الزعيم أحمد .. وتلقائية التشكيل
- ترك العالم واستدار يراقب العابرين من خلف ستار .. العيون التى فاجأتنا بانكسار الروح .. كانت فى نعيم .. لماذا استسلمت لفوضى المغريات .. البسطاء الذين تقاسموا الأحلام والأمنيات .. تسابقوا لفتح المزاد للأغراب لبيع التواريخ .. فتحت نوافذهم وأسقف البيوت ، وحتى الحطب أشعلوه فطيروا الحمام .. ليبقى الألم وانكسار الروح وبلاهة الوجوه فى لوحات الزعيم أحمد محمود بجاليرى `ضى` بالمهندسين .
تناول الفنان الزعيم أحمد شخصيات أصلية فى حياتنا هم الفلاحون والبسطاء وتعايش معهم فى لوحات تعبيرية شديدة الخصوصية فى التوصيف الشكلى واللونى ، وبدأ ينتقد الأوضاع الاجتماعية والمغريات التى استجابوا لها من خلال تقديم تنازلات لكل غال ونفيس . هل هو انتقاد للانفتاح ، أو رفض للتغيرات التى طرأت على حياة هذه الفئة فبدأت تأخذهم للضعف ، والتنازلات ، والسماح للغرباء باستباحة كل شئ. هذا ` الخواجة ` يركب ` الجاموسة ` ويشرب زجاجة البيرة التى قدمها له فلاح حافى القدمين يحمل رأسه صندقا مليئا بزجاجات البيرة . أم هذا الذى يلعب ` الدومينو ` مع آخر وهما يحتسبان البيرة . وتلك السيدة التى انكفأت على ماكينة الخياطة لتتحول هى والماكينة إلى شئ واحد يحمل صفات التعب والمعاناة .
اهتم الفنان بوحدة الموضوع من خلال اختياره لعناصر العمل الفنى والفكرة التى يحتفى بها ، وطبيعة الخطوط ومحافظته على القيم اللونية والإيقاعات الخطية والتشريحية التى ميزت مفرداته لتصبح علامة من علامات الزعيم أحمد الخاصة مثل شخصيات الفنان عبد الهادى الجزار مثلا ، أو ملامح شخصيات حامد عويس .
لقد نجح الفنان فى تحقيق التوازن اللونى والشكلى فى معظم اللوحات . ربما لم يخدمه التزيين الذى اهتم به خاصة فى لوحات البورترية ، وكانت تلقائية التشكيل والتلوين وتحقيق الملامس التلقائية البسيطة والبعد عن المبالغة هى الأقوى تأثيرا على حدقات عيون المشاهدين . وينطبق هذا على فكرة التوزيع الضوئى والظللى أيضا .
لقد نجح الفنان فى رسالته على تأكيد الأسلوب الخاص به ، والتى من خلالها صدر للمشاهد قيمة تشكيلية وجمالية بخلاف رسالته الاجتماعية التى تناولها بأسلوب به قدر من السخرية المقبولة لما تحمله من فكرة تفتح مجالا لنقاشات فنية وفلسفية لا تنتهى .
الزعيم خريج الفنون الجميلة قسم جرافيك جامعة جنوب الوادى ، ويشغل درجة معيد بأكاديمية الفن والتصميم المعهد العالى للفنون التطبيقية ) أقام العديد من المعارض الخاصة ، وشارك فى معارض عامة كثيرة . وحصل على عدد من الجوائز منها ، الجائزة الأولى ( جرافيك ) صالون الشباب الرابع عشر 2002 ، وجائزة صالون الأعمال الفنية الصغيرة السادس ، والجائزة الأولى فى معرض الطلائع السابع والأربعين ( جمعية محبى الفنون الجميلة ) 2007 . وله مقتنيات بمتحف الفن الحديث ، ووزارة الثقافة ، ولدى العديد من الأفراد بدول العالم .
د. سامى البلشى
الإذاعة والتليفزيون : 2017/12/23
من معرض`أصل الحكاية` للفنان`الزعيم أحمد`بخان المغربى شخوص وحيده تائهة النظرات ما زالت تتمسك بالأمل والزهور
- فى معرض الفنان `الزعيم أحمد` بعنوان `أصل الحكاية` المقام بجاليرى خان المغربى بدى من مجموع لوحات شخوصه تعبيريه شديده أقرب للوحشية اللونية.. تتلاقى وما بداخل فضاءات اللوحات الغالب فى معظمها الإعتام الأقرب للإظلام اللونى والنفسى.. كأن لوحاته صوره لأشعة ضوئية التقطت القلق بداخلنا.. ويسود اللوحات الكثير من الطاقة النفسية حتى يكاد بعضها تضيئه طاقته وبعضها تحرقه.. وغالب شخوص الفنان منغلقة تائهة النظرات وحيده لكنها تتمسك بالزهور والامل.. وما أنقذ لوحاته من الإغراق فى التوتر هو حب الفنان لشخوصه والتعاطف معهم فى عصر سمته تعدد الحروب والقلق النفسى.. فالتعامل مع شخوصه لا ينفصم عن عصر القلق وأصبح المادة الأساسية لفنه..
- وعى لوحاته الأولى
- ومنذ مراحله الأولى اختلطت في لوحاته تعبيريتها بمفاهيميه فلسفيه شغلته إنسانياً وتنامت معه الى الآن ومن تلك اللوحات `كنت هناك فسمعت الصمت` هذا العنوان كتب أعلى اللوحة داخل مربع صغير كما كانت تكتب أسماء الشوارع فى حاراتنا وشوارعنا القديمة.. اللوحة لجنديين احدهما يشير على امتداد ذراعه الى جهة الصمت الذى سمعه ويجلس بجوارهما رجل أمام منضدة يلعب الشطرنج وحده ويسد أذنيه ربما يسدها عن الصمت وربما هو أساساً يلعب مع الصمت لتوحى اللوحة بوعى شخوصها التام بما هم عليه من غربه.. هذه اللوحة الرائعة ساعدتنى على تفهم شخوص وأجواء لوحات الزعيم أحمد الفيما بعد التى نراهم الآن ومن أين هم جاءوا.. كذلك استطعت بلوحات العرس السابقة أن تكشف لى لما تُقام حالياً فى لوحاته أفراح شخوصه دون فرحة لاثنين من الغرباء.. وأيضا لماذا البلياتشو يبدو حزيناً غريباً داخل زيه المتعدد لألوان البهجة ليكشف عن حالات الوحدة بجداره ووعى بها.. وأيضا لماذا انخرطت ماكينة الخياطة فى لوحته مع المرأة التى تخيط عليها ما انقطع فى وحدتها لتلتحم الماكينة بالجسد البشرى تؤنس وحدته فصارا كائن واحد.. ومن لوحاته الأولى المهمة فى الحفر على الزنك شديدة التعبيرية `أرجوك لا تطفيْ المصباح و`لن أعود وحدى` و`أنا والآخر` 2005 وعازفة البيانو ومستمعها الوحيد وعازف الكمان فى حارة الرمش سابقا وقد رسم `الزعيم` البسطاء ليؤنس وحدتهم وانكسار نفوسهم رغم حضور الاخرين..
- فأعماله منذ بداياته تهتم بوعى الإنسان وإدراكه الواعى للقلق الموجع ووحدته.. وأنهم أحياء بطبيعة هشة فى مواجهة عدم يقين بالقادم حتى عرسان الفرح لا يثقون بالفرحة فى قمة مظاهر توهجها.. لذا نجح الفنان بمصداقيه أن يرينا قلقنا ومعاناتنا المشتركة بوضوح..
- دراما تعبيرية
- يتعامل الفنان مع الصورة الداخلية لشخوصه.. وبحركتهم المتواترة فى المكان التى فى غالبها هى حركه غير موجهة الاتجاه كأنها تتطلع إلى الأمام والى الخلف معاً.. وايضاً يتصيد الفنان تعبيراتهم التلقائية أثناء عملهم أو انشغالهم بممارسة الحياه.. ومتصيداً محاولة إظهار أنفسهم متماسكين لكن ينضح من اسفل اللون حس معزول فى وجع.. وكثيراً ما يُلقى بشخوصه فى أماكن موصده بفضاءاتها المعتمة كأنهم رهينى غرف حجز فرادى.. هذه الرؤية من الفنان خلقت مزيجًا دراماتيكيًا شخصى ونادر من الواقعية والتجريد الروحي للإنسان فى تعبيريه رفيعه ألغت المسافة الفيما بين جلود شخوصه وجلد اللوحة..
- كما تتميز كثير من شخوصه بنظرات العين التائهة.. وبعض شخوصه يقدمون أنفسهم بتعبيرات متناقضة كليا بين الحزن واليأس والسعادة.. وهؤلاء يضطرون إلى التحديق مباشره فى المشاهد بتعبير صارم غاضب..
- وللفنان `الزعيم أحمد` قدرة هائلة ومميزه تتحمل مساحه تعبيرية ثقيله وكثيفه حتى ولو قاربت على مشارف التشويه وأيضاً يتعامل مع مساحات إيمائية أقل برقه وبساطه.. حتى تسود تعبيريته متخطيه التوصيف المباشر بقوه وقدرة بقاء الفنان إقامة نموذجاً للتعبيرية برمزيه لا يُضاهيه فيها أحد..
- وأعتقد أن نجاح تعبيريته لارتباطها تعبيراً بالعالم العنيف بضراوة أحداثه وحروبه التى أصابت النفس البشرية بعنف وللأمل ظلت هذه النفس تقاوم ولو بزهره تتمسك بها.. هذا النوع من التوجه الفنى الإنسانى طور به الفنان جودته التعبيرية وبلاغة استخدامه للألوان حتى أنه يعتبر أبرز التعبيريين الموضوعيين وفى قدرة استخدام ضربات فرشاة سريعة واسعة تتناسب وإنشائه لصور نفسية عديدة.. وعندما وصل إلى توليفة من كل هذه الجهود نحو الاكتمال من البداية إلى النهاية ظل أسلوب وشكل تعبيره له الأسبقية..
- تعبيرية عنف اللون
- وإلى جانب تفرده بتقديم ملامح تتكامل تعبيرياً مع عنف اللون وضرباته اللاطمة لوجوه شخوصه فقد ميزه هذا ليتطور فى تواز والتعبيرية الوحشية بخلق كثافة عاطفية صادمه بطبقات اللون الثقيلة والطلاء الرقيق فى مناطق متجاورة.. وليمتد اللون ويتشبع لتعزيز سطوع بقع لونيه تظهر فجأة.. مستحدثا ضربات فرشاته النشطة في تصويره للشكل الأنسانى.. لتبدو بعنفها مازجه الواقع مع اللاوعى فى جودة عفوية عالية.. ولاهتمامه بضربات اللون جعله يتمدد على اتساع فضاء لوحاته المعتم بتأثيرات ثقيلة تحيط بشخوصه.. ليجعلها `مساحة بلا حدود `مغمورة بإضاءات مبهمة آتيه من أسفل السطح وداخل الروح.. وفى كثير من لوحاته الأخيرة فى عرض `خان المغربى `بدى من الصعب تحديد المكان فالمكان بأكمله يبدو لنا كمستنقع فضائى من الوحدة.. ونرى كثير من شخوص `الزعيم أحمد `رغم تماسك مادية اللون وطبقته الكثيفة خاصه للفرادى منهم نراهم يبدون فى طريقهم للانحلال الجسدي أو قاربوا منه.. وكثير من شخوصه الذين يُعانون الوحدة بدت وجوههم أقرب للتشوه وكثير من الأجساد بلا ذراعين ليبدون كشخوص وحيدة متصدعة.. وهذا حقق للفنان هدفه التعبيري الصادم وأنجز أعمال قوية من الفن المعاصر..
- من `لوحات` أصل الحكاية
- ... من بعض لوحات معرض `أصل الحكاية` وسأصف اللوحات لأن الفنان عرضها كمشاهد إنسانيه بلا مُسميات..
- لوحه منفذه بالأبيض والأسود الباردان تبدو لخطيبان أو زوجان وقف أمامهما زمار وراقصه ربما للاحتفال بزواجهما.. بدت عينى الراقصة الزمار شاردتان وكذلك عينى العروسان بدتا فى غير مكان الحفل فالأثنان يحدقان على مسافات مختلفة بينما يجلسان متجاورين فى تماثل صارم يمثلان بوجودهما صورتين للوحشة فلا هما بالمبتهجين ولا بالحزانى وكان وضعهما ووضع الراقصة والزمار غريبا محزنا وكأنهم نسوا كيف يبدو العالم الخارجى..
- ... وللفنان لوحة رماديه لثلاثة من الصيادين جالسين متجاورين على نفس الوضع وبنفس هيئة قبضة الأكف على سنارات الصيد الثلاث الملتقطة لثلاث سمكات.. أحد الصيادين تنظر عينيه للمشاهد مباشره والآخرين الى البعيد.. تلاصقهما أظهر مدى ضعفهما وعدم الإحساس باليقين رغم قبضهم المادى على السنارات والفوز بالصيد الرمادى.. لم يهتم الفنان برسم الفروق الجسدية لشخوصه ليبدون ككتله حجريه متلاصقة.. وكأن الاهتمام الأكبر من عملية الصيد هو عملية اصطياد ملامحهم النفسية وإيماءاتهم فى تناظرها.. ويبدون من التصاقهم وكأن وقد طالت معايشاتهم للأسماك التى ما يكادون يلتقطونها حتى تموت أنهم بنظراتهم فقدوا اتصالهم بالحياة..
- ... لوحة لفتاه وفازة ورد أصفر.. نحب الفتاه بنوع من الدهشة اللطيفة.. الفتاه مرتديه الوردى بينما الوجه واليدين بالرماد المبلل بالبنى وبواقى أصفر فرشاه.. بدت للفتاه ابتسامة وجيزة غير مقنعة على وجهها ربما تنم عن عجز.. يتلامس كف يدها بلطف وساق ورودها الصفراء التى تأتى من وراء ظهرها كأنه آخر ورد مزهر فى حديقة خريفية.. وبدى فضاء الأزرق الممزوج بالأسود خلفها كعالم نائى بعيد يسوده هدوء بارد..
- ... لوحة لرجل وكلبان بالأزرق والرمادى.. بدوا كثلاثة أشكال مستأنسة يصل فيما بينها الفراغ ومع ذلك كل منهما محاط بهالة ذاتيه تفصله عن الآخر رغم اجتماعهم فى المكان واحتياجهم للتواجد معاً.. وهى لوحة عميقه لعالم تجمعه العلاقات المتنافرة للائتناس من الوحدة.. بدى الرجل مخترقا ببصره ما بعد وجود شريكيه وقد علقت بفمه سيجاره وتشبثت بكتفه زهرة صفراء جذبت عينى الكلبين المواجهين له فى ألفه وسكون.. وأيضاَ للفنان لوحة أخرى لرجل برتقالى اللون وكلب أسود يجلسان متقابلين يحيطهما فضاء أزرق وأيضاً بفم الرجل سيجارته ماداً كف يده إلى كلبه المطوقة رقبته بالزهور الملونة.. وينبض أسفل الخلفية الزرقاء لمسات من الأسود المزرق مُهشر بضغطات فرشاه دائريه فى مكانها.. وتهشر لون الجلباب بطلاء ثقيل وخفيف ومضيئ.. بدى وجهى الرجل والكلب الناظران برقه إلى بعضهما أنهما غير معتادين على المشاعر الرقيقة فجلسا فى حالة من الارتباك والصمت كلحظه إنسانيه هشة عابرة..
- ... ولوحه لصيادان عجوزان عيناهما نصف مفتوحتين ينظران لأسفل تجاه المشاهد ومتجنبينه.. اصطادت سنارتهما سمكه رمادية ووردة صفراء لتخففا الواقع المرهق عليهما.. رغم هذا منذ رسمهما الفنان وهما على هذا الوضع بسنارتهما المنتصبة بصيدهما.. لذا تذكرت بهما `فلاديمير` و`إستراجون` رجلي مسرحية `صمويل بيكيت` `فى انتظار جودو` فبديا فى انتظار ما لن يأتي بعد صيدهما لكنهما لا زالا جالسان متجاوران ينظران بعينى الترقب والملل أقرب لصخرتان مائلاتان فى اتزان وخلفهما فراغاً هشا ومذعنين للأمر الواقع ولطاقتهم المهدرة.. بدت لى اللوحة لفنان يرسم العالم والشخوص كما يراهما جنتلمان عجوز ذكى واسع الخبرة بالبشر..
- .. وفى لوحة الدراجة والزهور الصفراء.. الدراجة يقودها رجل بجلباب أبيض منحنى الرأس بفم مغلق لا ينظر إلى الطريق بل يشير اليه رمزياً بإصبعه.. حاملاً خلفه زهور صفراء تتناظر ولون لمبة إضاءة الدراجة فى طريق مظلم لا تُضيئه وسط ثقل اللون الأسود المصمت فى الخلفية.. الجلباب شبه شفاف فى تناظر والمناطق السوداء داخل وأسفل العينين بشكل حاد.. وقد خلق سلسلة من الخطوط الديناميكية ما بين حركتى الذراعين وإيهام حركة عجلتى الدراجة مع التقابل بين الابيض والاسود التى وحدتا بمهارة مناطق المعتم والمضئ والشفاف.. وقد بدى كمن يحشد كل طاقاته لإداء عمل بسيط.. ورغم الزهور والأمل يبدو كأنه لا يتذكر الحياه وما الفرح إلا أن الأمل دفعه ليقود دراجته حاملا زهوره بعيدا عن الحذر..
- ... فى لوحة الفارس والحصان ذكرنى بدون كيشوت فى محاربته الهواء.. اللوحة لفارس بثياب حمراء يمتطى حصان أبيض وكلاهما منكفئ الرأس وبيد الفارس مسدس يوجهه للفراغ أمامه وبيده الأخرى مجموعة زهور صفراء بينما أخذت رأسه وضع انكفائي أفقي كمن قارب على الغرق فلا يرى ما هو أمامه وإلى ما يوجه سلاحه.. تحيطه خلفيه كفضاء أسود بتهشيرات سكين تابلوه قويه تتناظر وملامس جسد الحصان بكشطاتاته البيضاء الحاده.. تلمع عيني الفارس بنظره حزينة ووجهه مظلل بالأزرق والابيض الباردان.. هذه اللوحة توازنتها الداخلية تتفاعل بين حركات ذراعى الفارس وساقى الحصان ورأس كلا منهما واستخدام الألوان الجريئة وكشطات سكين المتوترة..
- ... وفى لوحة عازف التشيللو يتناقض معطف العازف الأزرق والزهرة الحمراء أعلى كتفه بمهارة نمط الألوان الأغمق التي تشكل الخلفية.. ورغم حالة العزف ربما يسلط الفنان الضوء في كثير من الأحيان على انعزال الموضوع كأن العازف تحمل ويحمل الموسيقى ولم يعشها.. تتلامس اليدين إلى أعلى واسفل أوتار التشيللو بلطف بما يشبه الاحساس بالتعاطف بين الآلة والإنسان ليتلاقيا وتعبير الوجه بتعدد نقاط ألوانه البراقة متذبذبة من منطقة لأخرى بدفء وألفه.. ورغم توقع الصوت الموسيقى إلا أن كل شئ بدى أقرب للصمت أمام خلفيه مصمته وكأن العازف يستمتع بعزلته وموسيقاه الداخلية رغم جاهزية آلته..
بقلم :فاطمة على
جريدة: القاهرة ( العدد 1132 ) 29-3-2022