حول رؤية الفنان - السيرة الذاتية - قطاع الفنون التشكيلية

- افتتح مركز محمود مختار الثقافى بمتحف محمود مختار معرض الفنان الصاعد عماد عزت، يجسد الفنان المثال مشاعره فى قوالب بناء حسية ،فى تمثال الأم والإبن، والأم والإبن، والأم والأب يحتضنان رضيعهما، ولحظة الإنغلاق على الذذات، ( إمرأة حامل)، (إمرأة جالسة)، (جسد فى وضعية الإنحناء لأسفل)، (وجه)، (طائر)، (رجل وإمرأة)، ويعتبر النحت عالحجر واحدًا من أهم الفنون التششكيلية التى تعتمد على تكوين المجسمات ذذات الأبعاد الثلاثية وهو فن قديم اشتهر به إنسان العصر الحجرى، والقدماء المصريين، وفى جميع الحضارات القديمة كان الحجر عنصرا أساسيًا فى فن النحت، وقد تعددت أنواع الحجر المستخدم فهناك الحجر الأملس والمرمر، والحجر الجيرى والرملى ثم يليهم الرخام والجرانيت والعقيق ويعتبر الجرانيت من أصعب الأحجار الأكثر ديمومة، ثم حجر البازلت، الذى يعتبر أصعب من الجرانيت وأقل نحتًا فى كثير من الأحيان، وهو يتميز بمظهره الجميل عندما يتم صقله.
- ويعتبر الصخر من الرموز التى تمثل الدوام والثبات، والقوة والملاذ، والقسوة والبرودة، فالصخرة الحية هى النفس البدائية للإنسان، ويمثل الحجر أيضًا الأبدية والتماسك والخلود، والحياة الساكنة ويعبر الحجر عن قوة التحمل والتطويق، وهذه الصفات يحولها الفنان عماد إلى صفات اللانهائية فى اللازمان أو اللامكان والعودة والتكرار فى رؤية بصرية بلا مبتدا أو نهاية فالخط فى أعمال عماد دائرى يعكس مبدأ الليونة، ليس له حدود فى حالة ديناميكية لا تسكن أبدأ ومع ذلك فنحن نحس حالة السكون الداخلى بهؤلاء الشخوص الذى اختار الفنان أن يكونوا رمزا للحب والحنان فنشاهد الأم وهى رمز الوجود وينبوع الحنان، وكذلك الأب، وكلاهما معًا ومبدأ الاستمرارية ولحظة الميلاد والطفولة من خلال ذلك الطفل القابع فى حضن كل منهما، فأعمال الفنان تنطلق من مركز دائرى، حتى السيدة الحامل التى تحمل بطنها مركز هذه الدائرة، وتثنى عنقها فوق كتفها كأنها تحتضن جنينها قبل خروجه لهذا العالم، تنظره بشوق جارف ويستطيع المشاهد أن يلاحظ تلك المشاعر فى سمات وجه السيدة وتعابير وجهها المستغرق فى حبه، لتمنح الحياة لولدها الكائن بين أحشائها.
- والفنان عماد عزت منذ حداثة سنه وهو مغرم بالفن المصرى القديم فكان دائم البحث فى هذا التراث العظيم والميراث الخالد الذى تركه لنا الأجداد وقد إلتحق بكلية الفنون الجميلة ليروى ذلك الشغف ويصقل موهبته بالدراسة بقسم النحت، وأثناء فترة الدراسة إزداد إحساسه اتجاه النحت المباشر على الحجر الذى يؤكد معنى المثال الحقيقى، فتعلق قلبه بخامة الحجر لما لها من بعد تاريخى وقيمة انسانية فبها تم بناء الأهرامات الثلاثة، وأبى الهول، وأيضا لما تنطوى عليه من خصائص مصرية تعكس حضارة الإنسان المصرى القديم وفلسفته العميقة اتجاه هذا النوع من الحجر الأبيض، وبعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة قام بتطبيق ما قد سلف على هيئة أعمال فنية تعكس فكره وإحساسه تجاه هذذا الفن العظيم، ومعرض (حصون الصخر) هو التجربة الثالثة للفنان بخامة الحجر ويقول الفنان: إنه مازال يبحث عن خفايا واسرار هذه الخامة النبيلة وما تنطوى عليه من سحر خاص فكل قطعة تحمل بداخلها `حصن` ومن خصائص الحصون الإحتواء وهو حالة تجمع بين الحب والحنان والأمن والأمان والطمأنينة فهذا السطح البسيط الملموس يعكس احساس غير مرئى، يلتقى بإحساس المتلقى ليخلق حالة عاطفية وإلتصاق حميمي بتلك الكتل القابعة فى شموخ تنفر من هذا العالم المتردى فالفنان يتحدى هذا العالم المفروض أنه إنسانى بمجموعة من الأحجار الصلبة كأنه يهزأ بهم ويعلن حالة من السخرية والإزدراء لذلك الكائن المدعو انسان فكأن المشاهد لأعمال عماد يتفاجأ بهذا الإحتواء من هذا الحجر، الذى يفتقده من إنها فلسفة الفن التى تعبر عن باطن الفنان ووجدانه المحروم من هذا الإحتواء، والفنان يعتمد على مفهوم الكتلة وعلاقتها بالفراغ، وبساطة التعبير، ووحدة البناء، وتنوع ملامس السطوح بين الناعم والخشن، وهو ينشأ حوار داخلى فى قوالب حركية تفصح عن مكنون الفنان الذى قام بتوظيف الخط المنحنى ليبرز فكرته وفلسفته اتجاه الطبيعة، نجد أنفسنا أمام أعمال يسهل قرائها فهى تتسرب مباشرة لمشاعر المتلقى دون عائق يرتبط بإعمال العقل أو تشتيته بين دهاليز الحداثة والتوظيف الزائد للعقل، والسرية والتعمية، وكل هذه الأشياء التى لاتتفق مع مضمون الفنان الإنسانى، وبعض أعمال الفنان تذكرنا بشكل القوقعة وهى مبدأ الأنوثة والرحم الكونى والميلاد والتجدد والحياة والحب والزواج والخصوبة أو قد شارك الفنان عماد مؤخرًا فى عام 2020 فى صالون الغورى، معرض ما بعد الكورونا بجاليرى ضى، ملتقى الخرجى الدولى الأول، ويستعد لخوض تجربة جديدة وهى المشاركة بسمبوزيوم النحت الدولى بأسوان فى دورته القادمة إن شاء الله.