعي منتظم في بعض الأحيان وغير منتظم في البعض الأخـر، وصياغات الفنان لعنصر المرأة تعني الحيوية والجاذبية والغموض، حيث تميزت المعالجات التشكيلية للعناصر في أعماله بالمبالغة في أجزاء منها مجسدا من خلالها القصص والسير الشعبية المصرية كذلك تميز بأسلوب التسطيح فى صياغاته الفنية حيث إعتمد علي درجات لونية متعددة وثريه كما تطرق إلي التأكيد علي التفاصيل الداخلية للعنصر وتميزت ملامح الوجوه الآدمية في صياغاته بالشكل الهندسى وتحويل تفاصيل الجسم إلي خطوط وعناصر هندسية لنجد أنه إهتم بشكل مباشر ببناء العنصر وتفاصيله وإضافه رؤية مسحدثة من حيث البناء والتشكيل والطاقة التشكيلية للعنصر المرئى فى أعماله ليكسب عناصرة لغة تشكيلية بديعة ومنفردة بجانب تقنياته المتنوعه والمدروسة، والتكرار الذي توكدة الحركة فى بناء الموتيفات، حيث تمثل العلاقات المتبادلة بين الصياغات والموتيقات التصميمية في بعض الأحيان علاقة تماس أو تكرار أو تراكب أو تداخل، يعبر بها الفنان عن تجمعات للعناصرالمختلفة في لوحاته مستخدما إياها فى تكوين مترابط ومنسجم، كذلك تميزت الصياغات والموتيفات التصميمية لعناصر الحيوانات والمستخدمة فى أعماله بالخيال الأسطورى فى رسمها وعلي خلفيات من أشكال هندسية ونباتية مستعيناً بالتسطيح والتزيين لإبراز هذه الصياغات بشكل جديد مثل صياغته للسمكة والحصان وغيرها من الصياغات المتعددة باسلوب زخرفي بديع وفي تصوير الطائر قام بالإستعانة بالزخارف الشعبية معتمداً علي أسلوب التبسيط والإختزال الموجز لهيئة الطائر ودمج الزخارف الشعبية معها وتقسيمها بشكل هندسي منتظم كذلك توزيع الوحدات بشكل تكراري منتظم ومبسط حيث تتحدد جميع الصياغات بشكل مترابط، كذلك حرص الفنان علي إظهار تفاصيل الصياغات بشكل خطي منتظم في شكل مترابط أما الصياغات والموتيقات التصميمية للزخارف الهندسية فقد شكلت معظم أعمال الفنان فاختلطت هذه الزخارف وتداخلت مع صياغات العناصر الأخرى في هيئة صياغات خطية تزين خلفيات أعماله، وهي شرائط ووحدات هندسية منتظمة في بعض الأحيان وغير منتظمة في الأحيان الأخرى كالمثلثات والأشكال حلزونية أو دائرية بأسلوب واضح ومؤكد وراسخ كبقية صياغات العمل بأكمله، ولجأ الفنان إلي الزخارف الهندسية والتي تعتمد في بنائها علي مجموعة من الخطوط مختلفة الإتجاهات رأسية، أفقية، مائلة، منحنية وهي في مجموعها تتداخل وتتراكب لينتج عنها البناء الهندسي لأعماله الفنية في شكل صياغات وموتيفات تصميمية هندسية شعبية، وبملاحظة أعمال الفنان نجده يعتمد في بناء أعماله التشكيلية علي صياغات ذات طابع هندسي مستمد من الزخارف الهندسية الشعبية في معظم أعماله الفنية مؤكداً بها علي الصفة التسطيحية وعلي الطابع التزيني الزخرفى بجانب تأكيدة الشديد وإنجذابه للتراث الشعبى المصري والعمل الدؤب من قبل الفنان على تحديثة وتوظيفة فى الفن المصرى الحديث بتمكن واقتدار.
بقلم : د./ أمجد عبد السلام عيد
جريدة: القاهرة 9-9-2025
|