`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
حمادة صلاح صالح
بداية الحوار والسر الخفي في أعمال الفنان / حمادة صلاح صالح
قبل أن نتناول أعمال الفان التشكيلي / حمادة صلاح نقدر له أنه حاصل على جائزة الدولة التقديرية للفن التشكيلي لعام 1980 وله جوائز عديدة محلية وعالمية وله مقتنيات لدى الأمراء والسفراء ووزارة الثقافة وفي ألمانيا.
نقدر له أيضاً أنه تفادى تأسيس تجربته على عناصر من الجزور ، وخصوصاً أنه نشأ من طين أرضه ، وانتمائه لها يستولى على جسده وعقله .. أقول أنه / حمادة صلاح يؤكد أنه فنان هكذا ببساطة ، ومن أجمل الأجناس أنه من جيل الكبار في الوقت المعاصر الذين اخترعوا مسارات مليئة بالمغامرة في قلب مرئي.
يوجد عند/حمادة صلاح صالح الفنان ضوء هو ضوء مصر دون شك.. ولد من تفاعلات رقيقة. وهو خليط من ماء نيله ونباتاته ورموز شخوصه الغائبة الحاضرة، التي هي سند له ، لأنها عناصره لا يملكها سواه.
هل يمكن اعتبار الفنان/حمادة صلاح فنان سينوغرافي / إيحائي / مصور سينمائي / فنان واقعي / شاعر / عازف للخيرات يغني لجرحه المعصوب في وجه الليالي أخضراً كالكبرياء وعظيماً كالسماء وعميقاً مثل ألحان بلاده ..
إن الفنان الذي يعرف كل هذا وأقام معارضه في مصر وخارجها يبطل فخ المصطلحات الجاهزة علاوة على أنه الفنان الشامل المثقف الذي يكتب بالريشة وبالقلم.
في استطاعتنا إدراجه بإيماءاته وشخوصه ورموزه المصرية – تصوير مليء بالمفاجآت والحداثة التي يستحضرها في أعماله من صخور منحوتة بأحافير الزمن الماضي والحاضر ، لكن عندما تتضح هذه الأشكال والرموز إلى جمادات وعناصر غنية بألوانها وظلالها الملونة إلى مساحات من حياتنا اليومية الممتلئة بالجمال تتحلل إلى انزلاقات نافذة إلى عقولنا وقلوبنا ، والإشارات ، والعلاقات والإيحاءات تجعلنا نستقري الزمن ليعيد للأزهان الحاضرة بريقها للحب والجمال ويقوي الانتماء.
إن التصوير عنده يميل إلى الرشاقة والمحاكاة وكأننا ننظر معه من خلال بانوراما شاملة وجامعة يعرف كيف يحدد كل تجربة ببراعة وتلقائية ومجازفة .. إنه التصوير المليء بالحرارة رغم رموزه التي تضيف حول لوحاته هالة من الثبات والتنوير ونمتلك معه نفس الأدوات ننصهر معه نتفاعل لنصل معه إلى السر الخفي ولكن هيهات مازال هناك في مستودع أسراره الكثير والكثير الذي يقوده الكرم والعفوية التي تحفظ له المهابة بين أقرانه الفنانيين على قدر ما تحويه من استنفار للخيال مرة ومن قهر لطموح الذات مرة أخرى.
لقد صار التعبير عند حمادة صلاح كالجسد ، زمناً متجاوزاً لطاقة اللون ولرموزه المجدولة ولبث صورته الفنية (زمناً متزامناً) أي حاملة عبق الماضي وجماليات الحاضر معاً. واختزل فيه بلاغة الروح وحكمة الألفية الثالثة – ما يضمن له جمال الفن وجلاله بتقنية شديدة الحساسية.
إنه يركض ولكن ركضه يدفع بحدود التجربة الذاتية إلى ما وراء حدود اللوحة – حيث يدرك الفنان المبدع تغطية الاحتفاظ بالسر ، سر المغامرة – والاستعادة والشغف – حيال تجربته الفنية.
الدكتور/محسن عطية - وكيل كلية التربية الفنية سابقاً

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث