`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
حمدى رضا زهدى حسين
عن معرض الفنان حمدى رضا `أبدية حتمية` : تركيباته العضويه المفرغه هياكل عظميه للفضاء`
- بعنوان `أبدية حتمية` المقام حاليا فى ألمانيا للفنان `حمدى رضا` مشاركة مع جماعة فنانى `كايزر سلاوترن` وهو عضو بالجمعيه التى تضم ادباء وفنانين ومسرحيين.
- وفيه قدم مجالين: الأول للوحه `سيانوتايب` على ورق خالى من الاحماض ومجهز بالشروط المتحفيه.. والثانى قدم لعدد من أعمال مركبه بالعديد من الخامات الطبيعية من عيدان خشبيه مكسوه بشمع ملون وغراء بقياسات وأبعاد مختلفه وبعضها محفوظ داخل أوعيه زجاجيه.. أعتقد هو عرض يميل بدرجة ما تجاه الحركه البنائية بإهتمامها بقوانين الطبيعة المعقدة والمزج بين العضوى والهندسى والإنشائى.. ومن النظرة الأولى لأعماله وجدتها قائمه أو متحوله كعظام الفضاء ثم تتالت التداعيات مع تأملها التركيبى.. ورغم تركيباتها المعقدة وبساطة خاماتها وجدتها تتناسب تماماً مع مقوله لأينشتين: `بسيطا قدر المستطاع لكنه ليس بسيط`.
- الجانب الأهم وهو ما وجدته قائم عليه مشروعه الفنى بالكامل وهو كونسبت `البقاء` بإختيار رؤية للعالم من زاوية `النمو والبقاء` لذلك استخدم خامات طبيعية كامن داخلها ذاكرة البقاء والنماء وأهمها الخشب والشمع.. فـ`رضا`يريد أن يستشعر المشاهد بصوت عصارة الشكل الداخلى ليرى العالم والأشياء بعيون مختلفه.. مازجاً نحت العضوى بالهندسى البنائى وبإلهامات علم الأحياء والطبيعة.. لذلك إستشعرت بإعتماد أعماله على مفهوم بيولوجى حي من فكر التكاثر المتسلسل كعمل الخلايا `مجازاً` حتى كأنها تريد أن تتنفس.. وحالياً يتوجه فنانين معاصرين للطبيعه كماده حيه ملهمة ففى نفس توقيت عرض الفنان `حمدى رضا` فى المانيا هناك عرض آخر فى بريطانيا يتماس والإنجذاب لعمل الطبيعة بفكرتى النماء والبقاء بعنوان`إنهض حيا` للأمريكيه ليليان ليجن مع إختلاف كامل فى الخامات والتناول وهو مقام حاليا وحتى 5 اكتوبر فى جاليرى التيت سانت ايفز..
- أبديه حتميه
- أعتقد أن عرض`أبدية حتميه`هو تصور بصرى للإيحاء بالإمتداد الواعى للمادة الحيه فى تناميها الحتمى التلقائى وللأبد وهذا يحتمل أكثر من بُعد فى الرؤيه.. وأبدأ برؤية الفنان`رضا`وكلماته فى تقديم معرضه: `عملى المركب يستكشف تكوينات شمعية دقيقة مبنية على عيدان خشبية ومغطاة بطريقة تشبه اللحم على العظم.. هذه الأشكال الهندسية ذات الطابع الطوبولوجي والمظهر العضوي بألوانها الحمراء والخضراء تستحضر حيوية النمو العضوي ومحفوظة داخل الزجاج..` .. وعن مصدر إلهام تجربته قال:`هذه الأعمال مستوحاه جزئيًا من خيالات وذكريات مشاهد هياكل أعمدة الطاقة المنتشرة على الطرق الصحراوية وأبراج الحمام الخشبية في مدينة القاهرة مسقط رأسي..كما أن له علاقة وثيقة بخيالات تطور خلايا الأجنة في الأرحام وهياكل نموها وتصلب بعضها لتصبح عظامًا وليونة بعضها الآخر لتكوين كافة أعضاء الكائنات`.
- وإلى جانب من رؤية الفنان بوضع أعماله تحت عنوان `أبدية حتميه` ربما لتدور حول مفهوم حتمية مسار النماء والتطور الذكى للماده العضوية.. وبقوى فعل الإبداع أذاب`رضا`الحدود بين النحت بالعماره والعضوى بالهندسى والفيزيقى بالكيميائى.. ولتحقيق الفنان لمشروعه الفنى أقام رؤيته ومفهومه الفكرى مستخدماً خامات عضويه مكوناً شبه هيكل فراغى لبنائية إمتزج فيها الهندسى بالعضوى للمادة الحية بين التمدد الإلتواء والتحول المطاطى وربما بالتشكل المطاطي متماثلاً وعمل الطبيعه التى وإن حدث مصادفات ما يشوهها فهى مستمرة فى النماء ..وكان إستخدامه لمواد عضويه متسقاً تماماً ورؤيته مضموناً وشكلاً من عيدانه الخشبيه والشمع المذاب وغراء اللصق ليقدم عضوياته بمنطق تطورها هندسياً وعضوياً ككائن حي كأنه يتنفس بطاقة هادئة يتلاقى فى نقاط تواصل دون إمتزاج ليتشكل فى هياكل متناميه متجاوزة ذاتها كأجزاء حتى لم تعد تبدو كأشياء بل ككائنات عضويه تنبض داخلياً.. وبالعضوى والهندسى حقق الفنان علاقات متبادله بين وداخل أعواد القضبان التى ربما تتمثل رمزاً وإسقاطاً كنموذج لنماء لمعرفه والوعى كما النماء العضوى.
- `الهيلوجرامى` وتشكيل الفراغ
- أعتقد أن ما جعل أعمال`حمدى رضا`ملهمة أنها أشبه بفن الكولاج العضوى لينتج بالكولاجى العضوى ما يشبه الصوره `الهيلوجرامية` المتجسده فى الفراغ بزواياها المختلفة وبفراغاتها الداخليه متعمداً إنشاء مساحات داخلية وليس التركيز على عناصر التصميم الخارجى فقط.. فبدت مجموعات الأعمدة المتقابله والمتبادله فى تواصل هندسي كشكل لمجسم `هيلوجرامى` يكشف عن تنوع لعمق ظل الظل للماده السائله الداخليه ولزوجتها الخارجيه..وبالرغم من صعوبات تشكيل وترابط العمل فى كل منحوتة شكل بها `رضا` الفراغ حولها وداخلها بقيود من التماسك والتتالى كهيكل لهندسه فراغيه.. وقد بدت بعض الأعمال كبرج قائم وهرم ومكعب إفتراضى تخترقه اضلع ثلاثية الابعاد فبدت أعماله المركبة كنحت فراغى ثلاثى الابعاد مع تنشيط الفراغ الداخلى فى صورة تجريبيه تختلف نشاطاً مع زاوية الرؤيه لتحدث مفارقه مع النص الفراغى فى النحت أو للنحت الذى أصبح مرتبطا بالفراغ وربما هو الفراغ الزمانى أكثر منه بالمكانى.
- كما يمكن إطلاق علي تركيباته ومنحوتاته المفرغه `نحت السيوله` والتى تشكلت عند الفنان بلجوئه لذوبان خامته الشمعيه كجزء عضوى ذائب بقطراته التلقائية الحجم ليخلق تجربه حسيه يُبدع فيها الشمع قصةً غير متكررة الشكل لا جزئياً ولا كلياً للهيكل المُسال.. وفى نحت السيوله هذا يصبح للزمن والتحول دورهام وعادة ما توحى سيولة الشمع بالتلميحات العضويه اللزجه بما توحى للمشاهد بسيولة الغمر.. وربما ظهرت هياكله المفرغة تلك كإمتداد بصرى لأعمدة الضغط الكهربائى المغمور بالطاقه التى إستمد منها إلهامه الأولى متمدداً بين نقاطاً حرجة فى تتالى وإلحاح بصرى كسطوح المدينة التى يطل عليها من نافذته بالقاهرة التى ترتد دوما وتتنامى وتتشابك عنقوديا فى هيئة مفرغه..وفى الفراغ يمكننا إدراك أن كل الاشكال محتمله.. لذلك كان من السهل عليه تشكيله لعظام الفضاء كجزء من كل عناصرالوجود حتى ليتشابه وجزئيات خلايا مكبره خياليهتنسج وجودها بين العقدة والوصلات الفقاريه.. لأراه أقرب لفنان يشكل بالنحت الفراغى هيئة عضويه لكائن فقارى خيالى.
- تدوير الرياح
- مثلثاته المفرغه المتتشكله من عيدان خشبيه مغلفة بالشمع الذائب تتحلق حول وداخل هيكل مفتوح يبدو بعضه يميل نحو مركز وهمى.. وأنت كمشاهد أيضاً قد ينتابك وهم بصرى فكلما نظرت إلي تركيبياته كلما زادت رؤيتك للجسم قائماً داخل الفراغ رغم فقدانه للمجسد ووهم رؤيتك للبنائيات العضوية تكاد تكون متحوله بسبب إدراكنا لما توحيه خاماته العضوية من تحول فيزيائى على الأقل وبما داخلها من عصاره تتشكل إنتفاخاً فوق السطح من جانب لآخر وبالتواء شبه عشوائى للماده الحيه بالداخل.
- وهذا الإيحاء بتدفق الحياه العضويه يمكننا أيضاً إدراك شدة حضورها مع أي مرور لتيار هوائى عبر تجاويفها المتداخله فى تقابل وتصادم حتى يصدر عن مرور الهواء أصواتاً لتكتمل فى أعماله عناصر كونيه تلاقت فى الفراغ وعملت معاً.. ولو إشتد الهواء أكثرً وأصبح أكثر نفاذاً لذلك الهيكل متعدد الأضلع والمثلثات عمل على`تدوير الرياح` فى تفاعل من العمل مع بيئته والهواء لذلك تلك الفراغات ترسم مجازاً وإفتراضاً خريطه صوتيه لكائن عضوى فى الفراغ وداخل الفراغ معاً ولو كانت أعماله مكبرة عشرات المرات لكان لها حضور صوتى أعلى يتكامل حضوراً كونياً وأصوات الرياح فى الطبيعة.. وهذا أحب تخيله ليكتمل العمل الفنى كي يكون حاضر الصوت مثل ثلاثية الهياكل الحديدية للمثال الأسبانى إدواردو شيلدا المسماه `تمشيط الرياح` القائمه فوق حافة تطل على خليج المحيط الأطلسى صارخاً بصوته مع كل رياح وعواصف هوائيه تمرعبره ليؤكد أنه موجود ومسموع وليس فقط مرئى.
- التحول العضوى فى الفن
- تركيبات الفنان `حمدى رضا` توحى الى درجة ما`بالتشبيه الحيوى`الذى يقود التحول العضوى إلى عملية تغيير بصري أومفاهيمي مع مرور الوقت لعمليات النمو والتطور.. ولأن `رضا` يقدم فكر النماء والتحول كعمليه عضويه ببراعه وبإبداع وكإستعاره بصريه منه لدورة الحياه وتتبع النمو والعالم الطبيعى في تغيره الحتمي..ليكون مشروعه هذا منتمى لمدرسة `التحول العضوي في الفن` وهى مدرسه لها فنانيها الممارسين منهم من يلجأ للتشكل الحيوي وهى حركة فنية استلهمت الأشكال العضوية والأنماط الطبيعية الشبيهة بالحياة..ومنهم من عمل على التحولات المادية ليشمل التحول العضوي والتغيير الفيزيائي للمواد.. ومنهم من تضمنت أفكاره التغيير المفاهيمي ليمثل التحول العضوي أيضًا تغيرات مفاهيمية..ومنهم من عمل على إستكشاف التحول فى مفهوم الأشكال وعلاقتها بالهياكل الطبيعية.. ومنهم من إعتمد على دلالات الوحدة العضوية فى الفن ليحقق بتلك الوحدة الشعور بالتكامل والتماسك لخلق كلٍّ موحد فى حالته الجديدة..وأقدم مجرد أمثله قليله جدا لفنانين تعاملوا بالتلاعب الجينى مع نباتات عضويه أو تمثلاً لها للتلاعب بالعضويات الحيويه مثل: الألمانى `كارستن هوللر` قدم عام 2000 تركيب غامرعملاق بعنوان `غرفة الفطر المقلوبه`وهو تماثل لتهجين فطريات ضخمه متدلية فوق رؤوس الزوار.. وقدم الصينى `زو بينج` عمل ضخم لنباتات مهجنه فى إناء زجاجى شغلت كل قاعة العرض حتى السقف عام 1994 بعنوان `مستمر`.. والفنان `مارك كوين` قدم عام 2001 عمله `حديقة الحمض النووي` متعاملاً مع هذا الحمض لأكثر من 75 نوع من النباتات.. وحالياً من مصر `حمدى رضا` بعمله للتشبيه الحيوى لعضويات `أبديه حتمية` 2025.
- ولأرى أن الفن التحويلى وما قدمه الفنان`حمدى رضا`هو فن يوسع فهم المشاهد للعالم بشكل مفاهيمى ولرؤيتة كعالم دائم التحول.. ولندرك قدر إستلهامه وعياً وإبداعاً للطبيعه الحيه العضوية وإستخدامه لخامات عضويه تُعد هى ذاتها إشارات لثقافة بصريه تلغى الحدود مع الطبيعه.. فما استخدمه `حمدى رضا` كالأخشاب وما يشبه الزجاج البصرى والشموع وأصباغ اللون والأصماغ والغراء وهي مواد جوهرية تخدم مفاهيمه عمل الفنان وأفكاره المتعلقه بالطبيعة والكيمياء والتى وأصبحت مصدر تجربته ومصدرلتأمل المشاهد.. فمثلا إذا كانت خلية واحدة تصبح رجلاً خلال عدة سنوات فهكذا ندرك بالتأمل أحد أهدافه بذلك التكرار لأجزاء عمله عضوياً تعبيراً عن النماء والتطور فربما بهذا المنهج الفكري للنماء حاول مجازاً مماثلة عمل الطبيعه هيكلياً وكيف رآها تفكر بقدرة الانقسام التلقائى والتضاعف وانتاج المزيد من الخلايا من النوع ذاته..لتبدو بعض قطعه التركيبية داخل أوانيه الزجاجية كنمط مُشابه للنمو الجنيني الغير مكتمل ولكن شفرة عمله جاهزة للنمو والتوالد.
- `الفراكتل` و`فكر المتاهة`
- فى تركيبات `أبديه حتميه` رغم بساطة التركيب أراها تمتلك لغة مضطربة ومنتظمه فى نفس الوقت فى تواصلها وتقاطعاتها.. ولولا أن الفنان`رضا`يمتلك رؤية تمسك بمفهومه الخاص الأقرب لنظرية `الفراكتل` دون التقيد الكامل بها فى تنظيم دون عشوائى وبنائيه محكمة ولا يمكن التنبؤ بها لأننى أعتقد أن الفنان يعمل بتركيز على نحت الفكر رابطا بين الهندسى والعضوى والعلمى والفيزيقى والانطولوجى.. ولادراك بنائه المعقد يستلزم لغة جديدة وقد أدركنا وكأننا عثرنا على كائن مُهجن ذاتياً متعدد الاقطاب العضوية لا نعلم من اين جاء ليستقر داخل معرضه أو حبيس أوانيه الزجاجية.
- ومثلما نحت الفكر الفراغى والحداثى شكل عالمه.. وتنظيمات أعمدة العمل الغير نمطيه كمستنسخات مكرره من الفراكتل.. أدرك أيضاً وبسهولة تأثير فكر المتاهة لتتحول تركيباته كمتاهة بلا مخرج ولا طرف مفتوح إلى الخارج كمنفذ هروب.. فأقطابه المثلثة تتلاقى فى إغلاق على نفسها بلا منفذ عكس متاهة `ديدالوس الأسطوريه` وهى الأخف وطأة من متاهات`رضا` نفسياً.. وقرار تجوال عينيك كمشاهد فى متاهات `رضا` المفرغة هى اتخاذ لطريق لا يقودك إلى الراحه بل الى أكثر من مركز وهمى ثم لترتد عنه باحثاً عن مخرج آخر ويتكرر الذهاب والعودة دون مرفأ وصول.. وقد أرى متاهات`رضا` العضوية كناية عن الدأب الداخلى لعضويات الحياه فى خلايانا دون نفاذه للخارج وإلا بطلت الحياة.. وأيضاً أراها كنايه عن رحلة الحياه المادية والعقلية والروحانية.. وكما عنوان المعرض`أبدية حتميه` أرى أن متاهات `رضا` قد اُغلق عليها فى رمزيه `أبدية وحتمية` كما أطلق هو على معرضه.. وأنا أطلق نفس عنوانه` أبدية حتمية` على متاهاتة المعلقه المنحوتة بالسيوله المغمورة بالفضائى بحوافها المنتفخة حياه والمنبعجه تورما بفعل نقاط تصادم إلتقاء عصاراتها الحيه.
بقلم : فاطمة على
جريدة: القاهرة 17-6-2025
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث