"الكاتب الصحفى
المشهور الأستاذ
/ مصطفى أمين (مواليد
عام 1914) الذى عاش
طفولته فى بيت
الأمة ، مع والدته
السيدة / رتيبة
إبنة شقيقة سعد
التى كان يعولها
، قدم وصفاً بديعاً
للبيت فى مذكراته
التى نشرها تحت
عنوان "" من واحد
لعشرة "" جاء فيها
:
"" كان هذا البيت مصمما على طراز قصور الأثرياء فى فرنسا . فقد كان عميد الأسرة ( يقصد سعد باشا ) كثير التردد على عواصم أوروبا .. وحرص على أن يكون البيت الذى يبنيه فى القاهرة على طراز هذه القصور الكبيرة . واشترى بعض أثاثه من فرنسا وبعضه من فيينا وبعضه من ألمانيا . وكانت تحيط بالبيت حديقة واسعة ذات أسوار عالية يتوسطها باب حديدى ضخم وعلى يمين الداخل من الباب سلالم رخامية موصلة الى سلاملك (الدورالأرضى) فيه صالون كبير، ثم مكتب لسكرتير ، ثم غرفة مكتب صغيرة ، ثم غرفة مكتب كبيرة ، وأمام هذه الغرف شرفة كبيرة توصل إلى باب غرفة المائدة ، بحيث إذا دخل الرجال لتناول الطعام لم يمروا بالقاعة التى تجلس فيها السيدات ، وكان تحت السلاملك سلم آخر يوصل إلى خمس غرف كبيرة . وكان المفروض أن هذا البدروم مخصص للخدم من الرجال "" .
ويتضح من تلك المذكرات أن طاقم الخدم عند بناء البيت والذى أشار إليه زغلول فى مذكراته كان قد تغير بعد أكثر من خمسة عشر عاماً ، إذ يقول مصطفى أمين : "" لم يكن لدى زغلول قط هذا العدد الضخم من الرجال الذين يشغلون كل هذه الغرف . وخاصة أن عم آدم البواب كانت له غرفة كبيرة على يسار باب الحديقة تكفى لأن ينام فيها خمسة من الخدم ، وكان ينام فيها عم حسن السفرجى ، أما الحاج أحمد خادم عميد الأسرة (والذى كان موجوداً منذ إنشاء البيت) فكان يبيت فى داره خارج المنزل، ولم يكن لعميد الأسرة (حتى ذلك الوقت) سكرتر ليشغل غرفة السكرتير الخالية"".
ويعود صاحب المذكرات لوصف بيت الأمة فيقول أن فى مواجهة الباب الحديدى للدار سلم رخامى عريض يصعد نحو باب خشبى له نوافذ زجاجية ، وكان هذا الباب يسمى "" باب الحريم "" وهو يوصل إلى صالة ضخمة تتسع لثلثمائة شخص ، وكان على يمين الداخل غرفة للطعام تسع ستة وثلاثين ضيفاً . ثم غرفة لأدوات المائدة ( الأوفيس) لإعداد الطعام . يليها حمام ضخم ثم صالة توصل إلى سلم حجرى يصعد إلى الدور العلوى ثم السطح . وهو يبدأ من البدروم حيث توجد حوالى عشر غرف خصصت للمطبخ والغسيل والمكوى والكرار الخاص بحفظ وخزن الأطعمة ولم يكن لدى عميد الأسرة العدد الضخم من الخدم الذين يملأون هذا العدد الكبير من الغرف. كان لديه طاه واحد هو الأسطى احمد بدران وخادمة واحدة هى مدام مارى !
وفى مواجهة قاعة المائدة فى الطابق الأول يقع صالون صغير ، ثم صالون كبير ، تليه غرفة يقيم فيها سعيد ابن أخت سعد زغلول ، ولها سلم خاص يوصلها إلى حديقة البيت .
وفى نهاية الصالة الضخمة سلم رخامى كبير يوصل إلى الدور العلوى ، وإلى اليمين غرفة لزينة عميد الأسرة ولبسه، تتصل بغرفة واسعة ، ويفصل بينهما باب ، كان فيها فراشان كبيران لرب الأسرة وزوجته كما تتصل بغرفة أخرى خاصة بالزوجة لاستعمالها الشخصى . وإلى يسارها صالة واسعة فى نهايتها حديقة شتوية . وأمام غرفة النوم غرفة واسعة مخصصة لرتيبة إبنة شقيقة عميد الأسرة وطفليها (مصطفى وعلى أمين) ولها شرفة واسعة جداً أشبه بالحديقة يلعب فيها الطفلان ، ولهذه الغرفة حمام كبير وآخر صغير ، وأمامهما صالة طويلة تؤدى إلى سلم حجرى يوصل إلى السطح حيث توجد غرفة مخصصة للخدم من النساء .
وخلف الدار تقع حديقة صغيرة ، فى نهايتها أسطبل كبير فيه عربة حانطور وزوج من الخيل الاسترالى ." |