`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
كامل مصطفى محمد
فنان التأثيرية
- تبدأ رحلة كامل مصطفى الفنية سنة 1936 عقب ان اكتشاف موهبته الفنية .. مصادفة .. الفنان القدير محمود سعيد .. صاحب المواقف النبيلة والعديدة فى تاريخ الحركة التشكيلية .. الذى وجهه للالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة العليا .. وأرسله بخطاب توصية إلى صديقه يوسف كامل أستاذ التصوير بتلك المدرسة فى ذلك الوقت .. وبعد أن تخرج كامل مصطفى من مدرسة الفنون الجميلة العليا عام 1941 عمل معيداً بها لمدة خمس سنوات .. أتيح له السفر بعدها إلى إيطاليا لدراسة فن التصوير فى أكاديمية روما .. حيث تتلمذ على يدى فنانين مرموقين .. احدهما كارلو سيفيرو Carlo Siviro مصور المناظر الطبيعية الذائع الصيت وثانيهما دانتى ريتشى Danti Rici المتخصص فى رسم الصور الشخصية .. وحصل على شهادته الدراسية بعد سنتين .. ولما كان متبقيا له سنتان أخريان من مدة البعثة فقد درس خلالها الفن الزخرفى وترميم أعمال التصوير .. وتتضح آثار هذه الدراسة فى أعماله خلال تلك الفترة المبكرة من حياته الفنية التى كان يميل فيها الى استعمال المساحات اللونية العريضة البسيطة والتى تكاد تخلو من لمسات الفرشاة المحملة بعجينه اللون السميكة التى تميز أعمال التأثيريين عموما .. ولكن استعداده كمصور جعله يوظف الحصيلة من دراسته الزخرفية توظيفا اضفى على أعماله فى تلك المرحلة الكثير من الرقة والعذوبة .. حاول كامل مصطفى فى بعض أعماله التجريبية .. أثناء البعثة أن يتجاوز حدود الدراسة الأكاديمية متأثرا بوجوده قريبا من المدارس الفنية الحديثة التى سادت فى تلك الفترة ولكن هذه التجربة لم تستمر معه طويلا .. لأن طبيعته وتكوينه النفسى والفكرى يتنافى مع ذلك التفكير والمعالجات المتمردة على القواعد والأصول المرعبة .. يذكر الفنان بيكار : أن كامل مصطفى كان نموذجا للالتزام والوفاء لأسلوبه الذى تميز به منذ أن أمسك بالفرشاة وظل ملتزما بطابعه المعتدل طول حياته .. وأذكر أنه عندما كنا طلابا بكلية الفنون بالإسكندرية فى الستينيات .. وكان كامل مصطفى وقتها أستاذاً للتصوير بها .. اذكر انه كان يردد من حين لآخر.. بأسلوبه الساخر وبديهيته الحاضرة ما يعنى أن الفن سهولة ويسر وليس معاناة ومجاهدة .. هذا الميل للسهولة واليسر الذى هو جزء من تكوينه النفسى هو ما حدد انتماءه منذ فترة مبكرة من حياته الفنية ليوسف كامل وأسلوبه الانطباعى .. بكل ما يعنيه ذلك الأسلوب من تعامل مباشر مع الطبيعة والتغنى بجمالها والتعبير عنها .. كما تنعكس على بساطة نفسه ورحابتها . واذا القينا نظرة شاملة على أعمال كامل مصطفى .. يظهر لنا مجال اختياره للموضوعات .. حيث يتناول فى أغلبها الصورة الشخصية والمنظر الطبيعى .. ويعقب ذلك معالجته للموضوعات المستمدة من البنية الطبيعية فى المدينة .. يضاف إلى هذه الموضوعات الغالبة على أعماله ما نفذه من لوحات كبيرة كلف بها من قبل المسئولين عن إعداد المتحف البحرى بقلعة قايتباى بالإسكندرية .. حيث أنجز عشر لوحات يتناول فيها موضوعات مستمدة من تاريخ البحرية المصرية .. أيضا بعض اللوحات التاريخية لمتحف دار لقمان بالمنصورة .. الذى أقيم تخليدا لذكرى انتصار الشعب المصرى على الصليبين وأسر لويس التاسع فى نفس الدار التى تحولت إلى متحف .. ويأتى ضمن هذا النوع من الأعمال لوحاته بمتحف ` مور هاوس ` ببورسعيد تخليدا للمقاومة الشعبية فى المدينة خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 .. وإذا حاولنا تتبع جذور التأثيرية عند كامل مصطفى فانه يمكن إرجاعها إلى مصدرين .. الأول .. تكوينه النفسى والفكرى فكامل مصطفى كما عرفته عن قرب أيام الدراسة والعمل بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية .. إنسان بسيط مرح ولماح ` وابن نكته ` كما يقال فى التعبير الدارج .. قضى حياته هادئة بين رسالتيه فى التعليم والممارسة الفنية .. بعيدا عن الأنفعالات العنيفة والتقلبات الجامحة .. ولم ينشغل بالنظريات الفنية أو القضايا الفكرية .. فالفن عنده يقوم على إحساسه المباشر بموضوعه .. وتناوله من زاويته الجمالية الخالصة .. وهو بهذا المفهوم للفن انما يسلك طريق يوسف كامل والانطباعيين الأوروبيين من قبله الذين كان الفن عندهم `من العين إلى اليد ` كما كان يقول عنهم إدوارد مانيةEdward Manet والذين كانوا اقل اهتماما بالمشكلات الثقافية .. وأشد انتصارا على صنعتهم الفنية .. أما المصدر الثانى .. فهو تلك الوسطية وذلك الاعتدال الذى يميزه ويميز بعض زملائه من ` الجيل الوسيط ` الذين ساروا على دروب أساتذتهم من فنانى الرعيل الأول .. أحمد صبرى ويوسف كامل ، اخذوا عنهم الأسس الأولية للأكاديمية والانطباعية لينطلق كل منهم فيما بعد ليطوع هذا المنهج لاستعداده واختياراته الشخصية .. وظل كامل مصطفى حتى نهاية فى 1982 وفيا لأسلوبه الانطباعى الذى بدأ به ...وفيا لموضوعاته الأثيرة .. الصورة الشخصية ويبقى كامل مصطفى المنظر الطبيعى والموضوع الشعبى .. ومن اكثر فنانى التأثيرية المصريين تمكنا وأغزرهم إنتاجا ` لوحاته متعه للعين والقلب معا .. تفتح لك ذراعيها لتستقبلك بحرارة ودفء حميم ` .
ا.د. محمد سالم

تكريم رائد ( كامل مصطفى ) بقاعة الزمالك للفنون
- الذكرى هنا لإحياء وتكريم إبداعات رائد من رواد الانطباعية فى مصر وهو الفنان الراحل ` كامل مصطفى ` الذى ظل وفيا لأسلوبه الانطباعى الذى بدأ به وفيا لموضوعاته الأثيرة : الصورة الشخصية والمنظر الطبيعى والموضوع الشعبى ، وهو من أكثر فنانى التأثيرية المصريين تمكنا وأغرزهم إنتاجا ، لوحاته متعة للعين والنفس معا ، تتخاطب معك تناديك مرحبة فى حفاوة وحميمية آسرة .. لا تتمكن من تركها والانصراف من أمامها بسهولة فأنت متيم طالما تنظر وتتأمل خطوط وألوان وأحاسيس الرائد كامل مصطفى الذى بدأ رحلته الفنية عام 1936م بعد أن اكتشف موهبته الفنية نصادفة الفنان القدير محمود سعيد الذى وجهه للألتحاق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ، وبعد تخرج كامل مصطفى 1941م ، عمل معيدا بها ثم أتيح له السفر بعدها إلى إيطاليا لدراسة فن التصوير فى أكاديمية روما حيث تتلمذ على يدى فنانين مرموقين أحدهما كارلو سيفيرو مصور المناظر الطبيعية الذائغ الصيت وثانيهما دانتى ريتشى المتخصص فى رسم الصور الشخصية ، وحصل على شهادته الدراسية فى سنتين ولما كان متبقيا له سنتان أخريان من مدة البعثة فقد درس خلالهما الفن الزخرفى وترميم أعمال التصوير .. وكان استعداده كمصور ماجعله يوظف الحصيلة من دراساته الزخرفية توظيفا أضفى على أعماله فى تلك الفترة الرقة والعذوبة ، حاول كامل مصطفى فى بعض أعماله التجريبية أثناء البعثة أن يتخطى حدود الدراسة الأكاديمية متأثرا بوجوده قريبا من المدارس الفنية الحديثة التى سادت فى تلك الفترة ، ولكن تجربته لم تستمر طويلا لأن تكوينه النفسى والفكرى يتنافى مع ذلك الاتجاه فى المعالجات المتمردة على القواعد والأصول المرعية ، ويذكر الفنان كامل مصطفى كنموذج للألتزام والوفاء لإسلوبه الذى تميز به منذ أن أمسك الفرشاة وظل متمسكا بطابعه المعتدل طوال حياته ، برغم انه لم يلقى الوفاء والتكريم لذكراه بما يتناسب مع مكانته الابداعية الرفيعة ومسيرته المشرقة ويذكر عنه أنه عندما كان أستاذا للتصوير بكلية الفنون الجميلةبالإسكندرية .. كان يردد دائما بأسلوبه الساخر وبديهته الحاضرةما يعنى أن الفن سهولة ويسر وليس معاناة ومجاهدة ، إن هذا الميل للسهولة واليسر هو جزء من تكوينه النفسى وهو ما حدد انتماءه مبكرا للرائد يوسف كامل وأسلوبه الانطباعى بكل ما يعنيه هذا الأسلوب من تعامل مباشر مع الطبيعة والتغنى بجمالها ، والتعبير عنها فى سيمفونية أثرت بساطة نفسه ورحابتها التى عايشتها أنا حينما كنت طالبة بكلية الفنون بالإسكندرية فى السبعينيات وهوعميدا لها ، وكان يمر علينا يوميا زائرا للأتيليهات ليعلق على أعمالنا بابتسامته وكلماته المشجعة وقفشاته الساخرة المأثورة وكأنه زميل لنا .
- رحمه الله .
د .مريم المهدى
الهلال - سبتمبر 2010
فنانان وتاريخ واحد : يوسف كامل.. وكامل مصطفى
- فى 26 مايو الجارى تحل الذكرى 122 لميلاد المصور يوسف كامل كما تحل أيضا فى نفس اليوم الذكرى ال96 لميلاد المصور كامل مصطفى نعم كلاهما ولد فى نفس اليوم يالها من صدفة مثيرة .
-هل يا ترى اتفاق تاريخ المولد للمصورين ينطوى على اتفاق ما فى مكونات الشخصية ومسيرتهما الفنية ؟
- كان المصوران من نفس الطبع والمزاج: حب التأمل والهدوء الإندماج فى الوسط المحيط من الزملاء والطلاب حب العمل فى ( الإبداع أو التعليم ) بغير حدود على نفس القدر من الحساسية للأحداث الإجتماعية والسياسية.
- وبالتأكيد فإن أهم سمة لإتفاقهما هى انتماؤهما للمدرسة التأثيرية المصرية التى كان يوسف كامل الأب المؤسس لها بلا منازع بينما صار كامل مصطفى رسولها المحبب لدى الكثير من الأسر المصرية المتذوقة لفن التصوير .
- ينتمى إلى جيل الرواد ( محمود مختار - محمود سعيد - راغب عياد - محمد حسن - محمد ناجى - أحمد صبرى ) .
- تخرج عام 1908 فى مدرسة الفنون الجميلة التى كان يكفلها الأمير يوسف كمال تتلمذ على يد باولو فوشيلا الذى حببه فى الرسم من الطبيعة مباشرة خارج الغرف المغلقة ليتذوق بحسه المرهف شمس القاهرة تسطع على آثارها الإسلامية فى الأزقة وعلى جدران المساجد الفاطمية وبين أحضان الريف وفى ضواحى القاهرة وقد دفعه تشجيع الأمير يوسف كمال وهدى هانم شعراوى فضلا عن محب الفن بول الفريد فيس ( مهندس فرنسى عشق القاهرة وأقام بها حتى مماته ) على الإنتشار بين أحضان البرجوازية الصاعدة فكان أن فكر وزميله راغب عياد على استكمال تكوينهما الفنى فى إيطاليا على نفقتهما الخاصة فى بعثة تبادلية لمدة سنة يبدؤها يوسف كامل الذى يعود إلى مصر ليتولى مهام عمله وعمل زميله فى التدريس بالمرحلة الثانوية ليعقبه زميله راغب عياد وفى بادرة هى الأولى وبدفع من تشجيع الزعيم سعد زغلول اعتمد البرلمان المصرى ميزانية لتعليم الفنون الجميلة فى أوربا فكانت البعثة الرسمية الأولى للزميلين يوسف كامل وراغب عياد من 1924 إلى 1929 ليعود بعدها يوسف مدرسا فى مدرسة الفنون الجميلة ليتسيد باقتدرا الساحة الفنية يصول ويجول فيبدع من منظور تأثيرى المناظر الطبيعية تكوينات الفلاحين الذين يرصدهم فى عملهم وراحتهم واحتفالاتهم ويقترب منهم أكثر بإقامته فى ضاحية المطرية يبدع أيضا البورتريه للأقارب وأبناء البلد يستمر يوسف كامل فى عطائه كمدرس للتصوير وكمبدع إلى أن توفاه الله فى المطرية فى ديسمبر 1971.
* نسطيع أن نميز تطور أسلوب يوسف كامل فى ثلاث مراحل :
- المرحلة الأولى ( 1908 - 1929) وهى التى شهدت بداياته حتى نهاية دراسته بإيطاليا تميز فيها أسلوبه بالعناية بقواعد الرسم ( الظل والنور ) وإبراز الملامح بشكل يقرب تأثيرية يوسف كامل فى هذه المرحلة إلى حدود رومانسية المدرسة النيوكلاسيكية أعمال الفنان فى روما تبقى الشاهد الوحيد لهذه المرحلة .
المرحلة الثانية ( 1930- 1960) وتمثل قمة نضوج يوسف كامل الذى تسيد الساحة الفنية مزيجا الكثير من المصورين الأجانب المستوطنين بمصر تفرد يوسف كامل فى هذه المرحلة بأسلوب تأثيرى يميزه شديد الإلتصاق بالبيئة المصرية حيث أبدع فى رسم مواضيع القاهرة الإسلامية والفاطمية خاصة وأبناء الريف ومناظر النيل والحقول والمروج الخضراء.
- المرحلة الثالثة ( 1961 - 1971) وقد تكالبت عوامل إصابته بمرض السكر وضعف النظر والسمع بالإضافة إلى معيشته وحيدا فى منزله بالمطرية إلى أن أصبح أسلوبه التأثيرى قريبا من تخوم التعبيرية ضربات قوية لفرشاته وتأكيدات متوالية لها استخدام كثيف للسكين عدم العناية بالتفاصيل وملامح الشخصيات ألوان فى بعض الأحيان فاقعة وبرغم ذلك كان إنتاجه فى هذه المرحلة غزيرا .
* كامل مصطفى :
- حمل بطاقة التوصية من فنان الإسكندرية محمود سعيد إلى من صار أستاذه يوسف كامل كتب محمود سعيد ( لمست فى كامل مشروعا فنيا واعدا فهل تأذن بأن تشمله برعايتك ؟ ) وبعد أيام من التحاق كامل ومدرسة الفنون الجميلة صار حديث كل زملائه لتفوقه الجلى تتلمذ الشاب السكندرى كامل على يد يوسف كامل وراغب عياد ومحد ناجى لكن ظل الأول أكثر تأثيرا عليه أحب أسلوبه التأثيرى ودماثة خلقه وصراحته وتوجيهاته الرقيقة والبسيطة أيضا يكتب كامل مصطفى بعد أن أصبح عميدا لكلية فنون الإسكندرية فى رثاء أستاذه فى مطلع عام 1972أن دعوات الأخير له فى مرسمه بالمطرية كانت بمثابة بعثة له للتفكير والتأمل ولا شك فى أن المزاج المشترك لهما لعب دورا فى هذا التقارب بعد أن تخرج كامل مصطفى فى قسم التصوير عام 1941 عين مدرسا بمدرسة الفنون الجميلة ثم سافر فى بعثة حكومية إلى روما من 1946 إلى 1950 فتتلمذ على يد دانت ريتشى وتعلم فنون الزخرفة والترميم وحصل على إجازات فيهما عاد كامل أستاذا فى نفس المدرسة ليزامل من جديد أستاذه لثلاث سنوات ( 1950 - 1953 ) كانت الفترة من 1941 إلى 1946 فرصة ليرسم القاهرة وضواحيها الريفية بحس تأثيرى خاص أما فترة البعثة فكانت روما موضوعا لأعماله الغزيرة من تكوينات لشوارعها وآثارها وأحيائها مناظر طبيعية بالإضافة إلى الصور الشخصية وفى عام 1958 تلقى كامل مصطفى عرضا للعمل كرئيس لقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة الوليدة بالإسكندرية فقبله بعد تردد عاد كامل لموطنه الأصلى وقد كانت تلك العودة بمثابة انطلاقة جديدة له حيث رسم البيئة السكندرية الساحلية، البحر، الصيد، بناء السفن وريف الإسكندرية إلى جانب الإنغماس فى إعادة بناء مناخ ثقافى تشكيلى بعد رحيل الرسامين الأجانب تميز كامل مصطفى بألوانه الدافئة وقوة لمساته واستطع أن يختط لنفسه أسلوبا متفردا خرجا به من تأثير أساتذته جميعا وأصبحت أعماله فى المنظر والصور الشخصية محل إعجاب الكثير من المقتنين كما أن إبداعات كامل فى المتاحف الوطنية سواءا متحف مصطفى كامل أو متحف المنصورة الوطنى ( دار ابن لقمان ) أو متحف بورسعيد الوطنى ثم المتحف البحرى بالإسكندرية علامات مميزة فى مسيرته الفنية تحكى قدرته الفذة على إحكام التكوين لمواضيع تاريخية لم يجاره فيها إلا القليلون وهنا نستطيع أن نميز عند كامل مصطفى ثلاث مراحل لأسلوبه الفنى :
- المرحلة الأولى بالقاهرة ( 36 - 1946 ) وهى مرحلة تأثيرية بامتياز .
- المرحلة الثانية ( 47 - 1957) وقد حاول فيها أن يخرج عن ثوبه التأثيرى إلى مرحلة التبسيط فى الرسم واللون تخلى فيها عن تحديد الملامح وكثيرا من قواعد الرسم واتجه إلى توحيد اللون فى مساحات متعددة من السطح (اللوحة) وقد كان لماتيس وماريكه وربما ديران ومن قبلهم بيكاسو تأثير كبير عليه لم تدم هذه المرحلة طويلا فسرعان ما تخلى عنها عام 1957راجعا إلى طبيعته الأصلية.
- المرحلة الثالثة ( 58 - 1982 ) وقد عاد فيها إلى الإسكندرية بتجربة مصقلة وأسلوب ممتع للمشاهد تأثيرية من نوع خاص لا يخلو من آثار نيو كلاسيكية لا شك هى المرحلة الأهم وتمثل قمة عطائه الفنى.
- وفى يوم شتوى عاصف من يناير 1982 توفى كامل مصطفى فى منزله بالإسكندرية .
* أوجه الاختلاف:
- لا شك فى أن المصورين اتفقا كثيرا لكن من المنصف أيضا أن نذكر أنهما اختلفا:
- يوسف كامل لم يرسم النموذج العارى إطلاقا وبرغم براعته فى فن البورتريه إلا أنه لم يرسم بورتريه بناء على طلب خاص ( لأحد الوجهاء من الأرستقراطية المصرية أو الساسة ) كما أنه لم يرسم قط موضوعا يتم تكليفه به ظل مصورا حرا لا تملى عليه مواضيع ليرسمها حتى أنه كاد يرسم فى أحد اختبارات أكادمية روما عندما طلب أستاذه كالكانيادورو أن يرسم أحد المناظر فى نطاق الفورو ورمانو فالتزم الصمت لعدم تفاعله بالمكان وما إن ساقته قدماه لمكان رآه موحيا حتى أخرج عملا رائعا استحق تهنئة أستاذه ظل يوسف كامل مصورا قاهريا بامتياز لم يرسم البحر والشطآن ولم تسجل له أعمال خارج القاهرة فى صعيد مصر مثلا.
- كامل مصطفى كان أكثر مرونة من أستاذه رسم كل المواضيع فى التصوير ومن ضمنها العارى كما أنه كان يقبل تكليفه بالأعمال وكان يعتبرها بمثابة بحث للتفكير والدرس ومن هنا جاء تفرده بإبداع المواضيع التاريخية للمتاحف الوطنية وأيضا رسم الصور الشخصية العامة وأبناء الأرستقراطية المصرية كما رسم مباشرة من الطبيعة الكثير من مشاهير سيدات المجتمع ورجال الأعمال والساسة كما رسم كامل مصطفى كثيرا فى أسوان بالإضافة إبداعاته عن الإسكندرية حيث البحر الأبيض المتوسط والقاهرة .
* مصر الوطن فى عيون المصورين :
- مرة أخرى يتفق المصوران فى الحساسية للمواضيع الوطنية سياسية كانت أو اجتماعية. يوسف كامل كان من ثوار 1919 واحد أوائل المكتتبين فى مشروع بنك مصر ومن أهم المروجين للمصنوعات المصرية ( لا يشترى احتياجاته إلا من شركة بيع المصنوعات المصرية ) ولعله كان داعيا لكل تلاميذه ومريديه فى أن يحذو حذوه .
- كان يوسف كامل شديد الإعتزاز بمصريته لا يقبل أى مساس بوطنه حتى أنه دعا زميلا له بروما ( روسى الجنسية ) لمنازله فى مبارزة علنية بعدما احس باستخفافه كونه مصريا والحمد لله أن الروسى انسحب فى آخر لحظة متأسفا على فعلته لأن يوسف كامل لا يعرف شيئا فى هذه المنازلة.
- لا شك أن قصة يوسف كامل وراغب عياد والبعثة التبادلية ذات دلالة على إيمانه بوحدة عنصرى الأمة كان لا يقبل أى إشارة إلى أن هذا قبطى أو ذاك مسلم ( نحن جميعا مصريون والدين لله والوطن للجميع ) وإذا كانت حكاية يوسف كامل مع زميله راغب عياد قد صارت أيقونة الوحدة الوطنية حتى الآن فإن تخرج كامل مصطفى فى المدرسة المرقسية الثانوية بالإسكندرية قد أتاح له مبكرا أن ينتهى إلى نفس إيمان يوسف بوحدة الأمشة .
- وفى 1956 وتحت تأثير مشاهدته لقنابل الإنجليز تسقط على وسط القاهرة وطائرات الإنجليز والفرنسيين تسقط المظليين على مدينة بورسعيد الباسلة عبر كامل مصطفى عن انفعاله فى لوحة مقاومة بورسعيد التى سرعان ما وزعت جريدة المساء مستنسخا لها كملحق للعدد وسط رأى عام معبأ وقد استكمل كامل مصطفى فى أعمال خطبة ناصر فى تأميم القناة والدفاع عن أحد حصون الإسكندرية تحت نيران المدفعية البريطانية عام 1882 سلسلة تسجيله لمشاهد الوطنية المصرية التى بدأها عام 1953بثورة عرابى وتوديع الملك فاروق لمنفاه وقد صورهما فى نادى ضباط الزمالك ( تم للأسف طمس العملين الأخيرين ) .
- نقدم هذه الذكرى نموذجا لجيل التنوير الذى أخذ على عاتقه بناء دولة مدنية حديثة رحمة الله على المصورين وعاشت مصر ولادة .
د.يوسف كامل مصطفى
القاهرة - 4/ 6/ 2013
إحتفالية كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية بالفنان الراحل (كامل مصطفي)
- الرموز والرواد
- إحتضنت قاعة الفنان أحمد عثمان بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، يوم الخميس الموافق 20 نوفمبر 2025 احتفالية فنية ثقافية كبرى للإحتفال السنوي برموز ورواد الفنانين بالكلية وذلك للسنة الثانية بالكلية، وتلك السنة خاصة بالإحتفال بالفنان الراحل(أ.د./ كامل مصطفي)، وهي تأتي برعاية أ.د./ عبد العزيز قنصوة - رئيس جامعة الإسكندرية، وأ.د./ عفاف العوفي - نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، وأ.د/ نفين غريب عميدة الكلية، وأ.د./ رانيا وجدي وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وبحضور وكلاء ورؤساء الأقسام بالكلية، والتي أشرف علي تنظيمها لجنة تنظيمية للاحتفالية ضمت كلاً من أ.م.د./ محمود سيف، ود./ عادل مصطفى، والأستاذة/ عبير شلبي- مديرة متحف كلية الفنون جامعة الأسكندرية، الذين عملوا بشكل متواصل لضمان نجاح الإحتفالية على جميع المستويات، والتي تم خلالها رفع الستار عن تمثال بورتريه للفنان الراحل كامل مصطفى، الذي يعد من أبرز رموز الحركة الفنية في مصر والعالم، جسد هذا التمثال الذي أنجزته المدرس المساعد بقسم النحت الفنانة/ نورهان ماهر - ببراعة تقنية استثنائية واستحضاراً روحانياً لشخصية الفنان الراحل، مما جعله يحظى بإعجاب الحضور من كبار الفنانين والأكاديميين والشخصيات العامة، كما قام بتصميم ميداليات الإحتفالية م.م./ علي سعد الله - المدرس المساعد بقسم النحت، وكما شرف الإحتفالية الفنان أ.د./ أحمد مصطفي - رائد الحروفية في مجال التصميم والفن الإسلامي، جاءت هذه الاحتفالية تتويجاً لمسيرة حافلة للفنان الراحل، واعترافاً بإسهاماته الجليلة في إثراء المشهد الفني، وتأكيداً على إستمرارية الإرث الإبداعي عبر الأجيالل، شكلت الإحتفالية محطة ثقافية بارزة في الحياة الأكاديمية والفنية، حيث امتزج فيها الماضي بالحاضر، وانتقلت فيها روح الفنان الراحل عبر تمثال سيظل شاهداً على عطائه، وليكون مصدر إلهام للأجيال الجديدة من الفنانين، ولم تكن الإحتفالية مجرد تقليد للطقوس الأكاديمية، بل كانت إحتفاءً بالجمال وإعلاءً لقيمة الفن، وتأكيداً على دور كلية الفنون الجميلة كحاضنة للإبداع وحراسة للتراث الفني المصري الأصيل، بدء الإحتفال بفيلم قصير عن حياة الفنان كامل مصطفي، وهو منفذ بتقنية الذكاء الإصطناعي AI قام بتنفيذه الفنان/ حسن فداوي، وتبع ذلك ندوة عن الفنان إفتتحتها أ.د./ أمل نصر التي أدارت الحوار بمهارة واحترافية، مرحبة بالحضور ومشيرة إلى الأهمية التاريخية والفنية للحدث، ثم تناول الكلمة الأستاذ/ يوسف كامل مصطفى نجل الفنان الراحل، الذي عبر عن امتنانه العميق للقائمين على الاحتفالية، وشارك الحضور بذكريات شخصية نادرة عن والده، كاشفاً عن الجوانب الإنسانية العميقة في شخصيته، والتي كانت مجهولة للكثيرين، ثم إنتقلت الكلمة للفنان/ محمد عبلة لتسلط الضوء على الدور الكبير الذي لعبه الفنان الراحل في مسيرته الفنية، حيث كشف عن المساعدة التي قدمها له الفنان كامل مصطفى لدخول كلية الفنون الجميلة، في لحظة فارقة شكلت مساره المهني والإبداعي، هذه الشهادة مثلت نموذجاً حياً على تأثير الفنان الراحل في الأجيال اللاحقة، واستعداده الدائم لدعم المواهب الشابة ومساندتها في بداية طريقها الفني، أثرى الفنان أ.د./ محمد شاكر الندوة بشهادته كتلميذ للفنان الراحل، حيث استعرض محطات مهمة من مسيرته الأكاديمية والفنية، مشيداً بمنهجه الأكاديمي وحسه الفني الرفيع، كما كشف عن جوانب من شخصيته كأستاذ مخلص لمهنته، وكمرشد للأجيال الشابة من الفنانين، ثم جاءت شهادة الفنان أ.د./ حسين الشابوري- لتكشف عن جوانب أخري من شخصية الفنان وعن شخصيته البسيطة المحبة للفكاهة والمرح، أما المستشار/ شكري الدقاق - فقد قدم رؤية قانونية وفنية، مشيراً إلى الإطار التشريعي الذي كان يدعم الفن والفنانين في عصر الفنان الراحل، ودور الدولة في رعاية المبدعين، بينما تحدث أ.د./ حسين عزت، عن الإسهامات الأكاديمية للفنان الراحل، ثم أضاف كلا من الفنان أ.د./ هشام سعودي والفنان/ حسن وصفي - نقيب التشكيلين بالأسكندرية - شهادات ثرية عن الفنان الراحل، حيث كشفا عن جوانب غير معروفة من حياته الشخصية وعلاقاته الإنسانية، مشيرين إلى تواضعه رغم مكانته الفنية والأكاديمية المرموقة، وقد قدما صوراً عن حياته اليومية وإهتماماته خارج الورشة الأكاديمية، مما أضاف أبعاداً جديدة لشخصيته أغنت الصورة التي كونها الحضور عن كشفت الشهادات الشخصية التي قدمها المتحدثون في الندوة عن صورة متكاملة للفنان الراحل كامل مصطفى، ليس كفنان مبدع فحسب، بل كمعلم ومرشد وأب روحي للأجيال من الفنانين، تلك الشهادة مثلت نموذجاً للعطاء المتجدد الذي تميز به الفنان الراحل، وحرصه علي إكتشاف المواهب الشابة ورعايته، والإحتفالية تعكس الأهمية التي أولتها كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية لهذا الحدث الثقافي الكبير، وقد قام برعاية هذا الحدث الهام أحد أهم الجاليرهات الفنبة في مصر وهو (جاليري الزمالك) - قاعة الزمالك للفن وشكلت هذه الرعاية تأكيداً دعم الفنون والإحتفاء برموز الإبداع، وفي النهاية يمكن القول بأن تلك الإحتفالية أكثر من مجرد حدث فني عابر، بل يمكن إعتبارها تجسيداً حياً لاستمرارية الإرث الفني وتجدده عبر الأجيال، حيث نجحت الاحتفالية في تحقيق أهدافها المتعددة، من تخليد لذكرى فنان عظيم، إلى تقديم نموذج للإبداع الفتي، إلى تعزيز الحوار بين الأجيال الفنية، إلى تأكيد دور المؤسسة الأكاديمية كحاضنة للإبداع وحراسة للتراث، وكان في حضور ابن الفنان الراحل وطلبته وزملائه تأكيد على إستمرارية العلاقات الإنسانية والروحية التي يشيدها الفن، والتي تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتبقى هذه الاحتفالية محطة في مسيرة متواصلة من العطاء، تثري تراث كلية الفنون الجميلة وتحتفي برموزها الإبداعية، وتفتح فيها الباب على مصراعيه للمواهب الشابة لتحمل راية الإبداع وتواصل المسيرة، وفي إستمرار هذا الحوار بين الأجيال، وذاك التلاقي بين الماضي والحاضر، يتحقق تجدد الحركة الفنية وازدهارها، وتظل كلية الفنون الجميلة بالأسكندرية منارة إشعاع فني وثقافي، تليق بمكانة المدينة العريقة وتاريخها الحافل بالإبداع.
بقلم : أ.د/ منى غريب
جريدة: القاهرة 25-11-2025
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث