Page 61 - Fenoun Masreya
P. 61
ثلاث �أوا ٍن من الألب�ستر مازالت تحتفط‬ ‫والتركيبات الم�ستخل�صة من الطبيعة التى تعنى بالحفاظ على ن�ضارة الب�شرة و�شبابها‪ ،‬ف�أخذت فى جمع‬
‫بغطائها المحكم الغلق بقطع ال�شا�ش‬ ‫الزهور بمختلف أ�نواعها و أ��شكالها‪ ،‬وخلطها بع�سل النحل تارة‪ ،‬وبدهن الماعز تارة أ�خرى‪ ،‬وابتكار‬
‫التى ين�ضح عليها محتواها من الم�ساحيق‬ ‫م�ساحيق غير تقليدية لتجديد الب�شرة وحمايتها من تقلبات الطبيعة‪ ،‬وكذلك درء ال�شيب‪ ،‬و إ�عادة نمو‬

‫والزيوت العطرية ـ متحف تورينو‬ ‫ال�شعر إ�ذا لزم ا ألمر‪.‬‬
‫وكانت “توتى” تع�شق جمع ا ألوانى والجرار ذات ا أل�شكال المختلفة والم�صنوعة من الأحجارالنادرة‪،‬‬
‫وكانت تم ألها بالم�ساحيق والزيوت الطبيعية كزيت الخروع‪ ،‬وتغلقها ب إ�حكام بوا�سطة ق�صا�صات من ال�شا�ش‬

‫والأربطة لحبك و�سلامة تخزينها‪.‬‬
‫عرفت هذه ال�سيدة ا ألنيقة أ�ي ً�ضا بت�سريحاتها غير التقليدية؛ فتارة ترفع �شعرها وتلملم خ�صلاته بما ُيعرف‬
‫ا آلن باللغة العامية بالـ“كحكة”‪ ،‬وتارة أ�خرى ت�ضفر تلك الخ�صلات‪ ،‬وت�ضع فى نهاية كل �ضفيرة محب�ًسا مزي ًنا‬
‫من المعدن المنقو�ش‪ ،‬ومع غروب ال�شم�س‪ ،‬تطلق عنانه‪ ،‬فيطير ويعانق ن�سمات هواء النيل لير�سم تا ًجا مر�ص ًعا‬

‫با ألنوثة على ر�أ�س هذه النبيلة‪.‬‬
‫وفى �صبيحة أ�يام العطلات‪ ،‬كانت “توتى” تدعو �صديقاتها “تى” و“ميمى” و“مايا” و“نبتيا” �إلى حدائق‬
‫الق�صر الملكى المترامية الأطراف والزاخرة ب�أجمل و أ�رقى أ�نواع النباتات وا أل�شجار‪ ،‬فيتنزهن جمي ًعا بين أ�حوا�ض‬

‫‪61‬‬
   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66