Page 18 - Fenoun Masreya
P. 18
ال�شمالية بتبليطات من الحجر الأمل�س كانت ت�ستغل للتقويم بتحرك ظلال الهرم عليها طوال الوقت‪ ،‬والتى وجد‬
‫�أن عر�ضها يتفق مع ارتفاع المبنى حين ا�ستعماله مر�ص ًدا فلك ًيا‪ ،‬وقبل �أن يتحول �إلى �صرح هرمى بعد أ�ن أ�دى‬
‫مهمته فى جمع أ��سرار المعرفة وعلوم الحياة بداخله وت�سجيل تاريخ العالم من بداية الخلق إ�لى البعث عن طريق‬

‫علم الفلك ور�اسئل القبة ال�سماوية‪.‬‬
‫تبقى الفر�ضيات محل التدقيق العلمى والتاريخى لتبيان الحقيقة وت�صحيح الموروث التاريخى ال�اسئد اليوم‪،‬‬
‫ولكننا نتفاعل مع الفر�ضية ونتناغم مع معطياتها لنتمكن من ا�ستقراء الطاقات الكامنة بحق فى المكان وا إلبداع‬
‫الإن�اسنى المعمارى العلمى والح�اضرى لتلك المنظومة‪ ،‬وعندها وبعدها يمكننا الدخول إ�ليها باحترام لأقدم منظومة‬
‫معرفية مازالت باقية و�شاهدة على ح�اضرة ا ألقدمين‪ .‬وتعتمد منهجية هذا المخطط التراثى لتطوير اله�ضبة على‬
‫إ�عادة اكت�شاف مكنونات المكان ذاته والأن�اسق والقانون التى �أبدع من خلالها تلك المنظومة المعمارية للقيام‬
‫بوظيفة معرفية �ضمن ح�اضرة زمانها‪ ،‬ومع اعتقادنا ب�صحة فر�ضيتنا �أن الأهرامات �أوتاد �أو منارات �أو مرا�صد‬
‫تتكامل وترتبط مع نقط أ�و ب ؤ�ر معلومة لها مدلولاتها المعرفية عند الم�صرى القديم‪ ،‬ولكنها للأ�سف لم ت�صل إ�لينا‬
‫مبا ٍن لخدمة الهجانة والخدمات البيطرية الملحقة ب�شكل مادى‪ ،‬ولكننا ن�ستدل على وجودها‪ ،‬ومع ا�ستقراء تلك الا�ستدلالات نر�سم المنظومة الهند�سية لتلك‬

‫‪18‬‬
   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23