الفنانة منى قناوى.. مواليد الإسكندرية..
- سرد الأحجار` قاعة الباب سليم ديسمبر 2024م`، يحتل فن الجداريات بتقنياته وجمالياته المتنوعة مرتبة اقل من التصوير والنحت والخزف فى سوق الفن المصرى ولدى المقتنيين!!! على الرغم من زيادة الإقبال عليه لدى طلاب الفن بكليات الفنون الجميلة. ويقدمون انتاج رائع خلال مشاريع أعمال السنة والتخرج!!..
- وفى السنوات القليلة الماضية وحتى اليوم بدء قطاع الفنون التشكيلية بمنح فرص عرض طيبة لمنتجي هذا الفن.. بل وقد يقام معرض كبير له بقصر الفنون إلى جانب فن النسجيات خلال عام 2025م.
- فى هذا المقام شاهدت بقاعة الباب سليم عرض مميز للفنانة والمُعلمة الأكاديمية منى قناوى بعنوان (سرد الأحجار) وكأن للأحجار لغة سرد وحكى ونغم مثلما الحال فى الشعر والرواية والموسيقى. وربما اضف منظومة عمارة المدن العشوائية والاكتشافات الأثرية!!..
- بالفعل هى كذلك .يتم ذلك بخامات وأدوات بسيطة.. قطع ملونة من كسر الرخام والجرانيت والبلاطات الخزفية والسيراميك والفخار والمعاجين.. يتم تشكيلهم وتصفيفهم رأسيا وافقيا بطريقة قصدية تجريدية - لا تخلو من عفوية وارتجال - بهدف طرح جماليات بصرية مركبة ذات رؤى وفكر عقلانى يقارب بين مقامات البناء الشعرى والموسيقى فى لزومياتهم الأدبية واللحنية المتكررة، المتداخلة، المتوازنة فى اتساق متناغم محكم.. حجر بجانب حجر، وحجر فوق آخر، متساوٍ فى الحجم أو أكبر قليلا، بذات اللون أو متباين عنه فى الشكل والملمس وغير منتظم الحواف.. إنها كلعبة `البازل` حينما تجمعها فى نسق لتكمل الصورة الكلية المرئية.. وربما تمنحنا تلك الوحدات المترابطة تصورا رمزيا بالاحفوريات الأثرية أو بالنمط المعمارى العشوائى الذى تجاوز حدود المنطق والرحابة البصرية فى كل أنحاء مدن الوطن بمن فيهم الإسكندرية، مدينتها عروس المتوسط.. وربما تشدنا نحو طبوغرافيا آثار خالدة لم يتبقى منها سوى تلك القناعة الفكرية والجمالية على نحو مبهر ومدهش. إنها لاتصف، ولا تحاكى، بل تقرر ما اذا كان البحث عن أجوبة لأسئلة حائرة تدور بمخيلتها الفطرية لصوغ رؤاها ورضاها بلوحات فسيفسائية متنوعة المشاهد والتكوينات.. فى نسق إيقاعى متواتر وأضواء خافته وحركة تشى بأسرار السرد الخاص والق الفكر.. بصورة مدهشة.
مبروك منى قناوى، لقد أحسنتى صنعا وسرداً جميلا.
بقلم : د./ رضاعبد السلام
من صفحة التواصل الاجتماعى (الفيس بوك) ديسمبر 2024