Page 104 - Fenoun Masreya
P. 104
الجماهير الغا�ضبة‪ ،‬كما �سحره أ�ن يكون الثدى ظاه ًرا رم ًزا ل ألم الحنون التى تغذى ال�شعب والجمهورية‪ ،‬معبرة عن‬ ‫نابليون بونابرت �أ�شهر لوحات فرديناند‬
‫قيم الجمهورية الاجتماعية‪ ،‬ولابد من الملاحظة ب أ�ن كثي ًرا من الفنانين أ�مثال ‪“ :‬جويا” و“جيريكو” و“جرو” الذين‬ ‫ڤيكتور �أوجين ديلاكروا‬
‫عا�صروا ديلاكروا‪� ،‬أو تلوه‪ ،‬قد ت�أثروا كثي ًرا بهذه اللوحة إ�لى درجة �أنهم �شكلوا من وحيها �أف�ضل لوحاتهم‪ ،‬بما يعنى‬
‫أ�نها كانت نقطة الت أ��سي�س فى هذا المجال‪ ،‬أ�ما اللوحة نف�سها ف إ�نها من بعد من أ�نجزت ا�شتراها الملك “لوى فيليب”‬
‫مقابل ‪ 3000‬فرنك‪ ،‬لكنه ف�ضل أ�لا يعر�ضها ل ألنظار حتى حان م�صيرها إ�لى جدران اللوڤر‪ .‬ومن خلال �إجماع‬
‫النقاد‪ ،‬ف�إن ديلاكروا قد ا�ستقى تفا�صيل لوحته من خلال م�شاركته المبا�شرة ل ألحداث الثورية التى ي�صورها‪ ،‬وقد‬
‫كان خلال تلك ا ألحداث على مدى عدة �شهور قد ر�سم الكثير من الإ�سكت�شات والتخطيطات التمهيدية‪ ،‬ومن‬
‫�أهمها لوحتا “المحا َرص� ون” و”المحا رِ�صون‪ ،‬وفيهما ر�سم الكثير من ال�شخ�صيات التى تقود القتال‪ ،‬ك ًّرا وف ًّرا بين‬
‫الثوار ورجال الملك‪ ،‬قد عاد لا�ستخدام معظم تلك ا إل�سكت�شات فى اللوحة جاعل ًا مركزها المر أ�ة حاملة العلم التى‬

‫‪104‬‬
   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109