Page 94 - Fenoun Masreya
P. 94
فى غالبية لوحاته ،ومن �أ�شهرها لوحة “الجواد والمر�أة” و“�أ�سد يهاجم ح�صا ًنا” ،وقد �ألهمت لوحات ديلاكروا حروب ال�شرق التى طارت فيها الرقاب،
الخا�صة بالحيوانات تبنى النقاد ر�أيًا طري ًفا يقول بوجود �شبه بين ملامح ديلاكروا وا أل�سود؛ فقد كانت عيناه و أ�خذت فيها الن�ساء �سبايا لهجمات التتر
ت�شعان ببريق �أ ّخاذ ،كما كانت عظام وجهه ناتئة ،وكان ال�شاعر “بودلير” من أ��شد المعجبين بتلك اللوحات
حتى إ�نه و�صف لوحة “�صيد الأ�سود” ب�أن فيها تفج ًرا للألوان يثير ا إلعجاب ،كما لو أ�نها تز أ�ر وتزمجر كا أل�سود،
وكتب بودلير عن الوجود الن�سائى فى �أعمال ديلاكروا ن ً�صا يمكن اعتباره من �أكثر الن�صو�ص قر ًبا من روحية
�أعماله ،كمثل قوله بين ال�سطور« :ب�شكل عام لا ي�صور ديلاكروا ن�ساء جميلات من وجهة نظر النا�س العاديين
على ا ألقل ،و إ�ن بطلات ديلاكروا تقري ًبا يجدر عليهن الو�صف بال�سقيمات العليلات الم�صدورات ،لكنهن
ي�شعن بنوع من الجمال الداخلى ،وديلاكروا لا يعبرّ عن القوة من خلال ر�سم الع�ضلات �أو ا ألنوثة الطاغية،
بل عن طريق توتر الأع�صاب؛ فهو يعبر عن ا أللم المعنوى الروحى ،ومن هنا لابد أ�ن نلاحظ كيف �أن الك آ�بة
الق�صوى تبرق لديه فى ا أللوان ،فى الكتل اللونية ،الف�سيحة ،الكثيفة ،كما هى لدى الر�سامين العظام ،لكنها
�أي ً�ضا تبدو �شاكية وعميقة ،كما فى �ألحان المو�سيقار “فيبر” ..ومثلما ت�أثر ال�شعراء والأدباء ب أ�عمال ديلاكروا؛
فال�شعور كان متبادل ًا؛ حيث كان ت أ�ثير �شك�سبير عليه بال ًغا ،حتى �إنه أ�نجز فى عام 1839م وحده ـ بفعل ت أ�ثره
94
الخا�صة بالحيوانات تبنى النقاد ر�أيًا طري ًفا يقول بوجود �شبه بين ملامح ديلاكروا وا أل�سود؛ فقد كانت عيناه و أ�خذت فيها الن�ساء �سبايا لهجمات التتر
ت�شعان ببريق �أ ّخاذ ،كما كانت عظام وجهه ناتئة ،وكان ال�شاعر “بودلير” من أ��شد المعجبين بتلك اللوحات
حتى إ�نه و�صف لوحة “�صيد الأ�سود” ب�أن فيها تفج ًرا للألوان يثير ا إلعجاب ،كما لو أ�نها تز أ�ر وتزمجر كا أل�سود،
وكتب بودلير عن الوجود الن�سائى فى �أعمال ديلاكروا ن ً�صا يمكن اعتباره من �أكثر الن�صو�ص قر ًبا من روحية
�أعماله ،كمثل قوله بين ال�سطور« :ب�شكل عام لا ي�صور ديلاكروا ن�ساء جميلات من وجهة نظر النا�س العاديين
على ا ألقل ،و إ�ن بطلات ديلاكروا تقري ًبا يجدر عليهن الو�صف بال�سقيمات العليلات الم�صدورات ،لكنهن
ي�شعن بنوع من الجمال الداخلى ،وديلاكروا لا يعبرّ عن القوة من خلال ر�سم الع�ضلات �أو ا ألنوثة الطاغية،
بل عن طريق توتر الأع�صاب؛ فهو يعبر عن ا أللم المعنوى الروحى ،ومن هنا لابد أ�ن نلاحظ كيف �أن الك آ�بة
الق�صوى تبرق لديه فى ا أللوان ،فى الكتل اللونية ،الف�سيحة ،الكثيفة ،كما هى لدى الر�سامين العظام ،لكنها
�أي ً�ضا تبدو �شاكية وعميقة ،كما فى �ألحان المو�سيقار “فيبر” ..ومثلما ت�أثر ال�شعراء والأدباء ب أ�عمال ديلاكروا؛
فال�شعور كان متبادل ًا؛ حيث كان ت أ�ثير �شك�سبير عليه بال ًغا ،حتى �إنه أ�نجز فى عام 1839م وحده ـ بفعل ت أ�ثره
94