Page 99 - Fenoun Masreya
P. 99
مجل�س الأن�س فى �صحن البيت المغربى‬ ‫النور من الجانب‪ ،‬مع ظل الأج�سام البي�ضاء الممزوج باللون الأزرق‪ ،‬واللون الأحمر القانى ل�سروج الدواب‪،‬‬
‫الرئا�سى وع�شرات المحظيات يقدمن فنون‬ ‫واللون الأحمر الداكن للعمائم فوق الر�ؤو�س”‪ ..‬ولكنه فى الوقت نف�سه لم يكن بو�سعه ر�ؤية الن�ساء المغربيات‬
‫�أكثر من خيالات عابرة كالأ�شباح تتوارى فى النهاية خلف ثقوب الم�شربيات‪ ،‬ولهذا وجد فى ا إلطار الذى‬
‫الرق�ص والمتعة‬ ‫�صحبه إ�ليه الترجمان “بت�شيمول” اليهودى �ضالته من النماذج الن�سوية ليكتب عنهن‪“ :‬العر�س اليهودى له طابع‬
‫�ساحر؛ حيث الجميلات يرتدين ال�صديرى ذا ا ألكمام فى �إطار من الذهب والقطيفة لت�ستند �أمامى بن�صفها �إلى‬
‫الباب والن�صف ا آلخر إ�لى الجدار‪� ،‬أمامها فتاة �أكبر �س ًّنا ترتدى الثياب البي�ضاء لتظهر الانعكا�سات �شديدة التباين‬
‫للظلال الداكنة وال�سوداء فى الخلفية‪ ،”..‬وفى الم�ساء بعد عودته من جولاته برفقة الدليل يهرع فى حجرته‬
‫بالقن�صلية ليرتب انطباعاته النهائية تحت �ضوء ال�شم�س‪ ،‬وعندما تنعك�س ظلال الغروب على الم�شهد ال�ساحر‪،‬‬
‫وينتهز فر�صة اختلائه بخطوطه ليكمل بع�ض اللم�سات‪ ،‬م�ستخد ًما ا أللوان المائية التى تفتر�ش جوانب الخطوط‪،‬‬
‫وقد أ�رهقه كثي ًرا العمل بين ال�صباح والم�ساء‪ ،‬إ�لا �أنه كان دائم ال�سخط على �أنه لا ي�ستطيع اقتنا�ص هذا الكم الهائل‬

‫من ال�صور الفنية اللهم �إلا الي�سير منها‪ ،‬الذى يعترف لنف�سه ب أ�نها قليلة ا ألهمية بالن�سبة للموجود حوله‪.‬‬
‫و أ�خي ًرا ت�صل دعوة ال�سلطان عبد الرحمن لل�سفر �إلى مدينة “مكنا�س”‪ ،‬وتنطلق القافلة التى ت�ضم خم�سين‬
‫�شخ ً�صا يحر�سهم الجنود وقادة البغال‪ ،‬و�أربعين دابة لنقل ا ألمتعة والخيام و�صناديق الهدايا التى �ستقدم لأمير‬
‫ال�شرق‪ ،‬وتم�ضى القافلة ت�شق طريقها عبر غبار الدروب‪ ،‬ويركب “مورنيه” ال�سفير بغلة القن�صل بملاب�سه ا ألوروبية‬

‫‪99‬‬
   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103   104