`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
لينا أسامة عبد الحى قاسم
( فى معرضها الأول بأتيليية القاهرة .. ألوان لينا أسامة تحكى ( حواديت مصرية
- اذا لم تتسن لك معرفة أى معلومات عن هذا المعرض قبل مشاهدته فسوف تنتابك حيرة شديدة أمام لوحاته، فلينا أسامة فى معرضها الشخصى الأول تنتقل بسرعة بين أساليب فنية وموتيفات وخامات عدة تجعلك تتخيل إن هذا المعرض نتاج ورشة عمل لأكثر من فنان.. الا أن أعوامها الأربعة والعشرين ستفسر لك هذه التنقلات الواسعة ( الناعمة رغم ذلك ) الظاهرة فى معرضها المقام بقاعة راتب صديق بأتيلييه القاهرة، تفسر لينا تنوع معرضها فتقول: `هذا المعرض نتاج عشر سنوات من الرسم والتصوير لوحاته تبدأ من تلك القطع التى رسمتها وانا فى الرابعة عشرة وحتى تلك التى انتهيت منها قبل بضعة أشهر .
-عشر سنوات دارات فيها تلك `الحواديت المصرية ` التى يحمل المعرض اسمها ربما تفسر لك تلك المعلومة ذلك التنوع الواسع وتلك الخطوط الطفولية `الواثقة ` التى تحتل عددا من لوحات المعرض. مدخل السنوات العشر تلك صالح تماما لفهم عالم لينا أسامة الغريب التى تعكس عناية خاصة من الفنانة الحائزة على جائزة محمد منير فى صالون الشباب عام 2007 ( قبل تخرجها بثلاث سنوات ) بالتلوين والتشخيص وهو ما تؤكده بقولها : ` أنا مهتمه بالتشخيص فى اللوحات فالحكايات التى يحمل المعرض عنوانها هى حكايات للبشر الذين يحملون وحدهم موضوع اللوحة لهذا انعكس هذا على التلوين فأنا اهتم بأن تعكس ألوان الشخوص سواء بشرتهم أو ثيابهم تلك الحالة التى يمرون بها، وأنا اعتبر ألوان الشخوص هى الألوان الأساسية أما ما يحيط بها فى اللوحة فألوان ثانوية ربما لا أهتم بها بنفس الدرجة `. ترد لينا بقولها هذا على سؤالى حول تفاوت ألوان الموجودات المحيطة بشخوص لوحاتها فهى حينا تبدو مبهجة وقوية وفى احيان اخرى (أغلب الأحيان) تبدو قاتمة ينسحب منها النور وخاصة فى تلك اللوحات الخمس المشكلة لمشروع تخرجها فى قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بتقدير جيد جدا عام 2009 وتضيف : ` أنا منشغلة بالحالة المصرية فهى موضوع مشروع تخرجى وموضوع معرضى بكل الحالات والمشروعات المختلفة التى يحملها والحالة المصرية هذه لها ملامح لونية محددة فلمصر طبيعة ترابية فى رأيى - والحديث ما زال للينا أسامة - هذه الطبيعة تفرض قتامة عامة فحتى الوان بيوتنا وعماراتنا بنية أو رمادية لا ضوء فيها حتى ملابسنا فى الشارع تميل إلى القتامة، على عكس الحالة اللونية التى نحياها داخل منازلنا وهو ما يظهر فى لوحات ` المعرض الا لو كانت الحالة العامة للوحة تفرض غير ذلك.
- لوحات مشروع تخرجها الخمس بالإضافة إلى بضع لوحات اخرى يبدو فيها تأثر واضح بالرسم الفرعونى والرسم الشعبى ففى لوحة تبدو متأثرة جدا بعوالم الفنان الكبير الراحل عبد الهادى الجزار يبدو جو السحرة والعفاريت على وجه امرأة تحيط بها وجوه اوز صاخب يفرض سيطرته ليحتل اركان اللوحة وتجلس المرأة فى وضع يشبه لوحة العرافة الشهيرة للجزار، تعلو رأسها عين حارسة وفى لوحة أخرى على مقربة منها يعلو رمز الروح الفرعونى ` كا ` رأس امرأة أخرى .هذه التأثيرات المتباينة للرسمين الشعبى والمصرى القديم تفسره لينا بقولها : ` الفن المصرى القديم هو مرجع لفنون النحت والتصوير والحفر وهو موجود فى وجدانى كموروث تأثرت به كما تأثر به كثيرون غيرى ومنهم من هو أكبر منى من كبار مصورى مصر ونحاتيها .لهذا كان من الطبيعى أن يترسب هذا المخزون فى لوحاتى بكل تأثيراته التى تجلت فى الفنين القبطى والشعبى خاصة وان طبيعة مصر ما زالت ثابتة لتمثل ارضية مشتركة للتواصل بين هذه الموروثات الفنية والحضارية جميعها لهذا كان من الطبيعى ان تتسلل للوحاتى وما كان على سوى ان احكمها بوعيى لتخدم فكرة اللوحة وموضوعها وهى تتسق تماما مع جو `الحكايات المصرية ` التى يقدمها المعرض .
- لكن هذه التأثيرات تنسحب تماما من بضعة لوحات تبدو فيها الشخوص فى أوضاع فوتوغرافية واضحة وان غزت احداها صورة لحصان يطير فى فضاء اللوحة. الا أن الجمود فى أوضاع الشخوص بشكل يتناقض مع باقى لوحات المعرض كان لافتا خاصة مع الحالة اللونية شديدة القتامة المسيطرة عليها وتشرح لينا هذه الأعمال تحديدا هى نتاج ورشة حضرتها خلال دراستى فى النمسا حول استخدام تأثيرات وتقنيات التصوير الضوئى `الفوتوغرافى` فى اللوحات وستلاحظين ان هذه اللوحات تختلف حتى فى الخامات عن اللوحات الأخرى المليئة بالحركة التى تم تصويرها بالزيت على عكس خامة الاكريليك التى استخدمتها فى هذا المشروع فالأكليريك أكثر برودا ` وحيادية، وكان على ان استخدمه فى هذه الحكايات التى يغلب عليها طابع الاغتراب .
- من الصعب تلخيص الحالات الفنية والانسانية التى عبرت عنها لينا أسامة ببراعة فى أول معارضها الشخصية بعد 15 معرضا جماعيا شاركت من خلالها فى العديد من المسابقات منذ كانت فى الرابعة عشرة من عمرها .الا أن المعرض يلفت إلى فنانة لها شخصية مختلفة تجيد التواصل مع لوحاتها بنفس الدرجة التى تجيد بها تلك اللوحات التواصل مع الجمهور.

2010 /10/30 - المسائى
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث