`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
ناجى شاكر
` من يتفرج على شغل ناجى شاكر يعرف أنه فنان مثقف ` .
` استعان ناجى شاكر فى مسرحية ` دقى يا مزيكا ` بعنصر العرائس التقليدية والعنصر الآدمى ، والدمى المسطحة والكاريكاتير وجعلها تتداخل وتتشابك وتتلاحم وتتعايش فى ديناميكية مثيرة وتتابع سلس مشوق .إن هذه المسرحية التى يتعاون الأخوان شاكر فى إخراجها وتصميمها تعتبر نموذجاً طيباً للدور البارع الذى يمكن أن يؤديه الفن التشكيلى كموصل جيد للأفكار ، وكعنصر فعال للتوعية والنقد والتوجيه ، عندما يلتقى بالنص الجيد واللحن الجميل فى عمل فنى متكامل ` .
حسين بيكار


` جدير بنا أن نعيد إلى ذاكرتنا صورة الفنانة النادرة سعاد حسنى فى ` شفيقة ومتولى ` 1978 ، ومجموعة الأزياء التى صممها لها ناجى شاكر حين تولى الإشراف الفنى على الفيلم ، وكيف كانت تبدو فى ملابس العشق، وكيف اختار لها غطاء الرأس وكأنها متوجه برغم إثمها ، وكيف اختار لها رداءاً آخر بلون قرمزى ملكى يتراسل حتى قدميها ، ناجى شاكر صمم للسندريلا وللأسطى عمارة فى درب شكمبة ! فبدت وكأنها حورية نهضت من بين آلهة الإغريق .
إن الذين خرجوا يوم ذاك بعد مشاهدة ` شفيقة ومتولى ` ما كان لهم أن يختاروا اسماً آخر لسعاد حسنى سوى ` سندريلا ` ، كان كذلك الشاطر حسن فى رائعة صلاح جاهين ، وكانت كذلك الليلة الكبيرة من بائع الممبار ، إلى لاعب ` الناشنكان ` إلى الراقصة اللولبية التى تغنى للعشق .فلم تكن البطولة وحدها تركز على أشعار صلاح جاهين، ولا على موسيقى سيد مكاوى ، ولا على إخراج صلاح السقا وحدهم ، وإنما كان هناك ناجى شاكر الذى وضع معجزة التشخيص لعناصر العرض بين هؤلاء .أليس إذن من العدل أن نذكر لواحد من أصحاب الفضل فضله، وهل لنا أن نقلع عن تلك العادة الجاهلة التى تنسب العمل الفنى الجماعى لعنصر واحد من عناصر الإبداع ، فنظلم بذلك المبدعين الآخرين وننفيهم من ذاكرة التاريخ !!.
تحية لناجى شاكر الفنان الكبير الذى يكفيه أن عمل واحداً مما أبدعه على طول مسيرته يتجاوز جميع جوائز الدولة صغيرها وكبيرها.
أحمد فؤاد سليم
جريدة القاهرة 8 يناير 2008

فى الفنون نجوم هادئة بعيدة ، تبعث ضوءاً مستمراً إنسانياً ودافئاً ، ترى نورها من بعيد وتذكره ، وعندما تقترب ترى النور يضىء ما حولك وداخلك، هكذا الفنان ناجى شاكر من 1957 وحتى الآن له فى الفن التشكيلى هذا الوجود الذى يشعر به الأساتذة والتلاميذ ، وينقل الجمال والذوق فى كل أشكال الفن دون صخب أوإعلان. عاش ناجى وبعض جيله الصادق مغامرة السعى نحو الاكتشاف الدائم فى الفن.
علاء الديب
جريدة القاهرة 22-1-2008

` إن ناجى شاكر يمثل نموذجاً لعبقرية مصرية تحمل جينات الحضارة المصرية وتضرب مثلاً على تواصل هذه الجينات عبر الأجيال فهو عين ترى الجمال فى المسرح ، السينما ، اللوحة وفى كل شىء مهما كانت بساطة العمل الذى يقوم به ، وهو صاحب فضل كبير على فن العرائس أو مسرح الدمى فى مصر ، لأن ناجى شاكر رغم تعدد اهتماماته وجد نفسه فى العرائس الصماء التى أحياها ، واستطاع فى كل أعماله تجاوز المظاهر الشكلية وإنما استلهام الشخصية المصرية ` .


سمير فريد


الليلة الكبيرة .. فيها القيمة متلحفة بشال المحبة ..والصحبة جميلة ..مريدين ..وعشاق وأبناء ..متحوطين بدفء الأصدقاء ..فى كل خط صدق ..وفى كل تفصيلة وعى ..وفى المساحات فهم ..وأداء واستيعاب ..وشوق 0
عمنا الجميل ناجى شاكر .. عاشق الصمت ومثرى السكوت .. وصوت التواضع ..والذائب فى درب الاكتشاف لملكاته ينير وجودة بأستاذيته الفائقة ..فهو جميل الروح كمعلم وبسيط الكنية وسط الزملاء
.. وأمير الإخلاص منذ كان صبياً.. يتوارى وراء الضوء ليشعل لغيره درب نجاحه تحتار حينما تقترب منه .. تحتار أين تضعه .. على رأس المشاعر تاجاً للعطاء ..أم تهبه صدقك كصديق .. أم أنك تأتنس به كرفيق أم تزهو فرحاً بأبوته .. هو خليط متجانس من الأستاذ والمعلم والأخ والصديق .. بمشاعر فياضة يندر ان تقابل مثلها.

إبراهيم عبد الملاك
صباح الخير 2007

` لقد كان الفنان ناجى شاكر موفقاً فيما أبدع من شخوص عرائسه .وبالذات فى رسمه لشهاب الدين وحماره ، والصورة التى أبدعها لابنه شهاب الدين وهى صورة العروسة العربية فى ردائها الملوكى من أقوى مكونات خلق الجو الذى تطورت فيه الأحداث .
لعل من أبرز ميزات هذا العرض العرائسى الباهر ما اتسمت به مشاهدة من توزيعات الإضاءة ، التى أضفت على الأحداث والمواقف الجو النفسى المطابق وتمتد بإيحاءاتها إلى ثنايا عواطف الشخصيات فى براعة وتوافق جعلها من أمتع مكونات خلق الجو على طول سياق العرض `.

نعمان عاشور
الأخبار

` الحديث يطول عن أهمية أوبريت ( حمار شهاب الدين ) من الناحية الفنية ، ولقد حققت لنا تطويراً ناجحاً للموسيقى والأغنية فالألحان ليست حبيسه فى النطاق المعروف ، إنها ألحان حياة خصبة ، ألحان فرح وانتصار وحب ، ألحان منطلقة بهيجة .. ولقد خدم الإخراج هذا الأوبريت فقدمها لنا بإقناع فنى ونقلنا إلى جو الحدوتة بسهولة ويسر ونسينا تماماً أننا نعيشش فى القرن العشرين . وعبرنا من خلال ظلام دامس تعمده المخرج إلى حلم عشنا فيه .
وفى ختام الأوبريت قدم لنا الديكور والضوء مفترق طرق، وكان الأوبريت كائن حى أضفى الحياة على جميع العناصر الفنية المشتركة فيه واستمد منها فى نفس الوقت حياته` .

فتحى غانم
صباح الخير

` لقد ألغى ناجى شاكر الحوار تماماً وركز لغته التعبيرية فى فن تشكيلى مستغلاً الإضاءة والحركة . إن النقطة والخط والمساحة تتحرك كلها فى تجريد جميل داخل مساحة المسرح السوداء لتكون أشكالاً ذات معنى تتنوع فى تتابع رائع. إن فهم ناجى للقيم الجمالية للعلاقات التشكيلية البحتة بين الخط والمساحة وبين اللون والحركة والموسيقى جعلته يجند كل هذه الإمكانات فى قصة إنسانية أو مضمون اجتماعى يصل إلى مشاعر المتفرج فى يسر وسهولة` .
يوسف فرنسيس
جريدة الأهرام
` إنشاء قسم للعرائس داخل كلية فنون جميلة ` فكرة خاطئة
أحببت العرائس منذ الصغر، وأذكر أن مربيتنا الفلاحة الصبية ` روحية ` كانت تلملم بعض صفحات الجرائد القديمة لتصنع لى ولإخوتى عروسة ثم تدب فى رأسها الدبوس لتحمينا من عيون الناس، كانت تلك العروسة ذات الرأس الممتلىء بالثقوب تثير فى عقولنا الخيال، وترسخت فى ذهنى أن تلك العروسة الورقية لا بد أن يككون لها قدرات خارقة، ومعها بدأ الحلم بأنه سيأتى اليوم الذى سأتمكن من فك شفرة تلك العروسة وأتعرف على أسرارها ،مع العلم أن الفضل يعود لأمى لأنها أول من شجعنى على الرسم على يد فنان إيطالى من سن 13 عاما ،كنت أرسم لساعات فى البيت ثم دخلت فنون جميلة بجدارة ، ثم اجتذبتنى العرائس وجعلت منى فنانا كالنحلة أتنقل بين مختلف الفنون من مسرح وتليفزيون وسينما.
فى الجامعة ،كنت فى كلية الفنون الجميلة وكغيرى كان داخلى تعطش شديد للفن والمعرفة ، كنا كطلبة نطوف على السفارات الأجنبية لاستعارة أحدث الأفلام لنشهدها سويا بشكل أسبوعى ، وفى إحدى المرات عثرت على فيلم لفنان تشيكوسلوفاكى شعرت معها بالسحر حيث قدم فيلما مدته 50 دقيقة عن مسرحية حلم ليلة صيف ` أبطله عرائس ، إنها مذهلة ، عشقتها بجنون . وهنا بدأت رحلة البحث عن كل مفردات عالم العرائس الساحر، بل إن مشروع تخرجى كان عبارة عن عرائس ، وقتها أساتذتى استنكروا قرارى لكنهم سمحوا لى لأننى كنت أول دفعتى ، وبالفعل قدمت عروسة ` عقلة الصباع ` كمشروع للتخرج .
الصدفة البحثة قادتنى لدخول عالم العرائس والاحتراف فيه ، قدمت عروستى ` عقلة الصباع ` ضمن معرض جماعى لمشروعات التخرج ووقتها قام د.على الراعى بزيارة المعرض ، وكان رئيسا لهيئة المسرح .كان على دراية بفنون العرائس ، فلم تعد مقصورة على الأرجواز وخيال الظل بل هناك فن مسرحى متكامل العناصر من العرائس ، وكان قد
أحب حضور الموالد وتأمل البشر ودراسة شخصياتهم وتعابيرهم وأرسم اسكتشات لكل الناس من أطفال ونساء ورجال وعواجيز ..وأركب الدرجة الثالثة بالقطار وأجلس فى ركن لأرسم الركاب .
تعرف على فرقة رومانية تقدم فننون العرائس المسرحية ، وكانت من أفضل الفرق على مستوى العالم، استضافها لتقديم عروضها فى مصر، ووقتها قرر إنشاء مسرح للعرائس بالتعاون معهم، وكان الاتفاق أن يقوموا بتدريب فرقة مصرية عن طريق الاستعانة بخبراء فى فن تصنيع العروسة وفن تحريكها .وكانت عروستى هى سبب دخولى ، حيث تم ترشيحى لاشارك فى تأسيس أول مسرح عرائس فى مصر، ومن هنا بدأ الحلم فى التحقق وتحديد مصير حياتى كلها .
لم أشعر بالخوف على الإطلاق ، كنت أشعر بالانبهار ، كنت وقتها أقوم بمشاهدة عروض الفرقة الرومانية ثم أدخل الكواليس لمراقبة فنانى التحريك داخل الغرفة المظلمة لتعرف على أسرار العالم العجيب ، وعندما عرضوا عليا الانضمام كانت سعادتى غامرة ، لم تكن هناك ميزانيات أو مكافآت أوأجور لكن ذلك لم يؤثر على قرارى ، بدأت العمل بالفعل وكنت أقوم بكل مهمات المسرح وقتها، الإعداد والبناء والإضاءة والتحريك وغيرها من المهام المطلوبة، لمدة ثمانية أشهر إلى حين اختيار أعضاء المسرح .
العرض الأول كان ` الشاطر حسن` ومن حسن حظى أن العرض كتبه صلاح جاهين الذى انبهر عندما شاهد العرائس ، كانت شخصية رائعة وطلب منى تعليمه كيفية تحريك العرائس ،كنا نقضى أوقاتا ممتعة داخل مسرح العرائس ، فقدمنا عروض ` الليلة الكبيرة ` و ` حمار شهاب الدين` .
احكى لنا كواليس ` الليلة الكبيرة ` ؟
الليلة الكبيرة عرض ارتبط بالأساس بحياتنا كمصريين وتراثنا ومعتقداتنا وكل تفاصيلها ، وأعتقد أن الثنائى صلاح جاهين وسيد مكاوى من أذكى من قابلتهم ويملكون حسا فكاهيا لا مثيل له ، مكاوى كان يجيد إلقاء النكات وجاهين فنان حتى النخاع ، وبالتالى كان طبيعيا أن يقدما عرضا كله عبر وفكاهة وسياسة أيضا ، ونشعر بها فى الكلمات والموسيقى على حد سواء ، وهى تجربة لن تتكرر مرة أخرى ،.
كلمات ` جاهين ` أثارت داخلى كل طاقات الخيال ، عندما يقول : ` أنا أسطى عمارة من درب شكامبا ، صيتى من القلعة لسويقة الالا..` كلمات كالسحر تحرك الحجر، يثير الخيال ويخرج ما هو كامن داخلى، شىء دفين وأخرجه حيث كنت خلال دراستى للفنون أحب حضور الموالد وتأمل ملامح البشر ودراسة شخصياتهم وتعابيرهم وأرسم اسكتشات كثيرة لكل الناس من أطفال ونساء ورجال وعواجيز ، بل كنت أركب الدرجة الثالثة بالقطار وأجلس فى ركن لأرسم كل الركاب ، هم ناس مصر الطيبين ، كلمات ` جاهين ` ` أخرجت كل هذا الخزين من داخلى .
كلمات `جاهين` كلها موسيقى ،و ` مكاوى ` عفرت الكلمات بموسيقى راقصة ، كان على أن أصمم عروسة راقصة لا تقل بهجة وعفرته عن الكلمات والموسيقى ، كان التحدى هو كيف أجعل من العروسة الخشب ترقص بكل ليونة وسهولة وكانت أكثر عروسة غلبتنى واحتاجت مجهودا كبيرا، ظللت أبحث طويلا عن ميكانيزم للحركة ، أول عروسة صنعتها رميتها فى الزبالة لأنها لم تستطع أن ترقص بشكل يتناسب مع اللحن والكلمات ، ثم صممت عروسة ثانية كانت أفضل لكنها لا تحمل نفس السخونة والعفرتة ، ظللت أجرب مرات عديدة حتى توصلت إلى شكل العروسة التى ترقص بتلك الخفة لكن كانت تحتاج إلى ثلاثة من فنانى التحريك لكى ترقص ، كانت عروسة مرهقة.
أى عمل الفنان يقوم به يؤثر عليه ويمنحه خبرة حتى ولو كان عملا فاشلا .الفن لا يتوقف ،كل عمل أو عرض قدمته كان بالنسبة لى إضافة ، وكنت لا أكتفى بنوع واحد من الفن ، كنت شغوف بالمسرح والسينما والرسم، وأعتقد أن الفنون متكاملة ومتداخلة ، بل إن فن النحت يقتبس من المسرح والصوت والإضاءة الموسيقى والحركة ، والعرائس أصبحت قاسما مشتركا فى كل العروض الفنية على مستوى العالم ، فى السيرك فى عروض برودواى كعرض ` لاين كينج` ` فى الأوبرا مثل عروض المسرح اليابانى .لإضافة جاذبية للعمل الفنى وهناك مهرجان للعرائس يشارك فى 500 فرقة من مسارح العرائس حول العالم مما يدل على انتشارها كأحد الفنون .أعتقد أن الناس شعرت أن العروسة تمتلك جاذبية ليس موجودة فى الفنون الأخرى.
ماذا بعد الليلة الكبيرة ما الذى أثر فى حياتنا؟
بعدها سافرت فى بعثة إلى ألمانيا لدراسة فن المسرح ، لكن حبى الأول تغلب على وبحثت عن فن العرائس أيضا، علمت أن هناك فنانا متخصصا فى العرائس قابلته لدراسة تجربته التى كانت مختلفة تماما عما تعلمته على يد الفرقة الرومانية ، تختلف فى كل شىء من تصميم العروسة وفنون تحريكها وتكنيكها وتعبيرها ، واكتشفت أن كل دولة لها طريقة مختلفة عن الأخرى حتى فى عرائس المارنيت وخلال دراستى هناك طلبنى مدير مسرح العرائس للمشاركة فى نص جديد ، أرسل لى نص ` حمار شهاب الدين ` وقتها شعرت بالذهول ،وقررت العمل على تصميم عرائس النص خلال إقامتى فى ألمانيا ، وكالعادة ` جاهين ` و ` مكاوى ` قدموا أوبريتا بديعا لم أستطع أن أقاومه ، مع العلم أن الأوبريت كفن مسرحى كان تقريبا مهجورا ، وقلت لنفسى ولاد الإية سيقومون بإحياء فن الأوبريت بالعرائس . والبطل حمار ، شىء مثير للخيال ، وأذكر أن عرض ` حمار شهاب الدين ` ` حضره عبد القادر حاتم وكان وزيرا للثقافة والإرشاد وقتها أنبهر وأعجبته كثيراً ومنحنا مكافأة مالية لكل منا قدرة عشرة جنيهات ، والطريف أنه طالب بتقديم العرض على مسرح الأوبرا المصرية بممثلين ومغنيين ، لكن المشكلة أن البطل حمار، تلك كانت المفارقة .
أعيش فترة زمنية مع كل عروسة حتى تتبلور على الورق ثم تتحول إلى كيان ذى ملامح واضحة وشيقة ، وأذكر أننى قمت بتصميم عرائس عرض` حمار شهاب الدين ` ` خلال إقامتى فى ألمانيا ثم قمت بتنفيذه داخل الورشة عندما حضرت إلى القاهرة ، فى حين ظللت ليالى طويلة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر أتحاور مع ريحانة ، أناقش معها فساتينها وألوانها ، وأجلب عينات الأقمشة ، واستعراضها معها لأخذ رأيها وكانت تجاوبنى ، حتى اكتملت ريحانة ولتصبح حبى الأول والأخير صممتها فى الغربة فوضعت فيها كل الحنين لمصر لتصبح أيقونة مصرية جميلة .
وأعتقد أن مئات الالآف من المصريين لا يختلفون عن شهاب أو ريحانة هما رمز للمصريين ، خاصة فى الأقاليم والصعيد ، تفاصيل حياة الناس مزروعة فى وجدانى وحاولت أبرازها فى ملامح ريحانة وشهاب الدين .وأعتقد أيضا أن الدراما التى رسمها جاهين هى التى حركت كل المشاعر الدفينة عن مشاهدتى خلال رحلة الطواف فى ربوع مصر.
العرائس بالنسبة لى فن وليس شخصية ، وبالتالى العروسة لا تأتى بمفردها إنما من خلال الدراما ،على سبيل المثال خلال إقامتى فى رومانيا كتبت عرض مسرحى وصممت عرائسه وأخرجته فى معقل من علمونا فن العرائس يحمل عنوان ` الولد والعصفور ` ويحكى عن ولد يبحث عن عصفوره الذى اختطفته الساحرات وأرسلته بعيدا فوق السحاب لذا قرر أن يذهب فى رحلة إلى الأفق ليسأل الشمس عن عصفوره عبر بلاد الصيف وبلاد الخريف ثم الشتاء والربيع ، هو عبارة عن مسرح اللعبة الأطفال يشاركون فى العرض ذاته والتى تعتبر تجربة خطرة تعتمد فى نجاحها على مدى مشاركه الأطفال ، كيف يمكن لعروسة أن تتحرك بين الأولاد ، صممت وجه للولد فقط تحمله ممثلة وتتعامل مع الأولاد بصوتها ومع ذلك اقتنع الأولاد بأنه الولد لأن الأطفال خيالهم جامح ولديهم قدرة على الارتجال ، بل أنهم عندما شاهدوا الممثلين يحملون عرائس الساحرات قام الأطفال بضربهم من شدة تأثرهم ، فكانت تجربة مثيرة وناجحة جدا.
بالتأكيد كل عروسة أبتكرها تحمل جزءا خفياً منى من أين سأتى بتلك الملامح والتفاصيل ،كل عروسة تحمل حتة منى ، لكن ذلك يتم فى إطار أولا يجب أن يكون هناك نص درامى يحمل أفكار صاحبه أو كاتبه، أتفاعل مع النص وأسلوبه وشخصياتهم ، ثم يبدأ خيالى فى العمل لتجسيد تلك الشخصيات ، أما الحفاظ على النضارة الفنية نجد أن بيكاسو قال إن كل الأطفال موهوبون يتم تخريبهم عند الكبر الشاطر هو من يحافظ على الطفولة بداخلة ، المهم الحفاظ على الطزاجة فى الفن . علما بأن الفن متحرك ويتغير كل يوم ، من المهم أن يظل الفنان فى حراك دائم وأنا أقوم بالسفر الكثير والتعرف على ملامح الحياة المتغيرة باستمرار، حتى لا ينضب النبع داخلى .
الحياة وإيقاعها ومفرداتها وبكل ما تحمله من تفاصيل اختلفت بشكل كبير ، كنا زمان نسير فى الشوارع ونشعر بالراحة أما اليوم الناس تسير فى الشوارع وهى تشعر بالخوف ، أذكر أننى كنت أخرج من مسرح العرائس للجلوس داخل حديقة الأزبكية ،أشاهد الجمال من حولى ، اليوم لا أستطيع دخول مسرح العرائس من شدة الزحام والعشوائيات التى تحاصره ، الناس تعبر بجموع من البائعين الجائلين الممفترشين الأرض ، كيف يمكن للناس أن تشعر بالسعادة والانبساط بعد رحلة عبور هذا الشارع ، المناخ العام أصبح مختلفاً لذا لابد أن يختلف معه كل شىء ، وطبيعى أن الفن يكش ويتراجع.
وعلينا أن نعترف أن هناك غلطة وقعنا فيها، بعد أن تعلمنا على يد الخبراء وأسسوا خمس فرق ، علاوة على إرسال بعثات إلى الخارج للتعلم ، وبالتالى تم تأسيس الرواد بشكل جيد جداً ، لكن للأسف ماذا بعد جيل الرواد من أين نأتى بأجيال جديدة ، اقترحنا على معهد الفنون المسرحية أن يكون به قسم لفنون العرائس لمن يريد التخصص خلال العامين الأخيرين ، لمن يريد دراسة الإخراج وفن التحريك والكتابة والتصميم والإضاءة ،لأن مفردات المسرح البشرى كلها موجودة داخل مسرح العرائس ، لذا لابد لمن يعمل بهذا النوع من المسرح أن يتعلم فنون عرائيسية تماما كالفنون المسرحية .وبالفعل قدمت منهجا وحددت مدة للدراسة وتفاصيلها بالتعاون مع عدد من الفنانين منهم صلاح السقا وأحمد عتيبى وغيرهم ، قدمناها للمعهد لكنها لا تزال حبيسة الأدراج حتى اليوم.
فى الحقيقة ، لم يعد هناك فنان عرائس ذو مشاعر فياضة تجاه عروسته .العروسة الخشب مثل الكمان أو العود يجب ألا تفارق الفنان ، بعد العرض يقوم الفنان بحفظ العروسة داخل حافظتها ويعتنى بها ، يحنو عليها وتكون جزءا من حياته ، للأسف لم يعد هناك فنان العرائس الذى يقوم بهذا اليوم بل نرى العرائس ملقاه بلا ترتيب أو رعاية .
أى فن يحتاج إلى تعليم كوادر جديدة حتى يعيش ويزدهر ، أذكر أن جيل الرواد الأول تقدم ضمن مئة فنان تم تصفيته إلى 40 ثم إلى 20 ليتم اختيار تسعة أشخاص فقط ، تم اختيارهم نظرا لموهبتهم الجلية ، لذلك كان جيل الرواد كان مميزين ، للأسف فقدنا مع الوقت النوعية الجيدة لفنانى العرائس .اليوم هناك أنواع مختلفة من فنون مسرح العرائيس مثل فن مسرح العرائس المائية ، وهى نوع من الفنون الموجودة فى فيتنام فقط وإحدى تلميذاتى والتى تعمل فى مسرح العرائس ، قامت بالسفر لتحضير ماجستير عنها وبعد سنوات تمكنت من التعرف على سر فن العروسة المائية بالرغم من أنه فن قومى هناك وملئ بالتكنولوجيا والتكنيك ورغم ذلك وجدت صعوبات بالغة حتى تمكنت من تقديم عرض، لذا نحن نحتاج إلى تعليم أكاديمى يعلم الفنانين الإخراج والتصميم والتحريك والإضاءة .
هو فن جميل يستطيع أن يلعب أدوارا متعددة من أهمها إصلاح المجتمع وتوصيل رسائل هادفة بناءة فى 1959 قدمنا عروضا مميزة لكننى عندما سافرت بوخاريست اكتشف أنهم يمتلكون ثلاثة مسارح للعرائس يقدم كل منهم ثلاثة عروض يومية ، يدخله الأطفال للحصول على التربية القومية.
وعندما عدت إلى القاهرة كنت أشعر بالغيرة لذا قدمت طلب إلى الدكتور ثروت عكاشة بضرورة تأسيس مبنى لمسرح العرائس ، وبعد ثلاثة أسابيع وافق وطلب منى تقديم مشروع متكامل كان بمثابة الحلم بالنسبة لنا وبالفعل تم بناؤه فى عام 1963 ، اليوم هناك عقبات أشبه بالحرب بين الفنانين والقائمين على الثقافة ، وأصبح هناك تخلف فى رؤية كل ما هو جديد .
لم يعد هناك وعى أو شعور بالحماس كما كان فى الماضى ، عشنا فترة بعد ثورة يوليو بمشاعر كلها حماسة ، قدمت مع صلاح جاهين وسيد مكاوى أهم أعمالى بدافع الفن والحماسة بغض النظر عن العائد المادى ، حبا لفن العرائس ، لكن نجاحنا كان سببا فى أن يقدم لنا مكافأة مالية مشجعة بالنسبة لنا، لكن هناك أجيالا جديدة تحتاج للاهتمام ، أقوم بالتدريس فى كلية الفنون الجميلة منذ عام 1959 منذ عام 2000تقريبا بدأت ألاحظ وجود جيل موهوب جدا لو تحقق له مناخ كان سيحقق نهضة حقيقية ومتميز فى كل مجالات الفن والأدب ، اكتشفت أنهم جيل الكمبيوتر بل إنهم يجيدون ألعاب الكمبيوتر وهى تحقق لهم خبرة بصرية ، هذا الجيل خرج بمعرفة نوعا ما .لذا يجب على الدولة الانتباه له وتوفير مناخ مناسب له للاستفادة من موهبته فى كل المجالات ، للأسف نجد الدولة لا تدرك أهمية تلك الأجيال ولا لأهمية الفن، بالرغم أن الفن هو القادر على خلق شعب حضارى .
أشعر بالمسئولية عما ألت إليه مصر من عشوائية اليوم والتى تؤرقنى كثيراًَ ، لأننا لما نستطيع أن نوصل للأجيال الجديدة المعرفة والفن كما تعلمنها من الأجيال التى سبقتنا ، لم نستطع أن نخلق لهم زمنا جميلا كالذى عشنا فيه وأعتقد أن الانهيار وقع مع الانفتاح العبثى الذى عاشته مصر جرف الجمال والثقافة وذوق الناس وأخذ معه كل شىء حتى أصبحت الفلوس هى التى تحكم ، وللأسف فقدنا كل القيم .
أمانى عبد الحميد
المصور 18-5-2016
ناجى شاكر صانع البهجة
- هو جيل من العظماء.. من فرط تواضعهم وإيمانهم برسالتهم.. وثقتهم بإبداعاتهم.. تحسبهم حين تلقاهم فى الطرقات أنهم من آحاد الناس.. وتعتقد أنهم مجرد مواطنين عاديين.. ذلك لأنهم أحبوا هذا والوطن بلا تصنع أو تكلف.. فأحبهم الوطن بلا تحفظ.. وأخلصوا بلا حدود للفن النابع من ضمائرهم النبيلة.. فأحبهم الناس بلا حملات دعائية أو إعلانية أو إعلامية.. إنهم من ` طبقة النبلاء`.. هكذا أحببت أن أطلق عليهم.. نبلاء مصر العظام.. الذين أعطوا لها كل ما لديهم.. دون أن ينتظروا شيئا سوى.. سماع صيحات الإعجاب والانبهار والدهشة.. ولا يشجيهم سوى دوى الأكف بالتصفيق هنا وهناك.. وفى المحافل الدولية.. ولا يغمض لهم جفن كل مساء.. إلا إذا أحسوا أنهم قدموا شيئا ما أسعد الناس.. فباتوا ليلتهم فى غاية الانبساط.
- ومنذ أيام فقدنا واحدا من هؤلاء العظماء.. واحدا من أجمل النبلاء.. احد صناع البهجة.. إنه الفنان الكبير ناجى شاكر.. عرفته من خلال أستاذنا وزميل رحلة العمر والعمل معا فى مجلة ` صباح الخير` على مدى خمسة وثلاثين عاما وهو الفنان التشكيلى الكبير.. ورسام الكاريكاتير المبدع إيهاب شاكر.. شقيق الفنان ناجى شاكر.. الذى يصغره بسنة واحدة.. متعه الله بالصحة والعافية.. والتقينا من خلال عمل مشروع مجلة فصلية للأمم المتحدة تتعلق بقضايا إنسانية عن إفريقيا.. كان مسئولا عنها الدكتور سمير سرحان.. والفنان محيى الدين اللباد.. وذهبنا إليه فى مكتبه.. الذى يشع بالبياض المشرق.. والبهجة المطلة من القلب والعين فى أمان هادئ.. فأوجز فى كلمات بسيطة حلولا وتصورات كنا قد قطعنا عددا من الساعات بحثا عنها.. فحسمها الفنان ناجى شاكر فى دقائق.. برؤاه وبصيرته الفنية.. وخبراته البصرية المدربة على التحليق فى الخيال والجمال بلا أجنحة.
- الفنان الكبير ناجى شاكر من مواليد أحد الأحياء القاهرية العريقة.. وهو حى الزيتون عام 1932.. تلقى تدريبه على يد الفنان الإيطالى` كارلو مينوتى ` عام 1946.. والتحق بمعهد ` ليوناردو دافنشى` عام 1950.. ومن شدة عشقة وتعلقه بصناعة العرائس.. تخرج فى كلية الفنون الجميلة عام 1957.. بقسم الديكور بتقدير امتياز بمشروع عن العرائس أيضا.. وكان أول مشروع من نوعه يتقدم به طالب فى نهائى قسم الديكور بالكلية.. كما حصل على درجة الدكتوراه فى ديكور المسرح من كلية الفنون الجميلة بروما/ إيطاليا 1971.. عمل لفترة رساما بمجلة ` صباح الخير` وقت أن كان أحمد بهاء الدين رئيسا لتحريرها.. شارك الفنان ناجى شاكر كمصمم ديكور وملابس فى العديد من الأعمال المسرحية.. ومن أهم أعماله تصميم العرائس لعدد كبير من المسرحيات من أشهرها: ` الشاطر حسن`.. التى كتبها صلاح جاهين.. ووضع موسيقاها على إسماعيل.. و`بنت السلطان `.. تأليف الشاعر الكبير بيرم التونسى وموسيقى وألحان` على فراج `.. و`الزير سالم` من إنتاج المسرح القومى.. و` سهرة مع الجريمة ` إنتاج المسرح الحديث.. وتوالت مسرحيات العرائس للفنان ناجى شاكر فقدم: ` حمار شهاب الدين ` 1962.. و`مدينة الأحلام` 1964..` دقى يا مزيكة` 1967..` الولد والعصفور` 1972.. ` شغل أراجوزات` 1993.
- ومن أشهر أعماله أوبريت` الليلة الكبيرة ` التى تعد أكثر عرض جماهيرى فى تاريخ مسرح العرائس.. والتى تعرض منذ 55 عاما حتى ترسخت فى وجدان الكبار والصغار.. وما زالت ` الليلة الكبيرة صالحة لإثارة الدهشة حين عرضها.. منذ ستينات القرن الماضى حتى الأن.. ولو لم يقدم الفنان ناجى شاكر إلا ` الليلة الكبيرة ` فيكفيه هذا العمل الذى ما زال شاهدا على عبقريته هو وصلاح جاهين وسيد مكاوى وصلاح السقا.. فهى أضخم جدارية كاريكاتورية غنائية شعبية بديعة.. استطاع أن يبتكر ناجى شاكر شخوصها برؤية تشكيلية تمثل المعادل البصرى لأشعار صلاح جاهين.. فهى جدارية حية مليئة بالتفاصيل.. زاخرة بالحياة.. مترعة بالفرح الطفولى.. والحركة المبهجة.. تضج بالأصوات المرحة الصاخبة.. وسط كرنفال فولكلورى شعبى عظيم.. حيث تنتقل عرائس ناجى شاكر برشاقة مدهشة.. من مقهى لشادر.. ومن سيرك لحلقة ذكر.. ومن الدراويش للغوازى.. ومن أم المطاهر.. إلى أب أبنه تائه فى الزحام.. وكأنها جدارية الحياة بأكملها.. وفى مهرجان بوخارست تخطف` الليلة الكبيرة ` الأبصار والقلوب.. وتحصل مصر على الجائزة الثانية فى تصميم العرائس والديكور.. من بين 27 دولة فى أول مشاركة لمصر.
- وما زالت بصمات الفنان ناجى شاكر حاضرة فى السينما كمصمم ديكور وملابس.. فشارك فى تصميم أزياء فيلم ` شفيقة ومتولى` إخراج على بدرخان.. بطولة سعاد حسنى.. أحمد مظهر.. وأحمد زكى.. وذلك بجانب عمله الأكاديمى بكلية الفنون الجميلة كأستاذ غير متفرغ.. وكانت آخر أعماله المسرحية.. الإشراف على تصميم العرائس لعرض ` رحلة الزمن الجميل` من إنتاج فرقة مسرح للعرائس.. الذى تم إنتاجه العام الحالى.
- بغياب الفنان ناجى شاكر عن ساحة الإبداع أعتقد اننا سنخسر حضوره الطاغى ولمساته الفنية المدهشة.. فرحيله خسارة فادحة.. فهو فنان استثنائى على كل المستويات.. وواحد من رواد التجديد الذى ترك بصمة لا تمحوها السنين.
بقلم : محمد البغدادى
جريدة : القاهرة( أغسطس 2018)
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث