Page 71 - Fenoun Masreya
P. 71
‫أ�ما بالن�سبة لمن مار�سن تلك المهنة من ال�سيدات‪ ،‬فقد دلتنا الن�صو�ص الهيروغليفية على أ�نهن ح�صلن على‬
‫لقب “�صانعة الباروكات”!‬

‫وقد يت�ساءل القارئ‪“ :‬باروكات” جمع “باروكة” فى ا أللفية الثانية ق‪.‬م‪.‬؟‬
‫نعم! حيث إ�ن الم�صرى القديم ا�ستعان بال�شعر الم�ستعار‪ ،‬وهو ما يعرف فى لغتنا الحديثة بالـ“الباروكة”؛ فمنذ الدولة‬

‫القديمة‪ ،‬وهناك دلائل تاريخية ت ؤ�كد وجود دور لأحد المخت�صين فى الق�صر الملكى للعناية بت�صفيف ال�شعر و�صناعة‬

‫الباروكة‪ ،‬بل و إ��صلاح هذه الباروكة‪ ،‬و إ��ضافة بع�ض ال�شعر لها �إذا لزم ا ألمر‪ ،‬بهدف نيل المظهر المهندم ون�شود الكمال‪.‬‬

‫وقد دلتنا الن�صو�ص الهيروغليفية التى هى مرجعيتنا التاريخية على وجود تدرج وظيفى للألقاب التى تطلق‬

‫�شعر م�ستعار (باروكة) ـ الدولة الحديثة ـ‬ ‫على ه�ؤلاء المتخ�ص�صين‪ ،‬والتى ت�ؤكد وجود �إدارة خا�صة بت�صفيف ال�شعر داخل الق�صر الملكى؛ فدلتنا تلك‬
‫متحف المتروبوليتان بنيويورك‬ ‫الن�صو�ص على ا أللقاب التالية‪“ :‬الم�صفف‪ ،‬م�صفف �شعر الق�صر الملكى‪ ،‬مراقب م�صففى ال�شعر الملكى‪ ،‬الم�شرف‬

‫�شعر م�ستعار (باروكة) ـ على حامل خ�شبى‬ ‫على تزيين �شعر الملك‪ ،‬وعلى ر أ��سهم كبير الم�صففين”‪.‬‬
‫ـ الدولة الحديثة ـ المتحف البريطانى‬
‫ومن ناحية أ�خرى‪ ،‬إ�ذا تجولنا فى �أروقة ودهاليز الدور الأول بالمتحف الم�صرى بميدان التحرير لملأنا‬

‫�شعر م�ستعار مزين بقطع معدنية مذهبة‪،‬‬ ‫حوا�سنا بروعة وجمال ا ألدوات المختلفة التى ت�شير �إلى اهتمام الم�صرى القديم بمظهره وخا�صة �شعره؛‬

‫أ��شبه بالباروكة بلغتنا المعا�صرة‬ ‫فهناك �أوا ٍن وقوارير منحوتة بفن لا ي�ضاهيه تيار فنى �آخر حتى يومنا هذا‪ ،‬وقد احتفظت بع�ضها ببقايا‬

‫‪71‬‬
   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76