Page 62 - Fenoun Masreya
P. 62
الزهور التى تر�سم ب أ�لوانها لوحة فنية بديعة‪ ،‬وينعمن بدفء �شم�س تل العمارنة‪ ،‬عا�صمة أ�خناتون الجديدة‪ ،‬و�سط‬ ‫ف�ستان من الكتان الفاخر‪ .‬الأ�سرة الثامنة‬
‫تغريدات الطيور التى تحلق فى جو من البهجة والمرح بين الأر�ض وال�سماء‪.‬‬ ‫ع�شرة ـ متحف تورينو‬

‫وفى هذا ال�سياق الاجتماعى‪ ،‬كانت ال�صديقات تتبارين فى طرح ا أل�سئلة على “توتى” ب�ش أ�ن‬ ‫قطعة من الكتان بها ثنايا رفيعة (بلي�سيه)‬
‫ما تو�صلت �إليه م�ؤخ ًرا من تركيبات وابتكارات‪ ،‬و آ�خر ما �سمعته من الجدة “�إيدو” عن الو�صفات‬ ‫ـ متحف تورينو‬
‫القديمة لحماية ال�شعر من التق�صف جراء حرارة ال�شم�س‪ ،‬وكيفية و�ضع الزيوت والدهون على خ�صلاته‬

‫لتنعيمها و�إ�ضفاء لمعان وحيوية عليها‪.‬‬
‫وكانت �إحدى ال�صديقات‪ ،‬النبيلة “ميمى”‪ ،‬م�سئولة داخل الق�صر عن الرداء الملكى؛ أ�ى عن غزل‬
‫كتان ملاب�س فرعون‪ ،‬وبلغتنا الحديثة الـ ‪ Costum designer‬التابعة للق�صر‪ ،‬وعرفت بكونها إ�ن�سانة‬
‫مبدعة‪ ،‬تجتهد لتنتقى أ�جمل و أ�جود زهور القطن لغزل أ�رقى أ�نواع الكتان الملكى‪ ،‬وعرفت كذلك‬
‫بابتكاراتها و إ�بداعاتها فى ت�صميم ا ألزياء حيث ذاعت �شهرتها فى الأو�ساط ا ألر�ستقراطية لحرفيتها‬
‫العالية و إلتقانها لثنايا الكتان الرفيعة (البلي�سيه)‪ ،‬والتى تعد إ�حدى �سمات فن الملاب�س فى ع�صر‬
‫أ�خناتون‪ .‬أ�ما عن “مايا”؛ فكانت أ��صغر ال�صديقات �س ًّنا‪ ،‬وكانت من أ�لمع كاهنات آ�مون المرتلين‪...‬‬
‫فما أ�عذب �صوتها وهى تدندن الترانيم مع أ�ول �شعاع ل�شم�س يوم جديد‪ ،‬وما أ�حلى نغمات غنائها‬

‫التى تملأ الجو مر ًحا وبهج ًة‪ ،‬م ؤ�كدة فى كل أ�ن�شودة لها على أ�ن “الله جميل‪ ،‬يحب الجمال”‪.‬‬

‫‪62‬‬
   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67