Page 67 - Fenoun Masreya
P. 67
‫وبالن�سبة لتمثال النبيلة “نبتيا”‪ ،‬فقد تعرف عليه الأثرى ال�شهير “نيكولا�س ريفز” فى إ�حدى �صالات‬

‫المزادات‪ ،‬وهرع بن�شره علم ًيا فى �إحدى الدوريات العلمية المتخ�ص�صة فى علوم الم�صريات‪.‬‬

‫وبجانب مجموعة التماثيل الخ�شبية للنبيلات الخم�س‪ ،‬ك�شفت عمليات التنقيب عن �أوا ٍن فخارية و�أخرى‬
‫حجرية تحتوى على بقايا زيوت وم�ساحيق النبيلة “توتى”‪ ،‬والتى ظلت ملت�صقة بالجدار الداخلى لها ولعل من‬

‫�أهمها‪ ،‬تلك المرتبطة بحماية ال�شعر والحفاظ عليه من الح�شرات وا آلفات التى تتكاثر �أثناء فترة في�ضان النيل‪،‬‬

‫والتى كانت ت�ستمر قرابة أ�ربعة أ��شه‪ ،‬وكذلك تلك التركيبات والدهانات المعنية بخف�ض معدل نمو ال�شيب �أى‬

‫�إيقاف تزايد ال�شعر الأبي�ض‪ ،‬والذى ـ منذ فجر الب�شرية ـ ي�ؤرق ال�سيدات والرجال على حد �سواء‪ ،‬ويهدد و�سامة‬

‫ال�شباب والطلة الن�ضرة لكليهما‪.‬‬
‫لا �شك �أن اكت�شاف مقبرة النبيلة “توتى” ُيعد حد ًثا �أثريًا وفن ًيا مه ًما فتح الباب �أمام درا�سات‬
‫وتحليلات علمية كثيرة ومتنوعة‪ ،‬وقد ظل المتخ�ص�صون فى علوم الم�صريات ينهلون من هذا الاكت�شاف‪،‬‬

‫“جعبة توتى” �سلة كانت تحتوى على‬ ‫ويدققون فى تفا�صيله‪ ،‬ويجتهدون لا�ستيعاب هذه الحلقة من حلقات تطور تاريخ الفن الم�صرى‪� ،‬إلا‬
‫أ�دوات �شخ�صية للمتوفى‪ ،‬وكانت غال ًبا‬
‫ما ت�صطحب المتوفى فى مقبرته ـ الأ�سرة‬ ‫أ�ن هناك فر ًعا آ�خر من ا ألبحاث قد انك َّب عليه علماء الكيمياء فى قلب معامل أ�كبر �شركات التجميل‬
‫الفرن�سية بهدف التعرف على العنا�صر المكونة للتركيبات الم�صرية‪ ،‬والتى كان جزء منها ما زال ملت�ص ًقا‬
‫الثامنة ع�شرة ـ متحف تورينو‬
‫فى الجدار الخارجى ألوانى “توتى”‪.‬‬

‫‪67‬‬
   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72