كان سعد باشا يقيم فى حى الظاهر حتى عام 1901 عندما قرر الانتقال إلى حى الإنشاء ، الذى يقع فيه بيت الأمة ، وكان معلوماً أنه حى الأرستقراطية التركية . يقدم الزعيم الوطنى فى مذكراته ما يفيد أنه قد بدأ فى بناء هذا البيت فى منتصف عام 1901 ، واستكمله فى أوائل العام التالى ، حيث انتقل إليه يوم الخميس 24 إبريل عام 1902 ، وتبين تفاصيل الحسابات التى حرص على إثباتها فى تلك المذكرات أنه قد تم توصيل المياه النقية مع إنشاء البيت ، الأمر الذى كلفه تسعة جنيهات وسبعمائة وخمسون مليماً (!) ، وجهزه بالرخام الذى بلغت تكاليفه خمسة وسبعين جنيهاً ، وأمده بالغاز والكهرباء ، وكان جملة ما أنفقه عليه 4296 جنيهاً وأربعمائة وستون مليماًَ ، وإذا علمنا أن سعر الفدان من الأراضى الزراعية الجيدة كان يصل لنحو مائتى جنيه ، فإن ذلك يعنى أن تكاليف بيت الأمة قد زادت عن ثمن عشرين فدانا . نتبين من هذه المذكرات أيضاً عدد الخدم فى البيت عند إنشائه ، عربجى وسايس ، طباخ ، جناينى ، صبى حريم ، كمريرة ، هذا فضلاً عن أحمد وأبو عامر الوحيدين اللذين ذكرهما سعد بالإسم ، وكانا فى خدمته الشخصية وإذا كان هذا العدد ينم عن شىء فإنه يكشف عن انتماء سعد للطبقة الأرستقراطية ، وهو الأمر الذى كان قد تأكد قبل خمس سنوات عندما تزوج صفية هانم ابنة رئيس الوزراء مصطفى فهمى باشا .
|