Page 105 - Fenoun Masreya
P. 105
‫ت أ�خذ وحدها دون ا آلخرين ُبعدها رمزيًا وا�ض ًحا‪ ،‬فيما ا آلخرون واقعيون تما ًما‪ ،‬والمر أ�ة م�ستقاة من “المادونات”‬

‫اللاتى تحفل بهن الر�سوم الدينية منذ ع�صر النه�ضة؛ حيث يعمد الر�سام إ�لى تحميل ال�سمات جميع �ضروب المعاناة‬

‫الملحمية‪ ،‬وفى لوحته كانت المر�أة تعانى‪ ،‬ولكنها �صامدة �صمود ا ألبطال وال ُق َّواد‪ ،‬ويلاحظ �أن ديلاكروا قد عزل‬

‫فى لوحته خم�س �شخ�صيات من الح�شد الكبير كالممثلين الذين ت�سلط عليهم الأ�ضواء على خ�شبة الم�سرح؛ ففى ي�سار‬

‫الف�صل ا ألخير فى الثورة الفرن�سية فى لوحته‬ ‫اللوحة يميز العامل والبورجوازى من خلال لبا�سهم يقاتلون جن ًبا إ�لى جنب‪ ،‬وهناك امر�أة تحت�ضر مت�ضرعة ترتدى‬
‫الخالدة “الحرية تقود ال�شعب” التى ر�سمها‬ ‫الأزرق وا ألبي�ض والأحمر ترمز �إلى ا ألمة المت أ�لمة‪ ،‬وعلى يمين اللوحة �صبى يم�سك بكلتا يديه م�سد�ًسا يرمز إ�لى‬
‫عام ‪1830‬م؛ حيث عزل فيها خم�س‬ ‫م�ستقبل الوطن‪ ،‬وهذا ال�صبى هو الذى ا�ستلهم منه “ڤيكتور هوجو” �شخ�صية “جافرو�ش” فى روايته “الب ؤ��ساء”‪..‬‬
‫�شخ�صيات من الح�شد كالممثلين الذين ت�سلط‬
‫عليهم ا أل�ضواء على الم�سرح‪ ،‬وهم‪ :‬العامل‪،‬‬ ‫و‪ ..‬يظل ديلاكروا حتى رحيله فى عام ‪1863‬م �أكثر ر�سامى فرن�سا تنو ًعا وت أ�ثي ًرا على الإطلاق‪.‬‬
‫والبورجوازى‪ ،‬والمر أ�ة المت�ضرعة‪ ،‬وال�صبى‪،‬‬
‫وال�شاب المقاتل بالم�سد�س‪ ،‬وفى الو�سط‬
‫امر أ�ة عارية ال�صدر رم ًزا ل ألمومة ك آ�لهة تقود‬

‫ال�شعب المتمرد كرمز للحرية‬

‫‪105‬‬
   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110