`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
أمل أحمد محمود أحمد نصر

ـ تجربة جديدة شديدة النبض بالإحساس، ممتلئة أقوى ما تكون بالشعور الدافق المكتوم.. تجد ذلك كله فى الحجر والشجر وحروف الكتابة المسمارية، وحداثة تجربتها الفنية ـ إلا أنها تفجر ركاماً ضخماً من المشاعر والتساؤلات رغم طبيعة هادئة كالرماد لا تفلح أن تكتم ناراً مضطرمة من أحاسيس مضطرمة.. فهى إذن تدرك ـ واعية ـ أن الحجر ليس معتقلاً للروح القلقة من سجن الكتلة الصماء فى حضور قوى يتوسل بالكتلة للتعبير عن موقف ويتسم بالدعوة إلى الحرية فى الفكر والأسلوب والأداء مشدودة إلى خطوط الكتلة ـ لا الكتلة نفسها ـ بطبيعتها كمصورة فى حس درامى مكثف يدرك مفهوم لغة التصوير ويملك ناصية أسلوبه.
أ.د/ اسماعيل طه نجم - عميد كلية الفنون الجميلة 1990

الفنان أمل نصر .. وروح الاسكندرية
- تبدو العلاقة بين الإبداع التشكيلى والنقد علاقة وثقية غابة فى الأهمية.. فالفن عموما بكل أشكاله يحتاج إلى ناقد يضئ الطريق ويدفع بالابداع إلى آفاق جديدة.. وهذا ما أدى إلى تطور الفنون وظهور الدارس والأنماط والأساليب .
- ومن بداية تاريخ الفن المصرى الحديث وحتى الآن ظل النقد بمثابة المحفز والمرشد والمحرك لدنيا الأضواء والظلال والألوان وصور التشكيل المختلفة .. وقد ظهر من بين فنانينا العديد من النقاد.. جمعوا بين الإبداع التشكيلى والإبداع النقدى نذكر من بينهم الفنانين : رمسيس يونان وصدقى الجباخنخى وحسين بيكار ومحمود بقشيش وأحمد فؤاد سليم وعزالدين نجيب ونجوى العشرى .
- والفنانة أمل نصر.. جمعت شخصيتها بين التعبير بالكلمة والتعبير بالفرشاة .. بمعنى آخر التصوير الزيتى .. وهى إذ تمارس النقد من خلال كتاباتها فى الصحف والمجلات مع دراساتها العديدة ..أقامت أكثر من عشرة معارض .
- فى أحدث معارضها والذى أقيم بمركز الجزيرة للفنون.. وضم من أكثر من 30 لوحة صرحية ضخمة .. جاءت أعمالها تؤكد مع عمق قدراتها التعبيرية عمق انتمائها أيضا لمدينة الاسكندرية .. ففيها نستشعر قوة البحر وسحره.. نستشعر رائحة اليود والمحار .. وهى أعمال تجريدية لخصت فيها العناصر والمرئيات وجولتها إلى لغة بصرية جديدة .. تنوعت من حالة إلى حالة .. ومن إيقاع إلى إيقاع .. وجمعت بين الوعى الشديد والتلقائية التى لا تحدها قيوداً وحدود .. حيث تنساب الخطوط والمسافات فى حركة وحيوية على سطح التصويرى .. وتتكاثف العناصر .. مسكونة بالاسرار .. شفرات بصرية .. نلمح فيها بحر الاسكندرية بصخب مياهه وهديرا مواجه .. وزحام الحياة على الشاطئ .. ونلمح أيضا ما يوحى بشموس واقمار وبيوت ونخيل واشجار .. وطيور .. بين المساحات والمسافات قد نرى طرقا واسوار ولافتات إعلانية ... وبعيدا عن التفسير والتأويل .. نقدم فنانتنا أمل .. معزوفات بصرية تعكس لهدير الحياة المعاصرة .. تبدو أشبه بموسيقى صاخبة حادة فى بعض اللوحات وفى البعض الآخر تنقلنا إلى مرافئ حالمة هامسة .. يؤكد هذا قوة جريات اللون على السطوح .. فى مجاميع لونية يغلب عليها الأحمر النارى الذى يذكرنا بدقات الطبول والازرق البحرى والأخضر الزيتونى مع مع الرمادى والأبيض الذى يتخلل المساحات ..
- فى أعمال الفنانة أمل نصر .. نستشعر سحر اللمسة التى تذكرنا بالفنون البدائية بتلك الطلاقة الطفولية التى تتداخل فيها الألوان .. وتتحار العناصر والرموز.. مع الخطوط التى تذكرنا بخربشات الإنسان البدائى داخل الكهوف والمغارات.. يضاف إلى ذلك عصرية الأدارء ولغة الفنانة التعبيرية الخاصة .
- وأمل نصر استاذ مساعد بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة الاسكندرية ودكتوراه فى فلسفة الفن وحصلت على جائزة الدولة للإبداع عام 1998.. تحية إلى نسمة تشكيلية دافئة .. نسمة سكندرية فى برد هذا الشتاء .
صلاح بيصار
مجلة حواء 9 /2 /2008




تحولات المادة.. وتشكلات الصور
* قراءة فى لوحات التشكيلية ` أمل نصر`..
- تنمو في عمق المادة نبتةٌ قاتمة، كما تزهر في ظلمة المادة أزهار سوداء، سبق واكتسبت نعومتها، ونموذج عطرها ` (غاستون باشلار، الماء والأحلام، المنظمة العربية للترجمة، ت: د. علي نجيب إبراهيم، ط1، بيروت، 2007، ص15)
تتعاملُ أمل نصر مع سطح اللوحة، ومع الأشكال المجردة بأداء حر يستجيب لتقنية عفوية، بأنسنهٍ قد يفتقرها الكثيرون؛فتبدو أعمالُها وكأنها ناتج حنوّ مبالغ فيه تعامِل به الرسامةُ سطحَ لوحتها؛ فهى تعتكف إلى سطح لوحتها، مثلما ينقطع النسّاخون والورّاقون إلى صحائفهم، يسودون اسطرها، فتندمج الرسامة بحروفها، كما يندمج هؤلاء، لترتحل إشاراتُهم التي يبثونها عبر الزمن القادم حينما تتنقّل من قارئ لآخر، وكلّ من هؤلاء، يضيف هوامشه على هوامش سابقيه، كما أضاف السابق هوامشه على هوامش سابقيه، حتى تتضخم تلك المخطوطات إلى ما شاء لها النص أن تتضخم، وهو ما يحدث لأعمال أمل نصر؛ فبدت لوحاتها متشابهة بشكل مختلف ومختلفة بشكل متشابه،فهي تبدو متشابهة وكأنها لوحة واحدة قـُطـّعت إلى نتف متشابهة؛ وتبدو مختلفة لأنها لا يمكن أن تكون متماثلة تماما كطبعات الأصابع التي لا يمكن أن تتطابق تماما...
* قوة الفوضى :
- حينما عنون الكاتب المصري ( ياسر منجى ) مقلا له عن الرسامة بعنوان : ( أمل نصر..بين سطوة (البكتوغرافيا) وعنفوان الهيولى القديم )فانه قصد بمقالته أن قوتين متعارضتين تتجاذبان تجربة أمل نصر هما : قوة الفوضى، وهو ما يسميه جاستون باشلار، (العصيان الأبدي للمادة على التشكّل)، وسلطة النظام ، `فالمادة فى منظور عمقها تنقاد باتجاهين: اتجاه التعميّق واتجاه الانطلاق، ففى اتجاه التعميق تبدو غير قابلة للسير، كمثل لغز، وتبدو باتجاه الانطلاق كقوة لا تستنفد، باعتبارها بمعجزة. وبالاتجاهين كليهما ينمـّي التأملُ خيالا مفتوحا ` (غ. باشلار، السابق، ص15) وهو الصراع الذي نشب ذات مرة بين انغريس وديلاكروا، فوصفه (ريجيه دوبريه) بأنه صراع بين الحرية والسلطة ولكنه اعتبره كذلك، وفى الوقت ذاته، صراعا بين الخط واللون باعتبارهما ميدان الصراع وأداته وميدان تحققه الشيئ الذي نكون معنيين به باعتبار الرسم في النهاية واقعة مادية، حينما مثل الأول الانضباط السلطوي، بينما مثل الثانى الحرية ورفض القيود، إلا أن كل تلك الصراعات كانت تتفجّر على سطح اللوحة من خلال الصراع بين فوضى العناصر وانضباطها، فكانت أمل نصر تعامل اللوحة باعتبارها (صورة مادية) أن هى أخضعت لدرجة اكبر من الانضباط فستتجه إلى نظام لغوى بكتوغرافي صورى يفتقر إلى الاعتباطية (الحرية) التي تتصف بها الكتابة الأبجدية لان الكتابة الصورية مرحلة تمثل اكثر مراحل التاريخ ترابطا بين الصورة والشكل المشخص، حينما اندمج الشكل بالمعنى لدرجة مازلنا نعيش بقاياها المتحجرة في لا وعينا الفني، وإذا أفلتت السيطرة عن تلك (الصورة المادية) فإنها ستكون صدى للعصيان الأزلى للمادة ضد التشكـّل؛ وبذلك ستكون تجربة أمل نصر بالرسم تجربة خاضعة لنوازع ورغبات متناقضة، وصراعات مستحكمة لا يمكن حسمها؛ فالعالم الذي نعيشه مهدد، كما يقول (بول فاليرى)، بقوتين خطرتين تتنازعانه، وتهددانه هما: الفوضى والنظام، انهما قوتان يجب أن يخضعا معا لقدر مناسب ومتوازن من الكبح؛ وهو ما نجحت فى تحقيقه أمل نصر..
* مادية المشخص :
- لا اعتقد أن أمل نصر تضع في حساباتِها أن يجد المتلقى فى أعمالها مشخـّصاتٍ أو أشباحَ مشخّصاتٍ؛ فقد يكفيها أن تكون مستمتعة بالخامة، والمفردات البصرية، دون أن تكترث لارتباطها بالواقع؛ فهى تكتفى بمهمة تنتهي حالما تشعر أنها أودعت تلك الأشكالَ روحَ المشخّص كامنةً في خطوطِها، وبقعِها، دونما حاجة للبحث عن مرجعيات شكلية لأي تفصيل كبر أو صغر فى اللوحة،فقد ذاب المشخّصُ في السائل الذي تسبح فيه كلُّ الأشكال، والبقعُ اللونية، والعناصرُ الأخرى في لوحة أمل نصر التي تحلم بتجليات صور المادة الصلدة،على نحو حميم نابذةً إغواءَ الأشكال الهشّة غير المجدية..فما يشغل لوحةُ أمل نصر أن تتحوّلَ ماديةُ (متيرياليةُ أو شيئيةُ) اللوحة، إلى صورة لا يشترطُ الواقعَ ومشخصاتِه مرجعيةً لها، أي أن يتحول الخيال المادى إلى خيال صوري وكفى..فالمشخصات تفتقرُ، وتعيقُ الخيالَ الصوري وجمال الحلم اليقظ الذي يرافق انعتاق الصور من ريقة تلك المشخصات لأنها تحدد ذلك الخيال بأطر شكلية واقعية (مادية المشخص) بينما يفترض بالخيال الحق أن لا تحده محددات مهما كان نوعها..
* توترات داخلية :
- أن قيام أمل نصر بإنجاز لوحتها بتكنيك سريع يتيح فرصة لتدفق انفعالى تلقائي، لا يسمح للعقل الواعى الاشتغال بفاعلية للهيمنة على اللوحة، ويتيح للقوى اللاواعية، وللمصادفة أن تشكل إحدى أهم القوى الفاعلة، فيبدو العمل وكأنه يمتلك دينامية تجعل منه أشبه ببناء من الأشكال المجردة التي تنطوى على قوى وتوترات داخلية تتوحد فى شكلٍّ مستقلٍ بذاته لا يشير إلى حياة خارجية.
* اكتشاف الشكل :
- تقول الكاتبة أمل نصر عن تجربتها الفنية ` تسعى أعمالي إلى اكتشاف الشكل من خلال اللون فأبدأ بطرح مساحات اللون بلمسات عريضة حرة، ثم أبدأ فى اكتشاف الأشكال خطياَ فوقها، حتى لا أحاصر بالخطوط بل أستسلم لسطوة اللون وحضوره أولاَ، وفى بعض الأعمال نجد الأشكال تظهر وتختفى، تكبر وتتضاءل تنكشف وتطمر بقوة دافعة وفقاً لقانون عاطفى خاص باللوحة فلا نعرف أين تبدأ وأين تنتهى، حيث يُتاح للخواطر البصرية أن تسترسل وأن تتوارد، إنها فكرة التداعى الحر التي تطرح وفقها الأشكال والعناصر، ويحكم هذا البناء رغم حريته نوعاً من النظام الفطري الغريزي وتظهر الصور بين الحين والآخر فى تدفقات غير متماثلة وفقاَ لآلية الطرح الخاصة بالذاكرة فتعطى حيوية للخيال في محاولة لتلمس تلك الطاقة التنظيمية الروحية التي تجعل حياتنا محتملة ومستمرة`.
* الارتقاء على الواقع :
- لم تكن أمل ناصر رسامة فقط، إنما هى أكاديمية مرموقة، وناقدة تشكيلية.. كتبتُ مرة تعليقا على مقال نُشر لها في الفيس بوك: `تطرح الكاتبة والرسامة المبدعة أمل نصر قضية غاية فى الأهمية وهى إمكانية وجود: تجريد يتكئ على الواقع، وتمتص حواسُّه تفاصيلَ ذلك الواقع.. ويستند إلى الخبرات المباشرة .. تجريد لا يتناقض مع الحياة ولا ينسحب منها..أي أنها تقدم إمكانية وجود تجريد مؤنسن، فيه روح المشخص رغم غياب جسد ذلك المشخص..إنها تطرح أفكارها بلغة مفاهيمية خالية من ترهل اللغة البلاغية التي يقع فى براثنها بعض الكتاب`..
خالد خضير الصالحى
أخبار الأدب - 11/ 11/ 2012
أمل نصر ترفع راية حرية اللون فى الإسكندرية
على الرغم من أن د.أمل نصر تحرص على تدريس الفنون وفق قواعد وأصول أكاديمية فى الغالب صارمة ومحددة ، بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية ، إلا أنها فى معرضها الأخير المقام حالياً بأتيلية الإسكندرية ، تخلت كثيراً عن كثير من الأطر المقيدة لتعطى لألوان الأكريليك قدراً كبيراً من الانطلاق والحرية، فى أغلب لوحاتها ، فيما جاء الاستثناء ممثلا فى لوحات قليلة، لجأت فيها إلى الحسابات المسبقة الدقيقة لتصميم اللوحة ، وفق صيغ بنائية محكمة .
لذلك تقول أمل نصر ..العاطفة هى التى حركت مشاعرى أمام المسطح الأبيض ، لدرجة أننى فى كثير من الأحيان لم أكن أرغب فى التوقف عن العمل، طالما بدأت فيه، لتصبح المشكلة متى أتوقف؟ !
جاءت ألوانها على نحو أشبه برسم خريطة للوطن وبالذات مدينتها الإسكندرية بما تحمله من عناصر بصرية متنوعة ثرية وغنية.
فقد استطاعت أمل نصر أن تعبر عن الأسكندرية فى لقائها الأثير مع البحر بعنفوانه وتماسها المتسامح مع الصحراء ، بالإضافة إلى حركة الناس الدائبة ، لقد تعددت ألوانها ودرجاتها لتعكس مناخاً فنتازياً غنائياً معتمداً فى كثير من الأحيان على وحدات بصرية تراثية وشعبية واضحة الدلالة رغم مسحة التجريد فى التناول

روز اليوسف 2-1-2007
تأثير الفنون الشرقية علي الغرب
عن سلسلة ` آفاق الفن التشكيلي` بالهيئة العامة لقصور الثقافة صدر كتاب د. أمل نصر
` جماليات الفنون الشرقية واثرها على الفنون الغربية ` حيث تقدم لنا رؤية جديدة لجماليات الفنون الشرقية, التي قدمها فنانو الغرب فى العصر الحديث بداية من التأثيرية, وهو ما استلزم من أمل تتبع الجذور الاولى للوجود الشرقى في الفكر الأوروبى الغربى الذى تشكلت من خلاله مفاهيم الغرب عن هذه الفنون وموفقة منها, وتقييمه لها, ثم إعادة اكتشافها والإحساس بضرورة الحوار معها.
وتلخص أمل نصر سبل التلاقى بين الشرق والغرب في ازدهار التجارة القديمة التى شكلت إحدى وسائل التبادل المعرفى والحضارى بين الشرق والمغرب , ثم فترة الفتوحات الإسلامية والحروب الصليبية، وتركز فى الأخيرة بالذات على وصول النتاج الفنى الشرقى للغرب كنتيجة لهذه الحروب , بالإضافة إلى التأثيرات الشرقية المعمارية الواضحة التى انتقلت للعمارة الغربية.
وكانت التجارة بين الغرب والشرق قد شكلت ميدانا رئيسيا للتبادل الثقافي لزمن طويل, ما سمح بوجود مبكر للشرق وفكره وعقائده فى التراث الغربى, هذا الوجود الذى تغلغلت من خلاله المؤثرات الفنية فى كل المدارس الأوروبية تباعا: العصر الهلينى والرومانى والبيزنطى والقوطى.
وقد تركت الفتوحات الإسلامية بصمة واضحة على علاقة الشرق بالغرب, حيث وصلت تلك الفتوحات إلى أطراف البحر المتوسط حتى شواطئ الاطلسى, وفى صقلية بإيطاليا ظهر الطابع العربي في جميع مناحى الحياه, حتي أن سادة صقلية قد نهجوا نهج أمراء العرب رغم ارتباطهم بعقود الطاعة مع البابا فخصصوا لأنفسهم قصورا على الطراز العربى تتوسطها الحدائق المزدانة بالنافورات, واطلقوا عليها أسماء عربية يتصدرها أسم الله, ولا يزال بعض هذه القصور باقيا إلى الآن, وهو ما حدث فى الاندلس ايضا.
وتمثلت المؤثرات الشرقية فى فنون الغرب أثناء الحروب الصليبية في محاكاة القوالب الفنية الإسلامية من أشكال الأرابيسك والنقش والزخرفة الهندسية والألوان المزركشة فى الفنون التطبيقية.
والفنون الشرقية التي تقدمها لنا أمل نصر متسعة بحيث تضم في منظومتها فنون الهند والصين واليابان بجانب العرب طبعا والأشكال التي تحتويها الدراسة تكشف دون أدنى لبس التأثيرات الكبيرة التي أسبغتها هذه الفنون علي الغرب.
وفي النهاية فإن كل الأعمال الفنية على مدى التاريخ تعد مصدرا خصبا للإبداع وإعادة التشكيل, فالفن يولد من الفن فى منظومة متصلة لا تنتهي والتاريخ كما يحملنا فكره يحملنا ايضا صوره البصرية ورموزه واشكال, التي تتمتع .بالحضور الدائم في كل العصور.

الأهرام العربى 25-8-2007
بوزيدون .. يضرب شاطئ البحر
أمل نصر .. عشتار
يبدو أن هذه النار قد لامست روح أمل نصر فملأتها بالدفء والطاقة ونهم المعروفة والبحث عن كل ما هو نبيل وجميل, لعلها تضع لنا بعض العلامات المضيئة في الطريق.. أو تقدم لنا بعض الإجابات التى قد تقلل حيرتنا وتساعدنا على تحديد الاتجاه وتقليل الخسائر.
فهي تدافع عن حق الزهور فى التفتح .. وحق الطيور فى الغناء, إنها روح مستلبة تبحث عن التحرر والانطلاق عبر الألوان والظلال وكأنها إحدى جنيات ألف ليلة وليلة التي تعبر بحر الظلمات والبحور السبع في بحثها عن البوابة السحرية التى تقود إلى الخلاص.. لكنها للأسف لا تعود.. وتتوه عند جرز المغناطيس..وتتحول إلى قصة جديدة تضاف إلى باقى القصص والحكايا التي يرويها الأطفال فى حوارى المحروسة. لكنها هذه المرة قصة ملونة.. مليئة بالأضواء والظلال والخطوط وضربات الفرشاة..!!
دكتور جيكل .. ومستر هايد
ظلت العلاقة بين الفنان والناقد دائما علاقة جدالية, فالفن أشبه بوتر القوس الذى يجذب بين طرفين متعارضين يرغب كل منهما في التحرير من الآخر, فمنهج الفنان في ممارسة فنه وإبداعة يختلف -أحيانا إلى حد التناقض- مع منهج الناقد فى ممارسة بحثه وتنظيره, فمنهج الفنان يعتمد على الحرية المطلقة فى ممارسة ابداعة دون حدود أو قيود.. وتجاوز كل ما هو ثابت فى حدود الفن في سبيل الوصول إلى قيم فنية وجمالية جديدة.
اما الناقد فيعتمد علي منهج عقلى منتظم ومنظم يربط المقدمات بالنتائج والشكل بالمضمون والرمز بالدلالة، فما بالك عندما يجتمع هذان الخطان- المتوازيان أحيانا والمتناقضان أحيانا أخرى -فى وعى وروح شخص واحد, كيف يمكن الجمع بين الحرية المطلقة فى الإبداع وبين العقلانية التراتبية في التنظير..!! إنها ثنائية قد تصيب من تجتمع لديه بالفصام إن لم يكن متمكنا من أدواته وفى حالة من التوافق بين عقلة وروحة.
إنها حالة أقرب إلى (دكتور جيكل ومستر هايد) تلك الرواية الشهيرة التي عالجتها السينما العالمية في أفلام متعددة والتى تصور كيف يمكن الجمع شخصين متناقضين داخل جسد إنسان واحد.. بين دكتور جيكل ذلك الطبيب الودود المتسامح ومستر هايد ذلك الوحش البشرى المختبئ داخله, إنها ازدواجية قد تؤدى الى انهيار صحابها وتدفعة الى الجنون..!!
وهنا يصبح الفن هو الطريق الوحيد-تقريبا- للنجاة حيث يترك لنا حرية التحليق والانطلاق الى أبعاد متعددة, ويتيح لنا جميعا آلية التنفيس عما يعتمل بداخلنا من هواجس وأحزان.. وأحيانا شرور, إنها حرية التقمص الفنى.. ففى كل لوحة تكون اكثر من شخص وأكثر من شخصية.. إنها السبيل الوحيد للتوازن بين التناقضات.
وهو ما حاولت أن تفعله أمل في معرضها الأخير, حيث أخرجت كل ما بداخلها إلى سطح اللوحة في محاولة منها لإحداث هذه الحالة من الاتزان بين عقلها النقدى المنظم وروحها المبدعة المنطلقة, وأعتقد انها قد نجحت - لو قليلا- بأن تحول هذا التناقض إلى تكامل حيث حولته إلى خط أبداعى واحد ولكن له نبعاين..
(الفن والنقد), إنها حالة من البحث الابداعى في كل موجودات الكون عن قيم الحق والخير والجمال, فاذا لم تجد الإجابة في سطح اللوحة بحثت عنها في ثنايا التفسير والتحليل النقدى.
لكنها في بحثها الدائم عن الإجابات لا تجد إلا العديد من الاسئلة التي تطرح بدورها مزيدا من الاسئلة.. حتى امتلأت حياتها وحياتنا بعلامات الاستفهام والأكثر منها علامات التعجب.. فاندفعت الى الصياح والصراخ, فتحولت صرخاتها إلى ألوان وصيحاتها إلى أمواج.. توحدت مع أمواج بحر إسكندرية.. مثل فينوس التي خلقت من زبد البحر..!!
خربشات على جدار الزمن
إن سطح اللوحة الأبيض.. رغم أنه أبيض لكنه يحتوى على كل تجارب الآخرين, ومن هنا يأتى مأزق الفنان عندما تأتى لحظه المواجهة مع السطح الأبيض, وضرورة أن يضيف شيئا جديدا ويبدع عملا مختلفا.. حيث يدخل الفنان فى حالة صراع مع سطح اللوحة ومن يمعن النظر فى لوحات أمل نصر سيجد أن الوانها تتحرك بدافع وجدانى داخلى مجهول .. غير قابل للتبرير أو التفسير- وهذا هو سر قوته وجمالة- إنها مغامرة مع المجهول, صراع مع السطح الأبيض , حيث نتفاجأ نحن وهى بالنهايات الفنية الغير معدة مسبقا..!!
إن أعمالها كأنها خربشات طفولية على جدار الزمن, لم يتبق منها إلا خيالات وأطياف بشرية وبقايا أسماك ومحار..
وبقايا البقايا.. وكان الأشياء والأشكال تتدفق من داخلها رغما عنها , حيث تلاحق سطح اللوحة بخطوط وضربات سريعة متلاحقة فى محاولة منها للسيطرة عليه وهزيمته.
فهى فى حالة انتقال دائم.. وهروب دائم -رغم هدوءها الظاهر - حيث تهرب من داخلها إلى خارجها. ومن خارجها إلى داخلها , وما بين ما هو داخلى وما هو خارجى تكون قد باحت بأسرارها إلى الموج والضوء.
وتكون قد وصلت الى حد الإنهاك.. واعتلال الروح التي أرهقها التعب والرحيل من هنا إلى هناك.. ثم إلى هناك أبعد.. وهناك أبعد وأبعد. رحيل عبر المكان.. عبر الأفق.. لعلها تصل إلى المستحيل.. إلى الجانب الاخر من الشمس..!!!
د. خالد البغدادى
القاهرة 26-7-2011
الفنانة التشكيلية المصرية د. أمل نصر : الفن يمثل منطقة الحلم فى حياتنا وإذا افتقدناه تصبح الحياة قاسية
في هذا اللقاء , تتحدث الكاتبة والفنانة التشكيلية المصرية الدكتورة أمل نصر عن علاقتها بالريشة واللون والكلمة, متوقفة عند العديد من المحطات التى طبعت تجربتها.
بالنسبة إليها, فإن الكتابة والفن هما جناح التحقق اللذين تطير بهما في سماء إثبات الذات. لذلك, تؤكد أمل نصر أنهما يعينانها على تحمل متاعب الحياه. من هنا ظهر اهتمامها بالأسطورة اليونانية فى أعمالها وبالمرأة التي تشبهها بتمثال أفروديت, وهى ترى أنها حققت تفوقاً ملموسا فى جميع مناحى الحياة, خصوصاً بعد أن نالت مؤخراً جائزة الدولة المصرية في مجال النقد التشكيلى. وهى تؤكد فى هذا الحوار أن ` الفن يمثل منطقة الحلم فى حياتنا, وإذا افتقدناه تصبح الحياة قاسية` .
سعادة بالفوز
كيف ترين فوزك بجائزة الدولة المصرية للنقد التشكيلى, وخاصة بعد `ثورة25 يناير`؟
الجائزة تسعد أى إنسان وتشعره بنوع من التقدير, كما تعطيه دفعة أكبر للعمل والمثابرة . ومع أننى قد حصلت علي جوائز عدة من قبل, لكنى أعنز بهذه الجائزة بشكل خاص لمجيئها بعد ` ثورة 25 يناير` ولحظة التحول الفارقة التي نحياها.
نلت جائزة في مجال النقد فى الوقت الذى يرى فيه البعض أن النقد يعانى كثيراً , فكيف ترين المشهد النقدى؟
بالفعل, إن النقد التشكيلى فى مصر يعانى الكثير, حيث إنه لا يوازى حركة الفنون التشكيلية التي تسير بخطى سريعة فيها غنى وثراء وتجارب كثيرة . كما لا توجد جهة متخصصة تدرس النقد التشكيلى, حيث إن الجهة الوحيدة هى معهد النقد الفنى, وهو للدراسات العليا فقط, كما أنه شامل لمختلف الفنون من فن تشكيلى ومسرح وسينما, مما لا يعطى الفرصة للتخصص الدقيق . ومعظم النقاد التشكيليين يقدمون نقداً صحافياً وليس نقداً فنياً, كما أن هناك بعض الفنانين الذين يقدمون اجتهادات مثل الذى يحاول أن يكتب لكى يفهم الفن بطريقة أعمق فالكتابة تثرى الرؤية والعكس. ومن هنا أصبح النقد يتم عن طريق إعداد الناقد لنفسه.
إذا كانت هذه حال النقد, فماذا عن المشهد التشكيلى بصفة عامة؟
الحركة التشكيلية غنية وهي تضج بكل ما يحدث في العالم. ولكن عندما يكون الفن فى حالة حركة من الصعب الحكم عليه, وعموماً, لدينا نوع من الثراء والتنوع فى التجارب فى الأجيال المختلفة, كما توجد حركة تشكيلية قوية, لكن يجب أن تتضمن جميع الأجيال وألا نقصر اهتمامنا على جيل واحد, وهو الجيل المعاصر الذى له توجه واحد نحو الميديا الحديثة, يجب أن تسير جميع الفنون بالتوازى, واكتمال الفنون لا يلغى فناً آخر أو يقلل من قيمته، لأن تاريخ الفن في النهاية سيقوم بالتصفية, ويستمر فقط كل ما له قيمة أياً كان الوسيط الخاص به.
جناحان
كيف تصفين علاقتك بالريشة والقلم؟
كتبت منذ فترة أن الكتابة والرسم هما جناحاى وأنهما يسيران معاً بشكل متوازى يحقق لى نوعاً من التوازن والمتعة الجميلة. كما يؤكد كل منهما الآخر ويكمله. الكتابة تجعلنى أرى الفن بصورة أجمل. والفن يجعلنى أكثر حماسة للنظر الي التجارب الأخرى ومحاولة فهمها وتحليلها وتنظيرها، ومن ثم الكتابة عنها. الفن والكتابة هما الجناحان اللذان أطير بهما. وهما المنطقة الإنسانية والحالة فى حياتى وبهما أحقق نفسى.
منذ بدايتك في عالم الفن التشكيلى ظهر اهتمامك بالأسطورة اليونانية والرمز والمرأة, فما السبب؟
أثناء دراستى الفنون الجميلة, فكرت فى مشكلة المرأة وافتقارها إلى الحرية, وتعرضها لنوع من تحجيم العقل والحرية. وكنت أنظر الي تمثال أفروديت في كلية الفنون كمثال للمرأة الجميلة, فكان يستهوينى, وما أضاف إليه بعداً درامياً هو أنه بلا رأس أو يد. وهذا ما كان يجعله يذكرنى بالمرأة وبمن ينظر إليها على أنها بلا عقل أو قدرة على التصرف. كما أن التمثال كان حبيساً في ` فاترينة ` مثلما المرأة حبيسة . وكان هذا مثيرا لاهتمامى بهذا العنصر كى أعيد تصويره في تجربتي عام 1988 . وبعد ذلك, تحولت إلى أعمال أكثر تجريدية وأقل مباشرة. بالنسبة إلى الرمز, أرى أن لكل فنان رموزه مثل الحرف أو اللون وغير ذلك, وليست لدى رموز معينة أتعمد استخدامها, إنما هى مفردات للشكل احتاجها فى عملى. .
المرأة العربية
كامرأة وفنانة كيف ترين وضع المرأة العربية؟
لقد حققت المرأة العربية وجوداً كبيراً فى جميع مناحى الحياة. ولكنها في الوقت نفسة مطالبة بأن تبذل جهدا مضاعفاً عندما تتبوأ أى منصب أو مكانة, لان مجتمعنا يتسم بنظرة ذكورية تنتقص من جهد المرأة دائماً لمجرد أنها امرأة. وهذا يمثل عبئا عليها. وهى مطالبة بأن تثبت أحقيتها في ما وصلت إليه بين الرجال.
من تجربتك, هل استطاعت المرأة العربية أن توجد لها ملمحا خاصاً فى الحركة التشكيلية؟
لقد شاركت فى معارض وملتقيات عدة فى معظم الدولة العربية والأجنبية. وأستطيع القول إنه حدثت طفرة كبيرة للمرأة فى الفن التشكيلى وإسهاماته الفنية. وإن كانت تجربة المرأة فى هذا المجال تفتقر إلى الجرأة، لأن بداية اتصالها بالعالم التشكيلى جاءت متأخرة نوعاً ما. لذا, هى تفتقد القدرة علي التجريب. ولكن فى الوقت نفسة لدينا العديد من الباحثات والمبدعات والخطوة المقبلة ستكون للمرأة.
هل لديك عادات أو طقوس معينة تمارسينها أثناء الكتابة أو الرسم؟
ليست لدى رفاهية ممارسة أى طقوس, فحياتى مليئة بالتفاصيل والأعياء. فأنا أستاذة جامعية وأشرف على العديد من الرسائل والأبحاث ولى مشاركات عديدة في الحياة الثقافية, إضافة إلى كونى كاتبة وفنانة أتحمل العديد من المسؤوليات, كما أنى أم لثلاثة أبناء. الوقت المتبقى لى قليل, أحاول استثمارة. والطقوس بالنسبة إلى هي العمل ذاته والرسم. احب أن اكون في حالة نفسية جيدة ، فليس لدى طقوس معينة وانما أحلم بأن أجد وقتاً للعمل والرسم.
وسط هذه الاعباء متى تمارسين الرسم؟
أحاول أن اتحايل على الوقت الضيق, وأقتطع من وقت راحتى كى أرسم, لأن الرسم يعيننى علي الحياة, وكذلك الكتابة, لأنهما أصبحا من عوامل السعادة المتبقية لى في الحياة.
هل تشعرين بانتمائك إلى مدرسة او اتجاه معين فى الفن؟
أقرب اتجاه الي تجربتى هو اتجاه التجريدية التعبيرية, وهو الذى مازال يرتبط بمفردات الواقع والتراث الذى يعتمد على التعبير اكثر من التجريب المطلق.
ما خطوط اللون الأساسية التي تنطلقين من خلالها؟
لا أستطيع تحديد خطوط ألوان معينة, ولكنى أعمل بشكل يعتمد على التدفق التلقائى والانفعال الوقتى بالتعامل مع العمل الفنى. كما استخدم خامات مختلفة ومختلطة والهدف الأساسى هو الإحساس بالعمل بشكل تلقائي صادق أياً كانت المفردات التي أرسمها.
لكل مبدع هدف أو رسالة يسعى إلى نشرها فماذا عنك؟
اسعى إلى تحقيق هدفى وهو أن الفن يمثل منطقة الحلم في حياتنا وإذا فقدنا هذه المنطقة ستصبح حياتنا قاسية جداً. أتمنى ألا نفقد علاقتنا بالفنون بصفة عامة وسط اللهاث خلف الحياة وصراعاتها, فلابد أن يرتبط الإنسان بالفنون بصفة عامة, وليس بالضرورة أن يمارسها, ولكن ربما من خلال تذوقه لها وتقوية علاقتنا بالفن التشكيلى لأنه مازال يعيش فى عزلة داخل المجتمع.
اثر الثورة
كيف ترين `ثورة 25 يناير` واثرها في الحركة التشكيلية؟
هي ثورة عظيمة بكل المقاييس, وأحدثت نوعاً من الثورة الداخلية لدى الفنان ودفعته إلى التجديد من خلال أحلامه ورؤيته للأمور, وأعطته بعداً آخر أعمق وأشمل, وهى ستؤدى إلى تغيير كل ما حولنا للأفضل بما فى ذلك الفن التشكيلي.
أخيراً, هل لديك حكمة او فلسفة معينة في الحياه تؤمنين بها؟
نعم وهى أن العاطفة هي المدخل لكل إجاز جميل فى حياتنا.

سماح عبد السلام
زهرة الخليج 3-9-2011
الفنانة امل نصر :الكتاب غير مسار حياتى
فى هذا اللقاء ، تتحدث الفنانة والناقدة التشكيلية المصرية الدكتوراة أمل نصر عن آخر قراءاتها ، مسللطة الضوء على علاقتها بالكلمة والكتاب.
تقرأ كتاب ` الغرابة ` لشاكر عبد الحميد
تعترف الفنانة والناقدة التشكيلية الدكتورة أمل نصر بدور القراءة الكبيرة في حياتها, حيث تكشف أنها أسهمت في تعدد مجالات المعرفة والعمل لديها لتعطيها درجة من التميز والمهنية في العمل, وهى تؤكد فى هذا الحوار أن علاقتها بالكتاب ` قديمة ووثقيه جدا`. وتعترف بأنه كان للكتاب دور محورى في تغيير مسار حياتها.
كيف تصفين علاقتك بالكتاب اليوم؟
علاقتي بالكتاب قديمة ووثيقة جداً, فأنا أحب القراءة منذ الطفولة, حيث كان والدى يحفزنى عليها. وكنت أعتبر اليوم الذى نذهب فيه الى معرض الكتاب بمثابة عيد أو احتفال, لقد كنت أمينة مكتبة الفصل خلال المرحلة الابتدائية, ومن ثم أصبحت على معرفة بجميع الكتب الموجودة فيها. ومازالت علاقتى بالكتاب قوية حتى الساعة.
ثمة تنوع في قراءتك , فإلى أي مدى تحرصين على ذلك؟
بالفعل أحرص علي التنوع في القراءة , ولكن لضيق الوقت أركز علي الكتب المرتبطة بالفن التشكيلى, إلا إذا تطلب الآمر التوسع واللجوء الي التنوع.
كيف ترصدين دور الكتاب في حياتك كفنانة وناقدة وأستاذة جامعية؟
لقد ترك الكتاب التأثير الأكبر في حياتي. وإذا كان لدى تميز ما, فانه يرجع الى الكتاب وإلى علاقتى بالقراءة ، لأن الجانب المعرفى يعطى الفنان درجة من التميز والبعد. باختصار, لقد لعب الكتاب دوراً مهما ومحوريا في تشكيل مسار حياتى.
ما أول كتاب أثر في حياتك؟
لقد قرات كتاب ` ثمن الحرية` وأنا طفلة وتأثرت به كثيراً, حيث كان يدعو الي العديد من القيم والمبادئ السامية.
ما اخر قراءتك؟
كتاب ` الغرابة المفهوم وتجلياته في الادب` ، للدكتور شاكر عبد الحميد. حيث إنى أحتفى بأى كتاب له لأنه يشكل نواة مكتبة تشكيلية تربط بين علم نفس الإبداع والإبداع نفسة. كما يعد الكتاب نفسة من الكتابات العميقة جدا ينقلنا من بهجة الصورة إلى عبقرية الكلمات.
ما اهم الأفكار والاسس التي يدور حولها هذا الكتاب؟
يتطرق الي موضوع مهم جداً, حيث يتداخل مع موضوعات كثيرة أخرى, خاصة بعملية الإبداع والفن والإدراك وتاريخ الفن. الغرابة في جوهرها خوف يتطلع الي الآمن ورعب يتشوق للاطمئنان..الغرابة حياتية وجمالية , وتتعلق بكل ما هو غريب وغير مألوف بالنسبة إلى العادي من الآمور والمشاعر. فهذا العادى, قد يتم فيه الامتداد حتي يصبح غريبًا, وهو ما يعنى أن الغرابة تولد من العادى, كما أن كل موضوعات الرعب, حتي ولو كانت صغيرة الحجم, تكون قادرة على إثارة الخوف, كما يبين المؤلف , أن الخبرات الغريبة غالباً ما تكون مثيرة للاضطراب, وذلك لأنها توحى باحتمال وقوع أحداث مفاجئة , أو تغيرات عنيفة فى مسار الحدث الجارى، إذ إنها تستثير مشاعر الشك، وعدم اليقين والالتباس الملازم للخوف.
ما الذى يجذبك إلى كتابات الدكتور شاكر عبد الحميد؟
معظم الكتابات التى تتطرق إلى علم النفس والجمال, تكون كتابات نظرية ذات لغة صعبة وعسيرة. كما أن محاولة الفهم تقطع الاستمتاع بالقراءة. ومن ثم تظل الكتابة نظرية فلسفية منفصلة عن العملية الإبداعية. لكن الدكتور شاكر يجمع بين الاثنتين , حيث نفهم العملية الإبداعية والفنون, لأنه يفهم تخصصه فى علم النفس الإبداعى, وبهذا يصنع الربط المطلوب بين الاثنتين.
ما أهم الكتب التي تتحضرين لمطالعتها قريباً؟
لدى كتب كثيرة أضعها على قائمة الانتظار. كما أن اختيارى الكتب المقبلة مرتبط بموضوعات استعد للكتابة عنها.
هل من حكمة أو فلسفة معينة تؤمنين بها؟
ليست فلسفة, ولكنى أسعى إلى أن أعمل بروح التلميذة, وطول الوقت لدى رغبة في التعليم ومحاولة تنمية مساحة المعرفة لدى, لأنى إذا لم أسع إلى ذلك بعمل دؤوب ومجهود كبير, سوف تقل قيمتى المعرفية.
كيف ترين الساحة التشكيلية حاليا؟
لاشك في أن المشهد التشكيلى المصري مواكب لمشكلات التشكيل فى العالم, ويحدث فيه ارتباك بسبب الأحداث الأخيرة فى مصر, التى جعلت المعارض الأساسية لا تقاوم بانتظام . بالتالى ، لا تحدث نتائج إيجابية كثيرة ما عدا القليل منها. المشهد فيه أشياء كثيرة لم تستقر بعد.
ماذا عن المشهد النقدى بصفتك ناقدة؟
أنا أعتبر نفسي باحثة فى مجال الفنون أكثر من كونى ناقدة, لان النقد يحتاج الي تفرغ وجهد, وحتى تكون لدينا حركة تشكيلية توازى الحركة الإبداعية, لابد أن تكون هناك جهات تعد لوجود جيل جديد من النقاد.
أخيراً , هل تعتقدين أن الكتاب الورقى بخير مع تعدد وسائل المعرفة الحديثة؟
الكتاب ليس بخير, حيث ظهرت له بدائل متعددة . وأنا أتمنى أن تظل العلاقة موصولة بالكتاب الذى تمسكه بأيدينا ونصطحبة إلى كل مكان نذهب إليه, لكن القراءات السريعة على الـ ` نت` لا تعطى الاستغراق والتأمل المطلوب فى عملية القراءة. وبصراحة, عندما اضطر إلى القراءة على الـ ` نت` أطبع ما أريد, ثم أقرأه على الورق, حيث أشعر بامتلاكى له.

سماح عبد السلام
زهرة الخليج 31-3-2012
معزوفة تجريدية على إيقاع الشعر والموسيقى
تحولات اللون والشكل في معرض السكندرية امل نصر
عوالم شيقة من الرؤى والانفعالات والمشاعر الإنسانية, تطرحها الفنانة السكندرية أمل نصر فى معرضها المقام حاليا بمركز الجزيرة بالقاهرة . تنفتح اللوحات على الداخل الإنسانى وتحاور لحظات ضعفة وقوته وحيرته في تكوينات تجريدية مفعمة بحيوية اللون والخط والفراغ , تعززها رؤية خاصة مثقلة بتراكم الخبر وهواجس السؤال الذى أرى أنه مفتاح أساسى للولوج إلى عالم اللوحة. فعبر لوحات المعرض تتنوع مسارات السؤال فأحيانا يبدو شائكا وملتبسا ومتوترا, يبحث عن لحظه خاصة شاردة في الزمن والواقع والعناصر والأشياء, يحاول أن يمسك بها عبر تفاصيل اللوحة بكل تقاطعاتها الفكرية ومقوماتها الفنية. وأحيانا يتحرك السؤال فى منطقة وسطى ما بين البوح والصمت, وكانه تجسيد لحيرة الوجود الإنسانى, وعلاقة الحلم بالواقع فى عالم ضاغط مسكون باللهاث والترصد من كل اتجاه.
وبين السكون والإشراق تتجسد ماهية السؤال تشكيليا, وتتعدى صورها فى المعرض, ففى بعض اللوحات نحس برودة الحياة وخواءها, حيث تسترخى الخطوط على السطح وتبدو في حالة همود واضحة, كما يختفى إيقاعها العصبى المتوتر, وتنزع الأشكال والكتل اللونية الداكنة إلى حالة من الحياد سواء فى علاقتها مع بعضها بعضا, أو علاقاتها مع بقية عناصر اللوحة..
إنها حالة من السكون الفارغ تبحث عن الوجه الأخر المشمس, فى مرآه الذات والوجود.
وفى لوحات أخرى تتعمد الفنانة خدش حياء هذا السكون, فالألوان الداكنة تصفو فى نسق لونى أحادى, وتشف وتتوهج بحمرتها وزرقته وخضرتها على السطح وفى حنايا التكوين, وأيضا في تموجات خطية ولطشات لونية مثيرة ومشوقة تبرز ماهية الشكل وعلاقته باللون, وكأنهما ضفيرة واحدة, يفيض كلاهما عن الأخر ويكونه فى الوقت نفسة, فى أشكال مجردة, وعبر فضاء تشكيلى شديدة التكثيف والاختزال, فلوحات المعرض على الرغم من حجمها الصغير نجحت فى إشاعة جو من الألفة والحميمية، وفى إثارة غنائية شعرية مشربة بنفس موسيقى خطفت عين المشاهد فى الكثير من اللوحات.
تولى الفنانة اهتمامات خاصا بالضوء, فرغم أن اللوحات لا تعتمد فى الغالب على مساحات لونية صريحة , فإنها تنجح فى خلق مسارات لافته للضوء من الشقوق والحزوزات بين الخطوط والاشكال, ومن تدرجات اللون بين التوهج والسطوع, لذلك نرى الضوء يرعش أحيانا, ويومض فى أحيان أخرى بخفة في اللوحات وفى الوقت نفسة يغمر الأشكال من اتجاهات شتى, تعززه مهارة فائقة ومرنة في تنويع ضربات الفرشاة, وتوافق نفسى بين قوة الارتجال على السطح وطبيعة العجينة اللونية المتنوعة بين ألوان الماء وأقلام الحبر والباستيل والأكريلك أحيانا, مما يكسب السطح قواما تجريديا خاصا.
والطريف أن لوحات أمل نصر على الرغم من نسقها التجريدي لا تغيب الوجود الإنسانى وإنما تحتفى به, وتتقاطع معه فى ماضية وحاضره ومستقبلة, يبرز ذلك فى عدد من لوحات المعرض, حيث تحتفى الفنانة بخبرة البشر فى صناعة الفن والحياة من خلال استعارات فنية متنوعة ، لأيقونات ورموز وعناصر ومقومات فنية حضارية, فرعونية ويونانية ومن التراث الشعبى على شكل نباتات وحيوانات وحروف وبشر وعلامات واللافت أن هذه الرموز لا توجد فى اللوحات على سبيل التوكيد أو التضايف المنطقى, أو الحلية والزخرف, وإنما تكتسب وجودا مغايراً من أجواء اللوحة, من مقدرتها على التعايش وسط وسيط فنى مغاير, قادر بحيويتة على أن يمنحها هوية جديدة, لا تطمس هويتها السابقة وإنما تدفعها لأن تطل على روحها من خلال نافذة اللوحة نفسها.
ومن ثم يبدو الحضور الإنسانى, وكأنه التجلى الأعمق للذات فى اللوحة ..
فليس غريبا أمام الكثير من لوحات المعرض أن تنتابك مشاعر وانفعالات جمة , إذ يمكن أن تحس بالبكاء في خضرة اللون, أو بنشوى مجروحة وأحلام منسية ومسروقة فى خربشات الأزرق, وتموجات وتعرجات الخطوط , حتى ليبدو المعرض وكأنه بمثابة تحريض على اكتشاف الطاقة وحيوية الخلاص المطمورين فى داخلك .

الشرق الأوسط 24-10-2012
`امل نصر :المرأة محور تجربة ` الجسد يستعيد حلمة
النقد التشكيلى الراهن قائم على جهود فردية بلا دعم مؤسسى مستقر ودائم حتى مع تغير الأفراد.
` بنوستالجيا خاصة تستحضر الدكتورة والناقدة التشكيلية أمل نصر ملامح الجسد الإنساني محملا بانشغالات جديدة مع الحفاظ علي الوجه وحضوره من خلال معرضها الاخير` الجسد يستعيد حلمه ` تضع د. أمل يدها علي مشكلة النقد التشكيلي الراهن لتبرز العوار الذى يشوبه موضحة ما له وما عليه.
ما الإطار الذى يتناوله معرضك الأخير ` الجسد يستعيد حلمه` ؟.
المرأة هى محور هذه التجربة كانت أعمالى فى التجارب السابقة تبدو كأسطح حفائرية تنطمر في نسيجها رموزا وحروفا وإشارات وكتابات تصويرية وعلامات كونية وكان جسد المرأة هو العامل المشترك في غالبية المراحل وإن كان يتوارى بين زخم من التفاصيل لا تكاد العين أن تلحظة حتي أتاحت لها تجربتي الأخيرة حضورا منفردا تتبدى فيه كبطلة أسرد فوق وجهها وجسدها كل حكاياتى الصغيرة كل آلامى وأفراحي، انكساراتى وانتصاراتى من خلال طلة أنثوية أعريت مؤخرا عن رغبتها في الحضور.
إنه سرد لسيرة حياة امتلكت مؤخرا شجاعة سردها في أعمالي.
يتجلى اهتمامك بالأسطورة اليونانية والرمز والمرأة ، فما الذى يغريك بهذه الايقونات؟
بدأ اهتمامي بالأسطورة منذ قدمت مشروع التخرج عام 1988، حيث كانت تمثال ربه الجمال أفروديت هو مفردتى الأساسية ثم لحق بها تمثال النصر المجنح ، وكانت هذه المفردات هى التي تعبر عن أفكارى المتعلقة بقضايا المرأة التي شغلتنى منذ ذلك الوقت ، حيث أثارنى أثناء فترة دراستى الأكاديمية في زياراتنا الميدانية للمتحف اليوناني الرومانى بالإسكندرية دولاب خشبى ممتلئى بمجموعة تماثيل لأفروديت تظهر بلا رءوس وبلا أطراف وفى أوضاع نحتية مختلفة وكنت أرى وقتها أنها في حالتها الراهنة تعبر عن النظرة للمرأة كأنها بلا عقل وبلا قدرة علي الفعل..
وفى مجموعة هذا المعرض أستحضر في نوستالجيا خاصة ملامح هذا الجسد محمل بانشغالات جديدة مع الحفاظ علي الوجه وحضوره.
تتبعين الاتجاه التجريدي التعبيرى فلماذا هذا الاسلوب تحديدا؟
ربما لأنه الاتجاه الذى يتناسب مع ميولى لتحميل الأشكال المجردة بمضامين انفعالية ووجدانية بأداء حر واستجابة لحالة العفوية اللحظية وقت ممارسة العمل. ومحاولة للاستفادة من تلك الحرية التي تمنحها الأشكال المجردة عن الارتباط بوصف أشياء محددة. حيث استعين غالبا بمفردات بسيطة وأحاول صياغتها في مجال قادر علي استحضار المعاني العاطفية والإنسانية , والاستمتاع بالخامة حتى تصنع مزيجا يستقبل جيدا المفردات البصرية الي طرحتها حالة كل عمل فكانت موحية لطرح بعض المعاني دون ارتباط بمضمون وصفى فالأداء السريع ليد لا تخاف علي شكل عنصر تفقده يسهل مهمة التدفق الانفعالى القادر على التواصل ونقل القيم التعبيرية، فقد يحمل التراكب المختلف التأثير للمسات الصغيرة إحساسا بالألفة والتقارب ، وقد يحمل خطا مائلا مندفعا قيم العمق واختراق الفراغ دون أن يعتمد الشكل على المنظور المعتاد ، وقد يعطى خطا عرضيا مرتفعا في لوحة تجريدية إحساس الأفق البعيد دون احتياج لوجود سماء وبحر وأرض، وأحيانا ما يبدو العمل كأنما يصور مشهدا لديناميكية الطاقة من خلال شلال من الأشكال والألوان مشحونا بالإحساسات والصور الذهنية والمرئيات فاللوحة التصويرية هي إحدى تلك الصيغ التى يمكن أن تتيح نوعا من اللقاء التعاطفى بين الفنان والمتلقى عبر محاولة لصياغة الوجدان الإنسانى بلغة أكثر بلاغة من الكلمة.
تمارسين النقد، فكيف تنظرين للمقولة الدائمة المهاجمة للحركة النقدية باعتبارها لا توازى مع قرينتها التشكيلية ؟
هناك نقاد جادون قدموا كتابات نقدية مهمة على مدار الحركة التشكيلية المصرية ولهم جهد مشكور في إعداد أنفسهم كنقاد حيث نفتقد لجهة متخصصة لإعداد الناقد التشكيلي، وحتي الجهات المنوطة بتدريسه في بعض مراحلها لم تسهم في تقديم نقاد جدد للمشهد. ذلك أن ممارسة النقد تستلزم الجمع بين عدة قدرات لا يتيحها التعليم الأكاديمى وحده . ولكن المشكلة أن عدد النقاد الحالى لا يوازى الزيادة المطردة للفنانين ، كذلك فهناك ندرة فى مساحات النشر التي تتيح تقديم دراسات تحليلية تغطى تجربة الفنان والمساحات المتاحة فى الصحف والمجلات تكفى بالكاد لعرض أخبار المعارض ، يجب أن يكون هناك تواجد فعلي للناقد في جميع الفعاليات لتقديمها وتحليل تجاربها الفنية لترك مطبوعة متخصصة توثق للفعالية الفنية وللتجارب الإبداعية التي طرحت من خلالها.
لا يمكن أن نحمل أفراد مسئولية مؤسسة، لا توجد استراتيجية واضحة لتدعيم حركة النقد التشكيلى المصرى القائم الآن علي جهود فردية بلا دعم مؤسسى مستقر ودائم حتى مع تغير الأفراد، الفنان يجد من يشترى عمله الفنى ويرشح للسفر كقوميسير وكفنان عارض وكمشارك في الورش الفنية ، والناقد يكتب في منزلة مجانا أو بمكافأة زهيدة للغاية كأن لا قيمة لوقته وجهده ودوره ، ولا تتاح له فرصة المشاركات الخارجية لتجديد الخبرات لا كناقد مصاحب للمعارض الدولية ولا للمشاركة في الورش النقدية ولا اتحدث هنا عن نفسى فقد شاركت بجهدى الشخصي في العديد من الفعاليات الخارجية لكن اتحدث عن عموم حالة النقد المصرى .
ماذا عن تجربتك الذاتية في مجال النقد التشكيلى وقد انجزت عدة كتب وابحاث نقدية ، كما نلت جائزة الدولة التشجيعة في هذا المجال؟
دخلت النقد من باب البحث الأكاديمى الذى رافقة محبة قديمة للكتاب دعمها الجانب المعرفى لى كدارسة للفن ثم كفنانة، وأنا أتعامل مع النص النقدى كعمل أبداعى ذاتى، أكتب عما أحب الكتابة عنه من تجارب واحيانا أحب تجارب ولا اجد داخلى الرغبة في الكتابة عنها أو لا أجد الوقت. فأنا لست متفرغة كناقدة فنية لأنى بالأساس فنانة وأستاذ بالجامعة ، كذلك أنا لا أعمل بالصحافة فأقوم بتقديم متابعات للمعارض ، ولا أتأبط أوراقى وأركض خلف الفنان كلما قدم تجربة أكتب له عنها، أمارس النقد بشكل فنى مزاجى ولا شىء يرغمنى على غير ذلك. لكن آفة الوسط التشكيلى هي افتقاد الموضوعية ، إذا كتبت عن الفنان فأنت أكبر ناقد إذا لم تكتب عنى فأنت ناقد هزيل ، إذا اشترك الفنان في فعالية فهى أعظم حدث فنى وإذا لم يدع للاشتراك فيها فهى حدث تافه ولا قيمة لها وهكذا تتقلب المواقف حسب الهواء والمصلحة الشخصية إلا فيما ندر.
كذلك فإننى في بعض الأحيان بما يتفق مع قناعاتى أقدم كتاباتى النقدية بتكليف مسبق من قطاع الفنون التشكيلية أو من صندوق التنمية الثقافية أو من جمعية محبى الفنون الجميلة أو من دورية فنية منتظمة...، أو أقوم بكتابة دراسات نقدية أو مقدمات لكتالوجات المعارض بطلب من بعض الفنانين الأساتذة والزملاء وحتى المعارض الجماعية للطلاب فى محاولة لتقديمهم ، وكذلك تقوم جهات أخرى خارج مصر باستكتابى لدراسات مرتبطة بأحداثهم الفنية ، لكنني في جميع الأحوال لا أقدم تبرعات بالكتابة النقدية لمن لا يقدر ما أكتب.
يقال إن النقد التشكيلي ينصب على المجاملة أكثر من التوجيه... تعليقك؟
الناقد الذى يعطى قيمة لما لا قيمة له تحت بند المجاملة يفقد مصداقيته. مع الوضع في الاعتبار أننا لا نستطيع أن نخلص الناقد تماما من فكرة التفضيلات الشخصية التى يحددها معياره النقدى والجمالى الخاص .علما بأن الدور الأساسى للناقد يتمثل في متابعة وتحليل الإنتاج الإبداعى المعاصر في تغيراته المستمرة ، وأود أن نشير إلى قضية مهمة سابقة وأساسية هى أن النقد يتعامل مع اللغة فهو يترجم العمل الفنى من لغته التشكيلية إلى لغة الكتابة، وطالما أننا لا يمكن أن نترجم من لغة إلى أخرى إلا إذا كنا فهمنا معنى ما يقال ونستطيع إعادة تأسيسية في وسيط اللغة الأخرى، فان ذلك يؤكد أمرين أولا أهمية وعى الناقد ورؤيته للعمل الفنى ، ثانيا أهمية اللغة وهى الأداه التى يفسر بها هذا العمل حتى يستطيع تحويل رؤيته التشكيلية إلى رؤية مكتوبة تفتح للمشاهد قنوات للتلاقى مرة أخرى مع هذا العمل .
ومشكلة لغة النقد التشكيلى فى مصر هي أنها إما لغة مفرمطة فى بساطتها واحيانا سطحيتها تفترض مسبق محدودية وعى القارئ ، أو مغرقة في تغريبها تحاول أن تحتل مكانة متسامية على حساب القارئ الذى يشعر في الحالة الاولى أنه تلقى خبرا عاديا عن موضوع لم يثر اهتمامه، ويشعر في الحالة الثانية بأن كيانا غريبا عنه يدعوه للتشكيك ويفقده الثقة في نفسة أو يشعره بانفصاله عن ذلك العالم وفى الحالتين تتحقق حالة الانفصال بين المتلقى وبين المبدع الآن الناقد لم يحسن تقديم دوره ، والنتيجة أن الجمهور أصبح يشعر أن حركة النقد كلتيهما قد انغلقت على ذاتها وانفصلت عن وعيه ولغة ثقافته .الحياتية ، مما أشعره أنه ليس بحاجة حقيقية إليهما.
سماح عبد السلام
القاهرة : 3-5-2016
مرايا العاطفة - يرصد واقع الفن التشكيلى المصرى المعاصر
ضمن سلسلة آفاق الفن التشكيلى صدر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب (مرايا العاطفة) للفنانة التشكيلية والناقدة الدكتورة أمل نصر ، تناول الكتاب واقع الفن التشكيلى المصرى المعاصر ، تتميز الفنانة بتقديم نصها النقدى بمنهج علمى مؤسس على معرفة عميقة بفلسفات الفن وتجلياتة فى الحضارات وبالمدارس الفنية ، وانطلاقا من أن اللوحات الفنية مرآة كشافة للعواطف ، قد تناولت فية أعمالاً 30فنان وفنانة تشكيلية من أجيال مختلفة جميعهم يربطهم الأسلوب التجريدى من زاوية البعد العاطفى والانسانى .
يستخدم هؤلاء الفنانين التجريدين عناصر حية تجمع بين البشر والطبيعة والعمارة والبحر وشتى المخلوقات المشخصة بعد اختزالها فى جوهرها المجرد وتأثيرها العاطفى والانسانى لتبقى فى النهاية ، القيم الصافية أو المقطرة للفن .. وإن اختلفت من فنان إلى آخر ــ طبقا للمؤلفة ــ بحسب موهبتة ورؤيتة الفكرية ، وتوجهة المدرسى ، بين التعبيرية والسريالية والتجريدية الغنائية ، ولأن التجريدية من الأساليب الفنية التى يساء فهمها وقد يصعب استيعابها كونها تخلو من عناصر الانسانية والطبيعية ومن مشاهد متعارف عليها ، كما يصنف هذا الاتجاه أنة بعيد عن الهوية المصرية وملامحها ويزيد من مساحة غربة الفن واتساع المسافة بين الفنان والمتلقى يحثت الكاتبة عن المشتركات عن الاشكال التجريدية المترسبة فى الذاكرة الجمعية والوجدان الشعبى للمصريين ، كما كشف عن الجوهر والبناء الكلى للعناصر .
ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول ، الاول تحت عنوان (الحياة .. الذاكرة .. اللوحة) وفية تتناول تاريخ الفكر التجريدى للعناصر بدء من رسوم الإنسان البدائى وأولى نقوشة على الصخور ، وهذا يؤكد انه ابتعد عن المحاكام البصرية وقدم تجريدا انتقائياً ، وكذلك فنون الحضارات المصرية القديمة ضرا مختلفا من التجريد ، وهو أسلوب تسطيح الشكل وإظهارة كاملا ، وبالنسب نفسها ، وأيضا الفنون الهنديا القديمة التى قامت بتمثيل مشاعر الرهبة والتبجيل ، كما تناولت الفن الصينى والبزنطى وصولا الى التجريد فى الفن الاسلامى الذى افترض وجود تقابل أو تضاد بين تمثيل أو نقل وصفى للعالم المرئى إلى العمل الفنى ، ثم التجريد الحديث وحشد الطاقة الوجدانيةى العاطفية .
وجاء الفصل الثانى تحت عنوان (بين التجريد والطبيعة) . وتناول عدد من الفنانين منهم لاعمال الفنان صبرى حجازى ( المدينة الطبيعة التجريد ) . والفنان عبد السلام عيد (الكولاج ثنائية البناء والهدم ) والفنانة نعيمة الشبشينى (تحية للطبيعة والتاريخ والحياة ) ، الفنان عز الدين نجيب ( مشاهد الرؤى المضيئة ) وغيرهم .
تناول الفصل الثالث مجال التشخيص تحت عنوان (تشخيص على ضفاف التجريد) تناولت مجموعة اخرى من الفنانين منهم سعيد العدوى ( المرور الخاطف بالحياة ) الفنانة زينب السجينى ( بنات زينب ) والفنانة رباب نمر ( الميدوزا الجديدة ) والفنان فرغلى عبد الحفيظ ( ذاكرة حلم ) والفنان جميل شفيق ( سيدات البحر ) ، حمدى عبد الله ( سحر الخط ) الفنان حلمى التونى ( ايقونات مصرية ) وآخرون .
أما الفصل الرابع فجاء تحت عنوان ( حياة الاشكال ) الفنان محمود عيد الله ( التجريد بين الذهن والبصيرة ) . والفنان احمد نوار ( جماليات الطاقة ) الفنان فاروق شحاتة ( من التشخيص الى التجريد ) وأخرون ويقع الكتاب فى 251 صفحة بينهم قرابة المائة صفحة بالألوان للوحات الفنانين التى تناولتهم الكاتبة بالنقد والتحليل .

روز اليوسف : 13-4-2014
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث