`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
جلال توفيق عبد الله جمعه

- فإنه للارتباط الوثيق بين ما يقدمه الفنان الشاب جلال جمعه ، واتجاه الثقافة الجماهيرية الذى يسعى إلى الكشف عن المواهب الشابة واستغلال البيئة والخامات الطبيعية المتوفرة فى إبداعات فنية مجسمة ومسطحة .. كذلك التشجيع على البحث عن الجديد والتحديث فى جميع المجالات الفنية والثقافية مع ضرورة وضع التراث والشخصية المصرية فى الاعتبار .
- يسعدنى تقديم الفنان جلال جمعه اليوم والذى بدأ تجربته فى الخامات البيئية منذ سنوات فتعامل مع الأخشاب وما توفره البيئة فى صحراء مصر من أحجار وأشكال زلطية على اعتبار أنها خامات غير مكلفة تتيح فرصة التخيل والابتكار والبحث والاختيار .
- وقد أجاد الفنان بما يقدمه فى معرضه من تكوينات زلطية مجسمة جمع فيها ما بين الخيال والطبيعة فى تكوينات جديدة حمل بعضها مضامين إنسانية فجاءت معبرة عن موضوعات أضافت للخامة حيوية وانطلاقة فى التعبير .. كما نجح جلال جمعه فى اختيار الشكل ولون وملمس العناصر بما يتفق مع الموضوع مع احترام الخامة دون إضافات كثيرة تفسدها شكلها الطبيعى .
- هذا المعرض الذى أرجو أن يتيح فرصا أكبر لاستغلال البيئة والطبيعة والتراث فى إبداعات جديدة ومتنوعة داخل بيوت وقصور الثقافة الجماهيرية .
د. محمد طه حسين

تكوينات من الزلط للفنان جلال جمعه
- تعدد أشكال الخزف والقدره على التشكيل.. ولأن تنوع الأشكال كان ناتجاً عن نوع الحاجة إليه فقد تعددت هذه الأشكال واختلفت إختلافاً كبيراً عن بعضها البعض مما أضفى غنا كبيراً على هذا النوع من الفنون ولكن يفاجئنا الفنان الشاب جلال جمعه فى معرضه الثالث بالمركز الثقافى الفرنسى بمصر الجديدة بتكوينات فنية من الزلط .. وليدة الصدفة حيث أن الأشكال الغربية دائماً تستهوية فشدت انتباهه أشكال وأنواع مختلفة من الزلط الموجود فى صحرائنا .. وهنا بدأ فى ادماج الخيال بالطبيعة وبدأت أشكال الزلط الغريبة وألوانها المختلفة وملمسها توحى له بتناول موضوعات جديدة .
وفاء الغزالى
آخر ساعة 11/ 3/ 1987
عندما يتكلم .. المعدن
- يقولون إن الفنون جنون .. ولكنها عند الفنانين بمثابة فرصة للإبداع والتعامل مع كل ما تقدمه الطبيعة وتحويله إلى لوحات وأعمال فنية ..
- من هؤلاء الفنان جلال توفيق جمعة الذى يواصل مفاجأته الفنية بتقديم أعمال ومشغولات من خامات لا يتوقعها أحد فبعد أن قدم أعمالا من التكوينات الزلطية يقدم من خلال المعرض الذى احتضنته قاعة الفنون والمعارض بمركز الساقية الثقافى مجموعة من الأعمال والمشغولات التى قام بتصميمها باستخدام الأسلاك بأقطارها المختلفة وبدون لحامات بالإضافة لاعماله المتعددة من الأخشاب .
- المعرض افتتحته الإعلامية سوزان حسن رئيس التليفزيون وحضره عدد كبير من المهتمين بمجال الفنون التشكيلية والإعلاميين .

أخبار اليوم 2007
الزلط .. خامة معرضه الأول جلال توفيق : عملى هو التنسيق والخيال عنصر أساسى
- تجربة جديدة فى التشكيل الفنى ظهرت فى معرض الفنان جلال توفيق جمعه ، والذى أقيم تحت عنوان `أشكال وزلط ` بالمركز الثقافى الفرنسى بمصر الجديدة .
- وجلال توفيق .. مهندس ديكور شاب، تخرج فى كلية الفنون التطبيقية جامعة القاهرة عام 1974 قسم التصميم الداخلى والأثاث، وتجربته التى نتحدث عنها تتمتع بقدر كبير من الطرافة والقدرة على استعمال الخيال، حيث يقوم بجمع ` الزلط ` الحصى الصغيرة، من هنا وهناك ويستخدمه فى أشكال فنية وتكوينات عضوية وعندما تجاوزت التجربة رقم 25 شكلا أقام معرضه الأول .
- حضر حفل الافتتاح أكثر من مائة مدعو ، كان فى مقدمتهم مستر بيير مدير المركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة والذى أعجب بالمعرض وقام بدعوة الفنان لزيارة باريس وعرض أعماله هناك نهاية هذا العام وقبل الافتتاح بلحظات كان لنا هذا اللقاء مع الفنان جلال توفيق .
البـــدايــة
- فى البداية : كيف بدأت التفكير فى استخدام الزلط لتكوين أشكال فنية ؟
- يجيب : منذ سنة تقريباً لاحظت وجود أنواع من الزلط ذات أشكال عجيبة ومعبرة فى نفس الوقت ، وكنت اكتفى فى البداية بالاحتفاظ بها ، ثم وجدت قطعتين بالصدفة من الممكن أن يدخلا معاً فى عناق ، وهكذا بدأت التجربة وخرج تكوين ` الصداقة ` المعروض حاليا. ثم قمت بزيارة لاحد محاجر الزلط للحصول على تكوينات جديدة وغريبة لاواصل العمل .. ولما تعددت الأعمال وكثرت قررت إقامة هذا المعرض .
- وماذا عن تصورك المسبق لهذه التكوينات ؟
- يجيب: الخيال عنصر أساسى فى هذه العملية، أحيانا ارغب فى عمل `سمكة` أو `سلحفاة ` مثلا لكننى لا أجد من الزلط ما يساعدنى على أداء هذه المهمة، وأحياناً أجد أمامى فجأة زلطة على شكل رأس يرتدى غطاء أو أجد أمامى هذا ` يشير الفنان إلى زلطة على هيئة طائر البط تماماً ` فأضيف بعض الزلط الرقيق لاصنع جناحا أو منقاراً، أو قدماً وأحياناً أكتفى باستحضار قاعدة فقط للشكل الجاهز.
- أنت تعمل مهندس ديكور وأثاث منزلى .. فهل للتجربة علاقة بالمهنة ؟
- يقول - الصفة الأساسية فى مهندس الديكور هى القدرة على استخدام ذكائه للابتكار فى الشكل ، وأعتقد أنها صفة أساسية أيضاً فى صنع هذه التكوينات من الزلط ، كما أن الخيال الواسع ضرورى جداً للفنان كى يستطيع إخراج أى عمل فنى للوجود .
طريقـة العمـل
- ألا تستخدم الألوان ؟
-إطلاقا.. لن تجد فى هذا المعرض أى استخدام للألوان على الزلط ، بل يظهر بألوانه الطبيعية، أى درجات اللون البنى والأصفر الغامق والفاتح
- وكيف تقوم بلصق قطع الزلط ببعضها البعض ؟
-استخدام نوعاً من أنواع مادة السيليكون ، لأنه يساعدنى على سرعة اللصق كما أنه يثبت الأشكال بشكل قوى ، لأن اختيارى أحياناً للصق من أماكن قد تكون صعبة على أى نوع آخر من الأصماغ أو المركبات الكيمائية الأخرى ، المهم أن يخرج الشكل كما أريده .
- وما متوسط عدد القطع التى تستخدمها فى التشكيل ؟
- يقول الفنان جلال توفيق : أكبر تكوين شكلى من حيث عدد قطع الزلط هو `السلحفاة ` واستخدمت فيها ` 10 ` قطع، وأصغر تكوين مثلاً ` السمكة الصغيرة ` 3 ` قطع والبطة قطعتين فقط وهناك قطعة زلط واحدة أضفت لها كرتين صغيرتين من الزلط وأصبحت تكوين `الرجل وابنه` وأخرى أضفت إليها كرة واحدة وأصبحت `السيد والكلب `.
- وهكذا ينتهى الحديث مع الفنان الشاب جلال توفيق دومه ، لكن المشاهد لمعرضه لا يملك ألا أن يندهش تماما من قدرته على استخدام أبسط الأشياء ، والتى ندوسها بالأقدام ليتعامل معها بذكاء وخيال الفنان المبدع ليخرج أشكالاً بسيطة ومعبرة وطريفة .
حسام الدين حافظ
جريدة الوطن الكويتية ديسمبر 1987
فى معرض الفنان جلال جمعة شدو الكائنات فى تشكيلات من السلك المغزول
- مجسمات من السلك :
- على نفس الطريق مع اختلاف الزمان وطريقة التعبير وفى إطار آخر تمثل أعمال الفنان جلال جمعة إضافة جديدة فى معرضه الذى أقيم بقاعة (الأرض) بساقية الصاوى وقدم من خلاله 35 قطعة تشكيلية من النحت المجسم أبدعها بخامة السلك المغزول .. وهنا يطل علمه صورة للطرافة والبساطة والدقة والحداثة .. هذا العالم الذى يتشكل بأسياخ السلك الرفيعة القابلة للتنى والطى .. وقد أبدع بها مجسمات تشدو فيها كائنات تضم عالم البشر ودنيا الحيوانات والطيور والأشحار والنباتات وحتى الحشرات .
- وبباسطة شديدة وبدون استخدام أية وسائط من لحامات أو وصلات صناعية يقدم فناننا هذا العالم المثير للدهشة والذى ينطق بالجمال .. وبجمع بين التلقائية وحكمة التعبير وتنوع وثراء التشكيل ويمتد من الضخامة إلى الخفة والرشاقة .. كل تشكيل يحمل من مقومات وأوصاف الحياة .. من البعوضة التى تخف كثافتها وتكاد تطير إلى الثور الذى يشغل حيزاً يتناسب مع قوتة فى الطبيعة .. والعجيب أن أعمال الفنان جمعة لا تفرض سطوتها على الفراغ ولا تقتحم الحيز الذى تشغله ولكنها تتعايش مع الفراغ .. فهى ليست مسمطة ولكنها مفرغة مسكونة بحركة الهواء .. تتجسد من خلال ارتفافات وطيات السلك .. تلك الخامة الرقيقة التى الثيران فى حالة تحفز ولحظة انفعالية .. وامانخيل الفنان جلال جمعة فيبدو سامقا فى انحناءة .. بتيجانة الدائرية وكان النسيم يداعبة كما نراه فى الطبيعة .. كل هذا مع الأفريقى المسكون بالحزن والشاعرية .. حصان الحكايات .
وتشكيلات من الزلط :
- وفى مساحة أخرى يقدم الفنان جمعة أعمالاً تجسد جموع من البشر شكلها من الزلط .. ومصدها بالطبع من تلك القطع التى تطالعنا فى الطريق فى مجسمات وأشكال وألوان من التعبير لا يهتم بها أحد .. لكن فناننا يجتمعها بما تحمل من تلك الإيحاءات ويقدمها فى نظم جديد وإيقاع مختلف .. نرى فيها صوراً عديدة للأسرة فى تلاحم .. شخوص تحتضن بعضها البعض تمثل صورة للحب والمودة .. وتمثل تلك الأعمال الوجه الآخر لتشكيلات السلك فهى ذات ثقل وكثافة عالية تفرض سطوتها على الفراغ وتؤكد شخصيتها ووجودها غارقة فى الأضواء والظلال .
- وجلال جمعة تخرج من كلية الفنون التطبيقية شعبة (ديكور) وشارك فى المعارض الخاصة منذ عام 1987 بالمركز الثقافى الفرنسي .. وله معرض دائم بقاعة دروب بجاردن سيتى وله مقتنيات بمتحف الفن الحديث .
تحية إلى قوة التعبير وجمال الأداء .
الناقد / صلاح بيصار
حواء 17 /1/ 2009
تشكيلات الأسلاك.. رسوم ثلاثية الأبعاد فى فضاء العرض
- فى معرض جلال جمعه `سحر الأسلاك` بآرت كورنر
- معرض الفنان `جلال جمعه` بجاليرى أرت كورنر رأيت عنوان `سحر الأسلاك` لا يعبر عن مفهوم العرض الذى يتضمن دلاله أكثر من مجرد جمالية ساحره مجازاً لتقنية التشكيل بخامة السلك.. ويمكن من العرض وممارسة الفنان التقاط أكثر من مفهوم للرؤية فتشكيلاته لا قاعدة لها.. لذا هى مخاطبة للفضاء ومخاطبة للأرض.. وأيضاً هى مخاطبة للمشاهد من داخل الفضاء الذى نصبت فيه تتحرك داخله أو تنطلق خلاله .. وقد فرغ الفنان واخترق المجال الهوائى كشريك حيوى وأساسى فى إبداعاته..
- طوال جولتى بين قاعات العرض الثلاث ظل هناك تساؤل حول إن بدت تشكيلاته بخامة السلك كفن `إيمائى` أم `حركى` أم أقرب `للإليستريشن` فى الفضاء المحيط.. أم هو مصاهره بينهم جميعا..` ورغم التساؤل إلا أن ما فرض نفسه لتشكيلات العرض بأسلاكه الرفيعة ذلك التفاعل وبشده داخل قاعات العرض كرسم ثلاثى الأبعاد..
- هذا التمثيل الثلاثى الأبعاد للرسم تم إنشاؤه بخيوط سلكيه رفيعة تكشف عن الصفات التجسيمية للأشياء من خلال الخط الخارجى للتشكيل مما يستدعى من عقل المشاهد التعرف على الفراغ الداخلى للهيئة الهيكلية للشكل وملؤه.. قد يستدعى هذا لعبة معقدة بين المرئى وغير المرئى.. والغياب والحضور.. واستحضار الكتلة وتفريغها.. وقد رأينا من أحد مفاهيم العرض الهامة ذلك المسار لخط السلك المحيط بتشكيلات الفنان لكائنه على هيئة حيوان كـ`زرافة` أو` حصان` لنراه فى مساره السلكى متجهاً من جانب لينحنى ويتوقف فجأة عند الجانب الآخر.. هكذا ينقطع فجأة.. تماماً مثل الذاكرة التى تتلاشى أو الحلم الذى لا نتذكره.. فهنا وأمامنا تبدأ الأشياء فى الاختفاء فى سكون وثقه.. وهذه أراها تجربة تثير الاهتمام وتحفز ذاكرة المشاهد لاستكمال التشكيل الإيمائى المُتاح..
- كذلك فى العرض تشكيلات أراها تخلق لنفسها مساحات جديده داخل القاعة وليس كما فى الواقع خالقة لنفسها موازنة بين الساكن والمتحرك كعمله التشكيلى لرأس الفيل وكيف يتمدد عميقاً فى الفضاء بينما يرتكن على جدار مسطح تماماً.. وما تحقق بالإيحاء بالحركية كما فى أعماله ثنائية الحركة لأعضاء `الحصان` وثنائية `الزرافة` فى حركاتهما التى بدت كأنها تحيا داخل وسيط جديد من الحركية المزدوجة.. وأيضاً هناك ازدواجية حسيه أخرى يمكن إدراكها بسهولة بين الأعمال فوجود الأسلاك نفسها عادة ما يوحى بالشحنة الكهربائية وبالذبذبات حتى دون لمسها.. فذاكرة اليد تنشط فى وجود الأسلاك العارية وربما هو تصورنا الافتراضي بالانتقال من كهربائية يد الفنان إلى أسلاكه عكسياً أثناء العمل والتماس بين اليد والسلك..
- ومن داخل قاعة العرض أيضاً قد يندفع تساؤل عما تشكل حدود التركيبة السلكية `الحقيقية` كفن..؟ لكن ما دام السلك هو الخامة لذا لا توجد قواعد ولا حدود.. تمامًا كما توجد اختلافات لا حصر لها في الطريقة التي يمكن بها لفنان الرسم بالقلم والحبر لأي موضوع وبأي أسلوب وبلا حدود.. كذلك مع تشكيل الأسلاك تصبح الفرص غير محدودة للاستكشاف.. لذلك يتمتع كثير من الفنانين ومنهم من تدهشه أعمال `ألكسندر كالدر` باستخدام أسلاك مفرده لخلق رؤى متجدده ومتميزة تتسم بالتحدى وسعة الابتكار.. وهذا التناول للتشكيل بالأسلاك أصبح يُعرف مجازاً باسم `النحت السلكى الحركى` الذى أصبح متعدد الاستخدامات لما يُلقيه من ظلال رائعة متكررة ومتمدده تتغير باستمرار مع تغير الإضاءة والتى يمكن تدويرها لخلق صور متعارضة منعكسة على الجانبين .. كما أنه فن يمكنه بحرية تشكيله داخل المساحات الصعبة إضافة لقدرته الموازنة بين الطاقة والكتلة والخط والفضاء والخفة والجاذبية..
- لحظة التجول بين معروضات الفنان `جلال جمعه` تداخلت الكثير من الإلهامات كتداعى الوعى فى دفقات سريعة بين عمل الضوء والهواء داخل وحول التشكيل السلكى.. وتحول السلك إلى لغة تعبيرية مستقلة وليس مكمل لشكل آخر.. ومغناطيسية لفافات السلك من ركن لآخر داخل القاعة تربطهم معاً بطاقه كامنه.. وحالات الالتفاف والالتواء كحاله أوسع لفكر العمل.. حجم الهوء الداخلى للتشكيل والحجم الكلى للقاعة ونبضهما الإهتزازى معاً.. استحضار الذهن للحركة المتولدة من وجود طائر أو حيوان رغم مرتكزه السلكى الثابت.. الالتفاف حول أقطاب أفقيه ورأسيه وهمية غير منظوره قائمة فى الفضاء.. الإحساس بوجود متاهة عنكبوتية حول الأجساد المتشكل داخلها بالسلك دون هندسية منظمة.. الإحساس بالبناء المسامى المنسوج يتوالد ويتنفس.. وأيضا هناك الإحساس بهيكلية عظمية يتمثلها السلك تؤطر العمل تذكرنى بـ`كراكازات` النحت.. وأخيراً هناك وبقوة البعد الثالث الداخلى وليس الخارجى.. أى البعد الذى يعمل ويحقق نفسه فى الداخل..
- رأينا قبلاً منحوتات `جياكومتى` تُشكل الفضاء المحيط بها.. لنرى جمعه يشكل الفضاء داخل محيط تشكيلاته الهيكلية.. و`انطونى جورملى` أقام تركيبات شخوصيه بالأسلاك بناها بقيم هندسية والفنان جمعه أقامها كمتاهة عنكبوتية لمسام جسدية تتوالد ملتفه فى لا هندسية.. وحين قال `موديلياني` بأنه لا يجب أن تضيع الأشياء فى العرض ويجب أن تظهر من خلال بعضها البعض بجعل الأخير شفافًاً رأينا عند `جلال جمعه` وقد حقق ذلك التشكيل السلكي لديه بطريقة حازمة للغاية.. وكأنك ترى العرض دفعه واحدة ..

بقلم : فاطمة على
جريدة القاهرة 17/3/2020
من سطوة الكتلة.. إلى الرسم المجسم فى الضوء
- جلال جمعة ومعرضه `ديك النهار`
- جلال جمعة مثال ومصور ورسام.. تمتد اعماله فى فن النحت.. بين الكتلة التى تفرض سطوتها على الفراغ.. تتصالح معه فى دنيا من الأضواء والظلال.. وبين التشكيل الذى يتشابك وينثنى بكثافة تعبيرية.. وهو يرسم فى الضوء أشكال مجسمة مفعمة بشدو الكائنات من البشر والطيور والحيوانات.. تنساب بالسلك المغزول الذى يمثل علامة متفردة فى أعماله.. كما ينتقل به من حالة تعبيرية إلى أخرى فى أبسط الصور الاولية من التلخيص والاختزال.. بما ينتمى لفن الحد الأدنى.
- أيضا جسد صورا من فن البورتريه جمع فيها.. بين التشكيل من الزلط والتوليف والتركيب مع السلك.. يمثل معنى الفن التجميعى.. فى تعبير درامى.
- ومع كل هذا يضيف الفنان جمعه إلى عالمه أنتقالا من المجسم.. إلى المسطح بتلك التصاوير من المائيات والاحبار.. ما يشكل `بانوراما` متسعة فى وحدة واحدة.. بعمق التنوع والثراء.. وهنا تاخذنا الدهشة.. وياتى السؤال.. عن المعنى والقيمة.. وإلى أى أتجاه ينتمى هذا الفن؟.
- بيكاسو ورأس الثور
- ذات يوم من عام 1942 كان بيكاسو.. يتجول باحد شوارع باريس عندما عثر على بقايا دراجة.. فما كان منه أن أخذ الكرسى والمقود `الجادون`.. وحولهما إلى تشكيل بديع بهيئة رأس ثور.. وقد حظى هذا التشكيل بشهرة كبيرة فى الفن الحديث كابسط أسلوب فى التعبير الفنى.. عن طريق التوليف من النفايات والأشياء المهملة والمالوفة.. التى نتعامل معها فى حياتنا اليومية.
- أما `سيزار بلداتشينى` كان نحاتا فرنسيا بارزا فى الستينيات.. امتدت أعماله مبتكرا منحوتات كبيرة تم تشكيلها عن طريق ضغط السيارات المحطمة.. والمعادن المهملة من النفايات وبفضل رؤيته وأفكاره ولمسته أصبح تشكيل الحديد أنيقا مدهشا.. بخصوصية اللمسة فى الحشرات والطيور والحيوانات.... ويعد واحدا من أكثر النحاتين ابتكارًا وبصرًا فى القرن العشرين.
- وكان الفنان صلاح عبد الكريم.. قد سافر الى فرنسا عام 1953 لدراسة ديكور المسرح وفن الاعلان والتصوير.. وهناك شاهد فى باريس أعمالا لبيكاسو وسيزار.. ومن هنا انبهر بهذا الاتجاه.. وبدات ملاحمه من الحديد وأصبح رائدا فيه واحد علامات فنه.. بعد أن وجد ضالته فى سوق الحديد الخردة وفيها أجزاء من محركات وتروس وصواميل وسلاسل ورمان بلى.. فاعاد إليها الروح وشكل منها عالما من الحيوية والثراء.. مثل البومة والسمكة وتمثاله العملاق `التصنيع` وصيحة الوحش والضفدعة التى تكاد تقفز من `الرمان بلى`.
- وعندما انعقدت لجنة الفنون التشكيلية عام 1959 لترشيح اعمال فنية لبينالى `ساو باولو` بالبرازيل.. جاءت المفارقة برفض أعماله المشكلة من الحديد.. إلا أن بيكار عارض اللجنة.. ورشح تشكيله `السمكة` للبينالى فحصل على جائزة النحت الشرفية متقدما على ثمانين دولة.. كما فاز تمثاله الثور بجائزة النحت الاولى ببينالى الاسكندرية.
- وكان هذا بداية الاعتراف.. بالتشكيل من نفايات الحديد وظهرت أسماء عديدة فى هذا الاتجاه.
- ونداء الطبيعة
- على نفس الطريق ومع اختلاف الزمان والمكان وطريقة التعبير والتشكيل وفى إطار اخر.. تمثل أعمال الفنان جلال جمعة مساحة أخرى لهذا الاتجاه من الفن التجميعى فى بداية رحلته مع الإبداع.
التحق الفنان جمعة بكلية الفنون التطبيقية قسم الديكور `التصميم الداخلى والاثاث` وتخرج منها عام 1974 كما حصل على منحة لدراسة الفن بايطاليا 1975.
- ورغم أنشغاله بفن الديكور إلا أنه ظل دائم البحث عن علاقة الكتلة بالفراغ ومعنى التشكيل داخل الحيز.. وعلاقة المجسم بالمساحة.
- وكانت تستهويه أشكال الحجارة.. يتطلع إلى أى كوم زلط يجمع منه المختلف والغريب.. ومن هنا أمتد عالمه إلى مجسمات للأسرة.. والثنائيات من التوائم والأصدقاء وفى أعماله تجد المراة لها مكانة.. فنراها جالسة وواقفة ومضجعة.. كما نطالع راعى الغنم وكلبه والبطة والسمكة.. ومع كل هذا جاءت توليفاته للصور الشخصية مثل أديب نوبل نجيب محفوظ والشاعر أحمد فؤاد نجم .. وتالقت أعماله فى 3 معارض بالمركز الثقافى الفرنسى وكانت البداية معرضه الاول عام 1986.. وحين زاره الأديب الكبير يحيى حقى قال بالحرف الواحد: `أعمال تتسم بالطرافة والخيال مع التميز والخصوصية`.. كما عرض عليه مستر `بيير` الملحق الثقافى عرض اعماله بباريس.
- قال عنه أستاذه بالفنون التطبيقية الفنان د. طه حسين: `يسعدنى تقديم الفنان جلال جمعة.. والذى بدا تجربته فى الخامات البيئية من أحجار وأشكال زلطية.. جمع فيها بين الخيال والطبيعة.. فى تكوينات جديدة حمل بعضها مضامين إنسانية.. فجاءت معبرة عن موضوعات أضافت للخامة حيوية وأنطلاقة فى التعبير.. وأضاف الى ذلك أحترام الخامة دون إضافات تفسد شكلها الطبيعى`.
- أضاف الفنان جمعة إلى أعماله من وحى الشجر.. منفعلا بسحر الطبيعة وما تجود من أفرع الأشجار.. خاصة وهى تحمل ملامح التسامى والصعود.. ومن بين توليفاته.. تشكيلاته لبعض الرقصات الإيقاعية فى ثنائيات.. وإيقاعات فردية لشخصية وحيدة.. تنبض بالحركة فى إيماءات ناطقة.
- غنائات السلك المغزول
- ولما كانت طبيعة عمل الفنان جمعة.. بهندسة الديكور تقتضى التعامل مع مواد ووسائط عديدة من المعادن والحديد والاستنلس والفايبر والأخشاب والاحجار.. فقد جاءت المرحلة الثانية من عالمه: حدث ذلك ذات يوم حين راى بالصدفة كتلة من السلك مهملة.. أوحت له بهيئة غزال.. فقط كان محتاجا إلى إضافة الأرجل وتوضيح وتأكيد الرأس.. وبدات تشكيلاته مما أثار إعجاب جمهور الفن مع معارضه العديدة.
- يقول فناننا: ومنذ هذا الوقت أصبحت أنظر إلى السلك على أنه الخامة التى تستمر معى.. وسوف تكون بمثابة القلم أو الريشة.. الوسيط الذى أعبر به عما يعن لى من أفكار.. وهنا أصبحت طريق حياتى فى الفن والحياة`.
- وهى حالة خاصة فى التشكيل والتعامل مع الحديد كخامة ولكن من السلك الرفيع جمع فيها بين الطرافة والبساطة وإناقة التشكيل.. إلى أن وصل إلى أيقونة فنه من تلك الطقاطيق الصغيرة الهامسة والأعمال الكبيرة الجهيرة بالتعبير.
- كانت الاعمال الاولى تتميز بالكثافة.. إلا أنها تختلف عن تشكيلات الزلط التى التى تتميز بالرسوخ والثبات.. فهى تتعايش مع الفراغ تتوحد فيها الأضواء والظلال فى أشكال عديدة تشدو بلا صوت فى مرح وسكون.. من دنيا البشر إلى الثور الذى ينساب بالقوة والأندفاع.. والحصان الذى يقف رافعا ساقيه الاماميتين إلى أعلى فى رشاقة.. والسمكة التى تشق الامواج.. والبطة التى تتطلع إلى الدنيا براسها المنساب.. والنعامة وما تتميز به من حركة رقبتها الطويلة القوسية وحتى الطيور والحشرات مثل البعوضة والنحلة.. كل هذا انعكاسا لمفردات الطبيعة وعناصرها من دقة الكائنات إلى رقتها وضخامتها وسموها.... كما قدم العديد من الصور الشخصية لأصدقائه.. ووصل باعماله إلى اختزال الشكل إلى أبسط الصور فجمعت الأعمال بين التجريد والتشخيص مع الاحتفاظ بالتشريح والنسب الصحيحة.
- `ديك النهار`
- اختار الفنان جلال جمعة `ديك النهار` فى هذا المعرض بجاليرى `باشان`.. لما يحمل من معنى وروح وشخصية فى الشرق.. فهو ديك شهر زاد ارتبط بها فى نهاية كل حكاية.. معلنا تباشير الفجر.. وبداية اشراق جديد.. وهو أيضا يعد مثيرًا فنيًا فى الشرق والغرب.. ومن ينسى ديك بيكاسو 1938.. ما يمثل رمزًا للتفرد فى الصورة البصرية.. وفى الفن المصرى الحديث.. يعد الديك عند حامد ندا رمزًا لقوة الحياة والشقاوة والمشاكسة والاخصاب.. وفى التشكيل المجسم يظل ديك ادم حنين.. من التجريد والايقاع الهندسى صورة للرشاقة وصراحة اللمسة.. جسده بحس تكعيبى براس مندغم فى الجسد بسطوح هندسية .
- وقد ظل الفنان جلال جمعة.. مفتونا بحركات الديك النابضة بالحياة وتعبيراته.. كبورتريه أو صورة شخصية للتفرد بالنظرة الامامية والجانبية من الشكل القوسى فى الذيل إلى انسياب الرقبة.. وما تنتهى من الراس اليقظ والعرف المختال.. فجاءت تنويعاته للديك من حالة تعبيرية إلى أخرى.. وإذا كان قد اختار من البداية التشكيل بالسلك الرفيع المغزول.. فى أعماله التى تمثل معنى الرسم المجسم فى الضوء.. وحوارية الاشراق المتبادل.. بين النور فى الفراغات وانسياب السلك برشاقة الرسوم.. وما نراه مجسدًا يكاد يذوب فى الفراغ.. فلاشك أن تلك الايقاعات الغنائية `لديك النهار` فى تنوعها التعبيرى.. والأنتقال من حالة إلى حالة.. من كثافة التشكيل.. وايماءات التشخيص.. والاختزال الشديد فى كل الأعمال.. ليعد موازيا لمفهوم `المنيمال ارت` أو فن الحد الادنى.. الذى يعتمد على الشكل الهندسى والوصول به إلى أولياته بدئًا من الخطوط والمسطحات أو المجسمات الهندسية.. وما أجمل الديك فى تحولاته التعبيرية.. حتى وصل بالذيل إلى التشكيل الدائرى وما تحمل الدائرة ككيان هندسى من حركة دائبة على المحيط.. بمنطق الرمز والاشارة.. أيضا ينساب فى رشاقة وحيوة من الشكل الغير مكتمل.. تكمله العين بالبصر ويدركه القلب بالبصيرة.. ويبدو فى حوار بين ديكين.. فى تشكيل قوسى مع الفراغ من أعلى.. كما يطل براسة بين الشكل البيضاوى والدائرى فى الأطار العام للجسد.. لقد تالقت الصور والاخيلة وتنوع ديك النهار.. فى تناغم وتباين وانسجام.. بحكمة تشكيلية وبراعة فى الثنى والطى حتى تحول إلى أيقونة ناطقة.. بايحاءات من البعدين حين النظر إليه بوضعه الجانبى.. والبعد الثالث الذى ياخذ حيزًا رقيقًا.. يتعايش مع الفراغ فى وحدة من الذوبان.. ما يذكرنا بالمثال `جياكوميتى` مع اختلاف الزمان والمكان والاداء والخامة.
- فى أعماله للديك التى تمثل المرحلة الاحدث.. لاشك أنها تعد مع ما ينتمى لهذا الفن ذروة رفيعة فى فنه.. وما أشبهه بعازف الناى يطرب ويشجى ويشدو ويفصح .
- تلك كانت رحلة فى وجدان وعقل جلال جمعة.. بامتداد عالمه التشكيلى.. وما قدم من إبداع.. وحوار مع الخامة بعناق الفكر بالفن .
تحية إلى جلال جمعة بعمق التشكيل ودراما التعبير.
بقلم : صلاح بيصار
جريدة: القاهرة 18 -2-2025
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث