`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمود أبو العزم دياب

- يرتاد الفنان أبو العزم تجربتة متشحا بالبساطة و التقشف، مختزلا الالوان الى الوان البيئة القليلة، مكتفيا بما تعكسة من تاثير هادىء وعميق ووسيلة لهذا العالم المصور للسامر الليلى، و النهر و القوارب و القمر، والنخيل والنساء والرجال والاطفال .. فوراء كل هذة العناصر تهمس اللوحات بنداءات إنسانية، وهواجس معذبة لاناس يعيشون تجربة الحياة بطولها حتى الموت فى رضا وصبر مغمورين بالزهد والبساطة... ومن هذه الزوايا المحلية والعامة، بلا زخارف وبلا تفصيلات مستعينا بالحلم الرومانتيكى ، والخيال الهادىء ، ليمنح لوحته الممتلأة بمفردات الحياة المصرية، مزيجا دراميا للواقع والحلم... وهذه التجربة الشديدة الخصوصية ... وهى الرؤية المصرية للفنان أبو العزم .


يحيى حجى
القاهرة 7 / 2 / 1989
أبو العزم ،، إنها حقا عائلة تشكيلية
قل أن نجد أسرة بكاملها متشبعة بالفن إلا أن أسرة الفنان محمود أبو العزم مثال مختلف ، وحالة نادرة للاتفاق على ان الفن هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الذات .
- الكل يرسم ، الكل مهموم بعالمه التكويني اللوني ، السياقي .
- محمود أبوالعزم يشغله الانسان بشكل عام يشغله الحروب والآلة التدميرية ، يغشي الوحدة والفقر ويبحث عن السلام والود والاحتواء وهذا هو المضمون الانساني الذي يحاول ان يؤكده أبو العزم في اعماله .
- لوحات ابو العزم يضغى عليها جو الأسرة وتقديم الود مع باقات الزهور وحضن يحتوى الآخر لكن خلف اللوحات دائما يوجد ظل أسود وحزن دفين يعكس حالة الخوف من الحرب والفقر تدعوك الى احتواء من حولك قبل الطوفان ..
والطوفان عند ابو العزم هو ان تعيش وحيدا خلفك ظلال سوداء او زرقاء فمعروف ايحاؤها توحي ببحر بلا شواطئ تسقط فيه شخوصه المتعلقة بأحبال دائبة ..
- الشخوص عند ابو العزم تحاول التشبث ببعضها وإلا تفقد ثقلها معلقة فى الهواء او في عالم بلا روابط في معظم لوحاته نرى قمرا معتمااو شبه معتم يشي بحالة الليل الضبابية التى يشعر بها الفنان في اعماق نفسه .
- الاحتواء عنده لا يشى بلحظة حب قدر ما يشى بلحظات الاحتواء في ليالي الخوف .
- الأيدى عند أبو العزم ممدودة دائما تجاه الآخر بالاحتواء بالمشاركة وربما بالعزف على الناي تلك الآلة الموسيقية التى تحمل في طياتها حزناً نبيلاً ووحدة ومناجاة تشاركه نفس الحالةزوجته الفنانة / ابتهال بهاء سامي هي ترسم البحر لكنها ترسمه رسماً حزيناً ، البحر يلفظ آحياءه ويليقهم على شاطئ غريب وهي تسجل لحظات صادمة وخروج الانسان من فلكه الطبيعى ليصبح دخيلا على أفلاك أخرى .
رانيا ابو العزم لا تبعد قليلا عن نفس الاحساس ترسمه على طريقتها ، لوحاتها محملة بالكتب المغلقة واشارة تحذير وممنوع الوقوف او احذر الوقوف على تلك العوالم .وعصفور يقف عند التحذير وكأنها تقول لنا لا ترتبط بعوالم اخرى وطر وابحث عن حريتك بنفسك .
اما ريهام ابو العزم فهي تحمل روحا متمردة تبحث عن ما يسعدها وان خالفت توقعات الآخرين تلعب ، تطير طائرة ورقية تقف على يديها تركب عجلة تسمع لنفسها بتأمل ممن حولها هي تحاول ايجاد تيمة خاصة بها تحاول وستصل قريباً.
مالك يبدو أكبر سناً من بلال ويبدو أكثر اشراقاً واقبالا على حياة لم يصل بعد لكنتها ، ألوان دافئة واعدة مركزة فى وسط اللوحة تاركاً خلفية تتحاور مع الموضوع في لحظات اقتراب الجمل ينظر الى الامام في تطلع لمستقبل مشرق كألوانه .
أما بلال فألوانه وخطوطه عفوية جميلة يحكي بها قصة مازلت تتشكل بداخله ونرجو ان تكون قصة سعيدة .
عوداً الى الجد الفنان الكبير محمود ابو العزم الاحتواء الذى تبحث عنه في لوحاتك موجود فى تلك الأسرة الفنية اتسعت موهبتك لتحتوى أسرتك وتفرض عليها بالفن طريقا وعرا مليئا بالوعي الذي يشقي صاحبه .
مشكلته الأساسية اتساع رؤيته وبحثه داخل الانسان . انسان القرن الواحد والعشرين الخزين الوحيد المرتبك ويبحث وينقب عن نفسه الانسانية يبحث عن الالفة والسلام والاحتواء ، يبحث عن من يشاركه ويقاسمه خوفه من المجهول .
هشام قنديل
كلمة كتالوج معرض / محمود أبو العزم وأسرته الفنية - بجاليرى ضي
لوحات محمود أبو العزم : واقعية مشبعة بالحلم
- الفنان واحد من الذين فرض عليهم قدرهم الاحتكاك بظواهر الطبيعة الكونية، غير أن نظرته للأشياء قد تختلف عن نظرة العالم والفيلسوف، لأنها تتفاعل مع الأشياء بعين الوجدان أكثر من تفاعلها بعين العقل.
- ولن يتخلى الفنان في رحلة الإبداع عن الدهشة البريئة ولا الانبهار الطفولي الذي يسدل على الكون من حوله غلالة حالمة تخفف من وطأة الواقع.. إنها نظرة الحالم لا نظرة العالم.
- والفنان هو الوحيد الذي يستطيع أن يحلم بإرادته وهو في كامل وعيه ويقظته، فهو يسخر خياله في إبداع صور وأحداث لا وجود لها في دنيا الواقع ويكشف عن عوالم فانتازية تضفي على الحياة متعة نفسية لا تعادلها متعة.
- والفنان محمود أبو العزم واحد من هؤلاء الفنانين الحالمين، فهو يطلق لخياله العنان، ويصحبنا في رحلة ممتعة في أغوار عالمه الخاص، سابحا وسط صور لها طابع الأطياف وتراكيب لها جرس الشعر ورنين الموسيقا ووهج العاطفة.. وأيضا حكمة العقل.. عبر تركيب غنى ومتنوع ينم عن طول النفس وقدرة على التنويع من دون الوقوع في ضحالة التكرار الممل.
- ويقول عنه الفنان الراحل حسين بيكار: إذا كان من أصعب الأمور التوفيق بين التوازن العقلي والعاطفي، فإن الفنان أبو العزم قد استطاع باقتدار نادر أن يضع أحلامه داخل علاقات هندسية، تجريدية من جمودها الرياضي وتشبعت بعصارة روحية، لها نبض مؤثر يتداخل مع الدلالات المعنوية التي يتطلبها الموضوع، فالمقعد والنافذة والأرجوحة والوتر والمنضدة كلها عناصر هندسية الطابع حادة الزوايا والحواف، والأطراف، ولكنها موظفة توظيفا تشكيليا ومعنويا بذكاء كبير، وهو تأكيد على أن الأحلام ضرورة حياتية ولكنها يجب أن توضع داخل ضوابط تخطيطية حتى لا تنقلب إلى شطحات عبثية.
- وهو أيضا تأكيد على أن التخطيط والتصميم لا يتعارضان مع تدفق المشاعر وانطلاق الأخيلة، فما الشعر إلا عواطف جياشة تنسكب في بوتقة العروض والقوافي والأوزان وكذلك الموسيقا.
- والتحوير عند الفنان أبو العزم ليس تحريفا زخرفيا خفيف الوزن، لكنه تحريف أسلوبي رصين ومحتشم يلازم جميع مفرداته وشخوصه الذين يرتدون جميعا أردية بيضاء (لون الصبر والنقاء) وكأنهم حجيج إلى قدس أقداس النفس، ما يستلزم التطهر الكامل ظاهرا وباطنا، وهو عندما يمحو آثار الشفاه والأفواه من الوجوه فكأنما يريد أن يخرس الأصوات الشفوية ويسكت الألسنة، لكي يسمح للهمس الوجداني بأن يبوح بما يعجز عنه اللسان وأن تفصح عناصر اللوحة عن مضمونها ببلاغة وشاعرية نفاذه.
- أما الناقد الراحل فاروق بسيوني، فقال عن الفنان محمود أبو العزم، إن لديه رموزا خاصة تنتشر في معظم أعماله يصيغ من تحاورها عوالمه الملتحفة بغموض سريالي مثير. فالطائر القاتم المحلق، برغم سكون مظهره والدائرة والشمس أو القمر والقضبان الساخنة والحوائط الفاصلة بين الشخوص وذلك التقسيم القاطع في حدته للسطوح بخطوط أفقية ورأسية وقطرية، كلها مفردات أو عناصر أولية، يركبها معا ليصوغ منها عوالم ممتدة الجذور والملامح في الواقع المستقاة منه، ومحلقة في سرمدية الحلم وغياهب ما وراء الواقع، وكأنما هي مزاوجة بين معنى الحاضر والغائب معا، أو بين المعروف المرئي والمعاش وبين التمني الأشبه بالأحلام الرابضة في اللاوعي، ومن تلاقي النقيضين تبدو الأعمال دائما في حالة توتر مستمر ومثير.
- أما الفنان `أبو العزم` فيقول: إن إيماني الشديد بأن التصوير المصري الحديث يجب أن يستمد منابع رؤيته من بيئتنا وأن المصور المصري يجب أن ينقب ويبحث في تراثه الحضاري، يغوص ويتعمق فيه وفي طبيعة البيئة التي يعيش فيها، وأن يبحث في أعماق نفسه عن الشكل والمضمون أو المحتوى الذي يعبر عن ماضيه وحاضره وأن يأتي فنه محملا بعبق تاريخه ومستقبله، لكي يكون ركيزة حضارية تثري وتؤثر في محيط العالمية.
- وتدور أعمال الفنان `أبو العزم` في محاور عدة، يجمعها خيط واحد هو واقع الإنسان المعاصر وأحلامه وأمانيه، وفي الوقت نفسه نجد أن هذه الأعمال الفنية ما هي إلا تعبير ذاتي وشخصي عما في داخل الفنان من مشاعر وأحاسيس نابغة من رؤيته الخاصة التي فرضها وجوده في بيئة معينة.
- وتتنوع هذه الأعمال بين الرجل وعلاقته الأبدية بالمرأة ولحظات الشجن والصمت والترقب وسط مشاعر الحب وشاعريتها وبين الأعمال المستوحاة من الحياة الأسرية والأمومة وأيضا الأعمال المستوحاة من البيئة الريفية، حيث نشأ الفنان وعاش طفولته المبكرة.
- وفي ذلك يقول: إن طيف ذكريات الطفولة وسنوات الشباب المبكر وحنيني لجذوري، حيث النشأة الريفية وسط عالم يتسم بالبساطة والشفافية والنقاء والهدوء والحنان الذي يصاحب ذاكراتي في أوقات كثيرة ويجعلني في حالة اجترار لذكريات أيام حلوة مضت بعيدا من صخب المدينة وحياتها القاسية.
- ويتعرض الفنان محمود أبو العزم لمحنة وفاة والدته، ومن خلال أحزانه ومعاناته النفسية، يلجأ للتعبير والإبداع الفني عن هذه التجربة القاسية في مجموعة لوحات `ثنائية الحياة والموت` في جو خيالي يغلب عليه الطابع الدرامي، سواء من ناحية اللون أو البناء المعماري للوحة أو توزيع العناصر.
- وعن تجربة الموت يقول الفنان: إذا كانت الحياة بكل مرادفاتها قد تترك بقاياها التي تتراوح تأثيراتها في الإنسان، فإن الموقف من الموت يبدو أكثر تلك البقايا تأثيرا، حينما نستشعر تلك الرجفة التي تصيبنا وقد أدركنا الزمن في لحظة فاصلة بين الحياة والموت.
- والمتأمل للوحات الفنان سوف يتضح له حرصه على تنوع أحلامه وخيالاته وتصوراته كما اهتم بإبراز الجو الفني والنفسي الخاص بكل لوحة من هذه اللوحات، كما حاول الفنان أبو العزم أن يبدع لوحات تتسم بتصميمات جديدة مبتكرة تعكس توزيعه الجيد لعناصره الملونة بمدلولاتها الرمزية ليحقق فيها كل الأبعاد الجمالية والتعبيرية التي ينشدها أثناء تنفيذه لها.
بقلم: أحمد الأبحر
مجلة: الشروق - الشارقة - الإمارات العربية المتحدة ( العدد 598 ) 28 -9-2003
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث