`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
مصطفى محمود محمد يحيى

- تذكر فى اعمال الفنان مصطفى يحيى اعمال من سبقوه من رواد السيريالية امثال عبد الهادى الجزار وسمير رافع وغيرهما فأعماله تنتمى كل الانتماء بسيريالية عربية مستمد اصالتها من الفن الفرعونى والفنون الشعبية وهى مزيج من السيريالية والتعبيرية ويظهران من خلال تلقائيته عن اعماق ذاته .
د./ سعد المنصورى

(( ليديا )) مصطفى يحيى .. وتبادل الرمز
- تمثل الأعمال الأخيرة لمصطفى يحيى رحلة من السخرية المرة التى دمغت رسومه بالرمز ، ورسمتها بالعلامات منذ سنوات ، وهو بطبيعته كتوم يغلق الباب على عالمه كلما استطاع وتبدو عيناه كلما رأيته متراوحتين بين التهكم والانتباه والتأمل والصبر ، على حين تنطوى ذاته على عالم محاصر ، وعلى رغبة عارمة فى التحريض على البوح ، الصدام.
- تتكون الصورة الفنية فى ذاكرة مصطفى يحيى من أولوية التماثل مع ما هو حاضر هذا الحاضر الذى هو حاضره لوحده ، ذلك أنه يحاكى فى رسومه ذاك الذى خلقه من ذاكرته المحضة . بأن يجعل الحاضر حاضراً فى المستقبل وبأن يجعل من هذا الحاضر تمثيلاً يلتبس التباساً مع الواقع الحى، وكأن هذا الواقع الحى هو تراث المشاهد ورصيده البصرى .
- تختلف سخرية مصطفى يحيى عن سخرية ( انورية دومييه ) مباشراً وعنيفاً ، وكانت رسومه بمثابة رسالة احتجاج وكشف اذا كان ينهج نحو مجتمع مثالى ونموذجى لايكون فيه الظلم من نصيب الفقراء وحدهم ولا تكون فيه العلية للموسيرين وحدهم .. لذلك فنحن حين نتأمل الصورة الفنية ، عند دومييه ، لا نجده حاضراً فى جوانبها الخافية أو الظاهرة ، وإنما هو يقف منها هنا ضمن مشاهديها وعلى العكس من ذلك حين نتأمل الصورة الفنية عند مصطفى يحيى اذا بها تنطوى على نفس القدر من السخرية والتهكم ، غير أنه أى مصطفى يحيى يبدو لنا شخصياً ، ورمزياً ، ومتأنقاً ، وفردانى الطابع ولذلك فهو دائماً ما يكون حاضراً داخل صورته لاينداح عنها .
- يعادل مصطفى يحيى فى رسومه المرئى بغير المرئى فتيار الشعور عنده هو ذلك الواقع الذى يحلم بالإفلات منه ، وبتعريته وهو يختار فى رسومه بدعه الحيوان الذى ينطوى على صفات الكواسر ، ووحشية الزواحف وتوحش التماسيح، ويجعله مالكاً لشروط الأسطورة. وإنا نحن برغم ذلك نجد هذا الحيوان كائناً أليفاً ومستأنساً وطيباً وهو دائماً ما يتبدى فى الصورة الفنية عند مصطفى يحيى كما لو أنه أمر مقدور لا مهرب منه فى حياتنا الواقعية بل وكأنه أى هذا الحيوان قد استطاع أن يطبع الصورة ويجعلها متماثلة مع طبيعته ، ورمزه .
- يرسم مصطفى يحيى ذلك الحيوان الطقسى وهو يخرج من الأبواب أو من النوافذ ، أو يدخل إلى أى منهما، ونراه يمشى متخايلاً وزاحفاً ، وينهض واقفاً ليتحدث إلى ( امرأة ) مصطفى يحيى من بين الحواجز .
- لكن الفنان لايكشف لنا من بين خطوطه عن عالم ذلك الحيوان الدفين ، أو عن شراسته ، كما أننا لانتبين ذكورته أو أنوثته وإنما هو لايحادث أحد سوى ( المرأة ) ولايخرج من باب إلا وهناك على التو امرأة عفية تتأمله عبر النافذة وقد استطاب وجهها بالمتعة الفاضحة .
- أن الحيوان يبدو فى الصورة كمثل رمز شائع ونمطى طاعن فى جذر التاريخ ، رمز معادل للخبث ، مستجيب لمتعة اللذة الدنيوية ، وللشهوة البشرية بل ولهذا الباطنى الذى ينطوى عليه عالم امرأة وحيدة، وجميلة، عفية الجسد . غير أن الفنان يكشف لنا عن حجم التوجس والألتباس فى خطوطه ( الظلية ) الرهيفة وزيح الستار عن ( ليديا ) أو ( امراف ) مصطفى يحيى وهى تتبادل التجسد المعجزة مع حيوان غامض واسطورى .
- يضعنا مصطفى يحيى فى رسومه للميزة تلك امام حالة صنمية كما لو أنه وجدت هكذا بالصدفة عبر الأزمان ، ولكنه ظل حريصاً على ابتداع طبيعة مغايرة لتوالد الصور بين العقل والذاكرة ، وكونها مرجعيته التى تختزل القيم إلى الوقائع اليومية ، مرجعية تمتلىء بسطورة وتقوم بتوليد وبانتاجاً للامرئى عبر بنيات الرسم .
- وعلى الرغم من استخدام مصطفى يحيى لتقنيات تقوم على تعاكس للنطق وبتعريض الوعى باللاوعى فى عمارة الصورة الفنية، إلا أنه من الصعب اعتباره فناناً ( سوريالياً ) ذلك اننا امام فنان مدرك لوعيه، يعمد فى رسومه إلى انتخاب وصنعات محسوبة للعناصر كمثل السلم، والمكواه ، والابواب المواربة ، والنوافذ المفتوحة ، بل وفى اختياره لوحدات جمالية تعويضية فى زخارف الأبواب والنوافذ والحوائط .
- ومع ذلك فسوف تظل ( المكواه ) رمزاً اضافياً يقوم باعطاب الفكرة الجمالية لصالح دمج ( الأسطورى ) فى الدماغ المتلقية ، إن ( المكواه ) هى بذاتها ( معادل ) للانصياع ، وللامتثال ، برغم أنها تبدو فى رسومه معطلة من امكانية فرض الدلالة ، هذه الدلالة التى يفترض أن تكون مفصحه عن الوحشى، وعن (الجهنمى).
- يبدو أن الفنان يختارها هنا فى رسومه كعلامة مرجعية لموضوعية الصورة ، مثلما هى علامة للشر ، ولتنميط ولنفى التميز ، وهو هنا أى مصطفى يحيى قد نجح إلى حد بعيد فى تركيب المعقد، وتفكيك المركب، على صورة جعلت من رسوم واقعاً وجودياً وهاجساً لمتعه الجمال الخاص .
أحمد فؤاد سليم

` خارج البلكونة ` معرض يكشف هموم الوطن
- يقيم الفنان التشكيلى ` مصطفى يحيى ` حاليا معرضا جديدا بقاعة أكسترا بالزمالك تحت عنوان ` خارج البلكونة ` ليستكمل سلسلة حلقاته المتصلة من سلسلة معارضه التى تتناول عالم الشوارع الخلفية فى قالب تعبيرى سيريالى مصرى صميم ، بالرغم من كونه حصل على الدكتوراه فى المدرسة التعبيرية الألمانية .
- والمعروف أن الفنان مصطفى يحيى هو أحد تلاميذ مدرسة الجزار التعبيرية ويشاركه العديدون مع فروقات تقنية وأسلوبية واضحة أمثال إيفلين عشم الله - جورج البهجورى - صلاح عسكر وهو من مواليد 13/9/1948 بحى الظاهر بيبرس ولذا فهو يحمل هموم الطبقات الكادحة والمهمشة ، تخرج فى معهد التربية الفنية 71 وحصل على ماجستير النقد التشكيلى 76 ودكتوراه من أكاديمية الفنون 81 عمل بمعهد النقد الفنى حتى تولى عمادته` 2003-2007 م` رئيس مجلس إدارة جمعية خريجى النقد الفنى ، عضو شعب المجلس الأعلى للثقافة والعديد من اللجان النقدية والفنية ، له تاريخ تشكيلى حافل بدأه عام 1975 وينتشر فى ربوع مصر وينطلق للخارج . - السعودية - بلغاريا - الأردن - رومانيا - أبو ظبى ، له العديد من المؤلفات منها كتاب التذوق الفنى والسينما 1992 - كتاب دراما اللوحة ، كتاب القيم التشكيلية قبل وبعد التعبيرية 1994 .
- وحول سلسلة معارضه المتصلة بموضوع واحد فقط ، يقول يحيى : بالتأكيد عبد الهادى الجزار مؤسس التعبيرية المصرية ، وأجد فى ` ندا ` تأثير السوريالية قويا بقدر تأثير التعبيرية ، والجميع هنا - الرواد والتلاميذ - قدموا تعبيرية سيريالية مصرية خالصة قد تأخذ أحيانا منحى شعبيا أو فرعونيا - كما فعلت أنا - وقمت باستعارة الرموز والآلهة لتكون اللغة التشكيلية تأخذ أبجديتها من الفن المصرى القديم والفن الشعبى متجاوزة فى البناء الفنى الزمان والمكان لتنشئ واقعا جديدا يطرح قضايا العصر برؤية ما بعد حداثية ، بمعنى استخدام التراث كمعبر أو كجسر وصولا للواقع المعاصر .
* هل هذه اللغة تفترض أماكن يمارس فيها الفنان طرح قضاياه الإبداعية ، دعنا نبدأ من أول هذه المعارض لك وأعنى بالتحديد معرض الذات والعولمة 2000 وبداية سردك لآلام المجتمع العربى والمصرى على حد سواء ؟
- نعم معرض ` الذات والعولمة ` تلاه معرض ` الواقع الأفتراضى ` 2001 ثم معرض ` الحياة الأفتراضية 2003 ` حيث سقطت بغداد والغريب والعجيب أننا أصحاب حق فالطرف الآخر يدعى أنه صاحب الحق وأنه جاء ليشيع الديمقراطية ويقضى على أسلحة الدمار الشامل، لقد حدث اختلاف المعايير وكل طرف يعتقد أنه الصواب والحق ، اختلاف المعايير مع العولمة و ` حروب المحاكاة ` وأعنى بها ` تضرب عدوك باسلوب الاتارى والبلاى ستيشن ` أصبحت هذه المفاهيم تنعكس حتى على الفن فظهرت أعمال فنية افتراضية استوحاها الفنانون من الحرب .
* وماذا عن معرضك ` شبابيك العالم المنسى ` 2005 وما تلاه من عدة معارض تحمل نفس الاسم أهو حنين ونوستالجيا الماضى والعودة للجذور ؟
- بالتأكيد ، كانت رغبتى الرجوع لداخلى بحنين جارف نحو التراث والماضي بعد أن تجرعنا سقوط أفغانستان والعراق واحتضار حلم الوحدة العربية وأصبح الأعداء جيرانا وأصدقاء - وأعنى القوات الأمريكية - تطل علينا من داخل جميع دول الخليج العربى ! ولذا انكمشت داخلى وتذكرت مسقط رأسى 5 ميدان قشتمر بحى الظاهر واحتفلت بالمكان اجترارا للذكريات ومن خلال هذه النوافذ كان الطلل والإطلال .. طلل بمعنى نظر وقوفنا من هذه الشبابيك وإطلال للزمن الذى كان وحلم الناصرية بالقومية العربية 67 وحينما سمعت خبط هذه النوافذ فى رأسى مختلطا بصراخ النسوة من آلام النكسة ، وعندما أقمت عام 2006 ` معرض الشبابيك الخلفية ` بمركز الجزيرة للفنون كان نوعا من الاستراحة على المستوى الشخصى والفلسفى حيث عدت لأماكن شبه مظلمة داخل الأمكنة لأطل منها على مسيرة الوطن العربى .
*وماذا عن سلسلة معارضك التالية البلكونة 1 ، البلكونة 2، البلكونة 3 فى عامى 2007-2008 أهى إكمال سردى لما بدأته ؟
- تيمة البلكونة أكثر اتساعا واستقرار من تيمة الشباك ، فالبلكونة أوسع وأكبر وتستطيع الجلوس لفترات طويلة ترصد وتتأمل وتتمتع بميزة الرؤية الكاملة للطريق لو عدنا للفن الإسلامى سنجد` المشربية ` و ` المشرفية ` وكلتاهما مصنوعة من الأخشاب بطريقة الأرابيسك الشهيرة والمشربية تطل على شارع أو حارة بينما المشرفية تطل على ناصيتين فالاطلالة منها أكثر اتساعا وشمولية !
* نصل إلى معرضك الحالى بقاعة أكسترا ` خارج البلكونة `وما فكرك وفلسفتك فيه ؟
- من فى الخارج يطل على البلكونة سواء أكنت فى الطريق أو عدة جهات أو حوار تطل على البلكونة .. لدينا أحداث غزة وظهرت البلكونات كلها ( أيجلس بها عربى واحد مع الأسف بل كان بها الاتحاد الأوروبى وأمريكا ، والمجتمع العربى بأكمله خارج ( الصورة ) .
أيمن حامد
البديل-2009
الخيال يتفاعل مع الواقع
- صخب بالشوارع والبيوت..يعادله صخب بالألوان فى اللوحة .. وقعت الفرشاة على وليمة من الحكايات القديمة والحديثة، فسنت شعيراتها وانقضت على الأحداث .. الناس طيبون واللون يفضح كل شئ .. يبالغ الفنان فى التفاصيل فتبالغ الفرشاة فى الصراع والجرأة ..
- فى معرض الفنان مصطفى يحيى قدم رؤيته للحياة الاجتماعية المصرية رابطاً بين الرموز الفرعونية والفن الشعبى، مستخدماً الألوان الزيتية على توال بالإضافة إلى عدد من الأعمال بالأبيض والأسود مستخدماً الحبر الشينى .
- وقد تفاعل الفنان مع الحياة بجميع نشاطاتها بألوان صاخبة وشخوص وتراكيب كاريكاتورية ساخرة ومنظور خاص مرتبطاً ببعد روحى وأبعاد تراثية وثقافية فى محاولة جادة لإبداع خصوصية تشكيلية تضاف للفن المصرى الذى يتناول الحياة اليومية للوصول إلى حوار وتفاعل بأسلوب متميز .
- حرص مصطفى يحيى على إدخال بعض الرموز والعناصر التراثية ، والتى يمتد بعضها للمعتقد الشعبى وذاكرتنا الجمعية ، وأعاد صياغتها لتحقيق حواراً مع حس وعين المتلقى .واهتم بتجسيد العلاقات الخاصة التى تجمع بين البيئة الشعبية والمناطق الراقية ، ليقول من خلال خطابه التشكيلى إن الغريزة والمعتقدات لا تفرق بين المستويات المعيشية المختلفة فى زمن الاتصالات والأخبار اللحظية .
- تناول الفنان الحياة الاجتماعية المصرية بمنظور ساخر يجمع بين الواقع والخيال برؤية تبسيطية للشكل اما اللون فقد جاء بدفقات شاعرية تلقائية لا تخلو من العشوائية المرتبطة بالحياة الشعبية ، ولكن بسيطرة من الفنان استطاع أن يستخلص جماليات الواقع ويعيد تنظيمه بالخطوط ، وبمساحات اللون المؤكدة للعمق ، وإبراز العناصر التى تريد لها دور البطولة بالضوء والظل رغم الحالة الجامحة فى التشكيل والتلوين .
- والعشوائية لا تعنى المعنى القريب،ولكنها عشوائية نظمها الفنان بأسلوب يؤكد فيه الواقع ولا يبتعد عنه حتى استخدم الرموز الفرعونية .فقد تناولها وفقاً لقيمتها الرمزية المتوارثة ، والتى يتفاعل معها المتلقى بمجرد رؤيتها .فنراه- على سبيل المثال - يتناول الإله ` أنوبيس` `برأس ابن آوى` والذى تميز فى المعتقدات القديمة بأنه يحمى المقابر ويرعى التحنيط، وقد صوروه فى أسطورة الولادة الإلهية للملكة حتشبسوت والملك أمنحوتب الثالث، وهو يدحرج قرص القمر، ويتمنى للطفلين الملكيين طول العمر.وجاءت فكرة وضع الأطفال بعد ولادتهم ` يوم السبوع` فى الغربال وهزهم من هذا الموروث .
- فهو يريد الربط بين القديم والحياة الشعبية والاجتماعية من خلال أفكار يؤلفها لرموز يستخدمونها ولا يعرفون مصدرها وربطها بمفردات حياتية محاولاً إتاحة أقصى درجات الخيال لدى المشاهد لتأكيد العلاقة من خلال البساطة المتعمدة التى ترتكز على المبالغة فى نسب الأجسام ولتعبير التلقائى المرتبط بذاكرة وذاتية الفنان .
د / سامى البلشى
الإذاعة والتليفزيون - 2010

- يستمد الفنان اعماله من خلال ابعاد شعبية وفرعونية بوعى تعبيرى .
حسين بيكار

بين ليل باريس .. ورقص الدراويش .. وبقايا ثورة !
مصطفى يحيى ( 1948) .. محطات الثورة
- النموذج الأكثر وضوحاً ممن عبروا مباشرة عن الثورة هو الفنان د. مصطفى يحيى فى معرضه بمركز الجزيرة للفنون خلال شهر مارس الماضى لجأ الفنان إلى قلمه ذى الحبر الأسود ` رابيدوجراف ` وإلى نفس أسلوبه التهكمى القديم فى التعبير عن الأحداث : موقعة الجمل ، مليونيات الغضب فى الميادين حملات البلطجية ضد الثوار شعارات ` إرحل ` ،`انتهى الدرس يا ...` ، ` حرية - كرامة - عدالة اجتماعية ` ، ` إلغاء جهاز أمن الدولة ` ... واسترجع من معارضه السابقة نفس شخصياته ` الكرتونية ` بأقنعة الحيوانات مستوحاة من العقيدة الفرعونية كالصقر وابن آوى ، كما استرجع الأوضاع الجانبية للمشخصات ليكون أقرب إلى التصوير المصرى القديم ... نرى انتفاضة الإله أوزويريس - أو من يوحى به - معلنا الثورة وهو يسلم العلم المصرى إلى الشباب ونرى الشباب وهو يحطم السجن وحواجز الخوف ونرى كبف تطاردهم فلول النظام السابق بالخناجر والسواطير والجمال ونرى منصة ميدان التحرير وفوقها شباب الثوار فيما يقفز عليها حاملوا الشعارات وعربة تحمل قدور الفول يقودها ابن آوى حاملا مفتاح الحياة وفتاة تعرت من ملابسها حاملة شعار ` إرحل ` وأخرى ترقص رقصة الانتصار ، كما نرى رموز الثورة يحاولون الخلاص من السجن وهناك من يلقى إليهم بمفتاح القفل التى يغلقه عليهم ... ملاحم رسمت بأسلوب يجمع بين السريالية والرمزية والروح الشعبية الأقرب إلى الفطرة الساذجة وإلى المبالغة الكاريكاتيرية فى رسوم ` الجرافيتى ` على جدران الشوارع .. الفرق هو أن رسوم الجرافيتى شهادات تعاند المحو ورسوم يحيى شهادات على ثورة لم تبق منها إلا ذكريات !
بقلم : عز الدين نجيب
من كتاب (الفن المصرى وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية )
شبابيك من الزمن المنسى
-افتتح الأسبوع الماضي بأثيليه القاهرة معرض الفنان التشكيلى مصطفى يحيى ويستمر حتى 4 ديسمبر
- المعرض يضم 40 لوحة بعنوان `شبابيك الزمن المنسي` رقم 2 يناقش المعرض النافذة التي يطل منها من في الخارج على من في الداخل ويطل منها من في الداخل على من في الخارج.
- ويرصد هذا المعرض العالم الداخلي وأيضا الخارجي من خلال تلك النوافذ ، أي مسرحة الحكي التشكيلي واجترار الأسطورة الشخصية للفنان، خاصة مرحلة الطفولة فهو يحتفل فى هذا المعرض بذكرى منتصف الخمسينات من هذا القرن، وتحديدا مرحلة العدوان الثلاثى فى منطقة الظاهر بيبرس مسقط رأس الفنان وبعد تلك السنيين يستدعى الفنان الأحداث البسيطة، في منزل العائلة مازجا بين الماضي البعيد والقريب في إطار أسطوري لا يخلو من البعد الرومانسي بلغة العصر `عصر العولمة` مسقطا أبعادا سياسية مثل علامة المكواة والسحلية كأدوات قهر وسحق سياسى.
- وأيضا الكرسى المتحرك للشهيد أحمد ياسين له الحضور المتجزر على جدران النوافذ بالرغم من الأحداث البشرية فالخلفية تحفل بالنقوش الجدارية التي تحمل الرموز الفرعونية والشعبية والحديثة في مزج ما بعد حداثي للواقع المعيشي.
- ومعرض `شبابيك الزمن المنسي` له ثلاثة محاور من حيث البناء التشكيلي ما يحدث في الداخل وما يرى في الخارج وأيضا على الحافة، حافة النافذة.
- تلك حياة خاصة على الحافة يمارسها البسطاء ولها البعد العام والفلسفي في حياتهم.
- تلك المساحة الحجرية التى لا تتعدى الـ 70 سم تتم فيها حياة موازية لهؤلاء البسطاء ساكنى المناطق القديمة.
- أيضا يتناول المعرض الأسطورة الشخصية التي يحتفظ بها الفنان في ذاته ولذاته بأحداث الطفولة ولكنها ممسرحة ولها البعد العالمي التشكيلي من خلال مرونة استخدام وتوظيف العلامة، فالمكواة تارة تكون أداة سحق وقهر سياسي وتارة تكون آلة موسيقية وتارة طائرة.
- وندرك في الخربشات على الجدران أن هناك تداخلا بين العلامات الفرعونية والمصرية والإسلامية والشعبية.
- هذا العرض بقدر ما هو اجترار للأسطورة الذاتية للفنان يتلامس مع الواقع المعيشي بلغة تشكيلية ما بعد حداثية.
بقلم: نور الهدى عبد المنعم
جريدة: القاهرة 21-12-2004

- طوال التاريخ الإنساني تكررت صور الاعتداء الوحشى على الأبرياء من قوى الغشم والجهالة.. ولعل أقساها ما حدث لقرية جورنيكا الأسبانية عام 1937. من اغارة قاذفات القنابل الهتلرية عليها واهلاك سكانها العزل.. حين قام الطيارون الألمان بضرب القرية المسالمة بآلاف الأطنان من المتفجرات أثناء انعقاد السوق والشوارع مليئة بصغار الباعة والعمال والفلاحين والفلاحات.. في عشرات من الألوف من أبناء القرية فقضت عليهم جميعا وعلى المكان بكامله ومن هنا ألهبت المأساة خيال بيكاسو فكانت لوحة الجورنيكا التي جاءت أعظم وثيقة فنية تدين التسلط والإرهاب وترويع الأمنين بمساحة ثمانية أمتار.. وقد اقتصرت ألوان اللوحة على اللون الرمادي ودرجاته مع الأسود تأكيداً على درامية الحدث وعمق المأساة.
- الآن.. وكأن التاريخ يعيد نفسه.. تتكرر الأحداث.. لكن فقط.. يتغير الزمان والمكان.. كما تتغير طرق الاعتداء والإبادة.. مثلما يحدث بالعراق وفلسطين.
- والفنان الدكتور مصطفى يحيى عميد المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون.. بثقافته التشكيلية العريضة ووعيه السياسي مع قدراته التعبيرية.. افترشت أعماله في أكثر من 35 لوحة بالأبيض والأسود قاعة `راتب صديق` بأتيليه القاهرة.. في معرضه الحادي عشر والذي جاء بعنوان ` شبابيك الزمن المنسي`.
- في هذا المعرض ينقلنا الفنان مصطفى إلى عالم كابوسي مسكون بالرمز.. حيث يتأمل تلك الصور الدامية التي تحدث كل يوم بالمنطقة العربية.. ويقدم قراءة مصرية بلغة تشكيلية تنساب بأسلوب رمزي يتميز بقدرة فائقة على تحريك العناصر والعلامات بحرية شديدة.. يجسد هذا العالم الذي يهزنا بدراميته العالية خاصة وقد تعمد استخدام اللون الواحد فقط.. اللون الأسود مع الأبيض والرمادي.
- ولوحات الفنان موغلة في الرمز.. تتحدى البطش والتسلط.. فهو من خلال معايشته لمنزله رقم `5` بمنطقة الظاهر بيبرس مسقط رأسه.. يسترجع أحداث العدوان الثلاثي عام1956 على مصر.. ثم يربط مشاهده بتلك المشاهد التي تتكرر كل يوم بالعراق وفلسطين.. ومن خلال نوافذ منزله الحديدية العتيقة ومحرابه يقدم مساحات تصرخ بدمقراطية الدبابة والطائرة.. والتي تقتحم الخصوصيات الذاتية للمواطنين في زمن الأقمار الصناعية من الكرسي المتحرك للشهيد أحمد ياسين والمكواه الحديدية ومفتاح الحياة مع إله الموتى والتحنيط `انوبيس` عند قدماء المصريين ورجال ونساء وأطفال.. ليعكس صور الحياة اليومية المعاشة هناك في قلب الأحداث.. في رؤى كابوسيه.. تجمع بين تعبيرية الأداء ووثائقية الحدث.
- وربما جاءت لوحته `أبو غريب` صورة مرعبة لما حدث.. حيث يطل هذا الشكل الديناصورى الذي يقتحم المكان.. يقتحم البيت مسرح الأحداث الرمزي.. يبطش بأمرأة متجردة من كل شيء بلا حماية في مواجهة طفل صغير بعيون شاخصة تنظر من فتحة الشباك الحديدي.
- ولا شك أن لوحة `العرض الأول مستمر` والتي يصور فيها نفس الشكل الديناصورى بعرض اللوحة.. تقتحم الزمان والمكان فى حضرة المتفرجين من البشر.. مع تلك النوافذ العديدة المغلقة.. لتعد بمثابة شهادة على سلبية العالم لما يحدث من بطش القوى الطاغية.
- والفنان مصطفى يحيى.. دكتوراه في الفن التشكيلي وشارك في العديد من المعارض الجماعية مع معارضه الخاصة.. وصدر له ثلاث كتب فى الابداع كما أشرف على عشرات الرسائل فى الماجستير والدكتوراه.. تحية إلى قوة التعبير وجسارة الخطوط والمساحات في معرضة.
بقلم: صلاح بيصار
مجلة : حواء 8-1-2005
واقعية مصطفى يحيى تعلن الحرب على واقع سريالى
- فى أول مرة شاهدت أعمال الفنان مصطفى يحيى أصابتني الدهشة.. أين كان هذا الرسام الكاريكاتوري الجميل.. فأنا لم أر أعماله من خلال أي مجلة ساخرة.. وضحكت كثيراً لرسومه الجميلة وموتيفاته المرحة التى يملأ بها لوحاته لكن شيئاً ما لفت انتباهى، ربما `بانفلت` المعرض أو اسمه أو تساؤل لأحد رواد القاعة .. جعلنى اعيد قراءة اللوحات فلم اجدها كاريكاتورية ساخرة ولم أرى الموتيفات مرحة كما كنت أتصور كان معرضا يفطر بالمرارة والأسى، ومع كل لوحة كنت اشعر بأن اللوحات تجلد فى، تقتل تبلدي ضحكتي الصفراء التي أواجه بها العالم المقزز كل صباح.. اصافح بها الشخصيات `المنفوخة في السترة والبنطلون` والذين يملأون واقعنا المر بأفعالهم المشينة.. المهم اكتشفت المفارقة التي يصنعها الفنان مصطفى يحيى فهو يقوم بتعرية الواقع وإعلان الحرب عليه فإذا شاهدت الحيوانات الخرافية في أعمال مصطفى يحيى فلا تتصور أنها محض خيال سريالي، وانما هي من واقع صفحات الحوادث ومانشيتات الجرائد، انها زواحف تملأ حياتنا السياسية والاجتماعية والفنية، تأكل الأخضر واليابس ولا تترك لنا غير الفتات.
- حيوانات مصطفى يحيى المفترسة وشخصياته المتهورة المهزومة من خلال المكواه إحدى أدوات القهر خاصة أنها تحرق قلوبنا المفعمة بالأمل وتقتل فينا الاحساس بالقدرة على مواجهة الواقع.. تبدو الزواحف في عالم مصطفى يحيى وكأنها خرجت من كهوفها جائعة باحثة عن فريسة تلتهمها لا تنظر بكل وجهك داخل لوحاته فسوف تلتهمك احدى حيواناته ولا تعطى للوحات ظهرك.. فربما التف أحد الثعابين حول رقبتك، تحرك داخل المعرض ببطء شديد وشاهد اللوحات صامتاً ولا توقظها، كن حريصاً ولا تنبت بكلمة واحدة، وابتسم، ابتسامتك الصفراء واقرأ تعاويذك السحرية حتى لا تؤذيك، أما اذا كنت احد شخوص هذا العالم وتشعر بأنك غير بعيد عليك بالتوجه للفنان وصارحه بحقيقتك فربما تكون أحد لوحاته القادمة فهو لن يخافك انما سوف يفعل كما كان يفعل الرجل البدائي الأول وسوف يرسمك داخل كهوف لوحاته ويشير إليك بالعديد من الخطوط وكأنه يقول لمحبي اعماله.. أنا لست سرياليا ولا ارسم من الذاكرة والدليل على ذلك، هذا الذي يشبهكم جميعا يقف أمامكم فلا تخافوه لأنه منكم.. ثم يوقع اسمه فوق ذيلك وكأنه يكتب كلمته السحرية التي سوف تمنع عنه شرك عندما تعود اللوحة مرة أخرى من المعرض إلى حائط مرسمه.
بقلم: سمير عبد الغنى
جريدة : العربى 19 -6-2005
مصطفى يحيى بين الرمز والعولمة
- لا يزال الهم العام وقضايا الإنسانية ومفارقات الجور الاجتماعي هى أبرز معطيات الفنان التشكيلي مصطفى يحيى، ويتضح ذلك في المقارنة بين معارضه الثلاثة الأخيرة: المعرض الأول كان بأتيليه القاهرة وافتتحه الدكتور أسامة الباز والثاني بمركز رامتان/ طه حسين والأخير بقاعة إخناتون/ مجمع الفنون بالزمالك وتشترك المعارض الثلاثة في طرح المضامين السابقة مع اختلافات طفيفة، ففى المعرضين الأول والثانى كانا صرخة احتجاج ضد تيار العولمة ساخرا من عدالة أمريكا وازدواجيتها فى المعايير وترسانتها العسكرية الساحقة للحضارة والإنسانية والشعوب المسالمة البسيطة، استخدم رموزا بسيطة بالغة الدلالة للتعبير مثل: المكواة الضخمة وظهرت في كل اللوحات كأداة ساحقة تدك كل من حولها وكأنها `وابور زلط` تكتسح ما يحيطها وتتحول إلى أداة إرهاب وبطش، والسماء امتلأت بالطائرات العسكرية الأمريكية وأمطرت العالم بوابل من القذائف والموبيلات وسندوتشات الهامبورجر في إشارة صريحة لنشر المفردات الأمريكية وسيادة الفكر العولمى المتأمرك ومن رموزه أيضا أطباق الدش وانتشارها في كل مكان لتأكيد مفهوم العولمة، وعلى الجانب المضاد يرسم الفنان ابن البلد وحيدا صامتا رافضا مفتوح العينين بشدة في حالة ذهول، العربة اليد كرمز لما يقتات بواسطتها ابن البلد البسيط، النقوش الفرعونية كإشارة لعراقة ابن البلد وأصالته، كما يرسم حيواناً زاحفاً: سحلية_ ورل_ برص_ ضب ويأخذ هذا الحيوان الزاحف الصدارة في جميع لوحاته تقريبا وتعدد دلالاته وتأخذ أشكالا شديدة التباين فأحيانا يكون شاهدا على الأحداث الاجتماعية أو السياسية أو ساخرا منها أو رافضا لها أو عاشقا لفتاة يختلس لحظات حب ويقطف ثمار اللذة الجنسية وكأن هذه السحلية هي ` ليديا` الفنان وتجلت في معرضه الأخير الذى أسماه الوعى المضاد، وليديا هي أسطورة إغريقية لكبير الآلهة الذى شغف قلبه حبا بفتاة رائعة الجمال وظل يتابعها سرا أينما ذهبت ويختلس النظر إليها وهى تستحم عارية كل يوم في البحيرة وأخيرا هداه تفكيره إلى تحويل جسده إلى بجعة_ حتى لا يشك أحد فيه ويتجه إلى البحيرة ليقابل حبيبته، ألهبت تلك الأسطورة خيال التشكيليين على مر العصور فرسمها فنانو عصر النهضة وبعدهم سلفادور دالي وبابلو بيكاسو وغيرهم كل من منظوره الخاص.
- قدم الفنان جميع معارضه بالحبر الشينى بالأبيض والأسود فقط فهل تلك رغبة للصراحة؟ فالحياة يجب أن تؤخذ كموقف إما أبيض أو أسود، هل يرفض التلوين والتميع والتماهى وراء ستار الألوان؟ هل إتخاذ الأبيض والأسود إشارة لبساطة ابن البلد والمهمشين فى عالمنا؟ من الواضح عشق الفنان الدفين وتأثره بالفنان الكبير المرحوم عبد الهادى الجزار ومدرسته التعبيرية وتوج الفنان هذا الحب للمدرسة التعبيرية أيضا باختبارها موضوعا لأطروحة الدكتوراه له، كما يتضح تعاطف الفنان مع ابن البلد ورموزه الشعبية وعالمه البسيط وأساطيره النابعة من المثيولوجيا المحلية.
بقلم: أيمن حامد
جريدة: القاهرة 8-11-2005
مصطفى يحيى يخترق جدار الإبداع
- والعلاقات التشكيلية منظور سياسى تستشير الدلالات والصور الفنية ضد بعضها البعض وتقوم على تحدى عددا من المفاهيم السائدة لتقويتها مستعينة بتلك المفاهيم نفسها مع تفجيرها فى آن واحد حيث تبدأ بترسيها ثم تخرجها مع وعى تام بالسياق السياسى والاجتماعى وسياق المجتمع الذى ينشأ من تزاوجها تولى من الأعمال الفنية التى تتناول واقع المجتمع السياسى والاجتماعى تناولا فنيا يؤدى إلى تجاوز الدلالات النمطية وظهور دلالات جديدة وهذا ما تعرض له الفنان مصطفى يحيى فى أعماله الجديدة التى وضع فيها ملامح جديدة لشخصيته الإبداعية وتكنيك جديد فرضه فى أسلوبه أدى إلى ظهور مرحلة جديدة فى حياته الفنية ستترك قريبا جدا بصمتها وآثارها على الساحة الفنية فى مصر. الفنان فى زيارتى له الأخيرة فى مرسمه شاهدت أكثر من عمل فنى جديد له فكر ورؤية جديدة مختلف تماما عما قدمه من قبل ولكنه احتفظ بنفس رموزه التى تميزه وأفكاره التي تتعايش مع الحياة اليومية وأحداثها ففى إحدى لوحاته (عربون محبه) زيت مقاس 1,5×1متر وهى بالمناسبة تعرض فى المعرض القومى للفنون التشكيلية يجسم فيها الفنان أكثر من رؤية، الرموز الخاصة بالفنان ونفس النمط الشكلي الذى يميزه والنساء البدينات التي تلاحظ دائما اهتمامه بالقدم والمبالغة فى رسمها وافتراضه وجود ثلاث صوابع فقط في القدم والمرأة تجلس في عربة حنطور ملكي العجلة الحربية لتوت عنخ آمون فهى تملأ الفراغ بالكامل لأن العربة الملكية لا تتسع إلا لفرد واحد ، لاحظنا هنا أيضا حركة الحصان، فالفنان هنا قصد أن يكون الحصان مخرج للعين وأن تكون دائرة اهتمام العمل الفنى عربون المحبة باللون الأبيض ليمتص الألوان الغامقة ونظرة المرأة لهذا العربون ودهشتها وحركة الهدوء المصحوبة بلا مبالاة لهذا الرجل الذى وضعه الفنان في وضع الحبيب العاشق.. فوظيفة العلاقة عند مصطفى يحيى تفرض الشكل الفني وتحدد مفهومه والخروج من المألوف التقليدي لعلاقات محاولا الوصول إلى دلالات جديدة تؤدى إلى لغة مشتركة بين العمل الفني والملتقى، ففكر الفناتن هنا يسعى إلى اكتشاف أسس مطلقة للإبداع الفنى ترفض وجود أي أسس نهائية مستقرة للعلاقة وبالتالي يحاول إعادة اكتشاف القواعد المنظورة للإبداع التى تؤدى إلى دلالات جديدة وغير نمطية تخترق جدار الإبداع .
بقلم : د./ إسماعيل عبد المنعم
جريدة: الحياة المصرية 14-6-2009
شوارع مصطفى يحيى ` الافتراضية` تمر بدار الأوبرا
- تحت عنوان شوارع افتراضية قدم الفنان الدكتور مصطفى يحيى معرضه الجديد في قاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا، ويلعب فيه المكان دور البطولة، خاصة شوارع القاهرة.
- ينشغل الفنان بهذا الموضوع منذ فترة، حيث أقام معرضه `الذات والعولمة` فى عام 2001 وبعده معرض `الواقع الافتراضي` الذي تناول فيه غزو أفغانستان، ثم معرض `الحياة الافتراضية` عن غزو العراق، ومعرض `شبابيك الخلفية` الذى كان يعنى به `المنور` وعبر خلاله عما يحدث من علاقات اجتماعية وعاطفية خفية، وذلك في عام 2004 يليه معرض `شبابيك الزمن الخلفي` في عام 2005 وبعد ذلك أقام ثلاثة معارض تحت عنوان `البلكونة 1و2و3 فى أتيليه القاهرة، ومجمع الفنون وقبة الغورى، ثم فى مركز الإبداع فى الإسكندرية.
- وفى فبراير عام2009 أقام الفنان معرض خارج البلكونة فى قاعة أكسترا بالزمالك وهو المعرض الذى عاد به من جديد إلى استخدام الألوان الزيتية التي كان يستخدمها فى فترة السبعينات، ورصد بالأبيض والأسود، وقتها ما يحدث فى الشارع من خلال `الشرفة`، ومن ضمنه أحداث مذبحة غزة التى تمت فى يناير 2009 كما عرض كل التحولات التى طرأت على الشارع المصري من منطق النظرة من أعلى وعين الطائر أو `الفرجة من البلكونة`.
- أما فى معرضه الحالي `شوارع افتراضية` فقد تناول الفنان نوعاً من التناص أو التقابل بين شوارع القاهرة القديمة العشوائية والشعبية وما بها من مقاه وشيشة وتوك توك وأراجيح وأحصنة خشبية، وأيضاً عربات الكارو والحنطور والباعة المتجولون هذا من جهة ومن جهة أخرى الأسواق والشوارع الجديدة التي نشأت حديثاً كالمولات المكيفة ذات الطوابق المتعددة، والسلالم الكهربائية المتحركة، والتزحلق على الجليد، والألعاب الإلكترونية، التى يسكنها أيضاً الشيشة والجلسات الشعبية والناس البسطاء الموجودون فى المناطق الشعبية، وفى هذا المعرض يطرح الفنان رؤية للقاهرة القديمة والعشوائية وأيضاً الحديثة من ناحية الشارع، الذى اختلف ولم يكن كما كان سابقا.
- رسم الفنان موضوعاته بأسلوب تعبيرى ذات رؤية ما بعد الحداثة، يتجاور خلالها القديم والحديث والمستقبلى بأسلوبه الخاص الشعبى والفرعونى الذى يتناوله منذ السبعينات، الجديد فى هذا المعرض أنه قدم مساحات كبيرة تصل إلى مترين ونصف تحمل الصرخة اللونية والدسامة والعمق اللوني، كما عرض بعضا من أعماله الأبيض والأسود ذات المساحات الصغيرة.
- وعن المعرض يقول الفنان يحيى: أنا أحتفى بالمكان في مدينة القاهرة، التي أنتمى إليها أنا وعائلتي، منذ عام 2001 تقريباً، فالأجواء اختلفت منذ الستينات وحتى الآن، كما اختلفت هموم الناس، الشوارع اختلفت وتحولت تحولا سريعا، وأصبح الشارع مزدحما وبه نوع من القهر، حيث نشأت ثقافة الزحام، وتكيف الإنسان وتبلد معها سواء في الشارع فى أرض الواقع أو فى الحياة بشكل عام، فمن هذا المنطق ظهر التوك توك وثقافته الفوضوية التى انتقلت من ثقافة الميكروباص والزحام ولذلك فأنا سميت هذا المعرض `شوارع افتراضية` لأننا لا نريد حديثاً بأبواب إلكترونية ومكيفة، ولا نريده شعبيا بما فيه من سلبيات، بل نريد الشارع النمطى الذى كان موجودا في فترة الخمسينيات والستينيات، حيث كان ذا رئة يتنفس بها البشر.
بقلم: رهام محمود
جريدة: روز اليوسف 10-1-2010
الشارع المصرى.. دائم التجول بكتل وأنماط بشرية تائهة العيون
- الفنان مصطفى يحيى أقام معرضه الأخير بقاعة العرض بدار الأوبرا تحت عنوان ` شوارع افتراضيه`.. قدم فيه مشهداً بانورامياً للشارع المصري ودراميته العالية وإن كان المشهد الأكثر درامية هو مشهد البشر في الشارع وداخل المراكز التجارية كشوارع افتراضية جديدة وقد بدا الإنسان تائها وسط الزحام الخارجي ومع نفسه حتى بدت العيون شاخصة والأجساد تتراص في المكان وداخله كباقي الأشياء..
- فبدت لوحاته مظهراً لعرض عصبي تكشفه العيون ولكتل بيولوجية تتحرك بتثاقل الأجساد المتزاحمة المنتفخة.. والشارع نفسه أصبح عصبي الملامح بأرصفته ومطباته ووسائل نقله في مسلكها العصبي.. حتى بدت لوحاته تكشف عن ثقافة عصبية الزحام في الشارع المصري سواء المفترض أو الأصلي.
- وقد قدم الفنان قبلاً عام 2008 معرضاً تحت عنوان في `البلكونة` فكانت إطلالة سلبية على الشارع المتحرك لكن في معرضه هذا جعل التلاحم هو البطل وليس مجرد الإطلال على الشارع من أعلى بل أن يكون الإنسان جزءاً منه فبدا إنسان معرضه `البلكونة` بدا إنساناً هادئاً متأملاً..
- في لوحات الفنان مصطفى يحيى الأخيرة نلاحظ رمزية الثعلب وهو رمز الخديعة وقد حل رأس الثعلب محل رأس الرجل في لوحاته خاصة في مشاهد تجمعه والمرأة..
- ثم نجد للغرابة الرجل يقدم للمرأة دائماً تمساحاً كهدية صغيرة.. وأقول للغرابة لأن التمساح هو رمز الإله سوبيك كما هو مرسوم كرأس فوق جسد إنسان في معبد كوم أومبو من عصر البطالمة ومن جانب آخر فإنه في التوراة يعتبر التمساح رمز فرعون مصر عدو الشعب العبري.. وللحقيقة لا أدرك القيمة الرمزية للتمساح وماذا أراد به وقد كثر في لوحات الفنان بينما رمزية الرجل الثعلبي أو الذئبى الرئيسي مفهوم.. أما التمساح فدلالاته كثيرة.. ورغم أن كل شخوصه في الشارع أو في المراكز التجارية أو في وسائل النقل فإننا لا ندركهم مرتبطين وجدانياً بالمكان أي بالشارع الأصلي أو الافتراضي فقد بدوا منتفخين منزلقين أحياناً أو كأنهم ملتصقين أحياناً أخرى لكننا لا نستشعر أن هذه الشوارع البديلة ذات طاقة عاطفية أو حميمية تربطهم والأنسان أو الأنسان بالمكان ليبدو الجميع كأنهم يؤدون دوراً لاكتمال صورتهم في الشارع المصري شيئاً بين الأشياء في درامية متحولة.. فهذا الانزلاق يوحى بالتغير الدائم وعدم الارتباط بالمكان وأن التحولات ستغير من المشهد من لحظة لأخرى كلقطات سينمائية متتالية.. وهذا التغير والتحول يؤكده عدم تركيز العيون التائهة غير المعبرة رغم درامية الحدوتة الرمزية للمشهد الذي يلتقطه الفنان بذكاء لمشهد الشارع العشوائي المتقلب.. فتبدو النساء والرجال يؤدون مشهداً داخل ضوضاء بصرية دون فسحة من المكان رائعة لمقابلات الأحبة، بل يصبح الحبيبات جزءاً من ضوضاء بصرية أرادها الفنان تعبيراً عن زحمة الشارع وأثره على البشر التى انمحت علاقات التعبير أو الرضى أو الفرح من ملامحه وحل محلها الشرود.
- ومثل ازدحام اللوحات بالبشر كذلك ازدحمت بالرموز المصرية القديمة التى ترسم على جدران المعابد من أشكال وحروف فرعونية حتى عيون كثير من شخوص اللوحات بدت تحمل هيئة العين الفرعونية حتى بعض الرؤوس بدت اخناتونية التكوين.. لتصبح اللوحات هى زحام من كل شىء فى شوارعه وشخوصة ورموزه وعلاماته.
- لوحات هذا العرض للشارع المصري تثير حيرة وقد عاش ولا يزال الفنان الدكتور مصطفى يحيى هذه الحيرة تجاه الشوارع الافتراضية حتى أنه في نهاية كلمة كتالوج معرضه تساءل: `سألت نفسي ببراءة الأطفال.. أيهما أحب لى .. شوارع قاهرتى القديمة أم الشوارع الافتراضية الموازية.. وما زالت في حيرة الاختيار`..
بقلم : فاطمة
جريدة : القاهرة 9-2-2010
مصطفى يحيى يرسم وجوها افتراضية
- فى معرضه المقام حاليا بجاليرى جرانت بوسط القاهرة يقدم الفنان د. مصطفى يحيى أحدث إبداعاته فى التصوير والرسم فى معرض يعد امتدادا لمعرضه السابق الذى عنونه `شوارع افتراضيه` وناقش فيه واقعية الشوارع الحديثة وداخل التجمعات التجارية والمترو والشوارع القديمة وعلاقة المكان بهذا الزخم الجديد.
- ركز الفنان فى هذا المعرض على ملامح البشر وانعكاس الرؤى على التقنيات الحديثة - الكمبيوتر والفيس بوك على الشباب، الوجوه التي يرسمها مصطفى يحيى تعيش فى عالم افتراضى مواز للواقع لكنه ليس هو، وهذه الرؤية نالت من ملامح البشر وهذه الافتراضية يعتبرها الفنان إرهاصة لما حدث فى ثورة 25 يناير فالعالم الافتراضى تحول إلى عالم واقعى، فقد بدأت الثورة فى العالم الافتراضى أو الموازى الذى أحاط بالجماعات التى تكونت على الفيس بوك بأسماء حركية التقوا وجها لوجه- وللمرة الأولى - ليتحولوا من هذا العالم الافتراضى إلى العالم الواقعى.
- هذه النقلة بقدر ما هي محلية لكنها بالذكاء ويتم التحول من المصريين حول `الفيس بوك` تحولت إلى عالم السياسة ومن عالم السياسة تحولت إلى ثورة على أرض الواقع، وحولت الشعب ليحصل على الحرية والكرامة.
- قيمة الوجوه الافتراضية أنها صنعت 25 يناير والتى رسمها الفنان فى المجموعة الزيتية والتى كانت نوعا من استشراف الثورة حينما تأجل موعد المعرض بسبب احداث الثورة استكمل الفنان إبداعه من معايشة أحداث الثورة فى تسع لوحات رسمها بالأبيض والأسود تؤرخ للثورة على أرض الواقع. وجدت المرأة بكثافة فى أعمال هذا المعرض وهو ما يرتبط بالواقع فى وجود المرأة بكل توجهاتها داخل الثورة ولأول مرة تحتل لوحات الفنان المرأة بلباس النقاب والخمار لأنهن كن موجودات وفاعلات بجانب المتبرجات والمتحررات.
- المرأة كما عبر عنها الفنان قامت بنقلة نوعية فى الثورة كيف يعتصمن ويبتن فى الميدان جنبا إلى جنب مع الرجل وقد فوجئ الجميع بذلك، فكثافة وجودها فى اللوحات مواز لوجودها على أرض الواقع وهى طاقة غضب اجتماعية ونفسية وجنسية، حالة ضياع لكل الشعب.
- مجموعة من الأعمال عبر فيها الفنان عن الخنوع والخضوع والركوع الذى اتسم به الشعب الذى كان يحبو على الرصيف يرفع راية واحدة ورسمه الفنان بكل فئاته يقف فى محطة أوتوبيس وكتب على لافتة المحطة `2011` وكانت هذه الأعمال أوائل شهر يناير.. أعمال تعد إرهاصات واستشراف الحدث قبل 25 يناير وما حدث بعدها.
بقلم : د./ محمد الناصر
مجلة : نصف الدنيا 8-5-2011
` حياة افتراضية ` .. تلاقى القديم والحديث فى اللوحة
- وسيطرت الأرجوحة على بعض أعمال المعرض فنرى البلكونة تتأرجح من خارج مناطق البلكونة المعتادة.
- رصد البيئة الشعبية طوال مشواره الفني، واهتم بحياة البسطاء ومفرداتهم.. رسم البلكونة، والمقاهي، وشوارع القاهرة والشبابيك، والمكواة.. والأرجوحة كان لها نصيب كبير من أعماله.. وأخيرا رصد تعامل البسطاء مع معطيات العصر من تقنيات مثل التليفونات المحمولة و`الدش` والإنترنت والميديا بشكل عام.. `حياة افتراضية` يتناولها الفنان د. مصطفى يحيى في أعماله الأخيرة التي أنتجها جميعا هذا العام `2017` وعرضها في قاعة `ضي _ أتيلية العرب`.
- مع دخول التقنيات الحديثة والتليفونات المحمولة وسطوتها وتحولها إلى أداة اتصال وتفاعل بين الناس، اختفى من العصر لغة التواصل التقليدي مثل `المشاورة` من البلكونات والشبابيك، والتي نتذكر أن الفنان أقام للـ`بلكونة` ثلاثة معارض خاصة بعنوان `بلكونة 1` و`بلكونة 2` و`بلكونة 3` في العامين 2003 و2005 في أتيلية القاهرة، ومجمع الفنون، وقبة الغوري، ثم في مركز الإبداع في الإسكندرية، حيث كان يعتبر `البلكونة` أداة تواصل اجتماعي وعاطفي، باطلالها على الشارع مباشرا، وما ينتج عنها من تواصل بين الأشخاص خلال تلك المساحات الضيقة بين البيوت والنوافذ التي يطلون على بعضهم البعض بواسطتها، من منطلق الحرص على هذه القيم المعمارية وكيف اختفت في العمارات الحديثة، فلم نعد نشهد الناس يجلسون في بلكوناتهم ليشربوا الشاي والقهوة، فحاليا يمسكون بتليفوناتهم المحمولة للتواصل مع الآخرين حتى لو كانوا متواجدين بالقرب منهم، بخلاف في السابق كانت `المشاورة` من الشبابيك تفي غرض التواصل بينهم.
- وفى عام 2009 أقام الفنان معرض `خارج البلكونة` ومن قبلها معرض `شبابيك الزمن المنسي` قبل الألفية الجديدة في عام 1998، فكان الشباك أداة تواصل اجتماعي بين الداخل والخارج.
- وأيضا معرضه `الشبابيك الخلفية` والذي تناول الفنان خلاله مناور العمارات ورصد العلاقات الرومانسية التي كانت تنشب في تلك الأماكن في الفترات قبل ظهور التليفونات المحمولة والميديا الحديثة، حيث عبر الفنان عما يحدث من علاقات اجتماعية وعاطفية خفية في تلك الأماكن، وذلك في عام 2004.
- رسم الفنان مصطفى يحيى أيضا الـ`مكواة` في مراحل مختلفة خلال مسيرته الفنية، لما لها من اسقاطات فزيائية ورمزية، فـ `المكواة` التي هجرناها، ترمز إلى القوة لأنها مصنوعة من الحديد وتسخن بالنار، تناولها الفنان في أعماله خصيصا بعد أحداث سبتمبر وسقوط برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك عام 2001، حيث صور الفنان المكوتين رمز لبرجى أمريكا القويين اللذين سقطا سريعا بعد استهدفاهما بالطائرة التي ارتطمت بهما، ومن بعدها أحداث حرب أفغانستان.
- أما `مكواة` مصطفى يحيى هذا العام فى معرضه الجديد، فقد أصبحت أداة رمز لقهر المرأة وسيطرة الذكورة على الأنوثة.
- تواصل ظاهر ومخفى في الغسيل والشبابيك وهذه الآلة التي تمتد بين الجيران، والتي اندثرت بعد التقدم التكنولوجى، أيضا ` المكواة` تحولت فى أعمال الفنان إلى سيارة و`اسكوتر` والطائرة الهليكوبتر.
- وسيطرت الأرجوحة على بعض أعمال المعرض، فنرى البلكونة تتأرجح من خارج مناطق البلكونة المعتادة. وبالأبيض والأسود رسم الفنان لوحة تعتبر عن ذلك التداخل بين معطيات المجتمع القديم ودخول التكنولوجيا عليه وعلى حياتنا جميعا، تلك اللوحة الحقيقية التى تعرض لها الفنان بنفسه وعبر عنها، فهى تصور امرأة مصرية عجوز ممتلئة الجسم تعبر الشارع وتمسك بيدها ولد وبنت يخرجان من المدرسة، وفوق رأسها تحمل قفص العيش والذى ينزل بظلاله على عينيها فتكاد لا ترى الطريق وهى تعبر الشارع وعلى صعيد آخر نرى الولد يمسك بيده تليفونا محمولا وكذلك المرأة العجوز المكافحة، وتكاد تصطدم المرأة بإحدى السيارات وهى ذاتها التي كان يقودها الفنان، فيقف فجأة كى تمر من أمامه وتتجه لطريقها.
- كل هذا يرصده الفنان في علاقات متداخلة في 68 لوحة، نصفها بالأبيض والأسود، والنصف الآخر ملون بألوان واضحة وصريحة كما تعودنا من الفنان مصطفى يحيى فى أعماله، والتى تتسم بأسلوب تعبيرى ذات رؤية ما بعد حداثية، التى تتناص مع القديم والحديث والمستقبل، بأسلوبه الخاص الشعبى والفرعونى الذى يتناوله منذ سبعينات القرن الماضى.
بقلم: ريهام محمود
جريدة : القاهرة 19-12-2017
سارق الفرح
- يحتفى هذا المعرض بالإنسان ... يحتفى بالحياة وبتفاصيل الحياة وبالرغبة في الحياة.. هنا يقدم لنا الفنان المبدع الكبير الأستاذ الدكتور مصطفى يحيى عالماً زاخراً بالرموز والدلالات والمعاني وواقعية السحر وسحر الواقع .. إنه عالم مفعم بالشغف والحب والتوق إلى التواصل والاكتمال من خلال التعبير بالجسد والغريزة والروح والموسيقى والغناء والرقص والإبداع ...هنا رغبة وتوق وتطلع للفرح لكن هناك من يسرق هذا الفرح .. وهنا عالم تحركه وتدفعه موسيقى خاصة أحياناً ما تكون هى الموسيقى الخارجية مع ما يصاحبها من الآت عزف وإيقاع ورقص وغناء وأفراح شعبية وأحياناً ما تكون هي موسيقى الروح التي تحركها وتؤرقها وتؤججها أشواق خاصة لا تكاد تنتهى لكنها أيضاً لا تكتمل.. ليس هنا فى هذا الشغف التى تزخر به لوحات الدكتور مصطفى يحيى فرح مكتمل ولا بهجة تصل إلى غايتها القصوى كل شىء ناقص والحزن كامن في أعماق الروح .. والبشر في مرحلة وسطى ما بين الحياة والموت ... ما بين البشر والآلات فالإنسان هنا موجود فى عالم افتراضي خاص يحاول أن يكونه بالنسبة لنفسه وأن يعيش فيه على نحو خاص. هنا رغبة عارمة في المتعة والفرح. وقد تم التعبير عنها من خلال إشارات الأيدي ونظرات العيون وحركات الجسد الكلية والألوان الطازجة والخطوط الإنسيابية والرغبة في الطيران والتحليق .. لكن ثمة أيضًا حالة من الحيرة والشك والارتياب وفقدان اليقين وهى مشاعر تؤكدها وتشير إليها تلك الهراوات والآت القمع والعقاب الموجودة صراحة فى بعض اللوحات وموجودة على نحو خفى أو رمزي أيضاً في لوحات أخرى، هنا عالم جميل على الرغم من احتشاده أيضًا بالأحزان والآلام.
بقلم : أ.د/ شاكر عبد الحميد ( وزير الثقافة الأسبق 2019)
من كتالوج المرئى واللآمرئى 2024
المرئى واللامرئى
- الفنان /مصطفى يحيى جعل الفنان ومشاعره وما شغله من مكنونات فكرية وتعبيرية دفينة وغير معلنة في عقله الباطن ومرتبطة بقوة وعمق بواقعه وحياته اليومية هي دافع الفنان للتعبير عن مكنونها فها نحن نجده في معارضه المختلفة ما بين (الواقع الافتراضى) أو (الذات والعولمة) أو (كلام من العولمة) أو جعل بطل لوحاته يعيش في تلك (الحياة الافتراضية) أو جعله في حالة من التطلع والمشاهدة في ترقب وتأمل واستمتاع (شبابيك الزمن المنسى) أو (شبابيك الزمن الجميل) أو حالة (الوعى المضاد) أو تواصل بطله مع العالم الخارجة من خلال (البلكونة) وتلك (الوجوه الافتراضية) وتعايشه مع الأحداث وتغيرات الحياة فى (محطات الثورة) ثم اليوم الطرح الشديد الخصوصية فى تساؤل ضمنى ما بين (المرئى واللآمرئى).
- استطاع الفنان/ مصطفى يحيى في كل تلك المحطات أن يثري الحركة التشكيلية برؤية خاصة ومخالفة لما هو معتاد منذ البدايات في سبعينات القرن الماضى حتى الأن.. وهو في حالة بحث دؤوب عن الإنسان وما يحمله من مشاعر وأحاسيس وتطلعات وحوار مع العالم الآخر في وعى تام لحالة إبداعية خاصة جعلت من الفنان/ مصطفى يحيى أحد رموز الحركة التشكيلية المميزين.
بقلم: أمير الليثى ( مدير مركز الجزيرة للفنون )
من كتالوج المعرض الاستعادى المرئى واللآمرئى 2024
معرض الأسطورة والزمن الآتى
- يسعدنى أن أشارك فى افتتاح معرضكم الذى يغلب عليه الفكر بأثيليه القاهرة.
ومع الوهلة الأولى يسعى المتلقى بثقافتكم التاريخية المصرية الواسعة، والتحاق هذا بآدائكم الإبداعى..
- وهذا التوجه إلى السيريالية التعبيرية ورموزها المعروفة تم إضافة رموز من تاريخنا الحضارى الموغل فى أغوار الزمن والحضارة.. مثل مفتاح الحياة وغيره من الرموز والشخصيات المصرية القديمة التى ترتبط بالرمز. ومسحة الحزن التى تظلل الحياة المصرية منذ القدم.. كل هذا الدمج والاندماج، وإن غلب عليه المخزون الذهنى العقلانى إلًا أنه يشير وبخاصة من خلال اللوحات الزيتية إلى توقعات عديدة لما يمكن أن تضيفه فى المستقبل القريب بين زملائك المبدعين.


بقلم: الناقد / كمال الجويلى 1993
من كتالوج المرئى واللامرئى 2024
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث