Page 14 - Fenoun Masreya
P. 14
على فر�ضيات �أو نتائج ظاهرة‪ ،‬و�أغفلنا بواطن الأمور‪ ،‬فتاهت الحقيقة �أو تهنا نحن عنها مكتفين بقد�سية أ�ن‬
‫تلك ال�شواهد المعرفية بقد�سيتها هى جبانة العا�صمة‪ ،‬ويق�سم المتخ�ص�صون متوالية ا ألهرامات ـ عند منف المحطة‬
‫الفا�صلة لنهاية الوادى ـ �إلى ع�شر مجموعات في متوالية مكانية من الجنوب �إلى ال�شمال‪ ،‬ولكنها فى ترتيب زمانى‬

‫مخالف لتلك المتتالية المكانية وتبقى ذروتها معرف ًيا ه�ضبة الأهرامات (عند الوادى المنحدر من الفيوم)”‪.‬‬
‫وي�ستر�سل والى‪“ :‬يتعذر علينا �أن نفهم هذه الأهرامات على حقيقتها �إلا إ�ذا در�سنا ارتباطها بما كان �اسئ ًدا فى‬
‫م�صر القديمة من عقيدة دينية‪ ،‬ومن بيئة معرفية وعلمية‪ ،‬ومن حياة مجتمعية ومعي�شية‪ ،‬تج�سدت فى ح�اضرة الم�صرى‬
‫القديم فى الخلود و�أبدية الوجود‪ ،‬وتمثلت عنده فى �سعادة الـ“كا”‪ ،‬وهى كلمة م�صرية قديمة ـ بقدر محدودية ت�شكيل‬
‫حروفها‪ ،‬ولكنه ي�صعب التعبير عنها بلغاتنا الحديثة بكلمة واحدة؛ فهى تعبير ي�شمل “ذات” ا إلن�اسن ب�أكملها إ�ذا‬
‫اعتبرناها وحدة يمكن ف�صلها إ�لى حد ما عن ال�شخ�ص نف�سه‪ ،‬وهى تقابل فى بع�ض ا ألحيان “ال�شخ�صية”‪“ ،‬الروح”‪،‬‬
‫“الا�ستقلال الفردى”‪“ ،‬الطباع”‪ ،‬بل من الممكن أ�ي ً�ضا “حظ” الإن�اسن �أو “مكانته”‪ ..‬وفى عقيدة الم�صرى القديم‬
‫كانت الـ“كا” تتحد مع النجوم الثابتة فى الن�صف ال�شمالى من ال�سماء‪ ،‬وكانت ا ألبدية فى الحياة الأخرى ذات‬
‫�صلات وثيقة بعقيدة ا إلله أ�وزيري�س‪ ،‬ومنذ �أقدم الع�صور كانت عقيدة ال�شم�س هنا فى م�صر الح�اضرة‪ ،‬فنجد فى‬

‫‪14‬‬
   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19