إغلاق X
.... تحميل
`
     English     
      الصفحة الرئيسية      
         الانشـــــطة        
          المتــاحــف      
          المراكز الفنية      
      خـــــدمــــــــــات      
حـــول القطـــاع  
مـنتجـــــاتنــــا
السيرة الذاتيــة
برنامج المعارض 
المواقــع الفنيــة
اتصـــــل بنـــــا
خريطـة الموقـع
نشرتنا الأسبوعية
مناقصات ومزايدات
اشتــــــرك معنــــــا



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
خالد محمد سيد أحمد محمد السماحى

- تابعته منذ سنوات من أيام دراسته الأكاديمية وكنت أتنبأ له بمستقبل جيد مع أقرانه مراد فخر الدين وعماد إبراهيم وحنفى محمود.. وبمرور الوقت فرحت بنجاحهم كلهم كل بأسلوبه.. تخصص خالد السماحى فى الالتزام بواقعية تتلامس مع بعض الرمزية وبلمسات تأثيرية.. كان موضوعه الرئيسى هو الناس أينما كانوا
إبراهيم عبد الملاك
صباح الخير - 2009
تجربة شخصية لفنان مصرى شاب تدور حول أسرته الصغيرة تعيد إلينا حلاوة الإحساس بحميمية بيت العائلة ودفئه
تجربة الفنان خالد السماحى جاءت فى وقتها، فما أكثر احتياج الشعوب بعد الثورات إلى الإحساس بالأمن والأمان، وكأنها طفل ينتظر من يطبطب عليه ويمنحه الامل فى غد أفضل.. والتجربة، وأن كانت تبدو للحظات شخصية جدا، الا أنها فى الواقع تعد بمثابة مذكرات يومية لغالبية المصريين تتضمن أياما ومواقف عادية تذكرنا بأعمال فنانين عالميين مثل رمبرانت ومانيه، ممن جسدوا أركان بيوتهم بتفاصيلها الصغيرة التى جسدت فى النهاية ثقافة وملامح مجتمعاتهم، وهو نفس ما فعله «السماحى»، حيث نقل لنا جوهر البيت المصرى بما يشعه من سكينة ودفء وترابط وما يكتنفه من أحلام عادية، تضافرت جميعها لتخرج بالتجربة من إطارها الشخصى إلى المجتمع المصرى بحضارته وثقافته ولحظاته اليومية ....
كلمات: نادية عبد الحليم

خالد السماحى .. أعماله تحتفى بالمرأة والأسرة المصرية
- ` خالد السماحى ` هو فنان مصرى من جيل الوسط ، تخرج من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1993، يتعامل فى لوحاته مع خامة الألوان الزيتية وغيرها من الخامات الأخرى ، قدم حوالى عشرين معرضا خاصا وشارك فى عشرات المعارض الجماعية ، كما حصل على العديد من الجوائز.
- ` السماحى` فنان تتجلى عبقريته فى المراحل المنظمة التى مر بها إبداعه الفنى .فهو مولع برسم المرأة فى كافة حالاتها ، فكما أنه بدأ مشواره برسم البورتريه إلا أنه برع فى رسم البورتريهات النسائية المفعمة بالمشاعر والأحاسيس التى تشعر بها المرأة ، فالعيون تشع دفئاً وحناناً واحتواء تشعر به من خلال اختياره لشخصياته التى يرسمها، فالصور الشخصية التى يرسمها تستطيع من خلالها أن تدخل بسهولة إلى عالم صاحبها، فهو لا يرسم وجوهاً ولكن يرسم انفعالات ومشاعر وأحاسيس الشخصية ،فقسمات الوجوه تحمل معانى وخبرات وهمسات تنبىء عن أصحابها ، كما أبدع أيضاً فى رسم المرأة فى أوضاعها المختلفة وحركاتها اليومية داخل المنزل وخارجه، كما أن هناك مرحلة أخرى أنجز فيها مجموعة من اللوحات التى برع فيها فى رسم الفتاة المصرية فى أوضاع جديدة لم نألفها فى لوحاتنا المصرية المعاصرة من حيث الموضوع ، حيث برع فى رسم فتيات وراقصات وفراشات البالية، تلك المرحلة التى تأثر فيها بقوة بالفنان الفرنسى ` إدجار ديجا` الذى برع فى رسم حياة راقصات البالية تحديداً ، كما برع ` ديجا` أيضاً فى رسم المرأة فى العديد من المواقف أشهرها لوحة ` المرأة المتسولة `، و ` أسرة بيليلى ` وغيرها من الأعمال التى تعتبر المرأة فيها عنصراً أساسياً.
- تبعه فى تجسيد تلك الموضوعات ` السماحى ` وأهمها ` دروس البالية ولكن بأسلوب مختلف من حيث قوة اللون ورهافة الحس وليونة الأوضاع وعذوبة الإحساس ونعومة الملامس ومصرية الملامح وضربات الفرشاة الراقصة والحانية . كما قام أيضاً فى بعض اللوحات لنفس الموضوع بالاعتماد على ضربات الفرشاة السريعة والمساحات اللونية المتجاورة بأسلوب يبدو تجريدياً إلى حد كبير .
- كما تظهر فى أعماله أيضاً لوحات تنتمى إلى مرحلة كان يسعى فيها إلى إعلاء دور المرأة المصرية ، فعلى الرغم من بداياته الكلاسيكية والتى تصل إلى حد الرومانسية أحياناً كثيرة والانطباعية أحياناً أخرى ، إلا أنه انتقل فى تلك الأعمال إلى مرحلة جديدة يجمع فيها بين الواقعية والرومانسية ، فالرومانسية فى أعماله تظهر فى المشاعر الأسرية الدافئة والأمومة التى تفيض بها لوحاته فنجده قد جسد الأم من خلال حياتها العائلية وإشاعتها الدفء المنزلى من خلال تسجيله ليومياتها داخل جدران منزلها بعد أن أبدع فى مراحله السابقة فى رسمها فى أوضاع مختلفة تفيض بالرومانسية حيث رسمها وهى تقرأ وتجلس على الشاطىء وتفكر وغير ذلك .
- نجده قد رسم الأم المصرية فى إحدى لوحاته فى صورة بدت فيها كالراهبة التى تتعبد فى محراب المنزل وتتقرب إلى الله برعاية أسرتها وأولادها كخطوة لتنشئة مجتمع سوى ، كما رسمها وهى تقوم بالعديد من المهام الأسرية بداية من إرضاع الصغير، ثم الحنو على الطفلة الصغيرة وإشاعة الألفة بينها وبين شقيقها القادم ، وذلك فى اللوحة التى تظهر فيها الطفلة الصغيرة تلامس بطن الأم الحامل لتشعر بنبضات شقيقها القادم وتبدأ فى التآلف معه ، فنجد الأم وقد اكتست كما فى معظم أعماله بملابس بسيطة فاتحة اللون ناعمة تشف عن مشاعر رقيقة وحنو فياض ، كما تظهر فى عمل آخر وهى تمشط شعر الإبنه قبل الذهاب إلى المدرسة ، وفى لوحات أخرى يرصدها وهى وتتابع الإبنة فى إستذكارها لدروسها وآداء واجباتها المنزلية مع الأطفال ، كما تظهر فى أعمال أخرى وهى تجلس بجوار الأبناء لكى تتابع وتستمتع بالاستماع إلى هواياتهم وتشجيعهم على عزف الموسيقى وتنمية مهاراتهم الحسية.
- يتميز أسلوب ` السماحى ` فى هذه المرحلة بالواقعية من حيث طريقة الرسم والتكوين مع وجود مسحة تأثيرية تعطى للظل والنور قيمته ويستخدم الفنان الألوان الزيتية بمهارة واقتدار ويبحث فى لوحاه عن مكنونات النفس البشرية .
- تلك هى لمحات سريعة التقطتها عين ` السماحى ` لتظهر جانباً خفياً منسياً من حياة الأم فى الأسرة المصرية .فالكثير من الأعمال الفنية تصورها إمرأة مرفهة ، كما قدم ` السماحى ` فى مراحل ومحطات مختلفة من مشواره الفنى تتمثل فى مرحلة رسم الطبيعة الصامتة المتمثلة فى أوانى الزهور والتى ظهر أسلوبه فيها تأثيرياً بصورة كبيرة من حيث الألوان وأسلوب التنفيذ ، بينما توجد لوحات أخرى تمثل تجسيداً لمراحل قام فيها بدراسة الحركة للشخصيات المتعددة داخل العمل الفنى، ويظهر ذلك من خلال لوحاته ودراساته للشخصية المصرية القديمة والأحداث والمعارك التى تمت فى ذلك الوقت والتى اهتم فيها باظهار تفاصيل أزياء تلك المرحلة وكذلك أنواع العمارة والعدد المستخدمة فى رسم اللوحات الجدارية وألوانها التى بدت فى صورة مطابقة لما تركه لنا الأجداد.
- وأخيراً ومعايشة للأحداث السياسية التى مرت بها مصر مؤخراً بعد ثورة 25 يناير قدم ` السماحى ` لوحة كبيرة تلخص الثورة والتى كانت بالفعل نقله كبيرة لديه وثورة ، حيث تخلى فيها عن الرومانسية التى تميز أعماله فى المراحل السابقة ، كما تخلى عن العذوبة الشديدة ودرجات الألوان والإضاءة الخافتة والحالمة التى غلبت عليها اللون الأبيض والأزرق والسماوى ، حيث ظهرت ألواناً جديدة فى ذلك العمل اتسمت بالسخونة إلى حد ما ، حيث غلب عليها درجات اللون البرتقالى والذى تدرج من الفاتح إلى الغامق ، كما تداخلت فيها ألوان العلم المصرى مع ألوان ملابس الشخصيات التى بدت إلى حد ما قوية البنيان عملاقة ممتلئة بالشموخ والعزة ، كما ظهر فيها أيضاً صورة المرأة وهى تؤدى دورها فى الثورة ولكن لم تتخلى عن دورها الأسرى ، حيث بدت خاملة الرضيع ومياندة للزوج ومصطحبة معها الأطفال الصغار.
- فبينما نجد أن شهر مارس هو شهر واحد كل عام تعم فيه مظاهر تقدير المرأة من خلال إحتفالات دولية وأسرية قد تستمر أياماً أو أسابيعاً قليلة ، نرى ` السماحى ` يحتفى بالمرأة المصرية على مدار مشواره الفنى الذى امتداد ربع قرن من الزمان.
بقلم : د. فينوس فؤاد
مجلة الخيال : العدد ( 29 ) أغسطس 2012
خالد السماحى ... الوهج من قلب المألوف
- المخاطرة بالنسبة للفنان لا تقتصر على أن يتخذ طريقاً وعراً لم يسبقه إليه غيره أو يمهده له ، بل ربما تكون أيضاً في اتجاه عكس ذلك تماما ، عندما يتخذ الفنان مساراً مطروقا وممهدا حتى يبدو مهجوراً بعد أن تخطته مسيرة الفن ، هنا يكون التحدي من جانب الفنان ، حين يخاطر بالبحث عن غير المألوف بين ركام المألوف !
- هذا ما يفعله الفنان خالد السماحى، حيث اختار طريق المدرسة الانطباعية بعد أكثر من قرن على التحول عنها إلى مدارس الفن الحديث في أوروبا والعالم ، وصولاً إلى تجاوز مفهوم لوحة حامل الرسم من الأساس نحو اتجاهات ما بعد الحداثة ، لكن الفن الحقيقي يتخطى المدارس المصنفة والرؤى المعلبة و` الموضات` المتقلبة ، إنه كشف مستمر عما وراء ` المصنف` المتفق عليه، عن اللحظة البارقة وسط العادى والمألوف الذى اعتدناه.. هنا دور الفنان ذي البصيرة قبل البصر، ليستخلص مكنون هذه اللحظة.
- إن لوحات السماحى ما هي إلا خلاصات تصويرية لهذه اللحظات أو الومضات، لا تقاس بموضوعها الواقعي أو بمضمونها المستهلك أو حتى بغرابتها المدهشة، بل تقاس بوهجها الخاطف من خلال نماذجه الإنسانية المختلفة، مثل شخص مكوم بلا مأوى، أو شريد لفظته الحياة، أو عازف موسيقى يلتحم بآلته كجزء منه أو فتاة تحلم وبين يديها كتاب، أو جسد يسترخى وهو شبه نائم، أو حتى امرأة تحتضن قلة، وقد يركز على وجه إنساني تتقابل على صفحته الاضواء من مصادر مختلفة فيبرق كالماسة.
- هنا تتمثل إضافته الإبداعية،؛إنها الكشف عن باطن الإنسان قبل مظهره .. ومن ثم فإن اللمسات الانطباعية الخاطفة في تلك اللوحات ليست لونية وضوئية فحسب ، بل إشعاعات لنور داخلي يتخذ من التضاد بينه وبين الظل أسلوبا للتعبير عن هذا الوهج، على عكس المدرسة الانطباعية التي تنأى عن كشف الباطن ، مكتفيةً بتحليل الضوء في الطبيعة إلى حالة لونية بصرية مراوغة، بل إنهاء تنفر من أي تضاد للظل والنور وتعمل على إخماده لو وجد، وعلى إذابة حدود الأشخاص والأجسام الصلبة في بحر من اللمسات اللونية المتداخلة كقوس قزح فتجعلها تشف طبقة من تحت أخرى .
- وقد تبدو لوحات السماحى متسرعة بضربات فرشاة عشوائية غير مكتملة أو حوشية ناصعة الألوان كأسلوب الانطباعيين أو الحوشيين، غير أنه في الحقيقة لا يبحث عن اكتمال الشكل الخارجي، بل عن اقتناص حالة الشخصية الإنسانية، في استرخائها أو توترها، في انطوائها أو انبساطها، من هنا نراه شديد القرب من التعبيرية دون تشوهاتها، يقف على نفس المسافة بينه وبين الانطباعية، لكنه مع كليهما لا يتبع إلا صوته الداخلي، أي صدقه مع نفسه.
بقلم : عز الدين نجيب
من كتالوج معرض مرايا الحكاية أكتوبر 2019

- الفنان خالد السماحى المصور البارع، له لوحات فنية كثيرة تحمل موضوعات مختلفة ومتعددة، أو مناظر طبيعية، وقد أبدع في كل هذه المجالات، إلا أنه وجد ضالته في مجال ،، البورتريه،،.
- الفنان الكبير خالد السماحى ليس مجرد رسام، وإنما قارئ الوجوه والملامح، ومترجم لها في خطوط ومساحات وألوان، فهو لا يرسم لتكون كالفوتوغرافيا، وإنما يترجمها كحالة إنسانية، وكأنه بحث في الوجوه عن موضوعات إنسانية من خلال صياغة الحالة النفسية التي يستشعرها للموديل، فأصبح البورترية لوحة فنية ذات موضوع، وليست مجرد ملامح مطابقة للأنموذج الذى يرسمه فالبورترية عند السماحى ليس مطابقة الملامح فقط، وإنما أبعد من ذلك بكثير، البورترية موضوع عند خالد السماحى.
بقلم : د./ محمد العلاوى
من كتالوج معرض مرايا الحكاية أكتوبر 2019

- خالد السماحى رسام مصور خريج الفنون الجميلة عاشق التصوير مغرم بالواقعية مجتهد اجتهاد الأوائل يحترم الأكاديمية يعشق البورتريه وقع في عشق أحمد صبري والراهبة وغيرها من أعمال العمالقة الذين أجادوا التصوير وتعبدوا في الوجه البشرى ورسمه حتى كاد يقترب من عشق الرومان للجسد البشرى وكذلك البورتريه.
- تحية شكر وإعزاز لفنان يحارب ويحفر من اجل بقاء الأصل ورغم تغير المفاهيم واستحداث انواع من الفنون الحديثة الا ان عشق واحترام الفن الأكاديمى فى كل ممارسى الفن والفنانين مهما اختلفت الروية.
بقلم : د./ صفية القبانى
من كتالوج معرض مرايا الحكاية أكتوبر 2019

- خالد سماحي فنان مصري من الفنانين القلائل الذين يمارسون الفن بحب وشغف ليس فقط لكى ينتج اعماًلا فنية بل ليبحث في أغوار ليكتشف أسراره التي دائمًا ما تكون دافعه الأول ليسجل حضوره في الساحة الفنية المزدحمة بأشكال متنوعة من الأساليب الفنية ليخرج لنا أعمالا فنية تحمل الروح المصرية الأصلية.
الفنان : وجيه يسي
من كتالوج معرض مرايا الحكاية أكتوبر 2019

- وسط موجات التجريد والحداثة التي ذهبت بعيدا عن إنسانية الإنسان، استرعى انتباهي منذ سنوات الفنان خالد السماحى بحبه الكبير لأعمال رائد فن البورتريه أحمد صبري، وذلك ليس غريبا أن يختار فن البورتريه مجالاً لإبداعه، ذلك الفن الصعب الذى هجرة الكثيرون فهو فنان صادق وجاد ولديه حماس شديد لإحياء التقاليد الأكاديمية لفن البورتريه حيث يقيم الورش الفنية، وهو يرسم بشكل يومي من الموديلات ويقيم المعارض وتجربته الفنية ثرية حيث تتسم أعماله ببناء الفورم ولمسات الفرشاة القوية، وهو لا يرسم الملامح الخارجية للموديل ولكنه يلتقط أعماق الشخصية المرسومة ولذلك كانت أعماله صادقة ومعبرة.
بقلم : جمال هلال
من كتالوج معرض مرايا الحكاية أكتوبر 2019
`ورد` ..`خالد السماح`حين ترسم للزهرة كحبيبة..ويُحدق فيها الغياب حتى تزهر من الألم
- منذ متى نظن أن الورد خلق لنحبه؟ هذا الكائن الذي يمشي بين العطر والسكين، لا يمنح، بل ليجرنا من قلوبنا إلى حيث لا نجرؤ، لا يهدى لمن تحب، بل لمن نخاف أن نحبه، أن تنظر لوردة هو أن تفتح نافذة على جسدك الداخلي، ليس على قلبك، بل على ما قبل القلب للقبلات التي ضاعت في الممرات الطويلة، والعناق الذي لم يأت، الورد حسى لا لأنه جميل، بل لأنه هش، والهشاشة وحدها تثيرنا.
- في الورد، شيء من المرأة حين تصمت، ومن الرجل حين يضعف، ومن الجسد حين يخون نفسه، هو الشيء الوحيد الذى لا يمكن أن يرسم كما هو، لأنه ليس شكلا، بل شعور نضج في قلب ما، ثم ارتدى بتلاث.
- ذاك المكان الذي خذلت فيه ذات مرة، وبقيت تبتسم، فالورد ليس رقيقا كما يقال، بل خبيث برقة `لا تطاق` يعرف كيف يتسلل إلى ذكرياتك، كيف يعيد تشكيل ما تهشم لا ليصلحه بل ليجعلك تتذكر كم كنت هشا حين أحببت الدعوة بين أن تمد يدك.. أو تسحبها.
- هو الذى لا يفسر!!، يُجرب يشم، يرتعش منه يبكى عليه ثم ينسى ليعود فجأة في لحظة لا توقع لها، هو ما تبقى حين يغيب كل شيء، هو ما لا يمكن دفنه، هو الكائن الوحيد الذي يبتسم وهو يذبل، والملامح التي ترسمها على قماش الروح حين يعجزنا أن تقول أنا مكسور.. لكني ما زلت أزهر.
- هذا ما أبدع فيه الفنان خالد السماحي - KHALED ELSAMAHY، من خلال تجربته الفنية الحالية بمعرضة ورد بجاليرى ODYSSEY بالزمالك.
- عن الزهرة التى أرادت أن تكون إنسانا فى اللحظة التى اختار فيها السماحي أن يرسم وردة، لم يكن يبحث عن الجمال كان يبحث عن `شاهد`، عن شىء يزهر ويذبل كما يذبل قلبه فى لحظة حب فائت عن كائن خفيف الوزن ثقيل التأثير، يراه الناس فى الحدائق بينما يراه هو في صمت مرسمه، جوار سريره، فى الطيف الذى لا يربت على كتفه حين ينهار.
- `ورد` ليس معرضا عن الزهور، بل عما تبقى من الإنسان حين لا يعود هناك إنسان بجانبه، وفي حديث السماحي عن تجربته، لا تبدو الزهرة كمجرد موضوع بصرى أو دراسة للطبيعة الصامتة، بل كرحلة، ككائن هارب من بورتريه لم يكتمل، هي ليست بديلا عن جسد بشرى فقط، بل استدعاء `لروحه الغائبة`.
- هو لم يرسم الزهور، بل رأى فيها ما كان يجب أن يقال لأحد ولم يقل `الزهور جزء أساسي من دراستي للطبيعة الصامتة، تماما كبداية التكوين كبناء اللوحة، كصناعة اللون منها انطلق نحو ما هو أبعد من الدقة نحو الشفافية، نحو الاندفاع نحو الروحانية. لكن أى روح ترسم هنا؟ وفى أى حال نفسى؟!.
- ل?ست الزهرة أنثى جميلة، بل حبيبة متقلبة مزاجية سعيدة، حزينة، منكسرة مليئة بالسكر والسم، هو يقدسها حينا، ويسحقها حينا آخر يرسمها وهى تتفتح ثم يراقبها وهي تذبل، دون أن يتدخل لينقدها، كأنما يقول `حتى الزهور تموت لكن الفن`، يبقى فى عالم السماحى الزهرة `ليست كائنا رومانيا للغزل`، بل بورتريه صامت الإنسان غالب، حين أفتقد وجود إنسان يشاركه أدق لحظات حياته، جمع الزهور جعلها تحيا، حملها أحاسيسه علها تصبح أكثر إنسانية..
- فى هذا المعرض، تتحول الزهور إلى سجل شعورى، كل بتلة تحكى لحظة كل ساق مكسور هو `عمود فقرى لحزن قديم`، كل لون لا يدل على نوع الزهرة، بل على درجة حرارة القلب ساعة الرسم، عبر خامة الزيت على التوال، ينسج السماحي لوحات تتجاوز التمثيل إلى حالة شعورية كاملة.
- الزهر هنا لا يقطف، بل يسأل هل جئت لتهدى لتدفن، لتقاوم أم لتكون مرآتي؟
- كل لوحة تترك للمتلقى السؤال مفتوحا `هل ما أراه وردة؟ أم جرحا جميلا مرهف على هيئة وردة؟`.
- هنا الزهرة لا تزدهر إلا لتنهار، `فلسفة الزهرة` هي فلسفة الكائن الهش المعبأ بالعنفوان، كأنه حين يرسمها لا يطلب الخلود، بل يكتب اعترافا، يضع شيئا من قلبه على قماش، ثم بتركه يتخثر كذكرى مرئية.
- من خلال تأمل هذه اللوحات يمكن أن نلمس كيف لا يرسم الجمال في هذه التجربة كغاية، بل كحيلة الجمال ليس الوجه الظاهر للوحة، بل الخديعة التي تقودنا إلى القلب المكسور خلفها.
- الزهور رسالته لمن أحب هى طريقته في تحويل الانكسار إلى بناء، إلى حب، إلى فن لا يتأكل، كأنه يخبرنا أن الرسم لم يكن يوما عملا بصريا فقط، بل فعل نجاة، ولأن كل فنان بيني من سلالة، فإن البناء الراسخ لهذه الأعمال يستند إلى جذور تشكيلية قديمة، الزهر المرسوم هنا ينهض من أساس متين من بنية متوارثة من الفن المصرى القديم، لا عجب أن الزهرة في هذا السياق تبنى كما تبنى المعابد، تكون كما تكونت الأساطير رقيق الشكل عميق المعنى محكم، وخاضع لقانون الفناء.
- وفي النهاية تزبل الزهرة كما يزبل الإنسان، لكن اللوحة تبقى، هذا المعرض هو إذا عن `أثر الروح`، حين تفقد حبيبها، عن الحنين الذي يتخذ شكل زهور، محاولة لمقاومة الغياب بالرسم، للمس الذاكرة من خلال رائحتها، هو تمرين على الرهافة، وعلى القسوة أيضا، هو درس الزهور ورسالتها، كما عاشها السماحي، لا كما قرأناها في كتب النبات هي ليست صامتة كما تبدو، بل تصرخ بهدوء، وتوصى دون كلمات هكذا تكلم السماحي، وهكذا نحدق نحن لا في الزهرة، بل في أنفسنا وفي هذا التبادل الصامت يولد الفن، `ورد` ليس معرضا عن الزهور، هي تجربة بصرية وروحية تنأى عن التناول التقليدي للزهور كعنصر زخرفي.
- عن الإنسان.. حين يزهر وحين يذبل، وحين يظل حيا فقط لأن الفن قرر أن يروى حكايته.
بقلم : إيستر فادى
جريدة : القاهرة 3-6-2025
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث