Page 36 - Fenoun Masreya
P. 36
وتتجه تلك الر�ؤية للك�شف عن ذات المكان والميلاد والمولود فى الوقت نف�سه‪ ،‬والعودة بالح�اضرة من الما�ضى‬
‫�إلى الحا�ضر حتى تتفتح المجالات الب�صرية للزائر أ�و العابر ليرى ويتفاعل مع هذا الموجود وتلك المعطيات الرا�سخة‬

‫فى قلب المحجر رغم عدم اكتمالها �أو ميلادها �أو حتى غيابها وترك ما يدل على ميلادها‪.‬‬
‫يدخل الزائر إ�لى ح�ضن الجبل‪� ..‬إلى المحجر ـ رحم الطبيعة‪ ،‬وك أ�نها م�شاركة متجددة فى الميلاد ت�ستمر معه تلك‬
‫الأحا�سي�س بالباطن أ�و بالداخل‪ ،‬يتدرج فى حركته وم�اسره بين ال�سطوح والم�ستويات ال�صخرية الم�شكلة للمحجر‬
‫نف�سه �سواء كانت بفعل الطبيعة أ�و بتدخل من الم�صرى القديم فى إ�عادة �صياغته لتلك الطبيعة ليخرج منها ب�إبداعيات‬
‫خا�صة بمفردات وعنا�صر عمارته‪ ،‬وهو فى ذلك يعي�ش ذات ا ألحا�سي�س لميلاد العمارة �أو عن�صر إ�بداعى معمارى بعينه‪.‬‬
‫من هذه الر�ؤية تتحدد م�اسرات حركة الزائر ومحاورها داخل المحجر ومعه‪ ،‬من لحظة الدخول أ�و من قبلها عند‬
‫حدث العبور خارج الموقع نف�سه أ�و الو�صول �إليه‪ ،‬من هذه اللحظة تتحدد المحورية الب�صرية للم�سلة �أو مجموع الم�سلات‪،‬‬
‫وهى تمثل كذلك ترجمة لمعطيات الطبيعة وجيولوجيا المحجر ذاته توازن �إيكولوجى عرفه الم�صرى القديم و�سجله لنقر أ�ه‪،‬‬
‫حركة متوازنة مع المكان يتفاعل من خلالها الزائر ب�صريًا ووجدان ًيا يحققها المدخل وال�سور والخدمات المقترحة به لخدمة‬
‫الزائرين‪ ..‬محورية ب�صرية لا يحدها خط أ�و ممر‪ ،‬بل هى متتالية من الفراغات المفتوحة تتدرج م�ستوياتها �صعو ًدا وهبو ًطا‬
‫ح�سب ظروف المكان‪ ،‬ولكن يجمعها خيط رفيع يبد أ� من الداخل حيث الم�سلة الناق�صة‪ ،‬ويمتد لي�صل �إلى عقل وروح الزائر‬
‫نف�سه لتتوا�صل الحركة ماديًا ووجدان ًيا حتى لحظة خروجه أ�و بعدها مت�شب ًعا بعمق التجربة؛ تلك هى ر�اسلتنا وق�ضيتنا هنا‬
‫وفى �أى موقع له قيمة تاريخية �أو ح�اضرية‪ ،‬بل تلك هى ر�ؤيتنا وم�سئوليتنا التى ن�سعى إ�لى تحقيقها‪ ،‬ويتطلب ذلك ـ كما‬

‫‪36‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41