Page 22 - Ahmed- Nawar
P. 22
جبل أبو غنيم ،أقلام فلوماستر على ورق 20 ×32 ،سم 2004 : 1998 ،
القنـص أن يثبـت عينـه فـي نقطـة تقاطـع "صليبـة" دائـرة التنشـن ،يحـدد هدفـه فـي اللوحـة مثلمـا كان يحـدد هدفـه فـي الجبهـة،
بـؤرة مركزيـة تنتظـم حولهـا وت�تصاعـد علاقـات الشـكل .
الدشـم والألغـام والسـواتر الترابيـة والتبـاب ونقـاط الاسـتطلاع فـوق الأشـجار والكتـل السـوداء للموقـع الإسـرائيلي تحولـت لأبنيـة
شـكلية مشـحونة بالطاقـة فـي أعمالـه .الكـراكات والجرافـات وجدنـاه فـي مجموعـة جبـل أبـو غنيـم وتـرددت أجـزاء منهـا فـي الكثـر
مـن الأعمـال الأخـرى .خـط الأفـق المت�كسـر فـي أعمالـه يذكرنـا بأكـوام مـن الأخشـاب والمخلفـات والشـباك الملقـاة و المخلفـات
الصلبـة التـي اسـتخدمها العـدو للتخفـي والتمويـه .
وتنتشـر الدوائـر وأنصـاف الدوائـر والأقـواس فـي الكثـر مـن رسـومه ،إنهـا الدوائـر التـي كان يراهـا فـي أنبوبـة التلسـكوب و فـي
عدسـة وفوهـة ماسـورة البندقيـة وفـي دائـرة التنشـن ،يراهـا فـي البراميـل المغروسـة فـي رمـال الصحـراء التـي كان يلجـأ إليهـا
مـع زملائـه عنـد هجـوم الطـران خشـية أن ُتـدك ملاجئهـم المعتـادة فـوق رؤوسـهم .
وسـنحاول أن نست�كشـف ت�أثـرات الحـرب علـى تنـاول مفـردات التشـكيل عنـد نـوار فقـد كانـت روايـات القنـاص أحمـد نـوار أحـد وسـائلي
لفهـم تجربتـه البصريـة فـي فـن الرسـم .
ثنائية الضوء والظل
مسـارات الضـوء فـي رسـوم نـوار تماثـل الشـهب النافـذة كطلقـات مت�تاليـة يرسـمها مـن خـال خطـوط حـادة بيضـاء تخـرق فضـاء
اللوحـة ،الرصاصـة صاحبـة اللهـب ذات البريـ�ق النـاري القـادرة علـى الاخـراق تـ�تدد ذهابـ ًا وإيابـ ًا فـي فراغـات أعمالـه .المثلثـات
والأسـهم المضيئـة البيضـاء التـي تمـرق فـي أروقـة لوحاتـه تضـىء الفـراغ مثـل الـرق الناتـج عـن سـقوط القنابـل أو ضـوء وابـل
الطلقـات " نصـف البوصـة " التـي اسـتقبلته عنـد وصولـه مسـتلم ًا خدمتـه فـي الدفرسـوار والتـي يصفهـا بأنهـا كانـت ت�تناثـر مثـل
جـذوات نـار متطايـرة مضيئـة بـدت لـه كأزهـار حمـراء تنثرهـا عاصفـة داخـل الغابـة.
حسـابات الضـوء والظـل الدقيقـة فـي أعمـال نـوار ذات صلـة بحسـبته للعلاقـة التناسـبية الطرديـة بـن حجـم ظـل الأشـخاص والمسـافة
بينهـا وبـن سـاتر الخيـش الـذي كان يراقبـه طـول الوقـت ببيروسـكوب بندقيتـه القانصـة ليتمكـن مـن اصطيـاد اهدافـه بدقـة مـدرك ًا
كفنـان للعبـة الشـمس والظـل وت�أثيرهـا علـى المرئيـات مسـتخدم ًا خيالـه الفنـي فـي فـك شـفرات عمليـات التمويـه .
لسـعات الضـوء اللامعـة فـي رسـومه أشـبه بأشـعة الشـمس الذهبيـة التـي تضـىء خـوذة القنـاص والأجـزاء المعدنيـة مـن سـاحه،
التناقـض الحـاد بـن الأضـواء والظـال يذكرنـا بالشـمس السـاطعة التـي كانـت تشـرق علـى المناطـق العاليـة فـي الموقـع الإسـرائيلي
20
القنـص أن يثبـت عينـه فـي نقطـة تقاطـع "صليبـة" دائـرة التنشـن ،يحـدد هدفـه فـي اللوحـة مثلمـا كان يحـدد هدفـه فـي الجبهـة،
بـؤرة مركزيـة تنتظـم حولهـا وت�تصاعـد علاقـات الشـكل .
الدشـم والألغـام والسـواتر الترابيـة والتبـاب ونقـاط الاسـتطلاع فـوق الأشـجار والكتـل السـوداء للموقـع الإسـرائيلي تحولـت لأبنيـة
شـكلية مشـحونة بالطاقـة فـي أعمالـه .الكـراكات والجرافـات وجدنـاه فـي مجموعـة جبـل أبـو غنيـم وتـرددت أجـزاء منهـا فـي الكثـر
مـن الأعمـال الأخـرى .خـط الأفـق المت�كسـر فـي أعمالـه يذكرنـا بأكـوام مـن الأخشـاب والمخلفـات والشـباك الملقـاة و المخلفـات
الصلبـة التـي اسـتخدمها العـدو للتخفـي والتمويـه .
وتنتشـر الدوائـر وأنصـاف الدوائـر والأقـواس فـي الكثـر مـن رسـومه ،إنهـا الدوائـر التـي كان يراهـا فـي أنبوبـة التلسـكوب و فـي
عدسـة وفوهـة ماسـورة البندقيـة وفـي دائـرة التنشـن ،يراهـا فـي البراميـل المغروسـة فـي رمـال الصحـراء التـي كان يلجـأ إليهـا
مـع زملائـه عنـد هجـوم الطـران خشـية أن ُتـدك ملاجئهـم المعتـادة فـوق رؤوسـهم .
وسـنحاول أن نست�كشـف ت�أثـرات الحـرب علـى تنـاول مفـردات التشـكيل عنـد نـوار فقـد كانـت روايـات القنـاص أحمـد نـوار أحـد وسـائلي
لفهـم تجربتـه البصريـة فـي فـن الرسـم .
ثنائية الضوء والظل
مسـارات الضـوء فـي رسـوم نـوار تماثـل الشـهب النافـذة كطلقـات مت�تاليـة يرسـمها مـن خـال خطـوط حـادة بيضـاء تخـرق فضـاء
اللوحـة ،الرصاصـة صاحبـة اللهـب ذات البريـ�ق النـاري القـادرة علـى الاخـراق تـ�تدد ذهابـ ًا وإيابـ ًا فـي فراغـات أعمالـه .المثلثـات
والأسـهم المضيئـة البيضـاء التـي تمـرق فـي أروقـة لوحاتـه تضـىء الفـراغ مثـل الـرق الناتـج عـن سـقوط القنابـل أو ضـوء وابـل
الطلقـات " نصـف البوصـة " التـي اسـتقبلته عنـد وصولـه مسـتلم ًا خدمتـه فـي الدفرسـوار والتـي يصفهـا بأنهـا كانـت ت�تناثـر مثـل
جـذوات نـار متطايـرة مضيئـة بـدت لـه كأزهـار حمـراء تنثرهـا عاصفـة داخـل الغابـة.
حسـابات الضـوء والظـل الدقيقـة فـي أعمـال نـوار ذات صلـة بحسـبته للعلاقـة التناسـبية الطرديـة بـن حجـم ظـل الأشـخاص والمسـافة
بينهـا وبـن سـاتر الخيـش الـذي كان يراقبـه طـول الوقـت ببيروسـكوب بندقيتـه القانصـة ليتمكـن مـن اصطيـاد اهدافـه بدقـة مـدرك ًا
كفنـان للعبـة الشـمس والظـل وت�أثيرهـا علـى المرئيـات مسـتخدم ًا خيالـه الفنـي فـي فـك شـفرات عمليـات التمويـه .
لسـعات الضـوء اللامعـة فـي رسـومه أشـبه بأشـعة الشـمس الذهبيـة التـي تضـىء خـوذة القنـاص والأجـزاء المعدنيـة مـن سـاحه،
التناقـض الحـاد بـن الأضـواء والظـال يذكرنـا بالشـمس السـاطعة التـي كانـت تشـرق علـى المناطـق العاليـة فـي الموقـع الإسـرائيلي
20