`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
كريم إبراهيم عبد الملاك شاروبيم
فى معرضه الحالى .. (( كريم عبد الملاك )) : المرأة فى أعمالى .. حرة
- رسم لها جناحين ليساعداها على الطيران والتحليق بعيدا عن كل ما يقيدها ويُحجم من طاقتها .. لتبحث عن حريتها وتعيد اكتشاف ذاتها وامكانياتها ، واستكمالاً منه لتضامنه مع المرأة .. جاء معرض الفنان المميز جداً كريم عبد الملاك بعنوان ( حرة ).
يقف دائما فى صف المرأة يساندها ويشد من أزرها ` كريم عبد الملاك` من الفنانين القلائل الذين لم يكتفوا بالتغزل فى المرأة وإبراز مفاتنها .. بل انشغل فى أعماله بطرح قضاياها وعبر عن حالها إيمانا منه بأنها تمثل المجتمع بأكمله ودونها لن يسير شئ على ما يرام.
فى معرضه المقام حاليا بقاعة `سفر خان` بالزمالك والمستمر حتى 19 مايو، يضم المعرض 16 لوحة وتمثالا تراوحت أحجامها ما بين القطع الطولى والعرضى فى مساحات كبيرة تنوعت بين (180 × 280 سم ) و (110 × 120 ) وفيه كست وجوه نساء المعرض حالة درامية عبرت عن الشجن والنزاع الداخلى فى صراعهن بين ما يحلمن به ويتمنينه وبين واقعهن المحدد بقيود اجتماعية تحد من حريتهن . فبشكل حقيقى لا تعيش المرأة حريتها .. ومن هنا جاء استخدام الفنان لعنصر الطائر أو الجناحين لما يرمز له من انطلاق وحرية .. ورغبتها فى أن تكون هذا الطائر لكنها بشكل شخصى لم تحقق ذلك.
ويظهر ذلك جلياً فى أكبر لوحات المعرض مساحة حيث وضع ` كريم ` تكوينه الفنى على خلفية شطرنج لما به من رمزية الصراع بين متناقضين ` الأبيض والأسود ` . وهو انعكاس للتكوين الرئيسى ، حيث جاء وجه الفتاة تكسوه حالة درامية تواجه به واقعها وبداخله وضع الفنان صورة لفتاة بجناحين مفتوحين تستقبل بهما حريتها وتحررها من كل القيود تعبيراً منه عن روحها الداخلية ، وهنا إشارة للصراع بين المرأة المكبلة والمرأة الحرة التى بداخلها وما تتمنى أن تكون عليه. كما كثرت فى الخلفية طيور الحمام بنقائها ورومانسيتها بعد أن هجرت قفصها بحثاً عن الحرية.
كما توجد لوحة طولية تظهر بها امرأة من المواجهة كأنها تأخذ خطوة للأمام بجناحين مفرودين عن آخرهما ، وتعد هذه اللوحة من أكثر اللوحات تعبيراً وتلخيصا للحالة والفكرة والجديد بها فكرة القطع وخروج الجناحين خارج إطار اللوحة لتبرز أكثر المعنى المنشود من تحرر المرأة من قيودها . وقد تكرر هذا القطع لإبراز الجناحين وخروجهما خارج إطار اللوحة فى عمل فنى آخر جمع فيه الفنان بين وجه المرأة والحصان المجنح.
تعبيراً عن انكسار المرأة وعدم ثقتها بنفسها أو معرفة إمكانياتها التى من الممكن أن تصل بها إلى حد الحرية المنشود عبر الفنان عن ذلك فى لوحته العرضية برسم امرأة بجناح واحد وقد أدارت وجهها فى الاتجاه الآخر عكس الجناح فى غفلة منها لما تملكه ومن الممكن أن يحررها بعد أن ألهاها مجتمعها عنه بقيود محكمة .
وعن حرية الفكر وتحرر العقل صور الفنان فى أكثر من عمل الجناح وهو يخرج من جبهة وجه المرأة فى تعبير مباشر عن رغبتها فى تغيير الكثير من المفاهيم حولها وعنها.
واستكمالاً لما بدأة الفنان واعتاده من استخدام بالتة الألوان الترابية وما تتضمنه من درجات اللون البنى والبيج أراد أن تكون مجموعته اللونية فى معرضه الحالى تتضمن ألوان الكون بأكمله فأضاف لما سبق من ألوان ترابية لدرجات الأرض درجات من اللون الأزرق والتركواز رمزا للسماء والبحر.
سهام وهدان
صباح الخير : 2017/5/2
سنوات من الحب` وشيخ حارة التشكيليين
- `أنا لست شخصية إبداعية لاستنفار الهموم، فأنا ألعب على المساحة الشعورية الوجدانية، هذه حارتى وأنا أحب أن أكون شيخ حارتى فى الجزء الجمالى.. قالها سابقا الفنان الكبير إبراهيم عبد الملاك.
- واليوم أقام الفنان التشكيلى كريم عبد الملاك معرضا لأعمال والده الفنان الراحل إبراهيم عبد الملاك ،وذلك تحت عنوان `سنوات من الحب` بجاليرى `سفر خان` تأكيدا لمفهوم أن الفكرة لا تموت برحيل أصحابها، وأن المبدع بعد رحيله، تظل أعماله وتأثيرها وأصدائها باقية، و`سنوات من الحب` هو العنوان الذى أطلقه إبراهيم عبد الملاك بنفسه على معارضه فى السنوات الأخيرة قبل رحيله، تنوع المعرض بين اسكتشات ورسوم وتصميمات بالأبيض والأسود، وبين نحت بخامة البرونز والخشب ولوحات طرق على النحاس.
- نشأ عبد الملاك في حى `القللى` الشعبى، وعاش فيه طفولته وشبابه وتأثر بطبيعته، وهو ما ظهر في أعماله، أيضا كان محظوظا بصداقته لكل شعراء مصر وأقربهم له الشاعر عبد الرحيم منصور، وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودى، وتأثر في حياته بثلاثة كان لهم أعظم الأثر على وجوده وعلاقته بالناس وبالحياة هم: الفنان صلاح عبد الكريم، ووالده، والفنان حسين بيكار.
- ولأن المرأة كانت بطلة رئيسية لمعظم أعماله، باعتبارها رمزا للخصوبة والدفء بل ورمز للحياة والوطن، رسم `عبد الملاك` بورتريهات المرأة بالأبيض والأسود مهتما بإظهار تعبيراتها التى تنبع من شخصيتها، وفى الغالب يحيط وجهها بإطار أو هالة من اللون الأبيض أو الذهبى الشفاف، وكأنه يحدد الوجه ليبرز جماله، معتبراً أنه عنوان القلب، ومفتاح الروح.
- وكان في كل مرحلة نحتية يصاحب هذه المرأة مفرد رمزى آخر، في بداية أعماله كانت المرأة والنخيل، ثم المرأة والحصان، فالمرأة و الوردة وأخيراً المرأة والخروج من الأسر والتي عبر عنها بتمثال من البرونز لإمرأة حرة يتطاير ثوبها في حرية بفعل الهواء، محاولا من خلال أعماله توصيل جملة حب للناس، فمن وجهه نظره هذا هو دور الفنان الأساسي.
- يقول الفنان إبراهيم عبد الملاك: `في العالم كله التمثال له وجه والباقى هو جسم التمثال، واكتشفت أنى أنشئ من التمثال الواحد اثنين أحياناً تكون هناك علاقة بينهما، وأيضاً تضاد، فمثلاً هناك تمثال من وجه يتكون من حصان تعلوه امرأة ومن الخلف يتشكل من سمكة ووردة، ومن رموزي الأخرى في النحت بجانب المرأة التي هي أجمل صورة للإنسان، يوجد الحصان أجمل الكائنات غير الناطقة، والطائر أرق الكائنات، وأخيرا الوردة التى ترمز للحب`.
- ونجح عبد الملاك في تطويع خامة البرونز مثلما طوع من قبل خامة الخشب، فجاءت رحلته الفنية متنوعة بين الديكور والرسم الصحفي والجداريات ثم النحت، وجمع النحت رغبته فى تحقيق الموجود ذي الثلاثة أبعاد بدلاً من المسطح ذى البعدين `الرسم` مثلما وصفه الناقد الراحل مكرم حنين..
- وترك الفنان الراحل رسالة لأبنه الفنان كريم قبل وفاته قال فيها: `لا قصرا.. ولا مالا.. فنا وليس أكثر.. أعطيه وجدانى.. فأعطى ما أريده.. وسامحني يابني لأني أترك لك قيمة معنوية وليست رصيدا في بنوك` وهذا هو بالفعل ميراث الفنان الصادق الحقيقي.
- يستمر معرض `سنوات من الحب` فى استقبال زواره بجاليرى `سفر خان` بالزمالك حتى نهاية مايو الحالى.
بقلم: أمانى زهران
جريدة : الأهرام 17 -5- 2022
`ايقونات العشق` وطقوس الوله في `وصال` كريم عبد الملاك
- يقف الفنان `كريم عبد الملاك` على عتبات الروح يرسم في سماء القلب `ايقونات العشق المقدسة` في معرضه `وصال` بقاعة سفر خان يرسل لنا `رسائل تشكيليه` رسائل ازليه من الروح للروح، من النور للنور، كأبواب خفيه نلج من خلالها لعوالم أسمي، تحكي عن `وصال` لا تدركه الحواس بل تحتضنه الأرواح في أبهي صوره.
- هذا النوع من `الوصال` يعكس الطبيعة المعقدة للعلاقات البشرية وكيفية تأثيرها على تكوين الهوية والإدراك الذاتي، يبحث عن `معنى الحياة`، يسكب رحلته الحياتية في لوحاته، ويعبر عن تجاربه الشخصية، مشاعره، وأفكاره من خلال `تجربة حسية` وفكرية غامرة.
- كنوافذ الي عالم من `الحنين والوله` ترسم ابعاد العاطفة بألوان شتي، كزهره تخفي بين بتلاتها `أسرار الشوق`، كالهام يستمد قوته من لحظات `الهدوء الداخلي` و`التأمل العميق`.
- تلك `الحالة الوجودية` تمتلك القدرة على احياء أرواح `غفت في سبات الوحدة`
- رحلة داخلية غايتها الوصول إلى جوهر الوجود الإنساني، وتحقيق التصالح مع النفس، والتغلب على الأنا التي تُشكل أكبر عائق أمام السلام الداخلي. هذه الرحلة، وإن كانت شخصية بامتياز فهي تحمل في طياتها أبعادًا فلسفية عميقة تتعلق بالمعنى، والحرية.
- في بداية الرحلة، يواجه الإنسان السؤال الفلسفي الجوهري: `من أنا؟`، ومن هنا، تبدأ الذات بالتحرر من الهويات المفروضة اجتماعيًا، لتبدأ في بناء هوية أصيلة تعبر عن حقيقتها العميقة.
- ويأتي التصالح مع النفس هو الخطوة التالية في الرحلة، حيث يتعلم الإنسان قبول ذاته بكل ما تحمله من نقاط ضعف وأخطاء يمثل قبول التوتر بين ما نحن عليه وما نسعى إلى أن نكونه جوهر التجربة الإنسانية.
- التصالح لا يعني الاستسلام، بل هو الاعتراف بالحقيقة كما هي دون إنكار أو تزييف، ومن ثم الانطلاق نحو التحسن والتغيير.
- والانا، في هذا السياق، ليست مجرد الوعي بالذات، بل هي ذلك الجزء من النفس الذي يتغذى على الشعور بالتفوق والتمركز حول الذات والتغلب على الأنا يعني التخلي عن الحاجة المستمرة إلى إثبات الذات أمام الآخرين، والبحث عن القيمة في الداخل بدلًا من الخارج. هنا، يتحرر الإنسان من قيود المقارنات الاجتماعية، ومن تأثير الأحكام الخارجية، ليعيش حياته بصدق وأصالة.
- وعند نهاية الرحلة، يصل الفرد إلى حالة من السلام الداخلي الذي لا يعتمد على الظروف الخارجية، بل ينبع من الداخل وفي هذه المرحلة يعيش الإنسان في حالة من التوازن بين العقل والروح، بين الرغبة والرضا.
- إنها حالة من الاكتمال الوجودي الذي لا يُلغى فيه الصراع الداخلي تمامًا، لكنه يُدار بحكمة ووعي وصولا إلى حياة صالحة مليئة بالمعنى.
- ويُعد الرباط السماوي بين الإنسان والله في لوحات `عبد الملاك ` أحد أكثر المفاهيم الفلسفية والدينية عمقًا وإثارة للتأمل، هذا الرباط ليس مجرد علاقة دينية شعائرية، بل هو رابط وجودي يعبر عن توق الإنسان إلى المطلق، وعن بحثه المستمر عن المعنى والغاية في عالم مليء بالتغيرات والاضطرابات، هذا الرباط مع الله لا ينبع فقط من الإيمان العقائدي، بل من حاجة داخلية إلى معنى أسمى يتجاوز المحدود والفاني. الإنسان، بوصفه كائنًا ناقصًا، يسعى إلى الارتباط بالمطلق كوسيلة لتحقيق اكتماله.
- وينشغل `عبد الملاك` ويشغلنا بطاهرة الروابط بأشكالها المتنوعة ويغوص في هذا المفهوم العميق من خلال `ثلاثية تركيبيه` خياليه هائمه علي `القماش` بـ وسائط متعددة `في تنسيق `زخرفي ناعم` يتجاوز حدود الجمال الظاهري.
- إن فلسفة الزخرفة لا تقتصر على التزيين فحسب، بل تهدف إلى إيجاد نظام جمالي يعكس رؤية الإنسان للعالم ويُعيد صياغة الواقع بشكل شاعري يتداخل فيه الحلم مع الواقع.
- ويظهر التنسيق الزخرفي الناعم كحالة وسطى بين النظام الصارم والفوضى العشوائية؛ إذ يقوم على تكرار الأشكال، وتناغم الخطوط، وتوازن الألوان، ولكن دون الوقوع في الرتابة. هنا تتجلى الفلسفة الكامنة لخلق عالم متوازن مفعم بالحيوية والتفاصيل، مما يُجبر المشاهد على إعادة النظر في مفهوم النظام الجمالي التقليدي.
- لحظة تأملية يلتقي فيها الإنسان مع جوهر الجمال، مما يعيد إلى الأذهان الفكرة الأفلاطونية عن الجمال بوصفه انعكاسًا للعالم المثالي.
- وتُعد ثلاثية `الحرف والخيط واللون` تركيبة مدهشة تثير في ذاتها أسئلة فلسفية عميقة حول الوجود، المعنى، والتفاعل بين العناصر المتباينة، هذه الثلاثية ليست مجرد مزج لمكونات فنية، بل هي عملية تجسيد لفكرة كونية تتجلى في صورة مرئية، حيث يلتقي الفكر بالتجربة الحسية لإنتاج تجربة جمالية لا تقاوم.
- `الحرف` ليس مجرد عنصر شكلي، بل هو حامل للمعنى ومفتاح للغة فهو نقطة البداية في عملية تشكيل الفكر، يجسد الفكرة في شكل ملموس. ولكن عندما يُدمج الحرف في تركيب بصري مع الخيط واللون، فإنه يفقد ثباته اللغوي ليصبح جزءًا من عالم أوسع من الدلالات. هنا يتحول الحرف من وسيلة للتعبير إلى رمز مفتوح يتجاوز حدوده التقليدية.
- ويأتي `اللون المذهب المخملي `الأكثر حيوية ودفئا يضفي على التركيبة بُعدها الانفعالي فهو الوسيط الذي يتجاوز العقل ليخاطب الحواس مباشرةً مما يثير الانفعالات والتأملات المختلفة، وعند دمج اللون مع الحرف والخيط، يتحول إلى لغة بصرية قادرة على تجاوز حدود الكلمات والخطوط، ليخلق فضاءً جديدًا للتفكير والتأمل.
- و`الخيط` في هذه الثلاثية يمثل الاتصال والامتداد، ويمكن اعتباره رمزًا للحياة نفسها، حيث يربط بين النقاط المتباعدة ويخلق نسيجًا من المعاني المختلفة. والخيط، بوصفه عنصرًا بصريًا وملموسًا يضفي على التركيبة شعورًا بالترابط والاستمرارية إنه خيط السرد الذي ينسج الحكاية، أو خيط الفكر الذي يربط بين التجربة والخيال.
- إن دمج الحرف والخيط واللون لا يقتصر على مجرد تداخل أشكال بصرية، بل هو محاولة لإعادة تشكيل الواقع بطريقة تجعلنا نعيد التفكير في العلاقة بين الفكر والحس، بين المادة والمعنى.
- هنا، تظهر هذه الثلاثية كعملية جدلية بين العقلانية والحدس، بين التجريد والتجسيد، في هذا التفاعل، يتجاوز الحرف حدوده الوظيفية ليصبح جزءًا من نسيج جمالي، والخيط يتجاوز دوره كوسيلة ربط ليخلق توازنًا ديناميكيًا، أما اللون فيضفي الحياة على هذه التركيبة، مما يجعلها تنبض بالمعنى والدهشة.
- ولا ننسي المفتاح الذهبي الذي يملكه العاشق بين يديه بتوق ، حالما بأن يفتح له باب القلب المقابل، فكل أيقونه تحمل بين طياتها قصصا طويله، وترويها العيون التي لم تلتق بعد ،والايدي التي لم تلمس بعضها يوما، ولكنها تؤمن بقدسية اللقاء المنتظر حتى الظلال والتي تتخذها الايقونات في ضوء القمر تظهر التناقض الجوهري للعشق، فهو حضور وغياب، امتلاك وافتقاد، شوقا الي ما لم يكن ولن يكون.
- وأثرنا `عبد الملاك` في لوحاته بدمج الأشعار والجمل المقتبسة للشعراء والصوفيين كالمتنبي وجبران، والحلاج وإبراهيم ناجي.
- `الأرض لكم فالأرض تبتهج بملامسة أقدامكم العارية` لجبران خليل جبران فكرة فلسفية وجودية تشير إلى أن الإنسان في حالته الطبيعية الأصيلة، عندما يكون متجردًا من كل ما هو مصطنع، يصبح قريبًا من جوهره ومن الطبيعة. القدم العارية هنا ليست مجرد صورة حسية، بل رمز للإنسان المتحرر من قيود الحضارة والاصطناع، والذي يجد في العودة إلى الأرض سعادته وانتماءه الحقيقي فهي دعوة فلسفية تأملية للتواصل العميق بين الإنسان والطبيعة حيث يرى أن الأرض ليست مجرد مكان يعيش فيه الإنسان، بل هي كيان حي يتفاعل معه.
- والبيت الشعري لإبراهيم ناجي `يبث فمي سر الهوى لمقبلٍ أجود له بالروح غير ضنين إذا كنت في شكٍّ، سلي القبلة التي أذاعت من الأسرار كل دفين`.. ثنائيه عميقة بين الكتمان والإفصاح، تجربه لا يمكن التعبير عنها بشكل كامل فهو سر مقدس يكشف عن جوهر الروح، لكنه يظل غير قابل للوصف التام فهو استعداد بالجود بالروح دون تردد أو بخل لتصبح القبلة لحظة رمزية يكشف فيها المحب عن مكنون روحه، فتتحول إلى أداة لتجاوز الشك والوصول إلى الحقيقة. القبلة، بهذا المعنى، تحمل بعدًا فلسفيًا وجوديًا، حيث يُعلن الحب بوصفه تجربة تكشف عن أعمق ما في الإنسان، وتزيل الحجب بين الذات والآخر.
- وتمثل مقولة `دواؤك فيك وما تبصر، وداؤك منك وما تشعر وتحسب أنك جرم صغير، وفيك انطوى العالم الأكبر` المنسوبة للإمام علي بن أبي طالب طبيعة الإنسان وعلاقته بالكون، فهي تجمع بين بعدين رئيسيين `البعد الداخلي` للإنسان بوصفه كائنًا يحمل في داخله كل مقومات الوجود، و`البعد الكوني` الذي يربط بين الذات الفردية والعالم الأكبر في تناغم وجودي شامل، وتجسد `رؤية فلسفية وصوفية عميقة` تدعو الإنسان إلى التأمل في ذاته واكتشاف أسرار الوجود من داخله، ليصبح الإنسان مركزًا للكون ومفتاحًا لفهمه، حيث يحمل في داخله إجابات عن أسئلته الوجودية الكبرى.
- فهي دعوة فلسفية متجددة للتأمل في طبيعة الذات والكون، وللسعي نحو تحقيق التكامل بين الإنسان والعالم من خلال الوعي والمعرفة الذاتية، إنها رؤية تتجاوز حدود الزمان والمكان لتؤكد على وحدة الوجود والارتباط الوثيق بين الكلي والجزئي، بين الذات والعالم الأكبر.
- في النهاية، يمثل معرض `وصال` دعوة فلسفية للتأمل في جوهر العلاقة بين الكائنات والكيانات، وبين الذات والآخر، وبين الإنسان والعالم `الوصال` في جوهره ليس مجرد لقاء بين أطراف متباعدة، بل هو حالة اندماج عميق تتجاوز الحدود الظاهرية، وتؤسس لحالة من الوحدة المتجددة بين التجربة الفردية والمشتركة.
`- وصال` هو لحظة فلسفية تنبض بالحياة، حيث يلتقي الجمال بالحقيقة ولعل أعمق ما يقدمه `عبد الملاك` هو أن الفن ليس فقط ما نراه، بل هو ما نشعر به ونتواصل معه فى أعماقنا.
فليكن وصالنا اذن طقسا روحيا يتجدد مع كل نبض، وأيقونة تتفتح في حدائق الروح وتبقي ابدا `كنداء سرمدي` يحملنا نحو ما هو ابعد.
بقلم : طارق رضوان
جريدة: القاهرة 7 -1-2025
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث